أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار طلال - الحروب والحصار والارهاب تغال الذائقة الغنائية في العراق














المزيد.....

الحروب والحصار والارهاب تغال الذائقة الغنائية في العراق


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


الحروب والحصار والارهاب
تغال الذائقة الغنائية في العراق


دعى احد المعنيين بشؤون الموسيقى العراقية، الى انتشال الاغنية من التردي في مهاوي الحروب والحصار والارهاب، التي ابتلي بها العراق، منذ مطلع الثمانينيات، وما زال مبتلى.
الحروب وتسييس الاغنية باتجاهي التعبئة وتسفيه المجتمع، خلق ذائقة استهلاكية داخل وخارج العراق، تضافرا مع الارهاب الذي شتت المطربين والملحنين فراحوا يداهنون الرديء في الخارج كي يستقبلهم؛ لانه الاسهل والاوفر معيشة. وتلك كلها.. بمجموعها شكلت منابع تصب سما في صفاء الاغنية العراقية الزلال.. تعكره.
لذا آن لنا ان نفكر بانتشال الذوق الغنائي من ثقافة الهاوية التي تداعى اليها ليس الغناء العراقي وحده، انما الذوق العربي والعالمي على حد سواء.
ومعاجتها لا تبدأ من الغناء نفسه، انما من خلال بناء مؤسسات موسيقية.. معاهد ومدارس ورسم برامج ميدانية لمعالجة الخلل، فهي متاهة ضاع فيها الجميع.. السلبي والايجابي على حد سواء.. قبل سقوط النظام، وتعزز التيه بعد السقوط، اذ غادرت الطاقات المبدعة وانزوى الذي يحترم فنه كي لا يتدافع مع الطارئين بالمناكب، ومخلفات الحرب ضيقت على الجاد مساحة الثقة بادواته في امكانية ترميم الخراب؛ ما ادى الى الاحباط.
من حيث الكلمات واللحن والاداء تحتاج بيئة راقية الذوق والفن والثقافة، في كنف رعاية الدولة التي تدعو الحقيقيين لتقييم الواقع الفني واتخاذ تقييماتهم منهاج عمل.. امثال طالب القره غولي وجعفر الخفاف.. هكذا يمكننا معالجة الذوق الغنائي بعد مدة طويلة من الزمن، فالامراض المستعصية لا تشفى بدواء سحري، لا يمكن ان يبعث السيد المسيح (ع) الان ليشفي الابرص ويحيي الميت، الامور بحاجة الى مناهج عمل مدروسة باشراف متخصصين جادين وتنفيذيين مثابرين، وتأخذ وقتها ريثما يظهر اثرها على المرسل والرسالة والمتلقي، لان الجميع شركاء بالخطيئة.
اعيتنا الحيلة برجاء ان تلتزم الفضائيات بث الاغاني الرصينة، لكنها لا تعنى بما يقلقنا من ترد تسير اليه لاغية الاغاني.
مهمة انتشال الذوق الغنائي، بحاجة الى ندوات ولقاءات موسعة؛ لمناقشة شؤون الاغنية العراقية، وواقعها المتردي، تخلص الى نتائج لا تظل مجرد امنيات غيرقابلة للتفعيل، تدور في فلك الرجاء لدى الفضائيات بالتزام بث الاغاني الرصينة، انما توجد وسائل ملزمة في انفاذ الامر الصح!
على ان تنظيم المهرجانات الجماهيرية المفتوحة التي تروج للاغنية الاصيلة والمبدعة من شأنه ايقاظ الذائقة التي طوتها النماذج الرديئة التي سدت الافاق من حولها.
فضلا عن اصدار مطبوعات سهلة التناول تضيء للمستمع السبل المثلى للغناء الجميل.. قديمه وحديثه.. اشاعة للثقافة الذوقية السليمة.
صعبة هي السيطرة على الامر، لانه بين الفضائيات والهيئة العامة للبث والاتصالات، اقولها متمنيا على الفضائيات التشاور مع نقابة الفنانين العراقيين ودائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة واقسام الموسيقى في المعاهد والكليات؛ لتشكيل لجان فحص للنصوص والالحان والاصوات.
فهبوط الغناء تتمة للحروب المسلحة.. انتهت الحروب العسكرية لكن بدأت الحروب الفكرية والمؤسساتية، ما يجعلني اقترح اصلاح السياسة كي تنصلح الاغنية؛ لان الناس على دين ملوكها.
المشكلة تنتهي بسهولة عندما يدار البلد من قبل مجلس نواب يحب الموسيقى ويعنى بالثقافة، ما يحيل العراق الى جنة على الارض.. لا امراض ولا جراثيم ولا نشازات ذوقية "قولهم فيها سلاما سلاما" فقد تحولت الحروب من التسلح الى الفكر؛ العراق لم يغادر الحروب، وامام تحولها الى حروب فكرية واعلامية، ومعالجتها لا تصح الا من قبل المؤسسة الرسمية، التي تملك سلطة اقصاء السيء وتحفيز الحسن، وتلك من واجب المسؤولين الرسميين.
في حين يجب الفات نظر التجارب الشابة الى عطاء السابقين عليهم جودة جعلتهم خالدين.
الاغنية منشور سريع لذا فان علاج ظاهرة الاغنية الهابطة، يحد من منزلق اجتماعي خطير؛ لان الاغنية منشور سريع، يؤثر بالاخلاق والتقاليد؛ ما يجعل الاهتمام بها واجب شديد الخطورة، يوجب عقد مؤتمر باشراف هيئة معنية بالشعر والتلحين والغناء وعلم النفس والاجتماع والموسيقى وعينات ثقافية مسؤولة ومعلم مدرسة، يعنى هذا المؤتمر بترميم خراب الذائقة، التي سقطت، مع كل الاشتغالات الجمالية التي تهرأت جراء الحروب والانهيارات الاجتماعية والاقتصادية.
كل الاشتغالات الجمالية تردت في مهاوي الحروب.. انتهت الى مطافات خطيرة غيبت التجارب الحقيقية بسبب غياب المؤسسة الراعية كـ (الاذاعة والتلفزيون) ومثلا؛ اذ ان في السبعينيات لدينا عشرة مطربين يغنون والعراق كله يستمع لهم، الان العراق كله مطربون وعشرة فقط الذين يستمعون.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي سفر الخروج
- العراق دولة ضد شعبها
- الربيع العربي يوفر حكما ذاتيا لتنظيم القاعدة
- حسن وسوء استخدام الجزء الواحد من الجسد
- اليسو.. التأييد لا يعفينا من الهدر
- سبقت سوريا الجميع فتأخرت هذه الدورة
- براغماتية متعاشقة شعوب تطيح برؤسائها ورؤساء تطيح بشعوبها
- سآوي الى ركن شديد يعصمني
- تحييد الدين والقومية ينتشل الدستور من فشله ويحقق الرفاه الوط ...
- العراق.. حكومات متعاقبة ينصبها الاجنبي ضد مجتمعها
- آفة الرأي الهوى
- الطلقاء عائدون
- استقواء الايمان بانهيار الجسد المسيح الحي.. ما صلبوه ولكن شب ...
- خلايا تبحث عن ثغرة المالكي يعلن انتهاء المعركة ضد الارهاب
- اما التقوى او الدهاء علي يستشهد ساجدا فجر رمضان
- ستاند آب كوميديا اسلامية راقية
- الموجة الجديدة نصف قرن من الانهيارات الرئاسية
- توضيحا لالتباس القصد زحام يرضي غرور المسؤولين
- هل تصوم السياسة في رمضان
- رجال اكبر من المناصب


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار طلال - الحروب والحصار والارهاب تغال الذائقة الغنائية في العراق