أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - الليالي البيضاء














المزيد.....

الليالي البيضاء


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 14:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الليالي البيضاء
يستمتع سكان اقصى الشمال الاوروبي بظاهرة تدوم اياما معدودات في بعض المناطق ،واشهر طويلة اخرى في منطقة القطب،وهي ثبات الشمس في كبد السماء ، والليالي بيضاء بيضاء ،والليل بعيد. ومع ذلك "تتلخبط" الساعة البيولوجية عند البعض فتقل ساعات نومهم وتصيبهم حالات من التوتر والبلبلة الذهنية ،حتى يتمنون الليل ،كما يتمنى المؤمنون الموت،!!!
لا ..لا فأنا لم امر بهذه التجربة المثيرة ،رغم شوقي ورغبتي في استكشاف العالم او على الاقل ان اسير على خطى ابن بطوطة او ماركو بولو،لكن ما باليد حيلة،او كما يقول مثلنا الفلسطيني "العين بصيرة والايد (اليد) قصيرة !!
لكن ،لم يدر في خلدي ،ان الليالي البيضاء ،كظاهرة انسانية وليست فلكية ،تحدث على بعد كيلومترات معدودة ،من بيتي، وراء جدار الفصل العنصري!!!
وقصة هذه الليالي الفلسطينية ،هي قصة نسوة امهات ،يغامرن كل يوم بحيواتهن ،من اجل الحصول على لقمة العيش ،لهن ،لأزواجهن واولادهن .
قامت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ببث فيلم وثائقي بعنوان الليالي البيضاء ،يحكي بالصوت والصورة ،حكاية الكفاح اليومي لمجموعة من النساء ،من منطقة بيت لحم ،يخرجن كل يوم من بيوتهن في ساعات الفجر الاولى (الثانية فجرا )،ويسرن على الاقدام يوميا ولمدة 4 ساعات ،في محاولة للالتفاف على الجدار وحراس الجدار من شرطة حرس الحدود ،للوصول الى شارع رئيسي ،داخل منطقة القدس ،حيث ينتظرهن "مقاول" يقوم بتوزيعهن بسيارته على البيوت التي يقمن بالخدمة فيها.ليعدن الى بيوتهن بعد يوم عمل شاق ،قريبا من منتصف الليل ،ليلقين باجسادهن المنهكة على الفراش ،دون ان يتمكن من رؤية اولادهن!!!!!!
- هل يحبك زوجك ؟سألت الصحفية احدى المكافحات.
علت اصوات قهقهات النساء ،وتطوعت ،بل اقول بادرت احدى صويحباتها بالاجابة عنها :
- اكيد فزوجها يموت فيها ! فهي التي تحضر المصاري (النقود ). بينما اخرى قالت بمرارة ساخرة
- تسأليننا عن الحب ؟؟؟؟لا يوجد لدينا الوقت للحب !! قالتها غامزة لامزة الى العلاقات الجنسية بينهن وبين ازواجهن !!!!
الفيلم يرافق هاته النسوة خلال اسبوع عملهن ،بدءا من التجمع في ساعات الفجر ،قبل ان يصيح الديك ! وهن يتجاوزن وديانا ويصعدن جبالا ،ويمرقن من بين الاسلاك الشائكة ،مما يؤدي الى جرح البعض منهن ،وتمزق اجزاء من ثيابهن ! حتى يصلن الى داخل اسرائيل ،حيث عليهن تفادي الشرطة او الجيش !!!!ووثق الفيلم حالة هروبهن من وجه الشرطة !!!ومحاولة الكرة مرة اخرى للدخول الى الارض الموعودة !!!!!!
لقد اعددن لكل شيء عدته ،فبعد ان يتجاوزن بأمان الحدود ،يقمن بتغيير ملابسهن الخارجية وينظفن احذيتهن مما لحق بها من طين واوساخ ،ويسرن في شوارع المدينة الكبيرة!!!!
اكثر ما يشغلهن ويقض مضاجعهن ،ان تتمكن الشرطة من القاء القبض عليهن وسجنهن !!!!مما يؤدي بالتالي الى قطع مصدر الرزق الوحيد لأسرهن!!!!
يظهر الفيلم قوة ارادة هؤلاء النسوة ،وتفاؤلهن بأن يعوض الاولاد عليهن ما كابدنه من تعب ،من اجل توفير اللقمة والملبس والدراسة لاولادهن ،حتى يحصلوا يوما ما على شهادات جامعية ،وينشلوهن من هذا الكبد وهذه المعاناة!!!!
كما امتازت هؤلاء النسوة بالسخرية المرة ،التي تجعلك كمشاهد تقهقه عاليا ،من روح الدعابة والقفشات السوداء التي صدرت عنهن!!!!!!!!
وبدل ان يحني مجتمعهن رؤؤس ابنائه اجلالا واكبارا لهؤلاء المناضلات الحقيقيات ،كما افعل انا وبكل تواضع ،لا ارى نفسي قادرا على مواجهة هذا التحدي الذي تجابهه هؤلاء النسوة ، بدل ذلك كما قالت احداهن ،فان قسما من ابناء مجتمعهن ،يولغون في سمعتهن ،بحجة ان مكان المرأة البيت!!!!
لقد كانت هذه احدى الجمل الحزينة التي صدرت عن واحدة منهن
- مخنا "عقليتنا "عربي ، مش مخ "عقلية " غربي !!!!!!!يريدوننا ان نموت من الجوع ؟؟؟؟ او نعيش على صدقات الغير؟؟ ام ان نشتغل باشياء اخرى؟؟؟؟؟
- نحن مناضلات !!!قالتها امرأة في سن ال 67!!!!!!
ساتوقف دون تعليق !!!!!!! رغم ان اطراف اصابعي تدغدغني ،واقاوم دمعة تريد ان تفر من عيني!!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا ..وضحايا
- وشوشات-قصيدة
- ازدراء العقول
- التيه في الذات -قصيدة
- الثروة الحيوانية بخير
- فريضة القذف وطلب المغفرة
- المزايدون
- زمن اول حول
- الترهيب والاستهلاك
- العشق السرمدي
- الكذب والصحة النفسية
- الاغتصاب والجلد .....وجهان لعملة واحدة
- احتجاجات سلمية
- اهتزاز العرش
- الخنزير الطيب
- وردة في حقل من الاشواك
- محمد قام من بين الاموات.
- مالك في خطر
- كروان حيران!
- عنزة ولو طارت ......وتحطيم الاصنام


المزيد.....




- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - الليالي البيضاء