أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!














المزيد.....

هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلاَّ؛ ليس كل عداءٍ، مُعْلَن، أو مُمارَس في طريقة ما، لإسرائيل، عدونا القومي الأوَّل والأخطر، يمكن ويجب أنْ يُحصِّن صاحبه ضدَّ النقد، لا بل ضدَّ العداء الثوري والديمقراطي له؛ والدليل، أو آخر وأحْدَث دليل، على ذلك، هو العملية العسكرية الإرهابية الإجرامية التي وَقَعَت في سيناء، وراح ضحيتها نحو عشرين عسكرياً مصرياً، بدعوى (على ما أفْتَرِض وأتوقَّع) أنَّ المُنَفِّذين لها (وهُمْ على ما أفْتَرِضْ وأتوقَّع، أيضاً، من الجهاديين والسلفيين) احتاجوا (ميدانياً) إلى ارتكاب هذه الجريمة قبل، ومن أجل، أنْ يضربوا هدفاً عسكرياً إسرائيلياً، أو بدعوى أنَّ هؤلاء الضحايا (على ما يَعْتَقِد "الجهاديون") من "الكفَّار"؛ لأنَّهم "يحرسون العدو (عدو الله والمسلمين)".
وأحسبُ أنَّ تجربة "الربيع (الشعبي الثوري الديمقراطي) العربي"، وفي مسرحها السوري على وجه الخصوص، قد أنْعَمَت علينا بوعيٍ جديدٍ، جيِّد وضروري، للعداء (معنىً وكيفيةً وأسلوباً) لعدوِّنا القومي الإسرائيلي؛ فهذا العداء الضروري، والذي ينبغي لنا أنْ نُظْهِره ونمارِسه، ولو كُنَّا في صراعٍ أولويته الآن هي نَيْل مطالبنا وحقوقنا الديمقراطية، يجب ألاَّ يكون مُعْمِياً لنا، لأبصارنا وبصائرنا، محوِّلاً إيَّانا، من ثمَّ، إلى معادين لأنفسنا، لمصالحنا وحاجاتنا الحقيقية، ولحقوقنا الديمقراطية؛ فَكَمْ، وطالما، ذَبَحَنا الدكتاتور والطاغية باسم العداء لإسرائيل، والمقاوَمة لها، وبذرائع من قبيل تحصين وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة "مؤامرات العدو وحلفائه وأعوانه وعملائه"، وإعداد العدة للمعركة القومية الآتية، لا محالة، وبناء "التوازُن الإستراتيجي" مع العدو الإسرائيلي، والذي تمخَّض عمَّا نراه الآن من هدم وتدمير وتقتيل في حيِّ صلاح الدين في حلب.
إنَّ عداءهم لإسرائيل كان كالنقد المزوَّر لا أهمية له إلاَّ من حيث كونه دليلاً على وجود، ووجوب وجود، النقد الحقيقي؛ وهذا العداء الذي نزل على إسرائيل برداً وسلاماً، ونزل على شعوبنا (إذ ثارت على جلاَّديها، وشقَّت عصا الطاعة، وأبَت أنْ تظل إلى الأبد أغناماً تُعْلَف في زرائب السلاطين) وبالاً ودماراً وقَتْلاً ومجازر، ما عاد يَصْلُح صكوك غفران لعصابات على هيئة دول وأنظمة حكم، وإنْ صَلُح، فلقد انتهت صلاحيته الآن، أيْ بعدما طَفَت تلك الصكوك على سطوح أنهارٍ من دماء الشعوب.
من الآن وصاعداً، لن نشتري قوميتهم الزائفة، ومقاومتهم الكاذبة، وعداءهم اللفظي لعدوِّنا الإسرائيلي، بهذا الثمن الغالي، والغالي جدَّاً، ألا وهو أنْ نَقْبَل بقاءهم واستمرارهم، أعداء ألداء لحقوقنا الديمقراطية، ولحقِّنا في العيش في دولة ديمقراطية مدنية؛ ولقد حان لنا أنْ نُدْرِك ونعي أنَّ إسرائيل، عدونا القومي الأوَّل والأخطر، لا تتفوَّق علينا بترسانتها النووية، ولا بجيشها، ولا بما تلقاه من معونات عسكرية، وغير عسكرية، من حليفها الإستراتيجي الدولي الأكبر، وهو الولايات المتحدة، وإنَّما بديمقراطيتها (اليهودية العنصرية) وبأنظمة الحكم العربية الدكتاتورية الشمولية، التي ما كان في مقدورها أنْ تستمر وتدوم إلاَّ من طريق إقصائها الشعوب والأمة عن المعركة القومية ضدَّ العدو الإسرائيلي، والتي (أيْ المعركة القومية) تَحَدَّتْنا جميعاً أنْ نتسلَّح بأمضى وأقوى سلاحٍ لخوضها، وهو الديمقراطية (لأنَّ العبيد لا يُقاتِلون).
لقد كانوا خير حليفٍ لعدوِّنا القومي الإسرائيلي (وللقوى الإمبريالية المؤيِّدة له) ضدَّنا؛ وها هُم الآن، أيْ عشية سقوطهم، ووداعهم عواصمهم وداع هرقل للشام، يسعون في قطف ثمار ما زرعوه في تربة مجتمع حكموه، وتحكَّموا فيه، بسياسة "فَرِّقْ تَسُدْ"؛ وهذه الثمار إنَّما هي اقتتال واحتراب الشعب والمجتمع؛ وكأنَّ غايتهم الشِّريرة هي أنْ يقيموا الدليل على أنَّ الأسوأ من حكمهم الدكتاتوري (الفردي، العائلي، الفئوي) هو عواقب تحرُّر شعوبهم منه ومنهم؛ فإنَّ شعارهم الآن هو "فَلْيَأتِ من بعدي الطوفان"!
وإنَّه التحدِّي الأعظم لشعوبنا في ربيعها الديمقراطي الثوري أنْ تأتي بما يُثْبِت ويؤكِّد أنْ لا انفصال بعد اليوم، في وعيها وممارستها، بين العداء للدكتاتورية العربية وبين العداء لإسرائيل، والقوى الإمبريالية المؤيِّدة لها، والمعادية لنا لهذا السبب ولغيره؛ فالعدوِّ الحقيقي للدكتاتورية العربية يجب أنْ يكون، في الوقت نفسه، وفي القدر نفسه، معادياً لإسرائيل؛ والعدوِّ الحقيقي لإسرائيل يجب أنْ يكون، في الوقت نفسه، وفي القدر نفسه، معادياً لهذه الدكتاتورية، وإلاَّ ظَلَلْنا أسرى المفاضلة بين وجهين لعملة واحدة (مزوَّرة).
إنَّنا لن نظلَّ (أيْ يجب ألاَّ نظل) أعداء لأنفسنا من طريق قبولنا ممثِّلي عداءٍ لإسرائيل كالذي رأيناه في عملية سيناء، أو في عملية حي صلاح الدين في حلب، أو من طريق قبولنا إصلاحيين ليبراليين من نمط أولئك الذين يريدون لنا "دولة مدنية ديمقراطية" متصالحة مع عدوِّنا القومي الإسرائيلي، وليس فيها من الحياة الديمقراطية إلاَّ شكلياتها.
ممثِّلو الفكرة الكامنة في عملية سيناء، وهُمْ كُثْر، ما عاد ممكناً إدراجهم إلاَّ في قائمة الأعداء لـ "الربيع العربي"؛ أمَّا ممثِّلو النهج الذي نراه، على وجه الخصوص، في عملية حي صلاح الدين في حلب فلا بدَّ لهم من أنْ يُسْرِعوا في سقوطهم المحتوم؛ وعمَّا قريب سيلقون مصيراً، لو قُيِّض لهم أنْ يروه قبل أنْ يلقوه، لحَسَدوا القذافي على نهايته!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو -العمل-؟
- العمل!
- -الرِّبا- إذْ سُمِّيَ -مُرَابَحَة-!
- في السِّلاح والتَّسَلُّح
- حرب التمهيد ل -أُمِّ المعارك-!
- حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!
- هل لتركيا مصلحة الآن في لعب -الورقة الكردية-؟
- -الثقب الأسود- في تفسير آخر!
- متى نشفى من -تَدْيين- صراعنا الواقعي؟!
- حتى لا نَحْفُر بأيدينا قَبْراً ل -الربيع العربي-!
- رؤية صالحي!
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!