أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب














المزيد.....

الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تمثل الثورة السورية ومآسيها وبطولاتها محطة خطيرة لرؤية القادم الدامي، ولتتبع جذور هذه الكارثة التي لم يشهد لها التاريخ الحديث سوى أمثلة نادرة في معارك هتلر ومذابحه الوحشية والفاشية الإيطالية والفاشية الإسبانية.

الفاشيةُ الإيرانية والفاشيةُ السورية والفاشية الصهيونية ثالوثٌ عسكري خطير له جذور متشابهة.

لقد تنامت القومية الفارسية وسط أقوام معارضة واعتمدت القوقعة الداخلية الصوانية الرافضة لكل تأثير بشري تنويري ديمقراطي، وكانت مسالمة في شكلها الأول، ولكن القوى الارستقراطية والدينية العليا ركّبت عليها نسخةً عسكريةً في الدولة الصفوية وغيرت طابع المذهبية الشيعية المسالمة وأغرقتها بالاختلاف مع باقي المسلمين، وشكلت سياجاً حاداً لفصل الناس فيها عن الآخرين واستغلت أي خصومات ومشكلات لتنامي تلك الأسوجة.

العمليةُ مشابهةٌ لليهود وعبر خلق الغيتو في أوروبا ومنع اليهود من الذوبان في المجتمات الحديثة واستثمار اضطهاد اليهود وما جرى من مذابح لهم، وإيجاد العداوات الحادة مع محيطِهم في كل مكان، ثم عسكرتهم، وتحويل هؤلاء المسالمين إلى قتلةٍ عبر الغيتو الأكبر في فلسطين. وحتى بعد ظهور الغيتو وانقسامه إلى طبقات متصارعة اجتماعية يجري توتير الأجواء وخلق النزعة الحربية واستغلال التعصب القومي لدى الآخرين لإبقاء الغيتو العسكري شاهراً سلاحه كارهاً البشر.

العلوية في سوريا مذهب شديد الاختلاف عن مذاهب المسلمين وحُورب واضطُهد من قبل دول التعصب المذهبية الأخرى، فصار منغلقاً في الجبال البعيدة عن المدنية، وهو نتاجٌ آخر لنفس المصير التاريخي.

السلفية الجهادية وكراهية الآخرين والتقوقع داخل النصوص الحادة الحرفية والذهاب للصحارى والكهوف، شكلٌ رابعٌ لنفس المصير ولنفس إنتاج الكراهية وحفر الاختلاف بالسكاكين.

التنامي القومي لدى مجموعات التعصب الشديدة والمكرسة للتباين العبادي الحاد، متوار، غائر، لم يتفتحْ ديمقراطياً، ولم يزدهرْ في أجواء الحرية وثقافة الجدل، وكُرس من قبل القوى الاجتماعية العليا تبعاً لمستويات تطورها الاقتصادي في عالمِ الأمةِ المُحاصرة صاحبة الأملاك والمزارع في الحقول الفارسية، أو الجبال السورية، أو المشتغلة اليهودية على الأعمال المصرفية والمقدمة الأموال السائلة دائماً للمعسرين والمتنامية مع حراك رأس المال الغربي وهو يمشي من روسيا القيصرية المتخلفة حتى مدن الذهب الصاعدة في غرب أوروبا وأمريكا، ثم لتصير دولةً عسكرية مالية تستغل قدرات هؤلاء الناس على صنع المال.

تحريك النصوص وإبجاد العزلة القوية وتصعيد لغات الخوف من الآخرين وتنمية الكراهية في نفوسهم، لتبقى المجموعات القائدة الفوقية تحرك الناس لمشروعاتها السياسية والحربية وهي مخدرة.

مشاهد قتل مروعة لشعب، وأحاديث عن السلاح النووي والضربة الإسرائيلية فيجري حصار المنطقة بالرعب وتهديدها بالموت وترك ذلك الشعب الأعزل يفترس.

قومياتٌ دينيةٌ تحولُ عقدَها التاريخية إلى سياسات، بدلاً من أن تعيش بديمقراطية داخل أطرِها الأممية، ولا تخاف من أن تزول بسبب عقائدها الدينية التي حملتها بشكل كابوسي.

وقد حملت تلك الأمم السابقة كالألمان واليابانيين والأسبان ذات العقد الدينية والقومية وأنها مميزة على العالمين، فما تعلمت إلا من الحروب الكارثية حتى غدت الآن محبة للسلام والتعاون مع بقية الشعوب، وتذكر تعصبَها وتاريخها الأيديولوجي المريض السابق برعب وأسى ولكن بعد ان خسرت الملايين من بشرها.

نقل التعصب لمنطقتنا وتحويله لسياسات وتحالفات وكماشات فوق رؤوس البشر خطير لكونه يغدو مناطقياً واسعاً ويدخل جملةً من الشعوب في إطاره البارودي الخانق، والعديد من قادة هذه الدول وضباطها الكبار يستعرض معدات دولته وقدراتها على التدمير والخراب ويهدد بمعارك كل يوم!

والكثير من هذه الشعوب المسالمة لا علاقة له بكل هذه العقد. والأجدى أن تعالج تلك الدول تاريخها الثقافي المحتقن، وتغير ظروف الناس المهلكة اقتصادياً، وتدع القوميات والأديان والمذاهب تتنفس وتتعاون بدلاً من أن تتقاتل.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار
- خنادق وهميةٌ
- الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق
- القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون


المزيد.....




- أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض ...
- زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
- غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
- روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
- دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب ...
- اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
- استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
- الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
- علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز ...
- -حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب