أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - أية آفاق تنتظر الوضع السوري ؟.















المزيد.....

أية آفاق تنتظر الوضع السوري ؟.


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أية آفاق تنتظر الوضع السوري ؟.
من الصعب التكهن
. فنحن في قلب معركة معقدة .المركز فيها سورية لكن على نتائجها تتحدد مصائر طيف واسع اقليمي وعربي ودولي لمصالح وسلالات حاكمة . قد تذهب الأمور الى تسوية مؤقتة بين المتحاربين . يتوقف ذلك على القرار الروسي - الأمريكي . وقد تتأخر التسوية الى نقطة أبعد في حسابات الربح والخسارة لخطي المواجهة العابرين للحدود المحلية والاقليمية وصولا الى الدولية . هذا لايعني ترحيل مستمر للتسوية بسبب هذا التشابك بين الدوائر . أظن شخصياً أن المخرج قد يبدأ من " تسوية محلية سورية " قاعدتها تفكيك النظام بالتدريج بين السلطة والمعارضة الوطنية ، أشدد على الوطنية ، لان المعارضة التي يقودها غليون مرتيطة بالخارج, وهي جزء من مشروع أمريكي –وهابي لاستعادة سورية الى موقع غادرته بعد ترنح قصير منذ الاستقلال .البعد الداخلي للأزمة اذا ما تم التركيز عليه لزحزحة الاصطفافات الراهنة قد يختصر المدة التي تفصلنا عن التسوية . فبمقدار ما هو صحيح القول أن العامل الداخلي ليس البعد الوحيد للأزمة لكن التعرف على طريقة تعشيقه مع البعد الخارجي يفتح على امكانية فك التشابك .
للتأثير الخارجي ثلاثة بوابات رئيسية:
-البوابة الاقتصادية : تم فتحها بعد أن قبل النظام بعد انهيار المنظومة الاشتراكية بارشادات الفريق الليبرالي التي انتجت مزيد من خيوط التحكم الآورو- امريكية ببنية الاقتصاد السوري ,وأضعفت الاستقلالية النسبية التي تمتع بها هذا الاقتصاد عن تأثيرات السوق الدولية .- الاستقلالية النسبية التي سمحت له طيلة عقود برعاية شؤون قاعدة اجتماعية واسعة ضمنت له استقرارا سياسيا محميا من تأثير بقع للاحتجاج هنا او هناك .
-البوابة الأيديولوجية : الديناميكية المتضائلة لادلوجة العروبة أمام الحيوية المتنامية للا سلام السياسي أعطى للوهابية في سورية موطئ قدم توسع تدريجيا على حساب الاسلام الشامي الأكثر اعتدالا .وزود بقع الاحتجاج الاجتماعي براية ايديولوجية قادرة على تجاوز خطوط التراتب الطبقي وصولا الى تشكيل جبهة احتجاج مذهبي قلصت قاعدة النظام الاجتماعية وصولا لحشرها داخل تخوم الأقليات الدينية والطائفية الخائفة على المصير .
- البوابة السياسية : آلت الحياة السياسية داخل انظمة رأسمالية الدولة الى الموت التدريجي بفعل آلية بزل الثروة وتوزيعها . الطايع الهرمي لتمركز كل من السلطة والثروة سحب من التداول الحاجة للآليات الديمقراطية لتنظيم التنافس ..هذا أعطى للولايات المتحدة الأمريكية كقائدة للمعسكر الرأسمالي ورقة الحرية المحددة تخومها "بالديمقراطية : كاطار لتنظيم الصراع الاجتماعي بتزويده ببضعة صمامات لتنفيس الضغط : صندوق اقتراع وأحزاب واعلام " .لذلك شهدنا قوس قزح من الثورات الملونة يقوم بها جمهور مستلب بنمط الحياة الأمريكية .نمط حياة تعوّمه السينما والتلفزيون والصحافة على سطح مجرى يعج بتماسيح المال المنهوب بواسطة التبادل غير المتكافئ في السوق الدولية من المجتمعات والأمم التي يضعها شرطها التاريخي في قاعدة هرم بزل الثروة العالمي . هكذا تحولت مسألة الحرية الى مفتاح للتدخل بسيرورة المجتمعات الآخذة بالتحول من راسمالية الدولة الى الدولة الرأسمالية . بالنسبة للمجتمعات العربية والاسلامية ,تستعمل الولايات المتحدة الأمريكية الاسلام السياسي- بعد ان احتلت الوهابية فضاءه العقلي – وسيلتها لكنس وتنظيف ماراكمته هذه المجتمعات من شروط التحكم الذاتي بادارتها للثروات والموارد .وهي شروط تطال السياسة والأيديولوجيا والاقتصاد والثقافة وشبكات المصالح العابرة للانقسامات العمودية تمهيدا لاعادة هذه المجتمعات الى حالة الستاتيكوالتاريخية ..
قبل تضييق هذه البوابات التي يعبر منها العامل الخارجي لن نستطيع الافلات من تأثيره السلبي على السياقات التي ستذهب اليها الأزمة . ولن نستطيع تقليص الوقت المتبقي للخروج من الازمة ، القوى الخارجية المعادية هي من يرعى اطالة أمد الأزمة . • ذلك أن المعارضة الوطنية التي تعلن تحفظاتها على رفع جرعة التدخل الخارجي " تدخل عسكري –تسليح المعارضة ..ألخ " لاتجرؤ على فك تحالفها مع المعارضة الخارجية- التي أخذت علنا بهذه الخيارات - خوفا من فقدان الوزن على طاولة الحوار التي تدعو اليها السلطة . هي من هذه ا لزاوية-أعني المعارضة الوطنية - لاتنظر بعين المصلحة العامة بل بمنظار مصلحتها الخاصة . وهذه آفة العمل السياسي في سورية وربما العربي . بمعنى أن الخارج الذي يعمل على عرقلة الحسم من قبل النظام ,لن يسهل الوصول الى تسوية بين طرفي المعادلة"السلطة والمعارضة " لأن الهدف هو تقسيم سوريا لأسباب جيوبولتيكية . فالكيان الصهيوني معني بالدرجة الأولى بخلق مجال حيوي آمن. وهذا الهدف يمر عبر تقسيم أي مركز للقوة يتشكل في محيطه .
المعارضة الوطنية تورطت في مسايرة شعارات الحراك وتبنته بعد تلكؤ وتردد.. اليوم تتضاعف مسؤوليتها لأنها أمام خيارين ولدا في اطار اصطفافات حادة افضت اليها الوقائع الميدانية والسياسية ... ثم ان المعارضة الوطنية حين تركت نفسها في مهب نزعات فصائلية وأمراض سياسية , كفت عن ان تكون طرفاً مؤثراً في سياق ما يجري حالياً ..ما نود التركيز عليه هو اقناع قطاعات مؤثرة من المعارضة الداخلية بضرورة الذهاب الى طاولة الحوار بمعزل عن مخاوفها . أظن أن سورية وصلت الى نقطة اللاعودة بالنسبة لتفكيك النظام .أما الاصرار على اسقاط السلطة فياتي من التشبيك مع الأجندة الخارجية .بالفعل ما يضمن تجاوز الأزمة الراهنة هو الذهاب الى طاولة الحوار.. نعم لـ " تسوية تاريخية " تحمي سوريا . •
الجيوبولتيك السوري : هو الذي وضع اسقاط السلطة كشرط أمريكي- وهابي -اسرائيلي للتسوية . على المعارضة الوطنية أن تفك أرجلها من هذا الوضع الذي وجدت نفسها فيه هذا يقتضي اعادة التموضع تبعا لرؤية للمشهد كدوائر بمركز واحد ونصفي قطر يحددان خطي الصراع السوري والاقليمي والدولي.
فلا تشاغب شعارات الحرية على الاتجاه الذي تحدده ابرة البوصلة :الصراع مع المركز الامبريالي المتحكم عبر التبادل غير المتكافئ ببزل الثروة .
والجيوبولتيك: هو السبب الذي جعل من لبنان والأردن دولتين وظيفيتين. الاردن كان تايخياً دولة عازلة.و تحوّل بعد احتلال العراق الى دولة واصلة ..الكيان الصهيوني يفكّر بمنطق المجال الحيوي الآمن..يتعامل مع سوريا كمركز:شامي - قومي .. تفكيكها وتقطيع اوصالها سيحول المركز الى أطراف .لكل ذلك يجري الكز على البعد الطائفي للحراك في محاولة لتصوير السلطة كممثلة لأقلية طائفية مما يسّهل القضم المذهبي لقاعدتها الاجتماعية المتنوعة . ويجري تنفيذ الجزء المهم من هذا المخطط بالتعاون مع الاخوان والسلفيين المدعومين من قبل مشايخ النفط في الخليج .أما الجزء الآخر فتتولاه التغذية الراجعة التي يؤمنها اندلاع الصراع المحلي على المقدس . هذا يرتب على القوى العلمانية مسؤولية مضاعفة لانتزاع الحراك من طابعه الطائفي .عبر عقلنة مطالبه ووضعها تحت سقف الوطنية . اشكالية المجتمعات العربية حالياً –والسوري منها - أنها تنام على قابلية لمماهاة الدين مع السياسة.. المذاهب هي قوالب لاهوتية للصراع السياسي .أوبتعبير آخر "أحزاب ما قبل الدولة الحديثة " مارس بها المتنافسون في السياسة على مدار القرون انتاج دولة الغلبة السلطانية أو الامبراطورية في اطار جدلي بين الديني والقبلي ..لم تنجح حتى الآن الدولة العربية الحديثة الفصل بين الحقلين الديني والسياسي . لم تنغرس العلمانية "ادلوجة الدولة الحديثة "في البنية الاجتماعية . ظلت عائمة على السطح السسيولوجي السوري والعربي .وترمى على الشط كسمك ميت كلما قرر الخارج النفخ في أشرعة قوى الاعاقة .. الحقل الديني والحقل السياسي ينبغي تعليم التخوم بينهما .كل منهما اذا ما تخالطا يفسد الآخر ويعطل وظيفته.هذا ماجرى طيلة قرون.وهذا ما التقطه الاستشراق الذي جير خدماته المعرفية بشعوب المنطقة الاسلامية للسياسات الامبريالية . من هنا متانة العلاقة بين الامبرياليتين الانكليزية ثم الامريكية بالوهابية "كحالة قصوى للتدين السياسي " لاعاقة أي مشروع نهضوي منذ محمد علي ..لذلك ليست صدفة أن تكون القاعدة مُنتج وهابي و الاخوان منتج وهابي ,وآل سعود منتج وهابي.. ولكل ذلك فان ازاحة الالتباسات من عقل النخبة العلمانية يفتح الطريق لوضع القطار على السكة ...سكة الخروج من الأزمة ..
سامي العباس



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المشهد العربي الراهن
- أزمة الحداثة -العنف ، السياسة ، الايديولوجية
- رسائل شفهية أم رحلة إلى طفولة سورية
- على مفترق الطرق
- إمرة المفضول بوجود الأفضل:
- فشل التغريب الخالص
- لجنة تقصي زنادقة ؟أم لجنة قضم زنابقة ؟
- بين إشكالية الأقليات وإشكالية الحداثة
- ازدواجية المرجعيات :مرض الحداثة العربية
- إتجاهات السير في طابقي البنية العربية
- فتح الفلسفات على بعضها كلود ليفي ستروس نموذجاً
- بين حنا مينه وأورهان باموق
- فاتحة أمي
- صرما لوجيا: عينة سريرية من جائحة عامة
- في إعادة تموضع الماركسية في العالم الثالث
- حاجات الشعر
- رسائل وتعليقات على مقالات لزياد الرحباني في جريدة الأخبار ال ...
- ذكريات من ظهر البيدر
- حكايات عن المقاومة :لسناء محيدلي وحميدة الطاهر ..وبقية الشهد ...
- إلهام منصور والأسئلة الممنوعة


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - أية آفاق تنتظر الوضع السوري ؟.