أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - رؤية صالحي!














المزيد.....

رؤية صالحي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّه أقوى تأييد إيراني لنظام حكم بشار الأسد هذا الذي عبَّر عنه وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي في التصريحات الصحافية التي أدلى بها في المؤتمر الصحافي المشترَك مع نظيره السوري وليد المعلم الزائر لطهران؛ وأَظُنُّ (وليس في هذا الظَّن إثم) أنَّ نظام حكم بشار قد أعطى إيران، عَبْر المعلم، وفي أثناء زيارته، إنْ في سورية نفسها، أو في لبنان والعراق، وفي مجالات وقضايا عدة، ما أحجم عن (أو تردَّد في) إعطائها لها من قَبْل؛ ولو لم يَبِعْ إيران بيعاً رخيصاً أشياء في منتهى الأهمية الإستراتيجية لَمَا جاوَزَت طهران الحدَّ في تأييدها له، والذي عَكَسَتْهُ تصريحات صالحي.
لقد سَلَّم أمره تماماً لطهران (في تلك الزيارة) فتولَّت عنه تقديم "رواية جديدة" لخفايا وأبعاد الصراع المحتدم في سورية بين نظام حكم بشار وشعبه الثائر عليه.
أوَّلاً، وفي "التشخيص"، اتَّفَق الوزيران على أنَّ ما يتعرَّض له نظام حكم بشار الآن لا يَقِلُّ عن "مؤامرة كونية محاكة ضد سورية"، وعلى أنَّ إسرائيل هي التي تقودها؛ فهذا العدو القومي الأوَّل للعرب قرَّر، على ما زَعَم الوزيران، إطاحة نظام الحكم السوري؛ وينبغي لنا أنْ نتَّخِذ من هذا "القرار" عَيْناً، منها نَنْظُر إلى كل ما يجري في مجرى هذا الصراع، أو يتمخَّض عنه.
وعبارة "مؤامرة كونية" لا يُفْهَم معناها على خير وجه إلاَّ بعد، وبفضل، "تحليل نفسي" يخضع له نظام الحكم السوري؛ فنظام الحكم هذا ليس "إنكارياً" فحسب؛ وإنَّما "مغرور" بما يَحْمله على النَّظر إلى نفسه على أنَّه ذو "مآثر"، في كل شيء، فلا يليق به أنْ يكون عُرْضَة لـ "مؤامرة" ليست من "العيار الكوني"؛ فإنْ تعرَّض لها، ولا بدَّ له من أنْ يتعرَّض لها، فلن يكون أمْراً غير عاديٍّ أنْ يَهْزِمها شرَّ هزيمة، وأنْ يَخْرُج من مواجهته لها منتصِراً انتصاراً مؤزَّراً!
لكنَّ نظام الحكم السوري (مع حليفه الإستراتيجي الإيراني) لم يُكلِّف نفسه عناء أنْ يشرح لنا ويُفسِّر كيف لنظام الحكم هذا، والذي يُواجِه "مؤامرة كونية"، أنْ يَثِق بقدرته (الإلهية) على الانتصار على أرباب "المؤامرة الكونية" وهو الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك قابليته للانهزام بسرعةٍ ويُسْرٍ وسهولةٍ أمام إسرائيل، وعجزه المزمن عن استعادة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل فحسب، لا كل القوى في الكون؟!
روى الراوي الإيراني فقال مخاطِباً الشعب السوري، وكأنَّه قوم من الأغبياء، إنَّ لكَ رغبة حقيقية في "التغيير" و"الإصلاح"؛ ولقد وعد الرئيس بشار بتلبية كل ما طالبت به من "إصلاح (سياسي وديمقراطي..)"، لا بَلْ وفى بوعده، و"حقَّق" لكَ "معظم" مطالبكَ الإصلاحية؛ فَلِمَ لا تعطيه من الوقت (اللاثوري) ما يكفي لتحقيق البقية الباقية من مطالبك؟!
صالحي يريد أنْ يُقْنِع الشعب السوري بأنَّه الآن (بكل ما تعنيه "الآن" من دماء ودموع ودمار) في حالٍ (سياسية وديمقراطية..) جيِّدة جداً؛ وإلاَّ ما معنى أنْ يَزْعم أنَّ الرئيس بشار الأسد قد "حقَّق" لشعبه جُلَّ مطالبه السياسية والديمقراطية..، فإذا ما منحه شعبه بعض الوقت فسوف يحقِّق له البقية الباقية منها؟!
و"الإصلاح"، في سورية، يفهمه صالحي على أنَّه شيء لا ينفي، بل يؤكِّد، أنَّ نظام حكم بشار هو في حدِّ ذاته جيِّد، سياسياً وديمقراطياً وأخلاقياً..، ويجب، من ثمَّ، أنْ يبقى؛ وإنْ اشتدت الحاجة الآن (على ما يرى) إلى مساعدته على "تصحيح أخطائه"، وإصلاح بعض أموره التي ليست جزءاً من "طبيعته الجيِّدة"؛ فهو إنَّما يقيس درجة "الصلاحية السياسية والأخلاقية.." لنظام الحكم السوري بـ "مسطرة الديمقراطية الخاصَّة بالجمهورية الإيرانية الإسلامية"؛ فلا غرو إنْ توصَّل إلى هذا الفهم لمعنى "الإصلاح" في سورية!
ويُبشِّر صالحي الشعب السوري قائلاً إنَّ نظام حكم بشار لن يسقط (إذا ما سقط) إلاَّ بصفة كونه آخر نظام حكم سوريٍّ؛ فإنَّ "الوهم بعينه"، على ما زَعَم، أنْ يُظَنَّ ويُعْتَقَد أنَّه يمكن الانتقال من نظام حكم بشار إلى نظام حكم آخر؛ فسقوطه إنَّما يعني (بحسب نبوءة صالحي) زوال سورية نفسها، أي انهيار الدولة فيها، وتمزُّقها، واقتتال أبنائها جميعاً إلى يوم يُبْعَثون!
وأحسبُ أنْ لا معنى لهذا الكلام إلاَّ المعنى الآتي: إنَّ نظام حكم بشار وإيران قد عقدا العزم على خوض الصراع ضدَّ الشعب السوري بما يُثْبِت للقاصي والدَّاني أنَّ زوال سورية نفسها سيكون هو العاقبة الحتمية لسعي الشعب السوري إلى إطاحة حكم بشار.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - رؤية صالحي!