أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - سوريا: سيناريو قديم جديد..؟!














المزيد.....

سوريا: سيناريو قديم جديد..؟!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 03:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد سيناريو التدخل العسكري (الأمريكي _ الغربي)، المدعوم خليجياً ومن بعض أطراف الجامعة العربية، مجرد وهم أو فرضية إحتمالية لما ينضح من تطور الأوضاع داخل سوريا، بقدر ما أصبح ذلك التدخل، مع تواصل مسيرة تلك الأوضاع، والدفع بتصعيدها بإضفاء صفات ومسميات جديدة عليها، ونعتها على سبيل المثال، ب "الحرب الأهلية"، من قبل نفس الجهات ذات المصلحة في هذا التدخل، أصبح هذا التدخل اليوم، أكثر إحتمالية، بل وأكثر واقعية منه الى الإفتراض أو الخيال..!؟


فلم يعد الأمر مجرد تكهنات أو مجرد تصريحات أو رغبات تنطلق من هنا أو هناك، بل تعدى التلويح بهذا التدخل كل تلك الحدود، لينطلق مباشرة ودون حاجة لتأويل أوتفسير، من قبل رئيس أكبر دولة عضو في الأمم المتحدة، والتي لها من القدرة وتحمل المسؤلية ما لا يقارن مع غيرها من الدول الأخرى؛ فالولايات المتحدة المريكية، وهي أحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وبما مناط بها من مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين، لم تبد إهتماماً لما ألزمت نفسها به من ضرورة إحترام بنود ميثاق الأمم المتحدة بشأن الحفاظ عل الأمن والسلم الدوليين، وفي مقدمتها مبدأ عدم التدخل بشؤون الدول الداخلية، أو التلويح والتهديد بالعدوان والتدخل العسكري وما شابه..!؟


فالتصريحات الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد باراك أوباما بخصوص الشأن السوري، قد إختصرت كل ما سبقها من تصريحات واقوال السادة من المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين بهذا الشأن، لتأتي أكثر وضوحاُ، وأكثر قطعية في القصد والنوايا، ولتقطع الشك باليقين، لكل من يساوره شك حول نوايا الولايات المتحدة الأمريكية بشأن سوريا، فيما رسمته لها من خطط وخرائط طريق، لا يشم منها غير دخان الحرائق، ولا يرى فيها غير ركام الدمار والخراب، ولا يستذكر منها غير مآسي ما حل بشعبي العراق وليبيا منذ عهد قريب..!!؟


فما جاء في تصريح السيد أوباما في الثلاثاء المنصرم، لا يحمل في طياته من جديد بالنسبة لجملة التحذيرات والتهديدات المكالة ضد دولة سوريا، ولا يختلف في مضمونه وأهدافه كثيراً عن ما خططت له أمريكا من سياسات وما أنجزته دوائرها الإستخباراتية والأمنية من سيناريوهات لتنفيذ تلك الخطط بما ينسجم وأهدافها المبيتة للمنطقة..!؟


لقد حاكى السيد أوباما في ذلك التصريح سلفه السيد جورج بوش الأبن، الذي إجترح مقولة أسلحة الإبادة الجماعية، كمدخل وذريعة للتدخل العسكري وغزو العراق عام 2003، وها هو الآن السيد أوباما ينهج نفس الطريق ويمسك بتلابيب مقولة سلفه السيد بوش الأبن، وتحت عنوان "الأسلحة الكيمياوية" جاعلاً منها " خطاً أحمر "؛ الويل لمن يتجاوزه أو ينتهك علاماته، أو كما أضاف في كلمته[[ بأنه لم يأمر "في هذه المرحلة" بتدخل عسكري أمريكي في سوريا، إلا أنه أشار إلى وضع إدارته لخطط طوارئ جاهزة..]]!!؟؟ (*)



فالتلميح ب "التدخل العسكري" من خلال "خطط طواريء"، والجهر به بهذا الوضوح والصراحة والعلانية، ضد دولة مستقلة وعضو في هيئة الأم المتحدة، ولها ما لأمريكا وسائر الدول أعضاء الأمم المتحدة من حقوق وما عليها من إلتزامات، لا يمكن أن يشكل مثل هذا التلويح والتهديد بالتدخل، غير تجاوز على إستقلال سوريا كدولة، وتهديد بالعدوان على إستقلالها، بكل ما يشكله ذلك من تهديد صارخ لسلامة وأمن مواطنيها، وما سيجره في حالة تنفيذه من دمار وخراب لا تعرف حدودهما على كل ما يمت بصلة لسوريا كدولة، من زرع وضرع ومؤسسات إقتصادية وإجتماعية وتراثية، في نفس الوقت الذي يمثل فيه، تجاوزاً وخرقاً من قبل دولة كبرى للشرائع الدولية وفي مقدمتها بنود ميثاق الأمم المتحدة..!؟


فليس هناك على الكرة الأرضية من شعب مهما بلغت قطيعته مع النظام الحاكم، أن يرتضي مذلة التدخل الأجنبي، أو أن يستبدل إستبداداً بغيره، فكيف به وهو يرى بأم عينه، ما سوف يجره عليه مثل ذلك التدخل من ويلات وآلام ومعاناة؛ فلا الشعب السوري النبيل ولا حتى الشعوب التي خبرت محنة التدخل العسكري والإحتلال رغماً عنها، أن تذعن وبإرادتها وتحت مختلف الحجج والذرائع، الى ما ترسمه لها خطط "التدخل العسكري" والهيمنة الأجنبية..!!؟


فرغم كل ما يدور في المشهد السوري من أحداث بما فيها التي فرضت نتيجة التدخل الأجنبي والإقليمي، يظل الشأن السوري شأناً داخلياً في كل تفاصيله وجزئياته ومكوناته، والشعب السوري بقواه الوطنية، وحده كفيل بإيجاد الحلول المناسبة للخروج من أزمته الحالية، رغم كل ما يحاك في الدهاليز المظلمة، والشوارع الخلفية من خطط وتكتيكات تهدف الى تقويض وحدته وتماسكه الوطني، الأمرالذي سبق وأن جرى تناوله في أكثر من مقال..!؟(*)

_________________________________________________________________________
(*) http://arabic.cnn.com/2012/syria.2011/8/20/obama.chemical.biological.weapons.syria.red.line/index.html
(*) http://www.ahewar.org/m.asp?i=1189



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: تحت أي عنوان...؟!!
- سوريا: الثمن الباهض..!!؟
- العراق: -العملية السياسية- _ إن بعض الظن إثم..!؟
- دمشق
- العراق: إنتهاك الحقوق المدنية إنتهاك للدستور..!!؟
- سوريا: جامعة الدول العربية الى أين..؟؟
- أمريكا تقود - ربيع - ثورات الشعوب..!!؟ (2_2)
- سوريا: إشكالية التغيير و-التدخل الأجنبي-..!
- سوريا: هل كان قرار الجامعة العربية حكيما..؟؟!!
- ليبيا : الناتو و-حماية المدنيين-..!!؟
- فلسطين: بداية الطريق....!
- فلسطين: في الطريق الى الدولة.....!!
- الشهيد المهدي يتهم...!؟
- اللوم والشجن...!
- فلسطين: من رباعيات النكبة..!
- العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟
- نتنياهو: يبكي السلام...!!؟؟
- نسائم بغداد..!
- فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟
- بن لادن: الشخص والظاهرة..!


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - سوريا: سيناريو قديم جديد..؟!