أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - -فياجرا-















المزيد.....

-فياجرا-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 21:40
المحور: الادب والفن
    


و " الحقيقة " الوقحة المكروهة من قبل الغالبية الساحقة.. و بعد أن مضت عارية بين ( أساطيل ) النقابات العقلية.. التي في معظمها تندد ب ( الحجاب) القماشي، قررت أن تعتزل البشر إلى السماء.

و عندما رأت السماء مليئة بالاقتتال ضايقتها الضجة إلى حين، ثم نامت تعبة.
**********


فياجرا ( عقلية):

-طيب.. هل حاولت قول ذلك له؟!

- أتمزحين دكتورة..عداك عن رأيي كمختصة في الفلسفة حول عدم الرد على ( السفهاء)، فأنا لا أكلمه، أعمل خادمة عنده بحكم عقد الزواج الملعون.. و أبسط ( غفلة).. مثلا إذا نسيت ( الرز) على النار، آكل نصيبي من اللطمات و ( المسبات)..أستحقها لأنني رضيت أن تفرض علي سلطة الأهل و أترك علمي و عملي و أتزوجه..
 هو يستخدم ( الفياغرا) و لا تنفعه هل تعلمين لم .. لأنه في حاجة إلى ( فياغرا) عقلية.. 

دكتورة نحن لسنا في مجتمع ( ذكوري) كما يكتب المثقفون، نحن في مجتمع (خوف ) ذكوري.. خوف و جبن مما تقدر المرأة على فعله.. فتكسر ضعف انتصاب أفكارهم، قلة ثقتهم بنفسهم، و ذلك الصنم الذكر الذي يقولون أنهم لا يحووه.

على صوت البكاء الحزين فكرت طويلا:

 نحن فعلا في مجتمع خوف ( ذكوري) لأن الذي لا يخاف لا يقمع و لا يهاجم.. لا يضرب و لا يتحول إلى طاغية في أحوال كثيرة.. حتى أنه يوجد بين من يدعون الثقافة و الحضارة من  ( يغار) حتى ( الأذى) من نجاح المرأة و من قوتها، و يحاول بشتى الطرق وضع النقاب ( العقلي) على استمرارها مع عدم نسيان التنديد ب ( الحجاب) القماشي.. يا للتحرر!

فعلا المجتمعات ( المتخلفة) في حاجة إلى ( رجال) في زمن كثرة ( الذكور).. في حاجة إلى فياغرا (عقلية).
( المهزوم ) الحقيقي ليس العاجز جنسيا، بل هو العاجز عقليا، العاجز عن الاستمرار.. الضعيف المهتم بالترهات و الأكاذيب في زمن جوع الأطفال، و ( نخاسة) النساء.
**********


" ديجا فو" :

و كأني كنت في هذه الحرب من قبل، أحمل طفلتي الصغيرة الخرساء، و أركض حافية من بيت إلى بيت.. لأجد جميع الأبواب مفتوحة للموت.. للقتل، للنهب.. و للآخرة...

و على أحد الأبواب جلس طفل في العاشرة، قلت له حبيبي:
- أين أهلك؟!

كسر عينيه و رد بألم:
- أهلي قتلوا و أنا أخرس...

-أنا أيضاً خرساء أيها الصغير.. تعال معنا...

مازلت أتوقع الأسوأ، و منذ كتبت ( بالماء يا وطني) و حاستي السادسة تصدق بشكل كبير، الشمس في السماء لم تعد مضيئة سوى على ترهات الأولين..سخفهم، تفاهاتهم، تصنيفهم للناس حسب طوائفهم، و تقليلهم من شأن الموت إذا ما كان في جهة أخرى من وطن واحد.

أتذكر " مارك توين" و حاسته السادسة الرهيبة حيث قال ذات يوم: "لقد جئت إلى هذا العالم مع مذنب هالي سنة 1835، وها هو قادم ثانيةً العام القادم، وأنا أتوقع أن أذهب معه".. و صدق حدسه...

أبحث في السماء عن مذنب أعلق به النهاية، فلا أجد إلا الثقوب السوداء...

هامش:
ديجا فو Déjà vu أو ديجاڤو كلمة فرنسية تعني "شوهد من قبل"، في إشارة إلى ظاهرة أُطلق عليها هذا الاسم من قبل العالم "إمِيل بُويَرْك " في كتابه مستقبل علم النفس..و "ديجا فو" هي الشعور الذي يشعر به الفرد بأنه رأى الموقف الحاضر من قبل بجميع تفاصيله.
**********


هالة "كيرليان":

وفي ذلك المنزل المليء بثقوب الرصاص، و فجوات القنابل.. جلس ذلك الكائن الغريب، كانت الهالة المحيطة بجسده تشبه هالة " الأولياء" في تلك الصورة المعلقة في بيت محروق.. قلت له من أنت؟!

رد علي بصوت سماوي: الموت أنا...

ضممت الطفل الأخرس، و طفلتي الخرساء واجهته بخرس الخائف:
-ماذا تريد من هذا الوطن؟!

-أريد أن أكتب للتاريخ أن الهالة النورانية حول الملوك، السلاطين.. تجار الدين، و المغفلين لا تمنع سيد النهاية أنا من عمله العظيم.. أية لعنة تلك التي تلف أرضا قسم من  شعبها يحتفل بالموت بثقافة ( تكفير)، و قسم آخر يتعامل مع الموت كسبق صحفي بثقافة ( عهر).. و القسم الأكبر من الشعب يتبرع بالدم للجميع..فيذهب دمه قربان اللعنة.. 
أية لعنة؟!

و فررت.. و لا أعلم لما تركنا نهرب... 

هامش:

في عام 1939 اكتشف"سيمون كيرليان" هالة تحيط بأي جسم (من بشر ونبات وحيوان)بغلاف غير مرئي يشع على هيئة موجات كهرومغناطيسية ذات ألوان تسمى الهالة أو الأورا (Aura) يطلق البعض عليها الهالة النورانية. 
**********

نقاب ( مسلح):


الزواج -في ناحيةٍ ما -أن  يكون حبيبُكَ ( وطناً)  ليس فيه ( نفطٌ).. ليس فيه( كراسي).. و لا ( طوائف)..

حبيبٌ يلم بعثرةَ طلاقِ ( الحظ) لك، و يرفعكَ ( مثنى و ثلاثاً و رباع) لتقف فوق الحزن و الفشل، فتصلْ و تَعدلْ عدالةَ الإنسان لا عدالة (السيف).

أصبح ( الزواج) في " سوريا" اليوم جزءا من حب الخير و الديمقراطية الذي تحرص دول البترول على مساعدة الشعب البسيط فيه، نسمع اليوم حكايا لا تخطر في البال عن أصحاب النخوة من (جيوب )النفط الذين قرروا مساعدة الأسر المنكوبة عبر الزواج من بناتها، هكذا المساعدة تكون حلال في حلال.

و هذا لا شيء إذا ما قورن بمعاناة من فقدن بيوتهن و همن في مدن أخرى..فتوالت عليهن عروض العقود ( العاهرة)،  و لكي لا يبدأ ( السفهاء) في نفث سمومهم.. الفتيات من جميع الأديان و الطوائف..

لأن النقاب ( المسلح ) الذي فرضه النظام على من ثار ضده، و الذي رد به من أعلن الجهاد و رغبته في إبادة من أسماهم ( مجوسا كفار) نقاب ( موزاييك) فيه كل الطوائف، و درجات اللون الأسود التي هي مقدمة فقط للسواد الكبير القادم على بلد لن يكون للحديث عن مأساة  " العراق" أي تراجيديا مقارنة بما هو في الأفق و بدأ يلوح. 

في بداية الحرب الأهلية الأمريكية كان ( المتحمسون) فرحين.. كل فريق منهم يترقب النصر و يتغنى به..
يقال في حكايا الجدات الأمريكيات:
أنه "عندما يقتل أمريكي أمريكي آخر تحل اللعنة على أرضهما"...

و بالفعل و إلى جانب ضحايا الرصاص و القنابل انتشر الطاعون و التهاب الرئة و أمراض أخرى جائعة ( لقش) عوائل المتحمسين و عندها بدأت الفكرة تتوضح ..

بدأت مرحلة اللوم.. و كل يحمل الآخر مسؤولية الدمار.. و استمرت ( المبكاة)..

الفقراء طبعا دفعوا جميع الفواتير، بما فيها فواتير لاحقة الدفع لعقود لاحقة.. أما منظروا القتل، و مبرروه فروا كنعاج هاربة من سيف صنعته بحوافرها..

 و كلما كان القتل و الموت يمتد بمساحته فوق أي فرح كان الجميع يخرج خاسرا.. خسارته لا تعوض.
و إن كانت الحرب الأهلية الأمريكية انتهت بتحرير ( الرق)، فالحرب الأهلية السورية.. تتجه باتجاه إعادة شرعنة زمن عبيد الملوك أو حريم السلاطين.. و الفقراء يدفعون و سيدفعون كامل الفواتير...

"عندما يقتل سوري سوري آخر تحل اللعنة على أرضهما"

الحل في " سوريا" لن يكون إلا سياسيا..السلاح لم يفعل شيئا سوى أنه حول الثورة إلى صراع مسلح.. و حول البلاد إلى مكان للنزاع الدولي.. لست سياسية و لا أصلح للفتاوي لكني لن أغسل يدي بدماء الفقراء الأطفال.. الأمهات.. الشباب الحالم بالأفضل، العساكر البسطاء بيادق الرقعة.. لن أصافح الشيطان حتى أحصل مجدا سخيفا زائلا، و مبررات لفريق بدأ الخطأ، و لآخر يكمله...

لست من يسير مع التيار( أي تيار) حتى النهاية ليحفظ نصيبه من المصفقين، و من الكعكة.. الوطن في خطر هذا ما أراه اليوم.. و السلاح لم يجلب سوى اللعنة و الخراب و الموت الذي سيصيب الجميع.

ما من حرمة للموت عند كل من لا زال يكتب باسمه المستعار مرعوبا من خياله و وطنه يحترق، ما من حرمة للموت و المنظرون يقبعون خارج البلاد يحرضون الأخوة على بعضهم و تنهشهم (الحيونة) بينما هم يحولون الصراع على الكرسي إلى قضية طائفية..

 النقاب ( الطائفي) يغطي عقول الكثيرين.. المساكين لا يعرفون أن هذي الطوائف محض ترهات و سخف.. عهر عقلي في زمن العولمة.. للكرسي طائفة واحدة في كل العالم( المتخلف).. و للدماء و لحبات العرق التي تسيل في " سوريا" و غيرها نفس الفقر و نفس الجوع.
**********

أهل الخطوة:

و في لحظة أردت خطوة كبيرة تنقلني و طفلتي و الطفل الذي صار طفلي إلى مكان آمن.. و تذكرت أسطورة " أهل الخطوة" و كراماتهم،و كيف أنهم يمتلكون تلك القدرة الخارقة على قطع مسافة طويلة جداً في خطوة واحدة أو في لمح البصر،  فلا يعوقهم بحر ولا جبل.. قلت: 

-يا أيها الخرس في دواخلنا انقلنا إلى مزرعة آمنة...

و ما هي إلا خطوة صرنا في " القدس" .. نظرت إلى ألوان الناس، ثم تقدمت من امرأة لونها أبيض.. قلت لها:

 -أمي.. أنا خرساء.. هل تساعديني؟!
ردت: 
-أنا أيضاً خرساء. 

فضممت أطفالي .. و بكيت...

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كونوا ( عقولكم)...
- هكذا نتخلف
- جرس الغوص و الفراشة -برسم الأمل-
- الدردك ليس للمؤخرات.. و الثورة كذلك
- ذكريات عن عاهراتي الحزينات
- أزمنة مائية - محض تشابه-
- تدنيس المقدس
- هيروين و مكدوس.. و دوائر
- -غيرنيكا-
- التيار - الرابع-
- سلام عليكم...
- -سوريا- يا حبيبتي..( خارج سياق رمادي)
- يا ( علمانيو) العالم اتحدوا...
- مرتدة!
- غرائز
- لا دينية!
- -الزبيبة - تحكم...
- لنتصلعن- علي السوري7-
- خارج سياق ( مسلح)
- علي السوري -الطفلة حنظلة-


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - -فياجرا-