أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (47) : لماذا يتم تتفيه ختان الذكور أو الإناث















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (47) : لماذا يتم تتفيه ختان الذكور أو الإناث


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 11:56
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أ) الإنسان عدو ما يجهل
---------------
الذين يدينون ختان الإناث يفعلون عامّة ذلك دون أن يخطر في بالهم إمكانيّة المقارنة بينه وبين ختان الذكور. لقد أعمت الدعاية الغربيّة عقولهم إلى درجة نسيانهم أن ختان الذكور هو أيضاً عمليّة بتر. وإذا ما واجهتهم في هذا الأمر، يحاولون تبرير أنفسهم بتخمينات صطحيّة تشف عن جهل تام في موضوع ختان الذكور. وقد بيّنت محادثاتي مع كثير من مناهضات ومناهضي ختان الإناث لسنين طويلة بأنهم لم يدرسوا بتاتاً ختان الذكور. فهم يجهلون أن ختان الذكور يتم على درجات مختلفة. وعامّة الناس الذين يرفضون ختان الإناث يجهلون حتّى وجود درجات مختلفة من ختان الإناث. وهذا الجهل تساهم فيه وسائل الإعلام التي لا تبيّن تفاصيل العمليّتين. وقد إختبرت أن حواراً شخصياً لمدّة أقل من عشر دقائق مع المثقّف والجاهل يكفي لكي يعترف المستمع بأنه كان يجهل التفاصيل، وأنه غرِّر به، وأنه وقع ضحيّة ألاعيب وخداع قُوى خفيّة سيطرت على مخّه ومنعته من التفكير.
وسوف نرى في المقالات اللاحقة أن هناك أسباب طبّية واجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة وراء ختان الذكور والإناث. ووراء هذه الأسباب يمكن للمرء أن يكتشف إعتبارات أخرى خفيّة لا يباح بها عامّة. ونكتفي هنا بذكر أربعة منها: الدينيّة والجنسيّة والنفسيّة والتكتيكيّة.

ب) الإعتبارات الدينيّة
--------------
مؤيّدو ختان الذكور قد نموا في محيط أثّرت عليه أفكار دينيّة تعتبر الغلفة عضواً نجساً والعلامة التي تميّز شعب الله المختار من «الغوييم» عند اليهود، والمؤمن من «الكافر» عند المسلمين، أو مخبأ الشيطان كما يقول إبن قيّم الجوزيّة. ولهذا السبب لم يعطوا ذلك العضو الأهمّية العلميّة الضروريّة، تماماً كما لا يدرس محرّمو الخنزير هذا الحيوان في كلّيات البيطرة. وقد أدّى هذا الفكر بأتباعه إلى درجة رسم العضو التناسلي للقضيب في كتب التشريح دون غلفة. فهم لا يحتملون حتّى رؤيتها مرسومة على الورق، ويحاولون بكل السبل إزالتها من مخيّلتهم ومن مخيّلة طلاّب الطب فلا يسألون عنها. كما يحاولون إقناع الأهل بأنهم مهما كان قرارهم لن يغلطون، فقطع الغلفة وإبقاؤها سواء. فالمعتقدات الدينيّة قد أدّت إلى تعتيم من قِبَل البعض وجهل من قِبَل الآخرين. ومن المعروف أن الإنسان عدو ما يجهل. وليس من صالح رجال الدين الشك والتشكيك في معتقداتهم. فيقومون بالدعاية للختان لمن يتقبّل منهم، أو السكوت عنه أمام من قد يستغرب من أمرهم، أو يحاولون لفت إنتباههم وتحويل إهتمامهم إلى ختان الإناث.

ج) الإعتبارات الجنسيّة
--------------
الختان، كغيره من الموضوعات المتعلّقة بالجنس، من المحرّمات. فلا يتطرّق لها الفرد إلاّ بحذر كبير وبروح من الدعابة لإخفاء الحرج. وهذا هو أحد أسباب الجهل الذي يحيط بالختان. فبسبب إنتشار الختان في الولايات المتّحدة حيث يمارس في الأيّام الأولى من الولادة، هناك كثيرون لا يعرفون ما هو الفرق بين المختون وغير المختون، ولا يعرفون أصلاً ما إذا كانوا مختونين حتّى ولادة أوّل طفل لهم فيعاينون الفرق بينهم وبين طفلهم، فيواجهون بسؤال الختان. يضاف إلى ذلك أن أكثر الكتب التي تتكلّم عن الثقافة الجنسيّة الموجّهة للطلاّب أو للأهل في الولايات المتّحدة لا تتعرّض لموضوع الختان بتاتاً. وإن عرض رسم للقضيب، فهذا العرض يكون لقضيب مختون وكأنه القضيب الطبيعي، ممّا يسهّل إقناع الأهل بأن القضيب غير المختون مع غلفته البائنة هو قضيب مشوّه. وإذا ما عرض قضيب غير مختون، يشار إلى ذلك بأنه مصاب بـ«ضيق الغلفة». ولذا لا عجب إن إعتبر الأطبّاء القضيب المختون هو القضيب الطبيعي. ويتحاشى الكثيرون ذكر كلمة القضيب حتّى في التدخّلات العمليّة أو من قِبَل المحامين الذين يدخلون قضايا متعلّقة بالقضيب. فكيف بالأحرى التكلّم عن الختان الذي هو تشويه للقضيب.

د) الإعتبارات النفسيّة
-------------
محاولة تتفيه ختان الذكور عند المختونين قد يكون بسبب عدم معرفة لما يمكن أن يكون عليه الوضع عند غير المختونين، أو بسبب غيرتهم منهم. كما قد يكون لكبت ما يعانون منه حتّى لا يحسّون أنفسهم بأنهم ناقصون. فكثير من الأطبّاء لم يتمكّنوا أن يعيشوا بسلام داخلي مع أنفسهم أو لم يكونوا صريحين مع أنفسهم في تقييم وضعهم الجنسي. ولذلك فمن الصعب التكلّم معهم عن المواضيع الجنسيّة. وهناك مثل بليغ يقول: «لا تتكلّم عن الحبل في بيت مشنوق». وما يقال عن المختونين يمكن أن يقال عن شريكاتهم. فالتشكيك بالختان طعن في رجولة شريكهن. وهذا ما لا تحمد عواقبه.
ويشير البعض إلى أن عدم الإهتمام بختان الذكور، على العكس من ختان الإناث، قد يكون نتيجة الثقافة التي تربط بين الرجال والقسوة والألم. فالرجال يرسلون للحرب بصورة روتينيّة بينما لا يمكننا أن نفكّر بإرسال النساء للحرب. ومنظر رجل يضرب في فلم من قِبَل رجل آخر لا يؤثّر فينا كضرب إمرأة.

هـ) الإعتبارات التكتيكيّة
----------------
لا شك في أن النساء ساهمت وتساهم في النضال ضد ختان الذكور، لا بل هي رأس حربة هذا النضال كما سنرى في القسم القانوني. إلاّ أن هناك حركات نسائيّة متقوقعة على ذاتها تحاول «لم النار على قرصها»، متجاهلة ختان الذكور إمّا عن جهل أو عن بغض للرجال. فقد يكن قد أغتصبن من رجال أو عانين الظلم منهم. وقد يكون ذلك نتيجة خبث. فيجب أن لا ننسى في هذا المجال أن وراء الحركة النسائيّة المناهضة لختان الإناث أموالاً طائلة تصرف. وليس من صالح تلك الحركات إقتسام تلك الأموال مع الرجال. وهي ترى أنه من غير الممكن أو ليس من الحِكمة جمع ختان الذكور والإناث في نفس الكفاح. ومن الأسهل تكريس الكفاح ضد عادات الغير (ختان الإناث عند الأفارقة) من النظر في عيوب الذات (ختان الذكور عند الغربيّين) وهذا يقلّل خطر فقدان الدعم والإتّهام بمعاداة الساميّة.
ونحن نجد شبيهاً لهذه الظاهرة عند اليهود الذين يصوّرون تاريخهم وكأنهم كانوا دائماً ضحيّة الإضطهاد وأنه لا يوجد شعب في العالم لاقى ما لاقوه من سوء المعاملة. فيستخفّون بآلام الغير، ويستنكرون مطالبتهم بتعويضات على غرار مطالب اليهود. فمعارضات ختان الإناث لهن منطق لا يختلف عن منطق اليهود. فهن يركّزن عامّة على ختان الإناث بأشد صوره لجذب الإنتباه واستدرار الترحّم من العامّة. ونحن لا ننكر أن اليهود قد عانوا الإضطهاد في تاريخهم، ولكن موقفهم هذا من الغير يصب في خانة الأنانيّة والعنصريّة ويخالف الحقيقة التاريخيّة. ونحن لا ننكر أن ختان الإناث عمليّة مؤلمة، ولكنّنا نرى أن تتفيه ختان الذكور من قِبَل معارضي ختان الإناث هو أيضاً نوع من الأنانيّة والتمييز الجنسي ويخالف الحقيقة الطبّية. وتصرُّف الحركات النسائيّة في هذا الخصوص، جهلاً أو عمداً، لا يرقى إلى مستوى المسؤوليّة. فليس من العدل إجحاف الذكور حقّهم بقصد تقديم قضيّة النساء. فحقّي لا يلغي حق الغير ولا يجب أن يلغيه. وألمي لا يلغي ألم الغير ولا يجب أن يلغيه. أضف إلى ذلك أن التغاضي عن ختان الذكور لا يخدم مصلحة النساء التي تريد إلغاء ختان الإناث، لترابط الختانين. ولنا عودة إلى هذه النقطة لاحقاً.

----------------------
سوف اتابع في مقالي القادم الجدل الطبي فيما يخص ختان الذكور والاناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (46) : الختان عمليّة بتر عند الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (45) : تباين المواقف من ختان الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (44) : الختان بين الخطاب الديني والخطاب ا ...
- مسلسل جريمة الختان (43) : تصادم رجال العلم ورجال الدين
- مسلسل جريمة الختان (42) : عندما يتآمر رجال الدين مع رجال الط ...
- مسلسل جريمة الختان (41) : عملية الختان ومصير الغلفة والصلاة
- مسلسل جريمة الختان (40) : القائمون بالختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (39): من يُختن في الاسلام؟
- مسلسل جريمة الختان (38) : عواقب عدم الختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (37) : الفقهاء القدامى والختان
- مسلسل جريمة الختان (36): الختان في سنة السلف
- مسلسل جريمة الختان (35) : المشككون والرافضون للأحاديث
- مسلسل جريمة الختان (34) : احاديث متفرقة تحث على الختان
- مسلسل جريمة الختان (33) : المسلمون يتحججون بانجيل برنابا
- مبادرة الحق في سلامة الجسد
- مسلسل جريمة الختان (32) : ختان هاجر لتبرير ختان الاناث
- مسلسل جريمة الختان (31) : حديث خاتنة الجواري
- مسلسل جريمة الختان (30) : الختان وسنن الفطرة
- دعوة لزيارة مدونتي وموقعي
- مسلسل جريمة الختان (29) : الختان في السنة


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (47) : لماذا يتم تتفيه ختان الذكور أو الإناث