أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الحرمان من الحقوق بقانون














المزيد.....

الحرمان من الحقوق بقانون


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يظهر جليا في العالم الثالث قاطبة ،أن الحرمان من كافة الحقوق المشروعة يأتي بقانون،وتعتقد الحكومات المتعاقبة أن الله سخر شعوبها لخدمتها ،وليس العكس ،اذ أن الوضع الطبيعي أن تسخر الحكومات نفسها لخدمة شعوبها وتحقيق الرفاه والتقدم المطلوبين،من أجل الوصول الى حكم رشيد ،وأداء حكومي شفاف.
وهذا ما نلمسه في العديد من دول العالم المتقدم ،التي تعمل بالمجمل بما نادى به الاسلام ،في حين أن دول العالم الثالث وتحديا المسلمة منها ،نبذت التعاليم الاسلام وأخذت أسوأ ما هو موجود في الحضارة الغربية ..ورحم الله امامنا الغزالي الذي قال :ذهبت الى الغرب فوجدت الاسلام ولم أجد المسلمين ،وعدت الى الشرق فوجدت المسلمين ولم أجد الاسلام.
ولعل التأخر والتبعية التي نلمسها في الشرق وخاصة العالم الثالث انما مرد ذلك ،الى عدم وجود قوانين ناظمة للحياة ،تعمل على تلبية طموحات الشعوب ،وتضمن العيش الكريم للجميع ،لكنها بدلا من ذلك تقدّ القوانين قدّ،ا وتفصلها على مقاس الحكومات .
ففي الأردن مثلا هناك العديد من القوانين المفروضة فرضا ولا تخدم مصالح الشعب ،ومع ذلك تصر الحكومات المتعاقبة على العمل بها ،رغم الصراخ الشعبي الذي يطالب بتغييرها واستبدالها بقوانين أخرى تعمل على نظم الحياة بما يؤدي الى توافق واتفاق وحياة كريمة ،وبالتالي نصل الى حالة أمنية لا أقول أنها طبق الأصل عن حكم العمرين : الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي قال فيه المبعوث الفارسي بعد أن وجده نائما في صحن المسجد وهو الخليفة:حكمت فعدلت فأمنت فنمت! والخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز صاحب الشمعتين الأولى لقضاء مصالح الدولة ،والثانية لقضاء مصالحه الشخصية.
هناك قانون الانتخاب الذي نحن الآن بصدده وندفع ثمنا باهظا من أمننا وطمأنينتنا وهدوء بالنا بسببه ،فهذا القانو ن لا يعمل به الا في احدى الجزر العالمية الصغيرة النائية التي جرى استيراده منها وهو قانون الصوت الواحد ،وقد عارضه الشعب وطالبت الفعاليات السياسية والحزبية استبداله بقانون عصري يليق بموقع الأردن على الخريطة العالمية ،لكن الحكومات المتعاقبة تصر على موقفها الرافض لأي شكل من أشكال الاصلاح .وهاهي الانتخابات المقبلة معلقة بموافقة الحكومة على استبداله.
وهناك أيضا قانون الضمان الاجتماعي الذي يجبر كل من وصل سن الستين وغير مرضي عنه ،على الاحالة الى التقاعد رغم قدرته على العطاء وتزاحم الالتزامات المادية لديه ،وهذا يعني حكما رسميا بالاعدام عليه .
وكذلك يمكن ادراج قانون المطبوعات الذي يزاحم قانون الانتخاب هذه الأيام في اعتصامات الشوارع ،واصرار الحكومة عليه رغم أن المعنيين المتضررين من هذا القانون يصرخون وكأنهم في واد والحكومة في واد آخر.
ونتحدث كذلك عن قانون التجمعات والذي يقونن الحركة الشعبية ويتعامل معها من منطلق مصلحي ،فعند الرغبة في تنظيم حراك يعارض الحكومة ،تظهر هالة الأمن والخوف على مقدرات الوطن ،بينما عندما تريد الحكومة حراكا لصالحها يتم تكريس كافة مرافق الدولة لانجاح الدعوة.
وليس بعيدا عن ذلك قانون تنظيم الأحزاب الذي يعد الأكثر تخلفا في العالم الثالث ،ومعه قانون الضرائب الذي يخالف كافة نواميس الطبيعة ،فبدلا من تطبيق النداء الرباني من فوق سبع سماوات قبل أكثر من 1400 عاما :خذ من أموالهم "أي يا محمد خذ من أموال الأغنياء ووزعها على الفقراء "أقرت الحكومة قانونا يأخذ من دين الفقراء ليزيد من غني الأغنياء ، حيث الاعفاءات الضريبية لصالح الهوامير بينما الضرائب تلاحق الفقراء وتعد عليهم أنفاسهم،ونجد من يتحدث عن العدل .
كل هذه القوانين التي تصر الحكومات الأردنية على العمل بها رغم اعتراض الشعب بأسره عليها، تؤشر على افتقاد المساواة والمواطنة الحقة وتدفع الجميع الى حراك غير مدروس وغير مرغوب فيه أيضا.
ويدفعنا واقع الحال هذا الى القول أن الحراك الحالي الذي يشهده الأردن رغم ملاحظاتنا عليه ووجود من يحاول ركوب موجته كما هو الحال بالنسبة للحراك العربي عموما ،انما سببه اصرار الحكومات على التمسك بهذه القوانين المسمومة فهل من متعظ قبل فوات الأوان؟



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات في الأردن بين الاستحقاق في موعدها والتأجيل
- شكرا جلالة الملك
- - ضربة مقفي- ..عندما بلغت القلوب الحناجر!
- المجتمع الدولي ..الابهار في النفاق
- عباس ليس رجل سلام...القضية أبعد من ذلك؟
- المجتمع العربي ...معاق
- التحالفات في الساحة الأردنية ..يا قلبي لا تحزن
- الحقوق المنقوصة....هبوب ريح
- نتنياهو اذ يرتكب الخطيئة ضد الأردن
- مصر الجائزة..العملية الحدودية اسرائيلية
- الأردن في عين العاصفة الاسرائيلية
- الحدود الملتهبة
- التغيير المطلوب
- بلغ السيل الزبى
- -الربيع العربي - تبديد للطاقات العربية لمئة عام مقبلة
- دموع الصياد وضمير المجتمع الدولي
- الاسرائيليون يحرقون أنفسهم ...وامصيبتاه!
- افلاس السلطة الفلسطينية ماليا..ماذا يعني؟
- حالات التحول من النعاج الى الغضنفر..الربيع العربي
- جامعة -الروموت كونترول-


المزيد.....




- مطعم في بيرو يتوَّج بلقب أفضل مطعم في العالم لعام 2025
- على الخريطة.. مواقع الضربات الأمريكية التي -دمرت تماما- أبرز ...
- مخاطرة ترامب التي وضعت أمريكا في قلب المواجهة بين إيران وإسر ...
- بين السلام والمواجهة.. ما هي خيارات إيران للرد على الضربات ا ...
- ألمانيا ـ دعوة لتعزيز استراتيجية الأمن القومي أمام التهديدات ...
- سيناريو إغلاق مضيق هرمز.. أزمة طاقة أم اختبار لخطط الطوارئ؟ ...
- الجيش الأمريكي ينفذ هجمات على مواقع نووية في إيران
- روايتان وتصريحات متضاربة بخصوص تدمير البرنامج النووي الإيران ...
- ترامب يؤكد تدمير مواقع إيرانية نووية ويحذر طهران من التصعيد ...
- عراقجي يتوعد بالرد على الضربات الأميركية ويدعو لاجتماع مجلس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الحرمان من الحقوق بقانون