أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر الفضلي - دمشق














المزيد.....

دمشق


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 19:32
المحور: الادب والفن
    




تَفَجَرَ عاصِفاً فيكِ إضطِرامُ *
دمشقُ وليسَ مِثلُكِ مَنْ يُضامُ

وعَزَّ عليكِ ما جَنَتْ الليالي
بما حَمِلَتْ وما نَسجَ الظَلامُ

لَكَمْ دانتْ اليكِ ذُرى القَوافي
مجلجلةً: دمشقُ لها الوِسامُ

وهلْ لَكِ في الكَرامةِ غَيرُ مَجْدٍ
تَسامَتْ مِثلهُ حلبٌ وشامُ

فإِنْ شابَ الغَمامُ سَنا بدورٍ
فَبَدْرُكِ ناصِعٌ.. بَدرٌ تَمامُ

***

دمشقُ وليسَ غَيرُكِ كانَ حُصناً
يلوذُ به الطَريدُ ولَنْ يُسامُ

تَجاذَبتْ النفوسُ على إِختِصامٍ
ومَنْ نَشَدَ النَجاحَ لَهُ مَـرامُ

وتاهَ معَ المَسيرةِ كُلُ حُـرٍ
وما عَرفَ الطريقَ سوى الهُمامُ

فمَنْ نَشدَ الحَقيقةَ لَيتَ يَدري
بأنَ العاشقينَ لها، نيـامُ

دمشقُ وليسَ حُراً مَنْ تَنَخّى
بجَورِ الظالمينَ.. وما أقاموا

***

أرى تَدنو الخُطوبُ اليكِ زَحفاً
مُعبأةٌ بما حَمِلَ الخِصامُ

فقد لاحتْ نيابُ الذئبِ تَترى
مُكشرةٌ بِما حَجَبَ الغَمامُ

دمشقُ لكم تَغنى فيكِ شوقٌ
الى بَرَدى وزادَ بهِ الهيامُ

فكوني مثلُ صقرِ الطَيرِ يقظى
ومثلُ النَجمِ يَسهرُ إذْ ينـامُ

فلا تُرخي العنانَ الى زَنيمٍ
تَوَهَمَ أَنهُ قَـدَرٌ وقَـامُ (**)

***

فصيري يا إبنةَ النَجدَين سداً
مَنيعاً لا يُصارُ لَهُ إِقتحامُ

وعَضْي عَلْ النَواجذِ إنْ تَصَدَتْ
رياحُ الشَرِ وإنفَرَطَ الزِمامُ

فمثلُكِ للعَزيمةِ كانَ نِسراً
ومثلُكِ لمْ تُرَدُ لهُ سِهامُ

فلَسْتِ مَعَ الحقيقةِ في مَراءٍ
ولا يُبنى على وَهْمٍ سلامُ

رَعاكِ اللهُ منْ كَدرِ الليالي
دمشقُ وليسَ مِثلُكِ مَنْ يُضامُ

***

فإنْ جارتْ عليكِ يَـدُ التَجَني
كما جارتْ على جَملٍ خُزامُ

فَحَسبي فيكِ مِنْ قممِ العَوالي
ومَنْ سكنَ الحَضيضَ هُـمُ اللِئامُ

فما عَيشُ الهَوانِ سوى إنقيـادٌ
لِحَبلِ الذلِ مَنزِلُـهُ الـرَّغامُ

معاذُ اللهِ أَنَّكِ في إِلتباسٍ
إذا ما الصِدقُ خالَطَهُ الحَرامُ

إذا دَرْبُ الخَديعةِ صارَ نَهجاً
دمشقُ فليسَ مِثلُكِ مَنْ يُـلامُ

***

حنانكِ ، قَدْ أصابَ القومَ مَسٌ
مِنَ الإعجازِ يَنخَرهُ السقامُ

فلمْ تَبدو الرِحابُ لَهمْ رُبوعاً
ولا تَركَتْ بأنفُسِهمْ هـيامُ

تَنادوا للخَطيئَةِ بإِبتـذالٍ
وخَروا سُجَداً : شَرفٌ وهامُ

وما كانَ الضَميرُ لَهمْ دليلاً
إذا الأوطانُ عاثَ بها الهَوامُ

فَكَمْ تُشرى الحَياةُ على خُنوعٍ
دمشقُ وليسَ مثلكِ مَنْ يُسامُ

***

إذا هَمدتْ رياحُ الشَرقِ يَوماً
فَريحُـكِ يا دمشقُ لها الدَوامُ

كأنكِ في العُلا نَجمٌ مُنيرٌ
وفي الأرضَينِ عِشقُكِ مَنْ يُرامُ

فلا حَسداً دمشقُ إذا تَغَنى
بكِ العشاقُ شَوقاً أو تسامو

لإنكِ في الحَدائقِ جُـلَّنارٌ
وما بينَ العُطورِ لكِ الخُزامُ

ولا يَعلو وجوهَ الغَدرِ إلا
ترابُ القَبرِ يلفَحُهُ السَخامُ

***

سَهَرتُ فلمْ أجدْ لَكِ مِنْ سَبيلٍ
سِلاحَ الصَبرِ يَردِفُهُ السَلامُ

لقد حاكو ذوو القُربى إِفْتِراءً
وضاعَ الحُـلْمُ عِندَهُمُ فهامُوا

وشَدَّ بنو العُمومَةِ في إِحترابٍ
أُريدَ بِها الخَرابُ فلا وِئامُ

كأن الاقرَبينَ لهمْ سهامٌ
ولا تُدمي السِهامَ سوى السِهامُ

فغارتْ في العيونِ دُموعُ كذبٍ
وصفَّقَ نَشوةً حَمَدٌ وَسَامُ

***

فيا ويلٌ إذا نَشَبَتْ ضَروسٌ
وأُطلِقَ في العَنانِ لها الحِمامُ

وعَضَ القَومُ أَلسِنَةَ التَشَفي
وصارَ الثأرُ ديدنَهُمْ حِسامُ

فلا يُجدي الكَلامُ إِذا تَماهتْ
عُيونُ الحِقدِ وأُنتُزِعَ اللِثامُ

وما نَفْعُ الكَلامِ إِذا تَجَلَّتْ
خَبايا النَفْسِ وأُفتُضِحَ الغَرامُ

فلا حُـزْنٌ يُكَفْكَفُ في دُموعٍ
دمشقُ: فليسَ مِثلكِ مَنْ يُضامُ

***
***
***
باقر الفضلي/ 31/5/2012
________________________________________________________________________
* اضطرام : إشتعال النيران
** قامُ : القامة، القد، قامة الانسان



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: إنتهاك الحقوق المدنية إنتهاك للدستور..!!؟
- سوريا: جامعة الدول العربية الى أين..؟؟
- أمريكا تقود - ربيع - ثورات الشعوب..!!؟ (2_2)
- سوريا: إشكالية التغيير و-التدخل الأجنبي-..!
- سوريا: هل كان قرار الجامعة العربية حكيما..؟؟!!
- ليبيا : الناتو و-حماية المدنيين-..!!؟
- فلسطين: بداية الطريق....!
- فلسطين: في الطريق الى الدولة.....!!
- الشهيد المهدي يتهم...!؟
- اللوم والشجن...!
- فلسطين: من رباعيات النكبة..!
- العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟
- نتنياهو: يبكي السلام...!!؟؟
- نسائم بغداد..!
- فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟
- بن لادن: الشخص والظاهرة..!
- فلسطين: لقد حان الوقت...!
- الأول من آيار: تحرر الطبقة العاملة مفتاح تحرر الطبقات الأخرى ...
- البوح...!
- العراق: الإتفاقية الأمنية الأمريكية- العراقية: ملاحظات هامشي ...


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر الفضلي - دمشق