أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - سَطْوَة الدِّين!















المزيد.....



سَطْوَة الدِّين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 00:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ثمَّة حاجة إنسانية (عابرة للأمكنة والأزمنة) إلى "الإيمان الدِّيني"، الذي، في استمراره وديمومته، يختلف (ولا بدَّ له من أنْ يختلف) شكلا ومحتوى؛ فإنَّ لكل زمانٍ، أو عصرٍ، أوهامه التي تتعايش وتتصارع مع حقائقه؛ وإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نسأل "لماذا؟"، أيْ أنْ نجتهد في، ونتوفَّر على، إجابة سؤال "لماذا يحتاج الناس (حتى بعض العلماء) إلى الأوهام الدِّينية؟"، وعلى تَبَيُّن "الاستثمار الدنيوي (والسياسي منه على وجه الخصوص) في الإيمان الدِّيني (الفلسفي الميتافيزيقي).
وتاريخ الأديان يأتي دائماً بما يقيم الدليل على أنَّ الناس، ومهما اشتدت حاجتهم (الميتافيزيقية) إلى "الإيمان الدِّيني"، لن يأتوا بعقيدة دينية "قاحلة (ماحلة، مُجْدِبة)" سياسياً، أيْ يضيق "محتواها الفكري الفلسفي" بمصالح وحاجات وأغراض دنيوية (سياسية في المقام الأوَّل) تَخُصُّ، في المقام الأوَّل، "الأسياد" من أبناء المجتمع، فلا تَصْلُح للاستثمار السياسي.
الدِّين يشبه، لجهة سلطانه (ودرجات سلطانه) على الناس، "هَرَمَاً"، قاعدته من "المُسلَّمات"، وقِمَّته من الأمور الدنيوية والسياسية (التي تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة، والتي ليست، ولا يمكن أنْ تكون، في حدِّ ذاتها، من "المُسلَّمات"؛ لكن يُراد لها أنْ تشبهها تأثيراً).
"المُسلَّمة الأولى"، أو "أُمُّ المُسلَّمات" التي منها تتفرَّع سائر "المُسلَّمات"، هي "الله"؛ فالمُؤمِن يُسلِّم تسليماً بوجود، وبوجوب وجود، خالِق للكون (بصرف النَّظر عن هيئة هذا الخالق، وسماته، وخواصِّه، وشكله، واسمه).
"العَجْز" يَحْمِل صاحبه دائماً على الاعتقاد بـ "المعجزات"؛ ولا شكَّ في أنَّ الله، أيْ فكرة الخالق، هو الابن الشرعي للعجز المعرفي الإنساني النِّسبي؛ فَمِنْ رَحْم عَجْز الإنسان عن التفسير والتعليل (وعن الإتيان بما يقيم الدليل على حُسْن وصحة التفسير والتعليل) يَخْرُج "الإيمان الدِّيني".
"الإسلام" لم يأتِ بمعجزة إذْ أقْنَع الدَّاخلين فيه بوجود، وبوجوب وجود، خالِق للكون؛ فَهُمْ مبدئياً، وقَبْلِه، كانوا يؤمنون بهذه الفكرة، التي تولَّى "أسْلمتها"، جاعِلاً "خالِق الكون" على هيئة مختلفة، وبسمات وخواص مختلفة.
"المُسلَّمة الثانية" هي "النبي"؛ فوجود، ووجوب وجود، "أنبياء"، كانا أمْراً لا شكَّ ولا جدال فيه؛ فالله، ومن طريق بَشَرٍ، هُمْ "الأنبياء (والرُّسُل)"، يتَّصِل بجماعة بشرية ما، أو بسائر البشر.
و"النبي" ينبغي له أوَّلاً، وقبل (ومن أجل) أنْ يَعْتَرِف به قومه على أنَّه "نبي"، أنْ يُثْبِت "نبوَّته"، أيْ أنْ يأتي بما يمكن تصويره لقومه على أنَّه "معجزات"، والتي هي أشياء يَعْجَز البشر عن الإتيان بها إلاَّ إذا مَكَّنهم الله (الذي أرسلهم) من الإتيان بها.
وإنَّ من الأهمية بمكان، في هذا الصَّدَد، أنْ نَعْرِف كيف أصبح الناس مؤمنين بإتيان "نبيهم" بـ "معجزة ما"، أو بما صُوِّر لهم على أنَّه "معجزة".
ومع ذلك، ينبغي لنا ألاَّ نَنْسب "خوارِق" إلى "الأنبياء"، فليس من "نبي" في مقدوره أنْ يؤثِّر في إنسانٍ إلاَّ من داخله، أيْ من داخل هذا الإنسان؛ ولا شكَّ في أنَّ "الضرورات والحاجات (والمصالح)" هي التي تَجْعَل لـ "الأنبياء" سلطاناً على البشر.
"الحاجة"، والتي هي أُمُّ الاختراع والابتكار، والمَدْعاة للتعلُّم والعمل، هي التي تَحْمِلك على "التَّصديق"، أو "التكذيب"، على "الإيمان (والتسليم)"، أو "الإنكار (والجحود)"؛ فَلْنَتَبَيَّن بعضاً من الحاجات (والضرورات والمصالح) التي تَكْمُن في أساس "الإيمان الدِّيني".
البشر وهُمْ على قَيْد الحياة يحتاجون إلى أنْ يفهموا "الموت" بما يكفيهم شرور العيش مع خشيته، والخوف منه؛ فلا بدَّ من الإيمان بـ "حياة أخرى (بعد الموت)"، أو بـ "الحياة الآخرة"، التي يجب أنْ تكون خيراً وأبقى.
الدِّين لبَّى لهم هذه الحاجة (النفسية) إذْ أكَّد لهم (وأخبرهم بـ) وجود "الحياة الآخرة"؛ لكنَّه ولأسباب دنيوية صرف جَعَلها من "جَنَّةٍ" ومن "جهنَّم" في آنْ؛ فـ "الجنَّة" هي "الثواب"، و"جهنَّم" هي "العقاب"؛ وعلى الرَّاغبين في "الجنَّة"، و"ثوابها"، أنْ يمتثلوا (في حياتهم) لـ "أوامِر (إلهية)"، وإلاَّ كان مصيرهم "جهنَّهم"، و"عقابها".
ولا بدَّ لهذا "الامتثال (والاستخذاء والخضوع)" من أنْ "يُرى"، و"يُسْمَع"؛ فاشتدت، من ثمَّ، الحاجة إلى "الممارَسة"، أيْ إلى العبادات والشعائر والطقوس.. والحجاب؛ فكيف لي أنْ أعرِف (وأنا الذي لي مصلحة في أنْ أعرف) أنَّكَ مؤمِن إذا لم أَرَكَ تُصلِّي مثلاً (إنَّني أحتاج إلى أنْ أرى وأسمع ما يشهد على إيمانكَ)؟!
مِنْ كل ما يخشاه البشر في حياتهم، ويتطيَّرون منه، ابْتُنِيَت "جهنَّم"، أيْ فكرة أو صورة "جهنَّم"؛ ولقد ابْتُنِيَت من تلك "الحجارة" بعد تضخيمها؛ فخوف البشر من "جهنَّم" يجب ألاَّ يعدله، أو يفوقه، خوف.
ومِنْ كل ما يتمنَّاه البشر (في مكانٍ ما، وفي زمانٍ ما) ويرغبوا فيه، ويسعوا إليه، وحُرِموا منه، ابْتُنِيَت "الجنَّة"، أيْ فكرة أو صورة "الجنَّة".
وفي الدِّين أُدْرِجَت "الحرب" أيضاً؛ ونال "الشهيد" من الثواب ما لَمْ يَنَلْهُ غيره؛ فالذي يُقاتِل محاماةً عن الدِّين (أيْ في سبيل الله) فيُقْتَل، يَذْهَب إلى "الجنَّة" حتماً؛ وليس من "إثْمٍ" ارتكبه في حياته يمكن أنْ يَحُول بينه وبين هذا "الثواب العظيم"، أيْ دخول "الجنَّة".
أمَّا "غير الشهداء" من "المؤمنين" فأمرهم ليس واضحاً جليَّاً؛ فالذي أفْرَط في "إيمانه الدِّيني (وفي ممارَسة هذا الإيمان)" يَتَّكِلُ كثيراً على "عدالة" الله، وقليلاً على "رحمته"؛ وليس من مؤمِنٍ، ومهما أفْرَط في إيمانه، يَدْخُل "الجنَّة" من طريق "العدالة الإلهية" وحدها؛ فإنَّ شيئاً من "الرَّحمة الإلهية" يَجِب أنْ يُضاف إلى تلك العدالة؛ أمَّا الذي حَمَلته مصالحه (الدنيوية) وملذَّات "الحياة الدنيا" على التفريط في شيءٍ من أمور دينه، فيخشى كثيراً "العدالة الإلهية"، مُمَنِيَّاً نفسه بـ "رحمة الله" التي لوسعها لن تضيق به، وبذنوبه.
ولقد عَرَف الدِّين كيف يُنمِّي في هذا المؤمِن الحُرُّ من بعض قيود التحريم الدِّيني "الرُّوح الانتهازية" إذْ دلَّه على أشياء إنْ أقدم عليها، وفعلها، رَجَحَت سريعاً "كفَّة حسناته" على "كفَّة سيئاته"، فأصبح أمْراً ممكناً أنْ تشمله "رحمة الله" عندئذٍ. وهذه "الرُّوح الانتهازية الدِّينية" هي التي تُفَسِّر لنا الفَرْق البيِّن والظاهر بين منسوب التديُّن عند الشاب، ومنسوبه عند الشيخ (الذي ما عاد فيه من القوى ما يغريه بملذَّات الحياة الدنيا).
الحضارة بدأت قبل "التاريخ المكتوب" بزمن طويل؛ وقد بدأت إذ شرع البشر يُنْتِجون ما يلبي حاجتهم إلى المأكل، وينشئون ويطوِّرون "اللغة". وكان لديهم، في نمط عيشهم البدائي، من الأسباب ما يَحْمِلهم على إنشاء وتطوير فكرة "الخالق"، في بُعْديها الفلسفي والاجتماعي.
وأحسب أنَّ "الحاجة الاجتماعية" إلى فكرة "الخالق" قد وُلِدَت أوَّلاً؛ فالبشر، في نمط عيشهم البدائي، كانوا مضطَّرين إلى أنْ يركِّزوا جهدهم الذهني في أمْر عيشهم المحفوف بالمخاطر (نقص الغذاء، والوحوش، و"عداء" الطبيعة).
بعضٌ من جهدهم الذهني هذا كان "واقعياً"، أيْ كان يُتَرْجَم بما يمكِّنهم من درء تلك المخاطر عنهم قدر المستطاع، فـ "الواقعية الفكرية (البدائية)" كانت لهم شرط بقاء؛ وبعضٌ منه كان يُسْتَنْفَد في اختراع (في إنشاء وتطوير) كائنات وقوى ميتافيزيقية.
لقد شرعوا يخترعونها إذْ أوهموا أنفسهم، أو ظَهَرَ من يوهمهم، أنَّ تلك الكائنات والقوى يمكن أنْ تكون (أو أنْ تصبح) لهم حليفاً في صراعهم من أجل البقاء.. من أجل اتِّقاء شرَّ الموت جوعا، وشرَّ الطبيعة ووحوشها.
على أنَّ كلمة "اختراع" قد تُفْسِد وتُشوِّه المعنى الحقيقي لعملهم هذا؛ فَهُم سعوا أوَّلاً إلى "التفسير الواقعي" لبعض الظواهر والوقائع والأمور؛ لكنَّ عجزهم عن التوصُّل إلى هذا التفسير، أو إلى إثباته وإقامة الدليل المُقْنِع على صدقه وصحَّته، شدَّد المَيْل لديهم إلى "الميتافيزيقيا (البدائية)"، فرضيةً وتفسيراً وتعليلاً، فتاريخ الفكر الميتافيزيقي، بألوانه وصوره المختلفة، إنَّما يُثبِت ويُظْهِر ويؤكِّد حقيقة معرفية في منتهى الأهمية هي أنَّ العجز عن إجابة بعض الأسئلة والتساؤلات "المؤرِّقة" للذهن البشري، أو التي تَلِجُّ في إثارتها حاجات ومصالح إنسانية واقعية، يُفْضي إلى "فراغ معرفي"، لا بدَّ للإجابات الميتافيزيقية من أنْ تملأه؛ فـ "الروح" هي الجواب الذي فيه، وبه، نُحَوِّل كل "جهل" إلى "معرفة"، فيهدأ العقل ويطمئن.
الإحساس بالجوع هو الإحساس الأقوى حتى لدى الإنسان؛ وهذا الإحساس المُقْتَرِن بالخوف من الموت جوعاً هو الذي أرغم البشر على التعلُّم والعمل، وحَمَلَهُم، في الوقت نفسه، على الاعتقاد بوجود، وبوجوب وجود، كائنات وقوى ميتافيزيقية يمكنها، إذا ما عرفوا كيف يكسبون ودها، أنْ تكون لهم خير معين وحليف في مواجهة "عدوٍ"، بعضه من الطبيعة، وبعضه من الحيوان، وبعضه من بَشَرٍ آخرين.
وهذا الاعتقاد الميتافيزيقي سرعان ما قاموا بـ "تجسيمه"، و"تجسيده"، و"ترميزه".. وبإنشاء وتطوير ما استنسبوه له من شعائر وطقوس دينية؛ فالإيمان الديني يفقد منطقه وأهميته ودليل وجوده إذا لم يُرَ ويُسْمَع من خلال الشعائر والطقوس الدينية.
ولا شكَّ في أنَّ ذوي المصلحة في نشر وترسيخ وحماية المُعْتَقَد الميتافيزيقي (وبعضهم من المؤسِّسين له) هُم الذين حرصوا أكثر من غيرهم على إنشاء وتطوير ما يمكن أن يُرى ويُسْمَع من الإيمان الميتافيزيقي حتى يتأكَّدوا قوَّة أو ضعف تأثير هذا المُعْتَقَد في عقول ونفوس أتباعهم؛ وهذا ما يُفسِّر توافق الأديان جميعاً على ضرورة "الإظهار" للإيمان الديني (الباطني) من خلال الشعائر والطقوس والعادات والأعمال الدينية.
إنَّ "البرغماتية" هي جوهر وأساس العلاقة التي أنشأها وطوَّرها البشر مع "السماء"؛ وفي البدء، كانت "برغماتية أرضية خالصة"، فالبشر البدائيون أرادوا أوَّلاً "آلهة" لا تنفعهم ولا تضرهم إلا في دنياهم، فـ "الحياة الآخرة" لم تكن "مُكْتَشَفَة" بَعْد، ولم يكن أمرها يعنيهم كثيراً، فـ "الحياة الدنيا" بخيرها وشرها هي وحدها التي كانت تَجْتَذب إليها جهدهم الذهني الميتافيزيقي ومنتجاته.
هذا المنطق البرغماتي هو الذي قادهم إلى أن يتصوَّروا العلاقة مع "السماء" على أنَّها تقوم على مبدأ "الخدمة المتبادلة"؛ فـ "الآلهة" تخدمهم في صراعهم من أجل البقاء ما ظلُّوا يتوفَّرون على خدمتها، أي ما ظلُّوا على استمساكهم بالشعائر والطقوس الدينية، ومؤدِّين على خير وجه لواجباتهم الدينية، التي فيها نفع كبير لزعمائهم وقادتهم، الذين كانت تجتمع فيهم السلطتان الدنيوية والدينية.
هذا العجز البشري الأوَّل والأهم، أي العجز عن أنْ يملكوا من المعرفة، ومن الوسائل والطرائق الواقعية، ما يمكِّنهم من أنْ يدرأوا عن أنفسهم شرور النقص الغذائي، وشرور الطبيعة ووحوشها، هو الذي منه وُلِدَت فكرة "الخلاص السماوي"، وَوُلِدَ الاعتقاد بالمعجزات؛ ففي السماء كائنات وقوى يمْكنها، إذا ما تمكَّنوا من استرضائها، أنْ تهيِّئ لهم الأسباب لغذاء يكفيهم شرَّ الموت جوعا، وأنْ تقيهم شرَّ الحر والبرد، وشر فيضان النهر، وأن تجعلهم بمنأى عن "نار السماء"، وأن تنصرهم على أعدائهم من بَشَرٍ آخرين، ومن الوحوش المفتَرِسة.
و"المعجزة" التي مال البشر البدائيون إلى الاعتقاد بها كانت من نمطٍ يشبه ويماثل نمط عجزهم؛ لأنَّها كانت "الجواب" عن "سؤال عجزهم"؛ أمَّا "الآلهة" التي اخترعوها فكانت في خواص وصفات تشبه وتماثل خواص وصفات مجتمعهم، ونمط عيشهم وتفكيرهم.
في "الموت"، و"المرض"، و"الجوع"، و"الحرب"، كمنت "المصادِر الأولى" لفكرة "الإله"، أو "الآلهة"؛ وإنَّ "غريزة البقاء"، أو "غريزة حب البقاء"، هي التي جَعَلَت "الموت" طريقا إلى "الاعتقاد الميتافيزيقي"؛ فهذه الغريزة لا تدفع الإنسان إلى أنْ يصارِع (حتى الموت) ضدَّ الموت وقواه، أي ضدَّ موته هو، فحسب؛ وإنَّما تُزَيِّن له الاعتقاد بحياة بَعْد الموت في عالَم آخر؛ فَرَفْضُ الموت نهاية "نهائية" لوجوده يُوَلِّد ويُقوِّي في الإنسان الحاجة إلى فَهْم موته (الأرضي) الذي لا مَهْرَب منه على أنَّه الممر إلى حياة أُخرى، لا مكان فيها لموتٍ ثانٍ.
تجربة الإنسان، في هذا الصدد، لَمْ تأتِهِ بما يَجْعْلَهُ معتقداً بأنَّ عالَمه، الذي فيه مات، يمكن أن يكون هو نفسه العالَم الذي فيه يُبْعَثُ حيَّاً؛ فليس من إنسان عاد إلى الحياة، أو عاد حيَّاً إلى "العالَم الأرضي". على أنَّ التجربة نفسها لَمْ تأتِه بما يَدْحَض اعتقاده بأنَّ الميِّت يُبَعَثُ حيَّاً؛ لكنْ في عالَم آخر؛ فالمعتقدات البشرية التي يمكن إثباتها أو دحضها إنَّما هي المعتقدات التي فيها من الواقع والواقعية ما يجعلها ممكنة الاختبار؛ أمَّا إذا كانت مُفْرَغة تماما من الواقع والواقعية فإنَّ إثباتها أو دحضها يصبح مهمَّة مستحيلة.
لو جاءكَ إنسان يؤمِن بأنَّ الميِّت (من البشر) يُبْعَثُ حيَّاً حيث مات، أيْ في عالمنا الأرضي، فإنَّكَ لن تَجِد مشقَّة في إظهار إيمانه هذا على أنَّه خرافة خالصة؛ أمَّا لو جاءكَ قائلاً إنَّ الميِّت لن يُبْعَث حيَّاً في عالمِنا الأرضي؛ لكنَّه يُبْعَث حيَّاً في عالَم آخر، لا يمكنكَ أبداً اكتشافه، أو معرفته، أو الوصول إليه، فإنَّ عجزْكَ عن دحض معتقده هذا لن يقلَّ عن عجزه عن إثباته لكَ واقعياً. إنَّه لن يقبل "منطقكَ" في "الدحض"؛ لأنَّه يَفْهَم "الحقيقة"، ويريد لكَ أنْ تفهمها، على أنَّها مؤلَّفة من قسمين: قسم يمكنكَ الوصول إليه من "طريق العقل"، وقسم لا يمكنكَ الوصول إليه إلاَّ من "طريق الإيمان". وهو من هذه الطريق فحسب، أي من "طريق الإيمان"، وصل إلى الاعتقاد بوجود، وبوجوب وجود، حياة أخرى، أي استئناف الميِّت للحياة في عالَمٍ آخر لن تراه أبداً إلا بَعْد، وبفضل، موتكَ.
ويكفي أن تعجزَ عن دحض معتقده ببعثٍ بَعْد الموت في عالَم آخر حتى يطمئن إلى سلامة معتقده، وكأنَّه لا يملك، ولا يمكنه أنْ يملك، من "دليل إثبات" سوى عجزكَ عن الإتيان بـ "دليل نفي"!
والقول بفكرة "الحياة الأخرى" إنَّما يشبه أنْ يقول لكَ أحدهم إنَّ "العنقاء" موجودة، مُتَحَدِّياً إيَّاكَ أن تُثْبِتَ أنَّها غير موجودة. هذا المُدَّعي المُتَحَدِّي لن يَقْبَل منكَ دَحْضاً تعوزه "الأدلَّة والبراهين الواقعية"، فأنتَ ينبغي لكَ أن تأتي بما يقيم الدليل (الواقعي) على أنَّ العنقاء غير موجودة؛ أمَّا هو فَمَعْفِيٌّ من الإتيان بأيِّ دليل واقعي على وجود العنقاء بدعوى أنَّ ثمَّة "حقائق" لا يمكن الوصول إليها بالعقل، أو التجربة، وإنَّما بـ "عقلٍ ثانٍ"، لا وجود له في الدماغ، هو "الإيمان"!
ويكفي أن تقول بـ "الإيمان" سبيلاً إلى "الحقائق التي لا سبيل إليها بالعقل والتجربة" حتى يُنْبَذ "الواقع" بوصفه "دليل إثبات أو نفي" للأفكار والمعتقدات.
على أنَّ "الإيمان" وحده لا يكفي؛ فإيماني يمكن أن يناقِض إيمانكَ؛ وكان لا بدَّ، عندئذٍ، من "مَرْجِع" للناس في أمورهم الدينية؛ وهذا "المَرْجِع" كان قديماً، أي قبل "الديانة المكتوبة"، الزعيم، أو القائد، الذي فيه تجتمع السلطتان الدنيوية والدِّينية، والذي هو في منزلة "سفير السماء"؛ فما يقوله هو وحده دليل الإثبات أو النفي.
وكان لـ "المرض" حصَّته في حيثيات الدِّين؛ فالعجز عن التغلُّب على مرض ما بـ "الواقعي" من العلاج والدواء ألْجأ الجماعة البشرية إلى "الطب الميتافيزيقي"، وإلى ممتهنيه؛ وعليه، كان "السِحْر" من أقدم معاني "الطب".
المرض لدى البشر القدماء كان من ألَدِّ الأعداء؛ فهو إنْ لَمْ يُقصِّر طريقهم إلى الموت، يصيبهم بالعجز عن العمل، الذي يكفي أن يعجزوا عنه حتى يتهدَّدهم خطر الموت جوعاً. وكان يكفي أنْ يفهموا ويُفَسِّروا هذا الشر، أيْ المرض، على أنَّه من فِعْل قوى وكائنات ميتافيزيقية حتى يؤمنوا بالصراع ضده، وضد مسبِّبيه، بطرائق ووسائل وقوى ميتافيزيقية أيضاً.
والعجز العِلْمي والعملي عن درء مخاطر قوى طبيعية (مثل الجفاف والقحط واحتباس المطر وفيضان النهر..) عن الأمن الغذائي للجماعة البشرية مدَّ المعتقدات الميتافيزيقية بمزيد من الغذاء، فاسترضاء السماء (صلاة الاستسقاء مثلا) التي من غضبها علينا تعاقبنا في لقمة عيشنا صار هو الحل الناجع للمشكلة.
وحتى لا يأتي الاختبار بما يدحض هذا المعتقد الميتافيزيقي، أو ينال من قوَّته، أضافوا إلى "غضب السماء وعقابها" الرغبة في الامتحان والاختبار؛ فالكائن الميتافيزيقي (السماوي) يُعرِّض الأمن الغذائي للبشر إلى الخطر عقاباً لهم على ارتكابهم ما يغضبه، أو اختباراً لهم ولصلابة إيمانهم.
"الشرطة الأرضية"، وعلى أهمِّيتها في الحفاظ على المصالح الاقتصادية (وعلى ما يتفرَّع منها من مصالح أخرى) ودرء المخاطر عنها، لَمْ تكن بكافية، فاشتدت الحاجة إلى تعزيز عملها بـ "الشرطة السماوية"، التي أسَّست وأقامت "مخافر" لها في العُمْق من النفس البشرية، فالثروات المادية التي من نمط يَجْعَل الفقراء (وغير الفقراء من الباحثين عن الثراء في طريقة "غير مشروعة") يَسْتَسْهِلون "سرقتها" لا بدَّ من حمايتها بـ "الشرطة السماوية"، البصيرة، السميعة، العليمة، والتي تُسَجِّل في سجلاتها كل انتهاك للمبدأ الأخلاقي ـ الديني الأوَّل وهو مبدأ "لا تَسْرِق". واستناداً إلى هذه السجلات، التي لا ريب في صِدْقِها ونزاهتها وموضوعيتها، سيلقى "السارق"، في "يوم الحساب"، العقاب السماوي الذي يستحق. ومع أنَّ النفس البشرية "أمَّارة بالسوء (وبالسرقة من ثمَّ)" فإنَّ "الشرطة السماوية" نجحت، على وجه العموم، في إبقاء تلك الثروات المادية في الحفظ والصون.
"نظام الثواب والعقاب السماوي" نشأ وتطوَّر بوصفه مُكَمِّلاً لـ "نظام الثواب والعقاب الأرضي"؛ وقد اسْتُنْفِد في إنشائه وتطويره جهد إنساني ضخم، اختلفت دوافعه وغاياته باختلاف الأزمنة والأمكنة، وباختلاف مصالح وحاجات واقعية فئوية ضيِّقة، وإنْ خالطها، لأسباب موضوعية، شيء من المصالح والحاجات الواقعية العامة. وهذا الجهد كان محوره، على الدوام، "الحلال" و"الحرام"، فسلوك وتصرُّف وعمل الفرد نُظِّم وَوُجِّه بما يتَّفِق مع مبدأ "الحلال والحرام".
وحتى يُحْفَظ الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع على خير وجه طُعِّمَت الأديان بشيء من مبادئ الإصلاح؛ فـ "الشرطة الأرضية" لن تنجح في عملها إلا إذا راعت فيه مبدأ "رُدَّ سَيْفِكَ إلى غمده فإنَّ من يعش بالسيف يهلك به"؛ و"الشرطة السماوية" لن تنجح في عملها إلاَّ إذا راعت فيه مبدأ "الجوع كافر".
واتَّسَع نطاق هذا التوظيف (الاجتماعي) للسماء، فزجُّوا بها في "ثقافة الحرب"، وغدت المفاهيم الميتافيزيقية جزء لا يتجزأ من عقيدة القتال؛ ولا شكَّ في أنَّ الحاجة إلى الحرب، وإلى الانتصار فيها، هي التي جَعَلت للمحارِب الذي يُقْتَل في الحرب تلك المنزلة السماوية الرفيعة؛ ولا شكَّ أيضاً في أنَّ تلك المنزلة هي التي صلَّبت وعزَّزت "الدافع القتالي" لدى المقاتل.
وكانت "القدرية السماوية" من أهم المفاهيم المسْتَخْدَمة في تعزيز وتقوية "الروح القتالية" لدى المقاتِل، فأنتَ تظلُّ على قيد الحياة ولو ألْقَيْتَ نفسكَ في حفرة من نار؛ لأنَّ السماء لَمْ تُقرِّر موتكَ في هذا المكان، وفي هذا الزمان، وفي هذه الطريقة؛ وأنتَ ستموت ولو كنتَ في بٌرْج مشيَّد؛ لأنَّ السماء قرَّرت (مِنْ قَبْل خَلْق الزمان) أنْ تموت هنا، والآن، وعلى هذا النحو.
هذا الإيمان بتلك القدرية، مع الجائزة السماوية الكبرى التي ستُمْنَح في "الآخرة" للمحارِب الذي قُتِل في الحرب، صَنَع دافعاً قتالياً في منتهى القوَّة، فلولا "السماء"، في هذا المعنى، لَمَا انتصر محاربون كُثْر.
هل يمكن أنْ نفترض أنَّ البشر قد "اكتشفوا" وجود الله؟
إنَّ أيَّ إنسان، آتاهُ أم لم يأتِه نبي، يمكن أنْ يتساءل بما يقوده إلى افتراض وجود الله، أو ما يشبه الله، فثمَّة تساؤلات تُعْجِز إجاباتها عقل صاحبها، فتضطَّره، من ثمَّ، إلى افتراض وجود خالِق للكون؛ لكنَّ الإيمان بوجود الله، وبحسب الروايات الدينية، لم يأتِ من هذه الطريق، فثمَّة بشرٌ، هم الأنبياء والرُّسُل، جاؤوا إلى أقوامهم بما يشبه "الخبر". لقد أخبروهم أنَّ الله موجود، وأنَّه "اتَّصَل" بهم، وأمرهم بأن "يُخْبِروا" أقوامهم بـ "وجوده"، وبـ "وجوب وجوده"، وبـ "وجوب عبادته".
وبحسب الروايات الدينية نفسها، ما كان لهؤلاء "الأنبياء" أنْ يؤدُّوا "المهمَّة"، وأنْ ينجحوا في سعيهم، إلاَّ إذا أيَّدهم الله بـ "معجزات"، فـ "صِدْق الخبر" الذي يَحْمِلون لا بدَّ من أنْ يُقام عليه الدليل؛ وهذا "الدليل المُفْحِم المُقْنِع" كان على شكل "معجزة ما"، فـ "التصديق" لا يتحقَّق بقول من قبيل "البعرة تدلُّ على البعير، والأثر يدلُّ على المسير".
كان على "النبي" أنْ يأتي بما يَعْجَز عن الإتيان به البشر حتى يُصدِّق الناس أنَّ هذا الرجل (أي النبي) صادقاً في زعمه.
ثمَّ "رَضَع" اللاحقون الاعتقاد بصحة الرواية الدينية، أيْ صدَّقوا، بفضل "الرضاعة الفكرية (الدينية)"، كل ما جاء في "الرواية الدينية"، فأصبح دليلهم على وجود الله هو أنَّ نبيهم قد أتى بـ "معجزة"، فآمَن السابقون بنبوَّته، وبوجود الله، الذي أرسل إليهم ذلك النبي.
ومع ترسُّخ وتَوَطُّد وانتشار المعتَقَد الدِّيني صار ممكنا اتِّخاذه كـ "حصان طروادة"، يُدْخِلون فيه ويهرِّبون كثيراً من المفاهيم والقيم والمبادئ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصالحة لمصالحهم، فأُضيف "وجهٌ اجتماعي" إلى "الوجه الفلسفي" لـ "السماء". وبحسب النسخة السماوية من سياسة "الترهيب والترغيب" الأرضية، صار بعض العقاب والثواب أرضياً عاجلاً، وبعضه سماوياً آجلاً؛ فإذا أنتَ سرقتَ، أو تطاولت على الحقِّ المقدَّس لغيركَ في تملُّك أرض أو مصنع، لن تنجو من عقاب السماء، الذي بعضه أرضي عاجل، وبعضه سماوي آجل، فأنتَ قد يصيبكَ مكروه (سماوي) في صحَّتِكَ، أو مالِكَ، أو أهلكَ؛ وهذا الضٌرِّ الذي مسَّكَ في الدنيا (مِنَ السماء) لن يُنجيكَ من العذاب الأشدُّ إيلاماً في "الآخرة"؛ أمَّا إذا أنتَ عملت بما يتَّفِق مع شريعة "الحلال والحرام" فسوف يعود عليكَ عملكَ هذا بالنفع والفائدة، دُنيا و"آخرة".
إنَّ الناس في مجتمعاتنا الإسلامية متديِّنون، على وجه العموم، ولديهم من "الإيمان الدِّيني (وقوَّته)" ما يَحْمِلهم، في استمرار، على أنْ يسألوا عن "الحلال" و"الحرام" في كل أوجه وتفاصيل حياتهم الواقعية (واليومية).
ومن هذا المَدْخَل، مَدْخَل "الحلال والحرام"، تَدْخُل جماعات "الإسلام السياسي"، أيضاً، إلى عقول ومشاعر العامَّة من الناس، فتغدو "السياسة"، مع كل ما يمت إليها بصلة، شيئاً يمكن ويجب قياسه بميزان "الحلال والحرام"؛ وفي هذا على وجه الخصوص يَكْمُن خطر "الإسلام السياسي"؛ فـ "الإيمان الديني"، والذي هو أمْرٌ يَخُصُّ صاحبه فحسب، يتفرَّع ويتشعَّب لِيَشْمَل "التديين" السياسة، وسائر أوجه حياة الناس الواقعية (أو الدنيوية).
وهذا ما نراه جليَّاً واضحاً في دعوة العامَّة من المسلمين إلى أنْ يَنْتَخِبوا مَنْ (وما) يُمثِّل "الحلال"، ويِكْفوا أنفسهم شرَّ انتخاب مَنْ (وما) يُمثِّل "الحرام"؛ وإلى أنْ يتوفَّروا على تمييز "الحلال" من "الحرام" في مفاهيم ومبادئ وآراء ووجهات نظر ومواقف تنتمي إلى "السياسة"، وإلى "عالمها الواقعي".
الدِّين، نَصَّاً، وتأويلاً، واجتهاداً، وفتوى، يجب أنْ يَخْرُج نهائياً من حياة الناس السياسية على وجه الخصوص؛ ففي "السياسة"، وفي كلِّ ما يمتُّ إليها بصلة، لا وجود (على ما يجب أنْ يكون) لميزان "الحلال والحرام" الدِّيني، نَزِنْ به، أو يَزِنون لنا، رأياً، أو موقفاً، أو حقَّاً، أو مصلحةً؛ وهذا لا ينفي حق المتديِّنين، ورجال الدِّين أنفسهم، في الاشتغال بالسياسة؛ لكنْ يَحْظر عليهم تديين الشأن السياسي، مهما كان، وتكفير من يخالفهم الرأي والموقف.
وأحسبُ أنَّ الناس في مجتمعاتنا الإسلامية في حاجة إلى "ثورة ثقافية" شاملة، عميقة، طويلة الأجل، تتحرَّر فيها، وبها، أوجه حياتنا المختلفة من "الاحتلال الدِّيني"، فيُخْرَج الدِّين، بعد خروجه من "السياسة"، من "الاقتصاد"، و"الاجتماع"، و"الفكر"، و"الثقافة"، و"العِلْم" و"القَلَم"؛ عائداً إلى موطنه الأصلي، وهو "الفلسفة"؛ فـ "الجنَّة" و"جهنَّم" لم تُعدَّا للجماعات، وإنَّما للأفراد، الذين، إنْ ظلُّوا مؤمنين (إيماناً دينياً) بالضرورة الدِّينية والإلهية لـ "أسْلَمة" كل أوجه حياتنا، يحق لهم فحسب أنْ يمارِسوا "أضعف الإيمان"، أو "الدعاء"، وأشباهه.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون -الانتخاب الطبيعي- بنسخته الاجتماعية!
- جُمْلَة واحدة.. هل ينطقون بها؟!
- لا تَخْشُوا ما لا وجود له!
- مرحى مرسي!
- هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!
- ما هو -العمل-؟
- العمل!
- -الرِّبا- إذْ سُمِّيَ -مُرَابَحَة-!
- في السِّلاح والتَّسَلُّح
- حرب التمهيد ل -أُمِّ المعارك-!
- حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!
- هل لتركيا مصلحة الآن في لعب -الورقة الكردية-؟
- -الثقب الأسود- في تفسير آخر!
- متى نشفى من -تَدْيين- صراعنا الواقعي؟!
- حتى لا نَحْفُر بأيدينا قَبْراً ل -الربيع العربي-!
- رؤية صالحي!
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البشيتي - سَطْوَة الدِّين!