أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسن محاجنة - الطب التقليدي الديني 6















المزيد.....

الطب التقليدي الديني 6


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 04:11
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


العلاجات التقليدية الدينية -6-
جارتنا المرحومة ام علي ،كانت امرأة فاضلة ،بيضاء بضة ،سمحة الوجه والمحيا ،حازت اضافة الى جمالها قلبا رقيقا ،ممتلئا حبا للجميع ،رأفت بالصغير وأمه ،ومن فقد أمه في الصغر ،كانت له اما بديلة للحظات .خاصة عندما تلتقيه في الحارة ،فكعادتها كانت تبش في وجهه وتحضنه وتقبله ،فيحس للحظات ان أمه عادت الى الحياة. وكنت واحدا من هؤلاء الذين حظوا من الجارة بأبتسامة وحضن دافيء للحظات.
اضافة الى مهاراتها الأنسانية المشهود لها ،فقد مارست مهنة التوليد الشعبية ،وهي ما نطلق عليها في لهجتنا "الداية" او القابلة بالفصحى ،وتبعا لذلك فقد كانت طبيبة اطفال وطبيبة نساء في الوقت ذاته ،يوم ان كان وجود الطبيب في القرى ،من سابع المستحيلات!!!!!
عالجت بالأعشاب والرقى ،والمساج بزيت الزيتون لمرض التهاب اللوزتين ،او ما كنا وما زلنا نطلق على هذا النوع من المساج "التمليس"،وكانت ترقي الأطفال من عين الحسود ومن الفزع اثناء النوم ،وكثير من المشاكل الصحية.كانت تقرأ على رأس الصغير ايات من القرأن ،وحسب معلوماتي لم تكن تحفظ من القرأن سوى قصار السور ،تتلوها بخشوع وقد وضعت الصغير في حضنها،وتوصي الأم باستعمال بعض الأعشاب الطبية !!!!
ام علي جارتنا حظيت بحب واحترام الجميع ،الصغير قبل الكبير. ورغم ان منزلها تحول الى ما يشبه عيادة ،فأنها رفضت بكل شموخ ان تتقاضى قرشا واحدا مقابل خدماتها الجليلة للصغار وامهاتهم. وكانت تقدم واجبات الضيافة لكل زائر! وزوجها الذي سبقها الى لقاء الباري كان رجلا مجدا كادحا ،يعمل في الأشغال الشاقة لتوفير اللقمة النظيفة لعائلته الكبيرة. رحمك الله يا جارتنا.
لقد اتفق اهل الحارة على ان ام علي ،انسانة مباركة ،واعتقد انها مباركة لأنها قدمت دون مقابل !ولا يهم مدى الفائدة العلاجية ،رغم ان الأمهات والأطفال يلهجون بذكرها حتى يومنا هذا ،وانا واحد منهم! والأعتراف بالفضل لصاحبه فضيلة .
ويعود الفضل في تذكيري بجارتنا المرحومة ،يعود هذا الفضل لفضيلة الشيخ يوسف البدري !!نعم ذلك "الشيخ " الذي "طارد"كل من لا يعجبه ، مستعينا بقانون قمعي اسمه قانون الحسبة ،والتهمة الجاهزة دائما ،هي تهمة ازدراء الدين الاسلامي !وأحد ابطال قضاياه الدينية ،كان الفنان عادل امام والكثير من الناشطين والمثقفين.
وقد كان الشيخ ،بطل فيلم درامي مؤخرا،حينما قامت صحفية مصرية ،اسمها فاطمة الزهراء بتصويره اثناء ممارسته للرقية الشرعية في بيته ، وقد جاءت الصحفية اليه في بيته ،وذلك بعد اجرى معها تلفونيا ، كأي تاجر في البازار ،"مفاصلة" حول السعر او الأجر الذي يتقاضاه مقابل الرقية! واستطاعت الصحفية بعد ان رجته طويلا ان تخفض السعر الى 350 جنيها !!!بعد ان طلب سعرا اوليا قيمته 700 جنيها !الأنكى انه طلب ثمن كتيب بأسماء الله الحسنى 10 جنيهات ولم يكن لديها سوى 5 جنيهات واجرة الباص ،لقد حاول بكل ما اوتي من مهارة "سلبها" اجرة الطريق!!
قامت بنشر هذه الحادثة في الصحيفة التي تعمل بها ،مما لفت انتباه وسائل الأعلام المرئية التي قامت بأجراء المقابلات معها ،مما اثار حفيظة الشيخ المتخصص بمقاضاة كل من لا يروق له !! فهدد بمقاضاة الصحفية والصحيفة !!ليش يعني ؟؟؟؟ قال لأنها قامت بتصويره في ملابس البيت!!!!!يا سلام !!! فهو ولكي يظهر في وسائل الأعلام ،عليه ان يكون مرتديا "زي" الشغل!!!!او هل سنطلق عليه "عدة النصب"!
ومما يثير حفيظة من يحترم نبي الأسلام ،ان يقول هذا "الشيخ " واستنادا الى كتب التراث ،التي احضرها معه الى الأستديو ،ان النبي تقاسم مع اصحابه شويهات كأجر تلقاه احد اصحابه عن رقية عملها لأعرابي ،فقد رقى الصحابي الأعرابي بسورة الفاتحة . وكل هذا لكي يدلل "فضيلته" ان النبي الكريم قد تلقى اجرا على "رقية " بسورة الفاتحة!!!!! و الأجر يعني المردود المادي وليس الثواب من سبحانه وتعالى .
اين كل اولئك الذين خرجوا بمظاهرات "نصرة للنبي "،من هذا الكلام؟؟؟؟؟؟
ولكي اكون منصفا مع نفسي ومع الأخرين ،فانني اعدت تصفح كتاب الطب النبوي لأبن القيم ، فلم اجد قصة الشويهات والأعرابي ،لكن الكتاب زاخر بالرقى لكل حالة ،وبالعلاجات الطبيعية كالتداوي بالأعشاب .
ويورد ابن القيم حديث او قصة التداوي ببول الأبل والبانها ،ويستشهد بابن سينا في هذا المجال،واردت التوقف قليلا عند هذه الظاهرة ،لأنني شاهدت قبل ايام فيلما وثائقيا عن القبائل العربية في السودان ،والتي تعود جذورها الى الجزيرة العربية ،وتوقف معدو الفيلم عند قبيلة اسمها الرشايدة او الرواشدة، لا اذكر بالضبط ،وكانت المفاجأة ،ان احد افراد هذه القبيلة وبعد ان قامت زوجته بحلب الناقة ،تناول منها القصعة وتوجه الى احد الجمال التي تبول ووضع القصعة تحت سيل البول وخلطه بالحليب ! ولدى سؤاله عن الأمر ،اجاب بكل بساطة ،انهم معتادون على ذلك ،لأن بول البعير فيه خلاصة اعشاب الصحراء،التي تفيد في الوقاية من الأمراض !! ولم يأت على ذكر الطب النبوي او غيره ،واعتقد جازما انه لا يعرف القراءة ولا الكتابة !!ولا يشاهد محطات "التجهيل" ،واشار المذيع الى ان هذه القبيلة تحافظ على عزلتها وتقاليدها المتوارثة عبر الأجيال!
ولا يحتل البول "مركزا مرموقا " لدى البدو فقط ،فقد سبق وان شاهدت ومرة اخرى فيلما وثائقيا عن شعوب غابات المسيسيبي ،الذين "يكرمون "ضيوفهم الأعزاء ،غن طريق تجميع بول جميع افراد العائلة ،لكي يستحم به ضيوفهم ! وكانت "ضحية " كرم الضيافة ،عائلة امريكية،زارتهم في اطار تبادل ثقافي!!!!!!!!
اما الحالة الأخرى ،فقد كانت ضمن برنامج طبخ ،يقدمه صحفيان استراليان على ما اذكر ،ويبحثون عن اغرب المأكولات ،وفي الصين تناولا البيض المسلوق بالبول!! وذكر احدهما ،انه احس انه يأكل من "المرحاض العمومي"!!!!
وأنا شخصيا ،لا احكم على اشخاص او شعوب ،من خلال عاداتها ،طعامها وممارساتها !وكما يقول مثلنا الفلسطيني "كل مين على دينه الله يعينه "، لكن ان تتحول عادات او ممارسات علاجية الى دين ،فهذا ما اعترض عليه، فالعلاجات هي نتيجة ظرف زمكاني ،مرتبط بالبيئة والأمكانيات والمكتسبات الحضارية ،لشعب او مجموعة عرقية ما في زمان ما ومكان ما !!!
واليوم هناك انواع من العلاجات التي توصل اليها العلماء عبر جهودهم التي لا تعرف الكلل ولا الملل ،وتتوفر بشكل او بأخر للناس ،فلم العودة الى علاجات كانت معروفة في وقت ما!!!
ولا اعترض على حق دعاة العلاج ببول الأبل ،ان يعالجوا انفسهم بأي بول يختارون ،لكن ان يجعلوا من هذه العلاجات ،دينا ملزما ،فهذا يجب ان يثير حفيظة من يحترمون الدين ونبيه!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توأمان -قصيدة
- فضائية وباخلاق سماوية
- العلاجات التقليدية وتجليات الوهم-5-
- تنظيف الساحة الخلفية
- العلاجات التقليدية 4- الفريد هيتشكوك وطقوس الزار
- عزف منفرد -قصيدة
- نسرين فاعور -حضور عند الغياب
- العلاجات التقليدية 3
- العلاجات التقليدية -القابالا وشمس المعارف الكبرى-2-
- العلاجات التقليدية او دروبس على نعنع
- الليالي البيضاء
- ضحايا ..وضحايا
- وشوشات-قصيدة
- ازدراء العقول
- التيه في الذات -قصيدة
- الثروة الحيوانية بخير
- فريضة القذف وطلب المغفرة
- المزايدون
- زمن اول حول
- الترهيب والاستهلاك


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسن محاجنة - الطب التقليدي الديني 6