|
المالكي .. والبقرة الصفراء
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 11:02
المحور:
كتابات ساخرة
الخالة " خديجة " كانتْ تمتلك بقرة صفراء شهيرة .. ليسَ فقط بلونها المُرّقط ولا بكمية ما تَدُرهُ من حليب يومياً .. ولكن ، شهيرة بِعادةٍ سيئة ، كثيراً ما تفعلها .. إذ ما أن يمتلأ إناء الحليب .. تقوم البقرة بِمُغافلة الخالة خديجة .. وترفس الإناء لينسكب الحليب ويذهب هدراً ! . سياسة السيد " نوري المالكي " ، تشبهُ في أحيانٍ كثيرة ، ما تقوم بهِ بقرة الخالة خديجة .. فعلى مدى أكثر من ستة سنوات .. إنهمكَ المالكي .. بزيادة أعداد القوات المُسلحة والشُرطة والأمن ، بل وأشرَفَ على تشكيل الصحوات العشائرية ومجالس الإسناد وألقى خُطَباً في كُل تجّمُعٍ عشائري .. المُهم نجحَ القائد العام للقوات المُسلحة ، في تخصيص مبالغ ضخمة من الميزانية العامة ، للقوات الامنية المُختلفة .. رواتباً وتسليحاً ومنحاً وهدايا .. الخ .. كما نجحَ ايضاً في جعل تعداد هذه القوات مليونياً .. وإذا كان صدام يفتخر بإمتلاكه " الجيش الشعبي " ، فأن المالكي يمتلك الصحوات ومجالس الإسناد ! .. وإذا كان صدام يتباهى بالحرس الجمهوري ، فالمالكي له " الفُرقة الذهبية " ! . عموماً ان المالكي رّكَزَ جهودهُ على " وزارة الداخلية " أكثر من وزارة الدفاع .. وذلك لسببٍ بسيط .. لأن المُحاصصة اللعينة إرتأتْ ان تكون وزارة الدفاع ، من حصة " السُنة " .. بينما الداخلية ، هي وزارة " شيعية " بالمُطلَق ! . وعلى الرغم ، ان وزراء الدفاع السنة الذين إستوزروا خلال السنوات الماضية ، كانوا مُقّرَبين الى المالكي .. إلا انهم في كُل الأحوال ، يبقون " سُنة " ! في البداية .. لجأ المالكي وحزبه ، الى ضَم المئات من كِبار ضُباط الشرطة والجيش والأمن ، السابقين وحتى من الذين كانوا في مواقع بعثية مُتقدمة .. وأوكَلَ إليهم مهمات قيادية حساسة .. تحت عنوان " المُصالحة " ، من قبيل مدراء الشرطة ، ومدراء السجون وضباط التحقيق والإستخبارات .. الخ .. ثم بعد أن إستتبَ له الحُكم .. ضَم المزيد من هؤلاء وليس من الشيعة فقط ، بل من السُنة أيضاً .. أي كُل مَنْ أبدى الولاء له شخصياً ! . وفي نفس الوقت ، لجأ الى الإجتثاث والمسائلة والعدالة ، من اجل تصفية البعثيين [ الذين إنضموا الى قوائم غير قائمته ] .. وتصرفَ بإزدواجيةٍ مُثيرة للريبة والشك . وإصطنعَ المالكي وكلاء له في المراكز " السُنية " مثل الموصل والانبار وصلاح الدين .. وأجزَل لهم العطاء ، لكي يُلّمعوا صورته بإستخدام شعارات تدغدغ مشاعر البسطاء ، ولكي يشقوا صفوف خصومه . لكن المُشكلة .. ان الكثير من الذين إعتمدَ عليهم المالكي ، وأسند إليهم مناصب خطيرة .. لم يكونوا في دخيلتهم ، موالينَ له .. بل إحتفضوا بخلفياتهم البعثية ونزعتهم التآمرية التقليدية ، ونّسقوا وتعاونوا مع المجاميع الإرهابية .. وما سلسلة عمليات الهروب المُنظم من السجون ، لأعتى المُجرمين المحكومين بالإعدام .. من البصرةِ الى بغداد الى تكريت الى الموصل ، إلا دليلاً على ذلك ! . والمُضحك المُبكي .. ان المالكي يُطُل علينا بين الحين والحين .. ويقول ( ان الأجهزة الامنية مُختَرَقة !! ) .. يشكو من ذلك .. لا أدري لِمَنْ يشكو ومَنْ يُعاتِب ؟ انه هو القائد العام للقوات المسلحة ، وهو وزير الدفاع ووزير الداخلية والحاكم بأمرهِ .. هو الذي يتلاعب بالشعارات كما يحلو له : فالمُصالحة والمُسائلة والإجتثاث والعفو العام .. الخ .. كُلها كلمات مطاطة وقابلة للتفسير والتأويل ، حسب المصالح والظروف ! . حقاً .. كُلما يقترب الإناء من الإمتلاء ، ويقترب الأمل في شُرب الحليب .. تقوم البقرة الصفراء .. بقرة الخالة خديجة .. بِركل الإناء وهدر الحليب .. كما يقوم المالكي " وبقية الشُركاء في الحُكم أيضاً " .. يقومون ، كُلما ظهرتْ بوادر الإنفراج .. بركل ورفس الإناء .. وإفتعال أزماتْ أشَد وأخطر من السابق .. وهدر كُل الجهود الرامية للخروج من الوضع المُزري الحالي !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رأيٌ في السُلطة والمُعارضة في الأقليم
-
هذا العالم المُضطرِب
-
العِيال كِبرتْ
-
الإحباط .. والديمقراطية
-
العلّة والسبب
-
أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة
-
الموصل .. والتيار الديمقراطي
-
إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان
-
المرحلة الإنتقالية
-
تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
-
دهاء القادة .. وحماقة الجماهير
-
سلطتنا .. و - شنينة ياس - !
-
اللوحة الكئيبة
-
أعضاء مجلس النواب .. والزواج
-
في إنتظار الرئيس
-
بين العقل والعاطفة
-
المسطرة القصيرة
-
أشياء صغيرة .. -7-
-
التراشُق بالحجارة
-
المواطن العراقي الرخيص
المزيد.....
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
-
فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
-
قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
-
أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال
...
-
بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون
...
-
السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621
...
-
ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر
...
-
أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ
-
ثبتها الآن.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على نايل سات واستمت
...
-
عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|