أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - كاوتسكي حليفاً لبشَّار!














المزيد.....

كاوتسكي حليفاً لبشَّار!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حتى "العداء" لا يُعادي "الموضوعية"؛ لا بَلْ يَجْنَح للتصالح معها؛ فالتطرُّف في "العداء" يُخفِّض منسوب الموضوعية في النَّظر إلى "الخصم"، أو "العدو"، فيُعْمي بصر وبصيرة صاحبه.
ولقد بَلَغ عداء أصدقاء وحلفاء الحُكْم السوري لـ "الربيع العربي" مَبْلَغه، حتى أنَّ بعضهم أوشك أنْ يَصِف هذا "الربيع" بأنَّه "عِبْري (أو إسرائيلي)"، في غاياته وأهدافه النهائية الحقيقية، الكامنة في مساعي وجهود مؤيِّديه ومناصريه من قوى (أيْ دول) دولية وإقليمية (كان لها من المواقف، قَبْل "الربيع"، ما يَشْهَد، ويقيم الدليل، على أنَّها تُناصِب حقوقنا ومصالحنا وقضايانا القومية العداء).
هُمْ الآن ليسوا من دُعاة "الإجابة الثورية (الماركسية، أو اليسارية)" عن سؤال "إصلاح أمْ ثورة؟"؛ ذلك لأنَّ "الربيع العربي"، وفي ساحته السورية على وجه الخصوص، لا بَلْ على وجه الحصر، أثبت لهم أنْ ليس فيه (من السِّمات والخواص) ما يجعله من جِنْس "الثورة"، التي أصبحت كـ "الرُّوح"، لا يَعْلَم ماهيتها إلاَّ بارئها!
إنَّهم يَدْعُون الشعب، أيْ الشعب السوري، إلى أنْ يُفاضِل ويختار من طريق إجابته عن السؤال "الثوري" الجديد، وهو "إصلاح (نَصْعَدُ سُلَّمه درجة درجة) أمْ هَدْم للدولة (وما أدراك ما الدولة)؟".
أمَّا "نقيض الإصلاح"، في "نظريتهم الثورية الجديدة"، فليس "الثورة"؛ لأنَّ "الربيع" ليس بـ "ثورة"؛ هذا "النقيض (الشيطاني، الإبليسي، الإمبريالي، الصهيوني، اليهودي)"، كَفَنا الله شَره، إنَّما هو "التغيير السريع والشامل لأيِّ نظام حُكْم عربي"؛ ولو أردتُ "تعميق" هذه "العبارة"، أو "الجُمْلة"، نظرياً وفكرياً، وبما يجعلها منسجمة، متوافقة، مع تنزيههم "الثورة" عن "الربيع العربي (العبري المحتوى)"، لقُلْتُ عنهم إنَّ كل ثورة تأتي بـ "تغيير سريع وشامل (لنظام الحُكْم)"؛ لكن ليس كل "تغيير سريع وشامل" يجب أنْ يكون "ثورة"؛ والدليل على ذلك، أَذْكُرُه عنهم، هو "الربيع العربي" نفسه!
لكن، من أين أتوا بهذه "النَّظرية الثورية الجديدة"، التي فيها، وبها يتصالح ماركس وكاوتسكي، رحمهما الله؟
لا مَصْدَر لـ "الفكر" إلاَّ "الواقع"، ولو مُسِخَ فيه الواقع مَسْخَاً لم يجرؤ عليه، من قبل، إلاَّ القس بيركلي؛ فلقد رأى هؤلاء (وإنِّي لأرى ما يَرَوْن) أنَّ مصير الوطن والدولة (في بعضٍ من ساحات "الربيع العربي") يوشِك أنْ يكون مِنْ مصير الحاكِم، الذي من جِنْس بشار الأسد؛ فإذا بقي الحاكِم، يبقى الوطن والدولة؛ وإذا ذَهَب، يَذْهَب معه الوطن والدولة.
لقد رأوا هذا الذي نراهُ معهم؛ لكنَّهم لم يسألوا، أو لم يتجشَّموا إجابة سؤال، "لماذا تَسْقُط، أو يمكن أنْ تَسْقُط، الدولة (بمعناها الليبرالي، لا الماركسي) بسقوط الحاكِم؟".
لم يسألوا؛ لأنْ لا مصلحة لهم في أنْ يسألوا؛ فلو هُمْ سألوا، وسعوا في إجابة هذا السؤال، لسَقَطَت "نظريتهم الثورية الجديدة" حتى قبل سقوط "الحاكِم"، الذي، في سعيهم من أجل إنقاذه، يُنْكِرون بديهية من قبيل "دمشق هي عاصمة سورية"!
لَسَقَطَت؛ لأنَّ الدعوة إلى "إصلاح" نظام حُكْمٍ، عَرَفَ كيف يَجْعَل سقوط "الدولة" عاقبةً حتمية لسقوطه، تَسْقُط "مَنْطِقاً"، مُتَمِّمَةً بهذا السقوط سقوطها "الواقعي".
إنَّني يكفي أنْ أرى هذا "الخطر الواقعي"، أيْ خَطر أنْ تَسْقُط "الدولة" في سورية بسقوط بشار الأسد، حتى أتوصَّل إلى الاستنتاج الثوري والواقعي والسليم، والذي هو أنْ لا إصلاح أبداً لنظام الحكم هذا؛ فإنَّ "المهمَّة الثورية التاريخية" للشعب السوري هي أنْ يُسْقِط نظام حكم بشار، مُحْبِطاً، في الوقت نفسه، سعي بشار إلى أنْ يُسْقِط بسقوطه "الدولة" نفسها.
إنَّكم تَدْعُون إلى "إصلاحٍ" لنظام حُكْم بشار (أو تَدْعُون إلى "إصلاحٍ" حتى لنظام حُكْم بشار). وإنَّكم تُسَرْبِلون هذه الدعوة بالحرص على سورية، الدولة والوطن، وبشيءٍ من الانتقاد "الثوري" له؛ كيف لكم أنْ تُقَتِّروا في انتقاده وهو فيه من الفساد والاستبداد ما يَحْمِل غاندي نفسه على الدعوة إلى إطاحته بالحديد والنار؟!
لن نَعْتَرِض على دعوتكم إلى "إصلاحه"؛ لكن نَدْعُوكم إلى جَعْلِها "ديكارتية"، أيْ فيها من "العقل" ما يُقْنِع الشعب السوري بأهميتها وجدواها؛ فَلْتُوضِّحوا له، أوَّلاً، "ماهية" هذا "الإصلاح" الذي تَدْعُون إليه؛ فربَّما كان بوَزْن وأهمية "فأرٍ"، تمخَّض به "جَبَل الثورة"، فولده!
أمَّا إذا "أَكْرَمْتُم" الشعب السوري، وطَلَبْتُم له "إصلاحاً عظيماً واسعاً عميقاً (يستحقه كل شعب)"، فإنَّ عليكم، عندئذٍ، أنْ تُثْبِتوا لهذا الشعب أنَّ نظام حكم بشار الأسد يتَّسِع لهذا "الإصلاح"، ولا يضيق به؛ فهلاَّ تأتون بمثل هذه المعجزة.
وهلاَّ تأتون بما يَجْعَل كل هذا الموت والدمار في سورية "دليل إثبات (لا دليل نفي)"، أيْ بما يجعل كل هذه الكوارث والمصائب والمآسي دليلاً على أنَّ نظام حكم بشار قابِل لإصلاحٍ، يُعْطي الشعب ما ثار من أجله، مُبْقِياً، في الوقت نفسه، على نظام الحُكْم هذا، وعلى "الدولة"، التي جَعَل مصيرها من مصيره.
عندما نَزَل الشعب إلى الشارع منادياً بـ "الإصلاح"، وبـ "السلمية" طريقاً إليه، أغْرَقوا حراكه في بحرٍ من الدماء؛ فلمَّا بادَلَهُم ناراً بنارٍ، وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من سقوطهم المحتوم، قالوا له "تعال إلى الحوار، واطْرُق باب الإصلاح، فوراؤه يَقِفُ سميعٌ مجيب"!
ولو صدَّق الشعب، وجاء إلى "الحوار"، وطَرَق باب "الإصلاح"، لَمَا فَتَح له الباب إلاَّ "الشديد العِقاب"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر!
- مرسي مُتَرْجَماً بالفارسية!
- رِحْلَة نظريَّة في أعماق المادة!
- في -السقوط-!
- موت -اللغة- في جرائدنا اليومية!
- لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟
- أجَلْ ثمَّة ثورة في سورية ومصر وتونس!
- -الجيوش- من وجهة نظر -الربيع العربي-!
- سَطْوَة الدِّين!
- قانون -الانتخاب الطبيعي- بنسخته الاجتماعية!
- جُمْلَة واحدة.. هل ينطقون بها؟!
- لا تَخْشُوا ما لا وجود له!
- مرحى مرسي!
- هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!
- ما هو -العمل-؟
- العمل!
- -الرِّبا- إذْ سُمِّيَ -مُرَابَحَة-!
- في السِّلاح والتَّسَلُّح
- حرب التمهيد ل -أُمِّ المعارك-!
- حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!


المزيد.....




- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - كاوتسكي حليفاً لبشَّار!