أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - في السِّلاح والتَّسَلُّح














المزيد.....

في السِّلاح والتَّسَلُّح


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 19:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



"السِّلاح".. كُلُّنا نَعْرِف ما هو "السِّلاح"؛ لكنَّها معرفة يخالطها كثير من "الجهل"، و"الوهم"، و"الخرافة"، و"الخطأ"، و"سوء الفهم".
هذا الرَّجُل في يده سِكِّين الآن؛ فهل هذه "الأداة" سلاح؟
وهذه السِّكين هل هي شيء "نافع" أم شيء "ضار"؟
إنَّنا يكفي أنْ نتوفَّر على إجابة هذين السؤالين (بما أُوتِيَت عقولنا من عِلْمية وموضوعية وواقعية في التفكير) حتى تتبيَّن لنا، وتتَّضِح، الطريق إلى الفَهْم الصائب والسوي في أمْر "السِّلاح"؛ فالرَّجُل يمكن أنْ يكون ممسِكاً بالسِّكين لغايةٍ نافعة هي، مثلاً، تقطيع اللحم لطهوه؛ وقد تكون غايته ضارة (شرِّيرة) هي، مثلاً، السَّرِقة ولو من طريق ارتكابه جريمة القَتْل.
الخلل في طريقة التفكير، والذي بعضه ليس "خللاً"، وإنَّما "طريقة في التفكير" تَسْتَصْلِحها مصلحة طبقية سيئة من وجهة نظر طبقية أخرى، هو الذي يقود "ليبرالياً" إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ "العصا"، أيْ كل عصا، من "الرأسمال"؛ فهو فَهِم كل أداة عمل تُمْسِك بها يد إنسان، وتستعملها في إنتاج (أو للحصول على) شيء يلبِّي له حاجة، كحاجته إلى الطعام، على أنَّها "رأسمال"؛ و"العصا" كانت "أداة عمل" في يد الإنسان البدائي (حتى القردة تستعمل العِصي).
هذا "الليبرالي" ليس له مصلحة في أنْ يَفْهَم أنَّ "الرأسمال" يشتمل، حتماً، على "أدوات عمل"؛ لكن ليس من المنطق أنْ نستنتج من ذلك أنَّ كل أداة عمل يجب أنْ تكون "رأسمالاً".
ولَمَّا سُئِل "ليبرالياً" آخر "ما هو العبد؟"، أجاب على البديهة قائلاً إنَّه الرَّجُل الزنجي؛ فهو رأى عبيداً من الزنوج، فاستنتج أنَّ كل زنجي عبد (أيْ يجب أنْ يكون عبداً)!
إنَّ "السِّلاح"، كما سائر الأشياء، لا يمكن فهمه إلاَّ بصلته المتبادلة مع غيره؛ فالسِّلاح خَيْرٌ، مثلاً، إذا ما كان في أيدي الثوَّار السوريين، وشَرٌّ في يد بشار الأسد.
و"الحرب" كالسِّلاح يجب أنْ تُفْهَم فَهْماً نسبياً؛ فهناك من "المسالمين"، و"الكهنة"، و"كارهي الحرب" من فَهِم الحرب على أنَّها النُّتاج الحتمي للسِّلاح، وجوداً وانتشاراً؛ فقال إنَّ حَظْر صُنْع وحيازة (واستعمال) السِّلاح هو الطريق إلى مَنْع الحرب، والقضاء عليها؛ وكأنَّ البشر يخوضون الحروب، ويلجأون إليها، لكونهم "مسلَّحين"، أيْ يَمْلِكون أسلحة (أكانت قليلة أم كثيرة).
إنَّ البشر لا يخوضون الحرب لكونهم يملكون أسلحة؛ فَهُم يصنعون الأسلحة، ويتسلَّحون، عندما تشتد الحاجة لديهم إلى خوض الحرب؛ فَلِمَ نَضْرِب صفحاً عن هذا السبب الحقيقي للحرب؟!
وهؤلاء أنفسهم يَبْدُون عُشَّاقاً لـ "نَزْع السِّلاح"؛ لكنَّهم يَضْرِبون صفحاً، أيضاً، عن "التناقض" الذي ينطوي عليه مسعى "نزع السلاح"؛ فأنتَ ينبغي لكَ أنْ تتسلح قَبْل، ومن أجل، نَزْع السِّلاح من يد غيركَ؛ فبالسِّلاح يُنْزَع السِّلاح؛ ولَمْ نرَ في التاريخ إلاَّ ما يَصْلُح دليلاً على أنَّ المدجَّج بالسِّلاح هو الذي يتولَّى نزع السلاح من يد غيره (الأقل تسلُّحاً).
الخصمان المسلَّحان قد يتَّفِقا (إذا ما اقتضت مصلحتهما) على خَفْض متبادَل لتسلُّحهما؛ لكنَّهما لن يتَّفِقا أبداً على النَّزْع المتبادَل التَّام للسِّلاح؛ ولسوف يظل كلاهما يسعى إلى التفوُّق في تسلُّحه على الآخر.
ولو نَظَرْتُم إلى "الدولة" بعيون لا تغشاها أوهام ليبرالية ومثالية لبَانَت لكم على حقيقتها؛ فهي، في جوهرها، لا تَعْدو كونها جماعة منظَّمة من الرِّجال المسلَّحين، تحتكر السِّلاح، وتَحْظر على الشعب حيازته، لتُحْسِن الدِّفاع عن مصالح فئة ضئيلة من أبناء المجتمع؛ وهذه المصالح هي، على وجه العموم، غير متصالحة مع مصالح الغالبية العظمى من أبناء المجتمع نفسه؛ فإنَّ نزع السلاح (بقوَّة السِّلاح) من أيدي الشعب هو جوهر "التسلُّح الشَّرعي"، أيْ تسلُّح "الدولة".
بدايةً تسلَّح الإنسان في صراعه (من أجل البقاء) ضدَّ الوحوش، ولم يتسلَّح لمحاربة غيره من البشر؛ فالقَتْل من أجل القَتْل ليس بدافعٍ إلى القتال، ولا بغايةٍ له؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ الإنسان تسلَّح لمحاربة غيره من البشر عندما أصبح يملك من الأشياء ما يستحق أنْ يُدافِع عنه، وأنْ يحميه من طمع الطامعين، أو من حرمان المحرومين؛ ولا شكَّ في أنَّ احتكار فئة ضئيلة من أبناء المجتمع للجزء الأعظم من اقتصاده هو الذي شدَّد الحاجة لدى المحتكِرين هؤلاء إلى احتكار السِّلاح أيضاً، وإلى اختراع ما يُبرِّر هذا الاحتكار وذاك من أفكار وعقائد، ومن قِيَم ومبادئ أخلاقية.
وفي زماننا، أصبح لمالكي صناعة السلاح من الأفراد والعائلات مصلحة في بقاء وازدهار هذه الصناعة، وفي زيادة مبيعاتها؛ فرَأيْنا كثيراً من الحروب تَنْشب وكأنْ لا أصل لها، أو أساس، في "السياسة"؛ فشركات السِّلاح الكبرى تُشْعِل، وبمساعدة حكوماتها، الحروب من أجل زيادة مبيعاتها من الأسلحة؛ أمَّا إذا خشيت حكوماتها ودولها عواقب حرب ما فإنَّهم يكتفون بـ "أزمة مسيطَر عليها"، وتظل، مهما تفاقمت، دون الحرب؛ لكنَّها تشدِّد الحاجة لدى طرفيها، أو أطرافها، إلى مزيدٍ من التسلُّح.
وتحتاج شركات السلاح إلى بيع منتجاتها المتقادمة؛ فالمخازِن يجب أنْ تُفرَّغ في استمرار، والمنتجات (الأسلحة) المتراكمة يجب أنْ تعود إلى أصحابها على شكل نقود؛ وإنَّ أسوأ خسارة يمكن أنْ يتكبَّدها هؤلاء هي إتلاف هذه المنتجات والتخلُّص منها؛ فليس من الذكاء الاستثماري أنْ يضيفوا إلى كلفة إنتاج السلاح كلفة إتلافه والتخلُّص منه!
وثمَّة من العرب من "تطوَّع" لحلِّ هذه "المشكلة"؛ فهو يشتري، وبثمن باهظ، هذه الأسلحة المتقادِمة، مُجَنِّباً مالكها الخسارة المتأتية من إتلافه لها، وتخلُّصه منها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب التمهيد ل -أُمِّ المعارك-!
- حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!
- هل لتركيا مصلحة الآن في لعب -الورقة الكردية-؟
- -الثقب الأسود- في تفسير آخر!
- متى نشفى من -تَدْيين- صراعنا الواقعي؟!
- حتى لا نَحْفُر بأيدينا قَبْراً ل -الربيع العربي-!
- رؤية صالحي!
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - في السِّلاح والتَّسَلُّح