أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (49) : لماذا لا نستمع الى ألم الطفل أو ننكره؟















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (49) : لماذا لا نستمع الى ألم الطفل أو ننكره؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 09:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لو رأيت هذا الشرط http://www.youtube.com/watch?v=06QB8ET8Xsc الذي يقوم فيه بيطري بقطع ذنب كلب صغير، فإنك حتما سوف تمتعض جدا. وحقيقة الأمر فإننا نقوم يوميا بقطع آلاف الأطفال الذين يصرخون من الألم ولا نعير لصراخهم أي اهتمام.... لا بل ننكر المهم. ما هو السبب وراء ذلك؟

لماذا لا يحس رجال الدين والطب بألم الطفل؟
--------------------------
لماذا ينكر الحاخامات والأطبّاء الذين يقومون بالختان ألم الطفل؟ وهل صحيح أنهم لا يسمعون صراخ الطفل؟ هناك عدّة تفسيرات:
- قد يصاب الطفل خلال الختان بصدمة فيدخل في حالة غيبوبة أو شبه غيبوبة، ممّا يشل مشاعره وحركته.
- يكون بعض الأطفال تحت تأثير المخدّرات التي أعطيت لأمّهاتهم عند الولادة فتسرّبت إليهم من خلال حبل الوريد. أي أن كثيراً من الأطفال يلدون في حالة تخدير. فهذه المخدّرات تؤثّر في علاقة الطفل مع أمّه إذ يبتسم قليلاً ويصبح حاد المزاج. وقد لوحظ أن تلك المخدّرات قد تترك أثراً حتّى على البالغين لمدّة سنة
- قد ينبع إنكار رجال الدين ألم الطفل من محاولة لتغطية إحساسهم بالذنب من إيلامهم للأطفال.
- قد يتظاهر الخاتن بعدم ألم الطفل كذباً ويحاول إقناع الأهل بذلك لأنه يخاف من تراجع عمليّات الختان إذا ما إكتشف الأهل أن أطفالهم يتألّمون. فقد ذكر كتاب أمريكي لتدريس التمريض لعام 1976 بأن على الممرّضة أن تطمئن الأم بأن عمليّة الختان ليست مؤلمة وأن الطفل يبكي من الضيق والرباط وليس من الألم.
- قد يكون الخاتن فاقد الإحساس، أو حسب التعبير العامّي «متمسح»، أي أنه كَّون حماية خارجيّة مثل جلد التمساح. فمهما تنخزه فهو لن يحس. وهذه ظاهرة معروفة عند العالم والجاهل. فالجزّار الذي يذبح عدداً كبيراً من الحيوانات ينتهي بعدم سماع صوتها، بينما قد يمتعض شخص يحضر ذبح حيوان لأوّل مرّة، ويشفق على الحيوان، ويلوم الجزّار على قساوة قلبه. ومن فقد الشعور لن يقبل بأي نقاش مهما كانت البراهين العمليّة التي تقدّمها له. فالإحساس واعز مهم للوصول إلى المعرفة. وعدم الإحساس هذا يؤدّي إلى عدم فتح النقاش حول الختان بين الأطبّاء.
- هناك الإعتبارات الفئويّة. فالأشخاص يحدثون ألماً أكبر على الغير كلّما كانوا في مجموعة ممّا لو كانوا وحدهم. وبما أن الأطبّاء يعرفون أن الأهل وزملاءهم في المهنة موافقون على الختان، فإنهم لا يتردّدون في البتر وإيلام الطفل. وهناك تأثير السلطة الطبّية. فالطبيب الذي يجري الختان لأوّل مرّة يقوم به تحت إشراف طبيب مدرّب أكثر خبرة منه. ولذا فهو يتخلّى عن مسـؤوليّة إتّخاذ القرار ذاتياً وينفّذ العمليّة طاعة لأوامر الطبيب المدرّب. وهو لا يقصد التأليم، بل ينفي وجود الألم ويغش نفسه للمضي قدماً في العمليّة. وبعد أن يقرّر الطبيب إجراء العمليّة، فإنه يصعب عليه الرجوع إلى الوراء لأن ذلك يعني أنه يستنكر ما قام به أوّلاً. وعندها يوهم نفسه أنه لا يؤلم الطفل. ويشار هنا إلى أن الذين شاركوا في إقتراف الفظائع في حرب فيتنام أنكروا بعد ذلك أنهم إقترفوا تلك الفظائع. وهكذا الأمر فيما يخص الختان.
هذا وقد سأل إستطلاع للرأي أجري في الولايات المتّحدة عام 1998 عمّا إذا كان الأطبّاء غير منزعجين من إجراء عمليّة الختان. فكان الجواب أن 13% منهم فقط كان دائماً منزعجاً، وأن 38% كان منزعجاً في بعض الأحيان، وأن 43% منهم قال بأنه لم يشعر بتاتاً بالإنزعاج. وهذا يعني أن الأطبّاء قد تخلّوا عن مشاعرهم في هذه العمليّة، فأكثرهم يجرون تلك العمليّة دون تخدير و53% منهم يعتقد أن ضررها أكبر من فوائدها. وهذا يعني أن الأطبّاء يقومون بها دون أي إهتمام ولأسباب غير عقلانيّة محاولين تقديم تبريرات لعملهم مع معرفتهم بأنهم سوف يحصلون على أجرهم في آخر المطاف.

لماذا لا يحس الأهل بألم الطفل؟
------------------
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان الأهل يجهلون فعلاً أن الختان عمليّة مؤلمة؟ وإذا كانوا لا يجهلون ذلك، فلماذا يسلّمون أطفالهم للأطبّاء أو غير الأطبّاء لكي يختنوهم؟
قديماً حاول موسى بن ميمون إعطاء إجابة على هذا السؤال. فهو يرى أن فرض الشريعة اليهوديّة الختان على الصغار سببه هو:
«إن الصغير يتهاون والده بأمره عند ولادته لأنه لم تتمكّن إلى الآن الصورة الخياليّة الموجبة لمحبّته عند والديه، لأن تلك الصورة الخياليّة إنّما تزيد بالمباشرة، وهي تنمو مع نموّه ثم تأخذ في الإنحطاط والإغماء أيضاً، أعني تلك الصورة الخياليّة. فإن ليس محبّة الأب والأم للمولود عندما يولد كمحبّتهما إيّاه وهو إبن سنة، ولا محبّة إبن سنة كمحبّة إبن ست. فلو ترك سنتين، أو ثلاث، لكان ذلك يوجب تعطيل الختان لشفقة الوالد ومحبّته له. وأمّا عند والديه فتلك الصورة الخياليّة ضعيفة جدّاً، وبخاصّة عند الوالد الذي هو المأمور بهذه الفريضة».
وقد ذكرت ممرّضة أمريكيّة أن نظام الولادة في المستشفى يضعف من محبّة الأم لابنها إذ إن الطفل لا يترك طويلاً مع أمّه. فتفقد السيطرة عليه ولا تشعر بالحنان الكافي نحوه. لذا فهي ليست قادرة على حمايته من تعدّي الأطبّاء عليه. وصراخ الأطفال في الحضانة بعيداً عن أمّهاتهم كان يفسّر في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين بأنه مفيد للرئتين. وما يقوم به اليهودي هو في عينيه أمر إعتيادي. ويجب أن يكون متمتّعاً بقدر كبير من الشجاعة حتّى يعترف بأنه تعرّض للضرر وأن أهله قد غلطوا ولا يريد أن يفعل ذلك لابنه.
ويجب أن لا ننفي أن الختان الديني يصاحبه نشوة دينيّة لها تأثير المخدّر على الأهل والحضور. فتحت تأثير النشوة الدينيّة كان عبدة بعض الآلهة يبترون أعضاءهم الجنسيّة بأيديهم. وفي أيّامنا يقوم الشيعة بجلد أنفسهم بسلاسل من حديد وبشق رؤوسهم بالسكاكين حتّى يدمون في ذكرى عاشوراء. كما أن بعض المسيحيّين الفيليبيين يرضون بأن يصلبوا في ذكرى صلب المسيح آملين الحصول على النعم والغفران من الله بعملهم هذا. فما بالك في الختان والضحيّة ليس الأهل بل طفل أو صبي مسكين؟
ولكن ليس من المستبعد أن يجهل الأهل ما يجرى لأطفالهم. فالطفل في المستشفى يؤخذ من أمّه وتجرى له العمليّة في غرفة منفصلة دون حضور أحد غير الطبيب والممرّضة. فقليلاً جدّاً ما يصل إلى أسماعها صراخ طفلها. وهناك أيضاً الحالة النفسيّة التي تجد الأم نفسها فيها قَبل الولادة أو بعدها بقليل. فهي تتألّم كثيراً من المخاض وفي وضع لا يسمح لها أن تحس بألم الطفل. فمن ثقلت عليه مصائبه إستخف لمصائب الغير حتّى وإن كان الغير هذا الطفل البريء.

هل هناك فرق بين إحساس الذكر والأنثى بالألم؟
----------------------------
كرّست السيّدة الصوماليّة «واريس ديري» فصلاً من سيرة حياتها لعمليّة ختان الإناث في المحيط الصومالي الرعوي وتعطي وصفاً للآلام المبرحة التي تعرّضت لها. ويبني معارضو ختان الإناث موقفهم الرافض لختان الإناث والقابل لختان الذكور على أساس أن ختان الإناث عمليّة مؤلمة على العكس من ختان الذكور الذي هو، في نظرهم، عمليّة سريعة ولا تؤدّي إلى ألم.
وحقيقة الأمر أن الألم قد يختلف بحسب درجة الختان. فقد أخبرتني سيّدات من عُمان، حيث نسبة المختونات تصل إلى 90% بأن ختان الذكور هناك أكثر ألماً من ختان الإناث. فالفتاة تذهب لتلعب مع رفيقاتها بعد ساعتين من ختانها، بينما يبقى الفتى في السرير لمدّة أسبوع بعد ختانه. والسبب في ذلك أن ختان الإناث في ذلك البلد يتم بطريقة مبسّطة جدّاً فلا يقطع إلاّ جزء صغير من غلفة البظر، دون المساس بالبظر. وقد يرى البعض أن هناك فرق بين نفسيّة الذكور والإناث. فالفتيان يتعوّدون على التدليل فيصيحون لأقل وخزة، بينما الفتيات يتعوّدن على الشقاء فلا يسمح لهن التعبير عن مشاعرهن.
وقد ذكرت الدكتورة موزة عبيد غبّاش، أستاذة علم الإجتماع بجامعة الإمارات، بأن ختان الإناث كان يجرى في بلدها بقطع الجزء الكبير من البظر وجلد الشفرتين. وتعلّق على ذلك بأن الخاتنة بعملها هذا «كانت تقوم بما يشبه التنظيف من الزوائد الجلديّة [...] ثم تضع مواد العلاج للتجفيف وخلال يوم أو يومين تتحرّك بشكل عادي». وتضيف: «وكان الثابت والمعروف أن عمليّة ختان البنت كانت أسهل بكثير من عمليّة ختان الولد».
وتقول المؤلّفة الأمريكيّة «لايتفوت كلاين» بأنها قابلت بعض النساء السودانيّات التي تدّعي بأنها تألّمت قليلاً جدّاً من الختان (الفرعوني) رغم أنه يجرى دون تخدير. وتتساءل ما إذا كان ذلك إنكار منهن أو أنهن إستطعن أن ينومن أنفسهن تنويماً مغناطيسياً فلا يشعرن بالختان. وتجيب بأن ختان الإناث يتم في جو مشحون بالفرح والهدايا والدفء العائلي. فالبنت تحاط من أقاربها ومحبّيها وتعرف بأنها ليست وحدها. والعمليّة تجرى بسرعة وسط تشجيعهم ويتم إلهائها عمّا يجرى لها.

----------------------
سوف اتابع في مقالي القادم الجدل الطبي فيما يخص ختان الذكور والاناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic





#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (48) : هل يحس الطفل بالألم؟
- مسلسل جريمة الختان (47) : لماذا يتم تتفيه ختان الذكور أو الإ ...
- مسلسل جريمة الختان (46) : الختان عمليّة بتر عند الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (45) : تباين المواقف من ختان الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (44) : الختان بين الخطاب الديني والخطاب ا ...
- مسلسل جريمة الختان (43) : تصادم رجال العلم ورجال الدين
- مسلسل جريمة الختان (42) : عندما يتآمر رجال الدين مع رجال الط ...
- مسلسل جريمة الختان (41) : عملية الختان ومصير الغلفة والصلاة
- مسلسل جريمة الختان (40) : القائمون بالختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (39): من يُختن في الاسلام؟
- مسلسل جريمة الختان (38) : عواقب عدم الختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (37) : الفقهاء القدامى والختان
- مسلسل جريمة الختان (36): الختان في سنة السلف
- مسلسل جريمة الختان (35) : المشككون والرافضون للأحاديث
- مسلسل جريمة الختان (34) : احاديث متفرقة تحث على الختان
- مسلسل جريمة الختان (33) : المسلمون يتحججون بانجيل برنابا
- مبادرة الحق في سلامة الجسد
- مسلسل جريمة الختان (32) : ختان هاجر لتبرير ختان الاناث
- مسلسل جريمة الختان (31) : حديث خاتنة الجواري
- مسلسل جريمة الختان (30) : الختان وسنن الفطرة


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (49) : لماذا لا نستمع الى ألم الطفل أو ننكره؟