أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي العباس - في الشروط التي تحكمت بحداثتنا














المزيد.....

في الشروط التي تحكمت بحداثتنا


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 08:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الشروط التي تحكمت بحداثتنا
حشرت الليبرالية في العالم العربي قبل نصف قرن في خانة( أليكْ )لأن حاملها الإجتماعي "الطبقة البرجوازية "كان محشوراً بين إكراهين : 1-خارجي "رأسمالية تعيش لحظتها الإمبريالية "تضغط عليه ليبقى وسيطاً تجارياً .
2-داخلي :حالة من التداخل العضوي مع ملاك الأراضي الكبارالذين تشكلوا كطبقة في سياق انهيار نظام الإنتا ج الخراجي طيلة القرن الأخير من عمر السلطنة العثمانية .
قاد هذا المخنق الذي عانته عملية التحول الرأسمالي إلى فتح طريق جانبي حيث سمحت بذلك الشروط السسيولوجية والأيديولوجية "حضور وازن للماركسية بتلويناتها " فاستولت الدولة على شطر كبير من وسائل الإنتاج وتحولت إلى رأسمالي كبير يعمق التحول الرأسمالي بإيصاله إلى الأرياف والبوادي . ويضع على الرف الليبرالية مُحلاً محلها تلفيقة أيديولوجية مشتقة من الماركسية –اللينينية بتسميات متنوعة :قومية –اشتراكية ,إشتراكية وطنية ..إلخ ..
انتفت الحاجة داخل هذا السياق إلى برلمان وقضاء وصحافة حرة تحتاجها طبقة برجوازية مهيمنة لإدارة التناقضات بين أقطابها .هذه خلفية طي المشروع الليبرالي قبل نصف قرن من الآن في كل من مصر وسورية والعراق .في اللحظة الراهنة حيث استنفذت رأسمالية الدولة وظيفتها "فك تشرنق علاقات الإنتاج الرأسمالية داخل المدن " ينفتح الطريق مجدداً لإستعادة الليبرالية "كوعي مطابق "لحاجات يطرحها التطور الراهن لقوى الإنتاج في معظم مجتمعات العالم العربي الرئيسية .. ليبرالية تقود عملية التحول من رأسمالية الدولة الى الدولة الرأسمالية كممكن تاريخي .أضع نص الأستاذ المزوغي "الليبرالية والدين -موقع الأوان "داخل هذا السياق .سياق نعلم أنه محفوف بالمتفجرات والألغام الأيديولوجية .ففي العالم العربي والإسلامي تتسع مضبطة الإتهام الموجهة لليبرالية لتشمل العمالة للإمبريالية وتوهين العزائم القومية والوطنية والتفريط بالمصالح وصولا الى تلبيسها"أي الليبرالية " كل ما تلبسه الديانات السماوية لأبليس!! لا تنظر الماركسية الأيديولوجية وأبناؤها وأحفادها لليبرالية بعين تاريخية .. لا بل أن التاريخية كمفهوم تركنه أثناء تحليلاتها كما ُيركن المحراث السومري عندما يحضر التراكتور , متناسية أن مايعجز عن حراثته التراكتو ر لهذا السبب أو ذاك يستطيع حراثته المحراث السومري ..لا ُتختصر الحداثة العقلية بكمية المعارف الحديثة التي يجري تجميَعها لإستخدامها في الإستعراضات بل بكيفية إستعمالها . وإلا تحولت الى نياشين فقط .. في سماء التحول الرأسمالي الجاري في العالم العربي تتداخل الأيديولوجيات كما الغيوم . بعضها ماطر وبعضها ينفع فقط في إشاعة الوهم بقدوم المطر .. بين الأيديولوجية الليبرالية ومرحلة التحول الرأسمالي ما يمكن التعبير عنه بالوعي المطابق .. الوعي الذي يستجيب"معرفياً " للإشكاليات التي يطرحها الشرط الموضوعي من جهة, ولا يغرق في الإشكاليات التي لم يحن أوانها من جهة ثانية..أي الوعي اللازم بلا نقصان ولا تزيد .. في المقطع الراهن من عملية التحول الرأسمالي الجارية وهو مقطع التحول من رأسمالية الدولة - التي أنجزت في شروط التحول المتأخر مرحلة التراكم البدئي – الى الدولة الرأسمالية, تشتد الحاجة الى الأيديولوجية الليبرالية التي شاغبت عليها الماركسية الأيديولوجية وتفريعاتها وأقصتها الى الرصيف مفرغة الطريق لأيديولوجيات ما قبل الرأسمالية : الدينية ومشتقاتها .. ااا بتحالف الماركسية الأيديولوجية مع الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي تغمض الأولى عينها عن المستقبل الذي يجر الإسلاميون الحاضر إليه..هو موقف عقلي أشيه بفقه النكاية..لم تفلح الماركسية الأيديولوجية في صناعة حاضر تخيلته(الإشتراكية ) - وهو عجز يمكن أن تتفهمه إن استعادت علميتها وطابعها النقدي – فانتقلت الى خندق الإسلام السياسي الذي يريد أن يدمر ما أنجزته مجتمعات العالم العربي –الإسلامي على طريق الحداثة , وبرنامجه : ثلاث كلمات ( الإسلام هو الحل ) ليست التعليقات التي تتلبس لبوس التجاوز النقدي لنص المزوغي أو تواجهه بآيات من القرآن الكريم غير تعبير عن هذا التحالف بين من يلبس العمامة وبين من يخفي عمامته تحت برنيطة "ما بعد الحداثة "..



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخنا العياني
- بين الاصلاحين:السياسي والديني
- حول صدوعنا اللاهوتية
- بين الديمقراطية والاستبداد السياسي
- ردود على ملاحظات اسمهان كيلو
- حول لقاء سميراميس
- الاستاذ طارق عزيزه
- السيد ارجوان الشامي
- الى معارضة تقول ان المجلس الوطني لايمثلني
- الاستاذ أحمد م الأحمد :
- رد على منير الخطيب :الوطنية السورية والبضاعة الروسية
- الفكرة في الإستعمال
- رد على فواز طرابلسي
- أية آفاق تنتظر الوضع السوري ؟.
- في المشهد العربي الراهن
- أزمة الحداثة -العنف ، السياسة ، الايديولوجية
- رسائل شفهية أم رحلة إلى طفولة سورية
- على مفترق الطرق
- إمرة المفضول بوجود الأفضل:
- فشل التغريب الخالص


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي العباس - في الشروط التي تحكمت بحداثتنا