أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - سوريا: الثمن الباهض..!!؟















المزيد.....

سوريا: الثمن الباهض..!!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد كل هذا الكم الهائل من المقالات الملتبسة، والتدفق الذي لا ينقطع من سيل الادعاءات الفضائية المشكوك في مدى صدقيتها بشأن ما يجري في سوريا اليوم، وبعد ما عكسته الجلسة الآخيرة لمجلس الأمن بتأريخ التاسع عشر من تموز الحالي والمخصصة لبحث الشأن السوري، بعد كل هذا وذاك، لا يجد المرء نفسه، إلا كمن يغرد خارج السرب، أو كمن لا يسمع غير صدى صوته بين صخب جوقة المطبلين والمزمرين والضجيج الإعلامي المسيس والمدفوع الآجر..!؟


لقد عكست جلسة مجلس الأمن ليوم 19/7/2012 حقيقة حالة الصراع المحموم والأكثر إحتداماً على الصعيد الدولي حول مصير سوريا كدولة مستقلة، والمخاطر المحتملة التي تهدد مصير الشعب السوري الشقيق في النهاية، وما يمكن أن يكون عليه المآل المتصور جراء ما يمكن أن تؤول اليه تداعيات الخطط ومشاريع القرارات التي ترسمها أمريكا ومعها الحلف الغربي، ممثلاً بأقطابه الثلاث كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا، والتي عبرت عنها بصريح العبارة خطب وتعقيبات كل من أقطاب التحالف المذكور أثناء ختام الجلسة، بعد فشل مشروع القرار المقدم من قبلهم بفرض عقوبات جديدة بحق سوريا تحت البند السابع، بما يمكن أن يبيته ذلك من فرص " التدخل العسكري "، وتحت ألف حجة لتبرير ذلك التدخل، ولعل منها وعلى سبيل المثال: "ما يدعيه الإعلام الغربي والإسرائيلي بالذات عن وجود مخازن الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية في سوريا وضرورة التحكم بمصيرها حتى لو دفع ذلك شن الحرب على سوريا على حد تصريح باراك، خوفاً من وقوعها بيد حزب الله..!" (*) وبهذا التدخل تعريض سوريا لمصير لا يمكن التكهن بنتائجه، والذي أقل ما فيه، إنهيارها كدولة ذات شأن وموقع متميز ومؤثر في المنطقة، ولا يهم بعد ذلك ما سيكون عليه مصير الشعب السوري من تمزق في النسيج الإجتماعي والإحتراب الطائفي وتقسيم الوطن الموحد، وما ستدفعه الأجيال القادمة من ثمن باهض في المستقبل، كي تطمأن تلك الدول على إطلاق يدها في تقرير مصير المنطقة، بما يحقق مصالحها ويعيد بنائها طبقاً لإستراتيجية بعيدة المدى في الشرق الأوسط..!!؟ (1)


وغني عن القول بأن مصالح الدول المتصارعة على الصعيد الدولي، لا تبتعد في جوهرها عن مصالح إقتصادية وسياسية، وفي جميع الأحوال فأن وجود سوريا بما هي عليه الآن من أزمة تضرب في عمق نظام الحكم المغلوب على أمره بما يشوب سياسته من تهمة الإستبداد، وهذا في حد ذاته يشكل هدفاً ميسور الوصول اليه في الإنطلاق الى تحقيق الأهداف الأخرى، التي تشكل حجر الزاوية في كل مخططات التحالف الغربي في المنطقة، وليست سوريا بمنئى عن تلك الأهداف، إن لم تكن أحدى العقبات الكأداء أمام مسيرة ما يدعى ب "الربيع العربي" الذي سلبته وقادته أمريكا والتحالف الغربي للناتو في المنطقة، طالما ظلت سوريا خارج ما رسم لها من "دور قادم" على الصعيدين السياسي والإقتصادي؛ لما لهذا الدور من أهمية حاسمة في العديد من الإتجاهات، بالنسبة للتحالف المذكور ولطبيعة مسيرة الصراع الإقليمي في المنطقة، وعلى نحو خاص ضمان أمن دولة إسرائيل،..!؟


فما دار في جلسة التاسع عشر من تموز الحالي لمجلس الأمن، ليس إلا إمتداد لنفس السيناريو، الذي ما إنفكت دول التحالف الغربي، ممثلاً بأمريكا وكل من فرنسا وبريطانيا وإلمانيا من جهة_ والتحالف العربي ممثلاً بالأمانة العامة للجامعة العربية من جهة أخرى، وفي جميع الأحوال، فإن السيناريو المقصود، والمتمثل بعضه في مشروع القرار المقدم الى مجلس الأمن في الجلسة المنوه عنها فيما تقدم، ومهما إختلف في شكلياته وأبعاده الإجرائية، فإنه لا يخرج في روحه وجوهره عن السيناريو المنفذ ضد ليبيا، وليست أحداث الأيام الأخيرة في سوريا إلا مؤشرات دالة على إرهاصات السيناريو الحالي الذي تحاول دول التحالف الغربي _ العربي السير فيه بكل إصرار، حتى لو دفعها ذلك الى الخروج على شرعية مجلس الأمن، بإعتباره ممثلاً للشرعية الدولية، والعمل من خارجه، وهذا ما لوحت به السيدة رايس مندوبة الولايات المتحدة الأملريكية وباقي ممثلي التحالف الغربي في تعقيباتهم، بعد فشل مشروع القرار آنف الذكر، وهذا وحده ما فيه الكفاية لتأكيد ذلك الإصرار، ولعل أبلغ دليل على ذلك ما تناولته الصحف الغربية بهذا الشأن والتي تعكس حقيقة التوجه الأمريكي _ الغربي بشأن سوريا..!؟ (2)


وليس من باب التهويل، التذكير بأهوال ما يسمى ب (التدخل الأجنبي) وما يجره على الشعوب التي تعرضت لويلاته بالأمس القريب والبعيد، من دمار وخراب لا حدود لهما؛ إذ في الحقيقة، لا يشفع له كل ما يحمله من شعارات وجدانية وإنسانية وما يلوح به من إدعاءات وأوعاد بالحرية والسعادة، وما يدعيه من "حماية المدنيين" من بطش الحاكمين، فقد أثبت الواقع بأنها الكذبة الكبرى في العصر الحديث، وليست سوريا بمعزل عما كان مبيتاً لدول عربية سبقتها، وما خلط الأوراق ولبوس مطاليب الشعوب والظهور بمظهر المدافعين عن مصالحها إلا بعض من آليات النفاق والرياء التي تبطن الموت والهلاك، وأحدى سبل الخداع والتضليل؛ وبقدر تعلق الأمر بأوضاع سوريا وحالة الصراع الدائر بأبعاده المختلفة وطابع القوى التي تديره والمشاركة فيه، وطنية كانت أم أجنبية، وبعيداً عن التكرار، فقد جرى تناول الشأن السوري في أكثر من مقالة، يمكن العودة اليها في الرابط أدناه...!!؟ (3)
21/7/2012

(*) http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2012/07/120720_israel_syria_intervenntion.shtml

(1) http://arabic.cnn.com/2012/syria.2011/7/19/russia.veto/index.html
(2 ) http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2012/07/120720_uk_papers.shtml
(3) http://www.ahewar.org/m.asp?i=1189



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: -العملية السياسية- _ إن بعض الظن إثم..!؟
- دمشق
- العراق: إنتهاك الحقوق المدنية إنتهاك للدستور..!!؟
- سوريا: جامعة الدول العربية الى أين..؟؟
- أمريكا تقود - ربيع - ثورات الشعوب..!!؟ (2_2)
- سوريا: إشكالية التغيير و-التدخل الأجنبي-..!
- سوريا: هل كان قرار الجامعة العربية حكيما..؟؟!!
- ليبيا : الناتو و-حماية المدنيين-..!!؟
- فلسطين: بداية الطريق....!
- فلسطين: في الطريق الى الدولة.....!!
- الشهيد المهدي يتهم...!؟
- اللوم والشجن...!
- فلسطين: من رباعيات النكبة..!
- العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟
- نتنياهو: يبكي السلام...!!؟؟
- نسائم بغداد..!
- فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟
- بن لادن: الشخص والظاهرة..!
- فلسطين: لقد حان الوقت...!
- الأول من آيار: تحرر الطبقة العاملة مفتاح تحرر الطبقات الأخرى ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - سوريا: الثمن الباهض..!!؟