أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة














المزيد.....

أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إذا كان العربُ بدءًا من النهضة عرفوا ثلاثة أنماط من الثورات: الثورة الليبرالية الوطنية، والثورة العسكرية، والثورة الدينية الراهنة، وهي ثلاثة انماطٍ تحددُ حركات الفئات الوسطى المتذبذبة للخروج من علاقات الإنتاج الإقطاعية نحو الرأسمالية الحديثة، فإن أشكالَ التحالفات تتضمنُ ملامح من هذه الثورات الضائعة بلا أيديولوجيا نهضوية ديمقراطية واسعة الانتشار، ونظراً لغياب المعرفة لدى القادة والأحزاب بطبيعةِ أعمالِهم والثورات التي يشاركون فيها، حسب تطور التاريخ وتشكيلاته الانتاجية والصراعات الاجتماعية.

أهم ما يحددُ فهمَهم لطبيعةِ الثورة وديمومتها وأفقها النظري الاجتماعي هو تحديد الطبقة التي يتركزون عليها والتي تسعى للتغيير الهيكلي المقصود، وما هي القوى الاجتماعية المساعدة لهم في هذا التحول.

فهناك غيابٌ في معرفة الطبيعة الرأسمالية المشدودة حتمياً للنموذج الغربي العالمي وما هي أهداف ثورات التحرر الوطني وكيفية تحقيق أهدافها في ظل هذا الارتباط والصراع مع الغرب معاً، وقد انفجرتْ الثورةُ المصرية في سنة ١٩١٩ بشكل اجتماعي واضح عبر هيمنة رجال الأعمال والقوى الليبرالية لكنها رأت في الجمهور الشعبي مادةً خاماً تابعة لها، دون أن ترى الخطوطَ العريضة للنظام المُراد صياغته، ولهذا كانت مفرداتُ الثورةٍ تجريديةً فضفاضة.

وبدلاً من قيام اليسار بتعضيد هذه الثورة وتطوير رؤاها الاجتماعية السياسية بغية تدشين التحالف التحديثي بين البرجوازية والعمال لصياغة النظام الديمقراطي الحديث، فإن يساراً غامر بثورة عمالية واحتل بعض المصانع بهدف تطوير الثورة أسوة بتجربة السوفيتيات. فما كان من قيادة الوفد سوى سحق هذه التجربة وجنين اليسار المصري وقتذاك ولسنوات طويلة.

هذه تجربة توضح اختلاط المفاهيم والقفز على التشيكلات التاريخية من كلا الجانبين اليميني واليساري، فاليمينُ لم تتبلورْ لديه إمكانية فهم الموديل الرأسمالي الغربي واستثماره وكان الأمر يتطلب معرفة اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة، رغم ان حيثيات هذا اليمين الليبرالية تتضمن بعض المؤشرات على هذا التضمين الداخلي في عروقه المعرفية الاجتماعية، لكن رؤيته سطحية للديمقراطية، لا تتعدى البرلمان والانتخابات وحريات الصحافة المقتصرة على الصحافة الليبرالية. فلم تتحول رؤية الوفد بأن يكون جنينَ نظامٍ جديد، وهذا التسطيح السياسي يعادل تسطيحه الصناعي المعرفي، حيث المصانع القلة ورفض الثورة المعرفية التقنية التي تصل للملايين من العاملين وتغيير طابع ملكية الأرض المتخلف. ولكن اليسار من جهته ركز على استيراد النموذج الاشتراكي ولم يركزْ على تطوير التحالف مع البرجوازية لتصعيدِ نظامِ إنتاجٍ مختلف. وبهذا كان يدفعها أكثر وأكثر لليمين، وكان انتصارُ العسكرِ المغامر هو نتيجةٌ لغيابِ التحالف التاريخي بين اليمين واليسار المنتجين لعلاقات إنتاج جديدة تتجاوز الإقطاع.

أعاد اليمين واليسار في البلدان العربية نسخ التجربة المصرية، أو أن أوضاعهما في كل بلد كانت توجههما نحو تكرار ذلك النموذج الصارخ في تباعده. وهذا يعود للبُنى الاجتماعية ومستويات المعرفة السياسية المبسطة حينذاك.

ولهذا كان اليسار الطاغي في بعض البلدان يدفع الجمهور للحراك المعادي للأنظمة شبه الليبرالية بغرض القفز عليها نحو النموذج الاشتراكي. لكنه كان يضعُ الحكمَ في أيدي العسكر أو الأنظمة التقلدية. مثلما تفعل بعضُ فصائله حالياً بوضع السلطات لهيمنة اليمين المذهبي المحافظ الأقل تطوراً من الليبرالية الديمقراطية.

لم تطرح القوى اليسارية في جبهة التحرير الوطني الجزائرية على سبيل المثال بعد انتصارها على فرنسا استثمار النظام الديمقراطي الغربي وخاصة الفرنسي الذي كان مؤثراً عليها ولايزال، بل طرح الرئيس بن بلا الاشتراكيةَ القريبة من اليسار، وهو ما أعطى العسكر حجةً للانقضاض عليه وليقيم رأسمالية دولة فاسدة جعلت من الإقطاعِ الديني الشبح الدائم الذي يحومُ على النظام.

المراحل الثلاث من الثورات العربية على مدى القرن العشرين وسنوات القرن الواحد والعشرين الراهن، أعطت نماذجَ من تحالفاتٍ مختلفة؛ النموذج الأول أظهر إمكانية التحالف بين طبقتي النظام الديمقراطي الحديث لكنه تحول بسرعة إلى التناحر، ثم الزمن الثاني الذي شهدَ هيمنةَ القطب العسكري وسلخَ جِلدي اليمين سواءً أكان ليبرالياً أم دينياً، واليسار، والقبول فقط بالذيول والأتباع الفاقدين للفكر المستقل.

المرحلة الحالية بدايات لتحالفات ممكنة بين اليمين الديني المتفوق واليسار واليمين الليبرالي الضعيفين اللذين هما قطبا الحاضر والمستقبل، لكن هذه المسألة مرهونة بمخاضات البنى الاجتماعية.

كشفَ التطورُ الموضوعي للتاريخ الكثيرَ من الأوهام وحطمَ إدعاءات أيديولوجية كبيرة وجعل إمكانيات الاقتراب ممكنة على أسس الحداثة وعلى أسس اختلاف المصالح الاجتماعية ووحدتها الوطنية المشتركة في ظل الديمقراطية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار
- خنادق وهميةٌ
- الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق
- القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون
- الفردُ والشموليةُ الساحقة
- الوعي الوطني ومخاطرُ اللاعقلانية
- أزمةُ مثقفٍ (٢ - ٢)
- أزمةُ مثقف
- رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب


المزيد.....




- وسائل إعلام: تفاصيل مقتل طالب سعودي طعنا في الرقبة في بريطان ...
- تشيلي: انتشال جثث عمال قضوا بعد انهيار نفق في أكبر منجم نحاس ...
- صدى -يوم الضمير العالمي- دعما لغزة يتردد في البقاع اللبناني ...
- شهادة مؤثرة: في غزة لجأنا إلى شرب الماء المالح حتى لا يغمى ع ...
- إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة ...
- إيران تؤسس مجلس دفاع وطني بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل
- هل يشتعل الصراع بين تركيا والهند في المحيط الهندي؟
- 90 ألفا تظاهروا بأستراليا تعاطفا مع غزة وإسرائيل غاضبة
- ترامب: على إسرائيل أن تطعم الناس في غزة
- إيران تعلن تأسيس -مجلس الدفاع الوطني- لتعزيز قدراتها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة