أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - الکورد بين التأريخ و العرق و الدين















المزيد.....

الکورد بين التأريخ و العرق و الدين


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:27
المحور: القضية الكردية
    


مع إزدياد الدور الکوردي على الصعيد الداخلي و بروزه إقليميا و دوليا ، تتوجس بعضا من الدول المهتمة بالشأن العراقي من بروز هذا الدور و ماقد يتمخض عنه من تداعيات . وهذا التوجس ينعکس في طروحات و تحليلات الکثير من الکتاب الاتراک و الفرس و العرب ، خصوصا حين يتحدثون عن المستقبل السياسي للکورد في المنطقة . ومن الاجحاف أن ننکر دور البعض من الکتاب العرب الذين يرون المسألة من زاوية أخرى و يرون التوجس من تعاظم الدور الکوردي نوع من الجنوح نحو التهويل لدوافع معينة . إلا أننا في ذات الوقت لانستهين بالدور السلبي الذي لعبه و يلعبه الصنف المتوجس من الکتاب ولاسيما في تأليب و تحريف الرأي العام للترک و الفرس و العرب ضد الکورد و قضيتهم العادلة . والملاحظ في الکتابات السائدة لأولئک الکتاب إنها تدور حول ثلاثة محاور أساسية تتلخص فيما يلي :
1 ـ المحور التأريخي.
2 ـ المحور القومي ـ الشوفيني.
3 ـ المحور الديني.
وإنطلاقا من المحور الاول يجزم الکتاب الساردون الذکر بأن الکورد أمة من دون تأريخ و أنهم بلا حضارة ، فيما يذهب نفر آخر منهم أن الکورد في الاساس دخلاء على المنطقة وأنهم قد إستعمروا مواطنهم التي يسکنونها حاليا " بالقوة" و أجبروا الاقوام الاصلية التي کانت مستقرة فيها على" الجلاء" عنها بعد أن" فتکوا" بالقسم الاعظم منهم . ومن المفيد أن نستطرد هنا بعض الشئ و نشير الى آراء قسم من الکتاب الذين دفعهم جهلهم بالتأريخ أساسا الى الزعم بأن الکورد هم " شعب همج رعاع جبلوا على التمرد و العصيان" بل وأن آخرين لم يکتفوا بذلک وإنما إنساقوا أکثر خلف " الاحکام المزاجية" التي لا وجود لها على أرض الواقع ، حين أنکروا حتى الاصل الانساني على الکورد و زعموا أنه من الجن ! فهل هناک أمة على وجه الارض تعرضت الى مثل هذا الطعن و التشهير الرخيص ؟ هذا إذا وضعنا جانبا محاولات مشبوهة أخرى تزعم أن الايزديين و اللور ليسوا من الکورد ! ورغم قناعتنا بأن التأريخ يسطره دوما المنتصرون أو الذين يملکون زمام الامور ، لکن مع ذلک فأن التأريخ بجانبيه " السلبي و الايجابي" يصنع من قبل کل الاطراف المشارکة فيه . وعندما نتحدث عن الحضارة العربية ـ الاسلامية فأننا نتحدث عن کل الاقوام و الملل التي کانت تعيش ضمن إطار تلک الحضارة وبالتالي فقد ساهمت بشکل أو باخر في عملية البناء الحضاري . ولکن ورغم کل هذا التطاول على التأريخ الکوردي فأننا نشير الى أنه کانت هناک دولا و ممالک للکورد في العصور السحيقة ، نظير مملکة ميتاشي و إمبراطورية کوکتيل 2100 ق . م والامبراطورية الحيثية 1800 / 1200 ق . م والامبراطورية الميدية عام والتي قضت على الدولة الاشورية عام 595 ق . م و إستمرت حتى عام 550 ق . م . هذا الى جانب أنه کانت حکومات کوردية في العصور الاسلامية مثل :
1 ـ الحکومة الراوية 230 ـ 189 هجرية.
2 ـ الحکومة السالارية 300 ـ 420 هجرية .
3 ـ الحکومة الحسنوينية بهمدان 330 ـ 405 هجرية.
4 ـ الحکومة الدوستکية و المروانية بديار بکر 350 ـ 467 هجرية.
5 ـ الحکومة التاربکية اللور الکبير 550 ـ 827 هجرية.
6 ـ الحکومة الايوبية 567 ـ 685 هجرية .
أما فيما يتعلق بالتأريخ المعاصر و الحديث فإننا نشير الى تجربتين سياستين مريرتين للکورد هما :
1 ـ مملکة کوردستان بزعامة الشيخ محمود الحفيد عام 1918 وکانت عاصمتها مدينة السليمانية.
2 ـ جمهورية کوردستان والتي کان يرئسها الشهيد القاضي محمد عام 1946 وکانت عاصمتها مدينة مهاباد.
ومن المفيد جدا أن أهمس في آذان الذين يتکلمون عن وحدة التراب العراقي و قدسيته أن مملکة کوردستان قد تأسست قبل نشوء المملکة العراقية عام 1921 ، ولکن الملک محمود وقف ضد الاطماع و المشاريع البريطانية ضد المسلمين العرب ورفض القتال الى جانبهم ضد المسلمين العرب في وسط وجنوب العراق وذلک ماکان کفيلا بإنهاء الدعم البريطاني لمملکة کوردستان و نفي ملکها الشيخ محمود الحفيد بعد قتال دامي و مرير بين الجانبين . لکن أليس من المهزلة حين يتهم البعض الامة الکوردية بمعاداتها للإسلام و کونها أداة للصهاينة ! والاهم من ذلک أن مجازاة و عرفان الجميل کان في عمليات الانفال و في حلبجة التي لازال رهط من الکتاب الشوفينيين يطعنون بمصداقيتها . وهنا أرى من اللازم الاشارة الى من يدعي بأن کوردستان" لغم تأريخي فوق جثة العراق الجديد" متناسيا بأن مايسمونه بشمال العراق کان کيانا سياسيا مستقلا قائما بذاته وألحق بالدولة العراقية عند نشوئها في عام ،1921 وقد ضحي به " کرمال عيون" الاسلام فمن کان اللغم في الاساس ؟ . بيد أننا لو قبلنا زعم هذا القسم من الکتاب و سلمنا جدلا بأنه لاتأريخ و لا حضارة للکورد " وفرض المحال ليس بمحال" فهل أن ذلک يعني أن صناعة التأريخ قد توقفت و إنه لاتأريخ بعد اليوم ؟ لماذا لايتحدث هؤلاء الکتاب عن تأريخ و حضارة جزيرة تيمور الشرقية" مع إحترامي البالغ لها " وکذلک الامر بالنسبة لجيبوتي و حتى الولايات المتحدة الامريکية أليس من المفروض أن لاتکون لهم دول وفق مايرتأيه هؤلاء ؟ أما بالنسبة للمحور القومي ـ الشوفيني فقد إنصب جهد هذا القسم على التباکي على الوحدة الوطنية و ضرورة الوقوف ضد المؤامرات الصهيونية ـ الامبريالية التي تحاک ضد حکومات و شعوب هذه البلدان . ومن المهم جدا أن نشير الى أن هؤلاء الکتاب قد ساهموا في تعزيز ثقافة سلطوية فوقية تقدس بعض المفاهيم و تراها فوق کل الاعتبارات و لايجوز المساس بها إطلاقا ، ومثل هذه الثقافة هي موجهة أساسا ضد کل القوميات الاخرى التي تعيش ضمن النطاق الجغرافي لدول مثل إيران و ترکيا و سوريا وحتى العراق أيام الحکم البائد . والسلاح الاهم بيد هؤلاء الکتاب والذي يستخدمونه ضد التطلعات القومية المشروعة للکورد " وحتى العرب و البلوش و الترکمان في إيران" هو تهمة الإرتباط بإسرائيل و أمريکا ! و کأننا في کوکب آخر ولاندري شيئا عن حقيقة النفوذ الامريکي و حتى الاسرائيلي في المنطقة ! وبخصوص المحور الديني فهو بحق " قميص عثمان " الذي يرفع بوجه الکورد کلما بان في الافق ماينبأ عن تحقق هدف أو مجموعة أهداف مهمة لهم وقد تم إستغلال هذا المحور أبشع إستغلال ضد الکورد ولاسيما حين يزعمون أن العرقية منافية للدين" لکنها بالنسبة للحاکمين مشروعة و ليست کذلک" لکن الدعوة لتجاهل الجانب القومي هو دعوة غير مجدية وليست واقعية بالمرة خصوصا حين يبثون ثقافة ولغة أساسية واحدة هي لغة و ثقافة القومية المتسلطة على الحکم وهذه الحقيقة معروفة تأريخيا ، فاللغة السائدة مثلا في العصرين الاموي و العباسي کانتا العربية ، فيما کانتا في العصرين العثماني و الصفوي هما الترکية و الفارسية . وحين يمنينا البعض من کتاب هذا المحور بالصبر حتى تطبيق " نظام حکم الاسلام " الصحيح و الواقعي (!) کي يطبق حينئذ نظام الولايات " کرد على فيدرالية أعجمية" ولکن من الذي يضمن أن الحکم الاسلامي المنشود سوف يکون بأفضل من حکم طالبان البائد في أفغانستان و الحکم الحالي في إيران وکلاهما يجمعهما رفض العرق " الاخر " هذا إذا کان هناک نظام إسلامي .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترکيا و الهم الکوردي : قواعد اللعبة قد تکتمل بإستثناءاتها
- سمير عطا الله مترنيخا للشيعة والکورد
- إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة
- الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام
- الحيوان في الشرق هل له حقوق أم إنه لاشئ؟
- قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال
- ماذا لو لم يتم إنتخاب الطالباني لأي منصب سيادي في العراق؟
- الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - الکورد بين التأريخ و العرق و الدين