أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!














المزيد.....

طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
هذه المرَّة، هل تغيَّرت الظروف والأوضاع (إقليمياً ودولياً) بما يُكْسِب "تَوَقُّع" وقوع حرب، تُهاجَم، أو تُهاجِم، فيها إيران، "واقعية أكثر (من ذي قَبْل)"؛ أقول هذا وأنا مُقْتَنِع تماماً بضرورة عدم النَّظر إلى التصريح الذي أدلى به رأس الهرم في الحرس الثوري، والذي أكَّد فيه "حتمية" وقوع الحرب بين بلاده وإسرائيل، إنْ عاجلاً أو آجلاً، على أنَّه من الأسباب القوية والمهمة في رَفْع منسوب الواقعية في ذاك التوقُّع؛ ذلك لأنَّ هذا الكلام الإيراني عن "حتمية" وقوع تلك الحرب يظلُّ مُفْتَقِراً إلى ما يُكْسِبه الأهمية السياسية العملية؛ فهو كلام فيه من "اللهجة التاريخية" أكثر مِمَّا فيه من "اللهجة السياسية"، ويشبه أنْ يُعْلِن أي زعيم عربي "حتمية" وقوع الحرب بين بلاده وإسرائيل، إنْ عاجلاً أو آجلاً.
ومع ذلك، ثمَّة ما اختلف، هذه المرَّة، في الظروف والأوضاع الإقليمية والدولية لهذا الصراع (الكامن) المتشعِّب، والمتعدِّد البُعْد والوجه؛ وثمَّة ما يَدْعُونا، من ثمَّ، إلى النَّظر إلى الأمور بعيون مختلفة؛ فأنَّه لأمْرٌ جديد، وفي منتهى الأهمية، أنْ تتحدَّث طهران الآن عن "الحرب" بصفة كونها "إمكانية واقعية"، قابلة سريعاً للتحوُّل إلى "واقع"، وهي التي أكثرت، من قَبْل، من الكلام عن "الحرب النفسية" التي تشنها عليها الولايات المتحدة وإسرائيل في تهديداتهما الحربية الكثيرة لإيران، والتي يكمن فيها هدف منع طهران من أنْ تتقدَّم في "برنامجها النووي (السلمي المدني، على ما أكَّدت غير مرَّة)"، وصولاً إلى حيازتها أسلحة أو قنابل نووية.
لقد "انتصرت" طهران، غير مرَّة، من قبل، إذ صوَّرت واقِع "عدم وقوع الحرب"، مع فراغ بالونات التهديدات بشنها عليها من كل الهواء، على أنَّه دليل عملي قوي على افتقار الولايات المتحدة وإسرائيل إلى "الجرأة"، وعلى تخوِّفهما الواقعي، أيْ الذي له ما يبرِّره واقعياً، من عواقب شنِّهما معاً، أو شَنِّ إحداهما منفردةً، الحرب على إيران؛ ولقد بدا، حتى لغير الإيرانيين، أنَّ شَنَّ الحرب على منشآت ومواقع "البرنامج النووي" الإيراني يمكن أنْ يعطي من النتائج الواقعية الميدانية ما يَذْهَب بكثير من توقُّعات "المهاجِم"، أو "المهاجِمين"؛ فالضربات العسكرية (عن بُعْد) والمستنِدة إلى معلومات استخباراتية من مصادِر شتَّى، يمكن أنْ تتمخَّض (ميدانياً) عَمَّا يَصْلُح اتِّخاذه دليلاً على فشلها؛ ذلك لأنَّ هذه المنشآت والمواقع شديدة التحصين، ومنتشرة وموزَّعة على طول وعَرْض (وعُمْق) الأراضي الإيرانية الشاسعة؛ وهذا الإحساس القوي والمتعاظِم لدى الولايات المتحدة وإسرائيل بالخوف من الفشل الميداني للضربات العسكرية في القضاء على "البرنامج النووي" الإيراني هو ما يُفَسِّر قولهما، وقول الولايات المتحدة على وجه الخصوص، إنَّ النتيجة العملية الميدانية النهائية قد تكون إصابة هذا البرنامج بإعاقة ليست بنيوية، ولا دائمة؛ لكنَّ هذه الضربات ستجعل (أو قد تَجْعَل) طهران أكثر تصميماً من ذي قبل، وبكثير، على الإسراع في "عسكرة" برنامجها النووي، وعلى تغيير "فتواها (الدينية)" بما يُحلِّل (وينهي تحريم) حيازتها أسلحة نووية، بدعوى أنَّها قد اعْتُديَ عليها، وعلى برنامجها النووي "السلمي" و"المدني"، فظَهَر من "الضرورات"، والتي في مقدَّمها مواجهة المخاطِر المُحْدِقة بوجود "الجمهورية الإسلامية"، ما يبيح ما كان من قبل في حُكْم "المحظورات (دينياً)".
وأحسبُ أنَّ "المصالح الإستراتيجية" لروسيا، والتي هي الآن في مَهَبِّ رياح "الأزمة السورية"، بكل ما يمكن أنْ يتفرَّع منها من أزمات إقليمية ودولية، هي ما يَحْمِل طهران على إبداء مزيدٍ من التحدِّي، وكأنَّها توصَّلت إلى استنتاج (إستراتيجي) مؤدَّاه أنَّ إيران القوية، المتحدِّية للولايات المتحدة، والغرب على وجه العموم، والآن على وجه الخصوص، هي مصلحة (أو غدت مصلحة) إستراتيجية روسية؛ فهناك ميناء طرطوس السوري، أيْ الموقع الإستراتيجي الأخير لروسيا، في هذا الإقليم، وفي المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط؛ وهناك الصِّراع الخفي والصامت؛ لكن الحاد، بين روسيا والولايات المتحدة للتحُّكم (إستراتيجياً) في شطري القارة الأوروبية (الغربي والشرقي) من طريق أنابيب الغاز والنفط؛ ولا ريب في الأهمية الإستراتيجية لإيران في هذا الصراع.
أمَّا ما يجعل طهران الآن تَسْتَشْعِر مخاطر تعرُّضها لضربة عسكرية وشيكة فهو مناخ الصراع الانتخابي في الولايات المتحدة، والذي فيه يشتد المَيْل لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى صَبِّ مزيدٍ من الزَّيْت على نار أزمة "البرنامج النووي" الإيراني، متوقِّعاً أنْ تَحْمِل الضغوط الانتخابية التي يتعرَّض لها الآن الرئيس الديمقراطي أوباما على أنْ يَقِف من إيران مواقف من شأنها جَعْل ضَرْبها عسكرياً أمْراً وشيكاً، لا بَلْ لا مَفَرَّ منه.
التهديد بشنِّ الحرب على إيران ما عاد، في التقويم الإيراني الجديد له، وفي مناخ "الأزمة السورية"، ومناخ الصراع الانتخابي في الولايات المتحدة، ضَرْباً من "الحرب النفسية" التي تُشَّنُّ على إيران؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ السؤال الذي يستبدُّ بتفكير طهران الآن هو: "هل نبادِر، فَنَشُنُّ حرباً استباقية، أمْ ننتظر ونستعد؛ لكن بما يسمح لنا بردِّ الصاع صاعين للمهاجمين؟".




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعات لوَأْدِ النِّساء!
- لِمَ الاعتراض على هذا الحل للأزمة السورية؟!
- البابا في شرحه الفلسفي ل -حرِّيَّة التعبير-!
- -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!
- -النووي الإيراني- يتمخَّض عن -هيروشيما سوريَّة-!
- جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القار ...
- كَمْ نحتاج إلى -التنظيم الذاتي المستقل-!
- هل تأتي على يَدَيِّ مرسي؟
- لله يا ناخبين!
- كاوتسكي حليفاً لبشَّار!
- البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر!
- مرسي مُتَرْجَماً بالفارسية!
- رِحْلَة نظريَّة في أعماق المادة!
- في -السقوط-!
- موت -اللغة- في جرائدنا اليومية!
- لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟
- أجَلْ ثمَّة ثورة في سورية ومصر وتونس!
- -الجيوش- من وجهة نظر -الربيع العربي-!
- سَطْوَة الدِّين!
- قانون -الانتخاب الطبيعي- بنسخته الاجتماعية!


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن سقوط طائرات مسيرة و-أجسام مشبوهة- في عدة ...
- من أسرّة المستشفيات في طهران.. إيرانيون أُصيبوا بالغارات الإ ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف إجمالي عدد المسيرات الإيرانية على البل ...
- -معركة شرسة- داخل الدائرة المقرّبة من ترامب بشأن التعامل مع ...
- -حبوب منع الشخير-.. أخيرا قد يستمتع شريك حياتك بنوم هادئ!
- الولايات المتحدة: خوف وغضب واحتجاجات ضد شرطة الهجرة -الملثمة ...
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- وسيم الأسد تاجر المخدرات الذي ساهم بقمع معارضي النظام السوري ...
- هل تنهار إستراتيجية إيران العظمى؟
- عراقجي يحذر من انضمام واشنطن للحرب وماكرون يتحدث عن تسريع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!