أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (41) : عملية الختان ومصير الغلفة والصلاة















المزيد.....


مسلسل جريمة الختان (41) : عملية الختان ومصير الغلفة والصلاة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 01:09
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


سوف أنهي بهذا المقال موضوع الختان عند المسلمين فأعرض فيه الاعداد للختان، وكمية الجلد التي تقطع ومصير الغلفة والصلاة عند اجراء الختان. وبعد هذا المقال سوف انتقل الى الجدل الطبي.

الإعداد للختان
--------
يقول إبن قدامة:
«ودعوة الختان لا يعرفها المتقدّمون ولا على من دعي إليها أن يجيب وإنّما وردت السُنّة في إجابة من دعي إلى وليمة تزويج. يعني بالمتقدّمين أصحاب رسول الله (ص) الذين يقتدى بهم وذلك لما روي أن عثمان بن أبي العاص دعي إلى ختان فأبي أن يجيب فقيل له فقال إنا كنّا لا نأتي الختان على عهد رسول الله ولا ندعى إليه، رواه الإمام أحمد بإسناده. إذا ثبت هذا فحُكم الدعوة للختان وسائر الدعوات غير الوليمة أنها مستحبّة لما فيها من إطعام الطعام، والإجابة إليها مستحبّة غير واجبة وهذا قول مالك والشافعي وأبي حنيفة وأصحابه. وقال العنبري تجب إجابة كل دعوة لعموم الأمر، فإن إبن عمر روى عن النبي (ص) أنه قال: «إذا دعا أحدكم أخاه فليجبه عرساً كان أو غير عرس» أخرجه أبو داوود. ولنا أن الصحيح من السُنّة إنّما ورد في إجابة الداعي إلى الوليمة وهي الطعام في العرس خاصّة [...]. وقد دعي أحمد إلى ختان فأجاب وأكل. فأمّا الدعوة في حق فاعلها فليست لها فضيلة تختص بها لعدم ورود الشرع بها ولكن هي بمنزلة الدعوة لغير سبب حادث، فإذا قصد فاعلها شكر الله عليه وإطعام إخوانه وبذل طعامه فله أجر ذلك إن شاء الله تعالى».

ويقول إبن الحاج: «والسُنّة في ختان الذكر إظهاره وفي ختان النساء إخفاؤه». ويقول إبن جزي: «تستحب الدعوة لطعام الختان وهو الإعذار، ولا يفعل ذلك في خفاض النساء للستر».

وعادات الختان تختلف من مكان إلى آخر وتصاحبها عامّة إحتفالات. وقد أهملها الباحثون الإجتماعيّون في البلاد العربيّة والإسلاميّة. وأذكر هنا عادة الختان في المغرب كما سمعتها. وهو أن عمّة أو خالة الطفل تدعو المطهّر إلى بيتها وتعد لعمليّة الختان دون معرفة أهل الطفل. وفي اليوم المحدّد تقوم باجتذابه إلى بيتها بحجّة أنها إشترت له هدايا. وعندما يدخل الطفل البيت تجرى عليه عمليّة الختان ثم يعاد إلى أهله محمّلاً بالهدايا. وقد إلتقيت بأستاذ جامعي مغربي كان في زيارة إلى تونس وقال إنه يخاف أن يرجع ويجد إبنه قد ختن من قِبَل عمّته وخالته.

ويقول أحمد أمين في قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصريّة الذي كتبه عام 1950 عن عادة الختان في مصر:
«جرت العادة أن يكون الختان نحو السابعة من العمر، وهم يحتفلون به ويؤلّفون لهذا الغرض موكباً يجتمع فيه الأصدقاء والمحبّون، ويركّبون الغلام جواداً أو عربة بعد أن يلبسوه لباساً فخماً وأمامه الموسيقى أو الطبل والمزمار. وقد يزيّنون الولد بزي الفتاة الصغيرة، ويطوفون به في الشوارع القريبة من بيتّهم على هذه الحال، وتقام مأدبة كبيرة. والعادة أن يختن الطفل عقب هذه الحفلة [...]. وكثير من الناس ينتهز فرصة زواج بنت أو شاب في البيت فيختن أولاده إختصاراً لكثرة الحفلات، فيكون الموكب مكوّناً عادة من عربة للعروس وعربة للطفل المراد ختانه. وبعضهم يُزوّر المختتن شيخاً من الأولياء كالإمام الشافعي. وعادة تجرى حفلة كبيرة في ساحة الإمام للختان العام الذي يشترك فيه عدد كبير، خصوصاً من أولاد الفقراء».
وبخصوص ختان الأنثى، يرى السكّري في عصرنا أن تتم عمليّة خفاض البنت في سرّية تامّة ولا يحضرها إلاّ ولي البنت أو أمّها أو من هو أكثر شفقة عليها، لأن حال النساء مبني على الستر في التشريع الإسلامي. وينبغي أن تتم عمليّة خفاض البنات بالذات نهاراً بحيث يستطيع الطبيب إجراءها بطريقة صحيحة على ضوء النهار.

وختان الإناث يتم عامّة دون إبلاغ البنت بذلك. فهناك من تؤخذ من فراشها ليلاً إلى الداية التي تقوم بختانها. ولكن يحدث أن تبلّغ البنت بزمن ختانها. وبعض البنات تنظر هذا الحدث بسرور ثم تنقلب سعادتها إلى تعاسة (أو كما قالت إحدى السيّدات: «كانت فرحة مُنَيِّلة» أو «كان يوم أسود»). وتقول نعمت أبو السعود أن عمليّة ختان الإناث بين الأسر الفقيرة مرحّب بها، إذ تصلها الهدايا من الجيران والأسرة بهده المناسبة، كما أن الطفلة تحظى بأنواع من الأكل كاللحوم والدجاج ممّا لا يتيسّر لها في الظروف العاديّة.

تحكي نوال السعداوي قصّة ختانها فتقول:
«كنت في السادسة من عمري، نائمة في سريري الدافئ أحلم أحلام الطفولة الورديّة، حينما أحسست بتلك اليد الخشنة الكبيرة ذات الأظافر القذرة السوداء، تمتد وتمسكني، ويد أخرى مشابهة لليد السابقة خشنة وكبيرة، تسد فمي وتطبّق عليه بكل قوّة لتمنعني من الصراع. وحملوني إلى الحمّام، لا أدري كم كان عددهم. ولا أذكر ماذا كان شكل وجوههم. وما إذا كانوا رجالاً أم نساء. فقد أصبحت الدنيا أمام عيني مغلقة بضباب أسود. ولعلّهم أيضاً وضعوا فوق عيني غطاءاً. كل ما أدركته في ذلك الوقت تلك القبضة الحديديّة التي أمسكت رأسي وذراعي وساقي حتّى أصبحت عاجزة عن المقاومة أو الحركة. وملمس بلاط الحمّام البارد تحت جسدي العاري. وأصوات مجهولة وهمهمات يتخلّلها صوت إصطكاك شيء معدني، ذكّرني باصطكاك سكّين الجزّار حين كان يسنّه أمامنا قَبل ذبح خروف العيد.
وتجمّد الدم في عروقي. ظننت أن عدداً من اللصوص سرقوني من سريري ويتأهبون لذبحي. وكنت أسمع كثيراً من هذه القصص من جدّتي الريفيّة العجوز.
وأرهفت أذني لصوت الإصطكاك المعدني. وما أن توقّف حتّى توقّف قلبي بين ضلوعي. وأحسست وأنا مكتومة الأنفاس ومغلقة العينين أن ذلك الشيء يقترب منّي. لا يقترب من عنقي، وإنّما يقترب من بطني، من مكان بين فخذي. وأدركت في تلك اللحظة أن فخذي قد فتحتا عن آخرهما، وأن كل فخذ قد شدّت بعيداً عن الأخرى بأصابع حديديّة لا تلين. وكأنما السكّين أو الموسى الحاد يسقط على عنقي بالضبط. أحسست بالشيء المعدني يسقط بحدّة وقوّة ويقطع من بين فخذي، جزءاً من جسدي.
صرخت من الألم رغم الكمّامة فوق فمي. فالألم لم يكن ألماً، وإنّما هي نار سرت في جسدي كلّه، وبركة حمراء من دمي تحوّطني فوق بلاط الحمّام. لم أعرف ما الذي قطعوه منّي، ولم أحاول أن أسأل. كنت أبكي وأنادي على أمي لتنقذني. وكم كانت صدمتي حين وجدتها هي بلحمها ودمها واقفة مع هؤلاء الغرباء تتحدّث معهم وتبتسم لهم وكأنما لم يذبحوا إبنتها منذ لحظات.
وحملوني إلى السرير. ورأيتهم يمسكون أختي التي كانت تصغرني بعامين بالطريقة نفسها فصرخت وأنا أقول لهم لا، لا. ورأيت وجه أختي من بين أيديهم الخشنة الكبيرة. كان شاحباً كوجوه الموتى. والتقت عيني بعينيها في لحظة سريعة قَبل أن يأخذوها إلى الحمّام. وكأنما أدركنا معاً في تلك اللحظة المأساة، مأساة أننا خلقنا من ذلك الجنس، جنس الإناث، الذي يحدّد مصيرنا البائس، ويسوقنا بيد حديديّة باردة، إلى حيث يستأصل من جسدنا بعض الأجزاء».

هذا وليس عند المسلمين تعليمات دينيّة بخصوص المكان الذي يجري فيه الختان. فختان الذكور قد يتم في المنزل أو في دكّان حلاّق الصحّة أو في المستشفى أو العيادة الخاصّة للطبيب أو في ساحة المسجد. وكذلك الأمر فيما يخص ختان الأنثى ولكن ليس في ساحة المسجد. وبسبب حملة مكافحة ختان الإناث في مصر، أصبح ممنوعاً القيام بهذه العمليّة في المستشفيات أو العيادات الخاصّة.

وفي دولة الإمارات، يستحب أن يتم الختان أيّام الإثنين أو الخميس أو الجمعة، وأن يكون مناسبة دينيّة مثل مولد الرسول، أو ذكرى الهجرة النبويّة أو إنتصار المسلمين في إحدى المعارك أيّام الرسول أو عند ذكرى الإسراء والمعراج. أمّا أوقات تنفيذ العمليّة فتكون في منتصف الصباح (الضحى) ولا يكون في المساء أبداً أو في الليل. وفي هذا البلد يتم الختان جماعيّاً على أطفال الأهل والجيران ويقوم أهل الأولاد الإتّصال بعائلات الفقراء أو الأيتام لدعوتهم إلى ختان أولادهم مجّاناً كعمل خير. وعمليّة الختان تتم في جو من المراقبة على الأطفال الذين قد يهربون من البيت خوفاً من الختان.

القطع في الذكور
----------
يجادل الفقهاء المسلمون القدامى حول الكمّية التي يجب أن تؤخذ من جلد الذكر. يقول النووي إن الواجب في ختان الرجل قطع الجلدة التي تغطّي الحشفة كلّها فإن قطع بعضها وجب قطع الباقي ثانياً. ويذكر قول لابن كج إنه قال عندي أنه يكفي قطع شيء من الغلفة وإن قل بشرط أن يستوعب القطع تدوير رأسها. وهذا الرأي يراه النووي شاذ ضعيف.

ويقول إبن قيّم الجوزيّة:
«قال الميموني قلت لأبي عبد الله مسئلة سئلت عنها ختن صبيّاً فلم يستقص قال إذا كان الختان جاوز نصف الحشفة إلى فوق فلا يعيد لأن الحشفة تغلظ وكلّما غلظت إرتفع الختان. فأمّا إذا كان الختان دون النصف فكنت أرى أن يعيد. قلت فإن الإعادة شديدة جدّاً وقد يخاف عليه من الإعادة. فقال لا ادري».

وقد إستعرض إبن حجر آراء الفقهاء:
«الختن قطع بعض مخصوص من عضو مخصوص [...]. قال الماوردي: ختان الذكر قطع الجلدة التي تغطّي الحشفة، والمستحب أن تستوعب من أصلها عند أوّل الحشفة، وأقل ما يجزئ أن لا يبقى منها ما يتغشّى به شيء من الحشفة. وقال إمام الحرمين: المستحق في الرجال قطع الغلفة، وهي الجلدة التي تغطّي الحشفة حتّى لا يبقى من الجلدة شيء متدل. وقال إبن الصبّاغ: حتّى تنكشف جميع الحشفة. وقال إبن كج فيما نقله عن الرافعي: يتأتّى الواجب بقطع شيء ممّا فوق الحشف وإن قل بشرط أن يستوعب القطع تدوير رأسها».

ويقول البهوتي: «وختان الذكر بأخذ جلدة حشفة الذكر يقال لها الغلفة والغرلة فإن إقتصر على أخذ أكثرها جاز».
ويقول الجمل توفّى عام 1790): «لا بد من كشف جميع الحشفة في الختان للرجل بقطع الجلدة التي تغطّيها فلا يكفي قطع بعضها».

وفي عصرنا يقول السكّري: «المستحب أن تستوعب [الغلفة] من أصلها عند أوّل الحشفة. وأقل ما يكفي في ذلك ألاّ يبقى منها ما يتغشّى به أو ما يتدلّى منه بحيث تنكشف جميع الحشفة».

وما العمل لو أن الغلفة نبتت بعد قطعها؟ نقرأ في كتاب وسائل الشيعة جواب لصاحب الزمان قال: «وأمّا ما سألت عنه من أمر المولود الذي نبتت غلفته بعد ما يختتن هل يختتن مرّة أخرى فإنه يجب أن تقطع غلفته فإن الأرض تضج إلى الله عز وجل من بول الأغلف أربعين صباحاً». ولكن الجمل (توفّى عام 1790) يقول غير ذلك: «إذا عادت الغلفة بعد ذلك لا تجب إزالتها لحصول الغرض بما فعل أوّلاً».

القطع في الإناث
----------
ذكر القرّافي عن الطرطوشي قوله: خفض المرأة قطع الناتئ أعلا فرجها كأنه عرف الديك.

ويقول النووي: «الواجب في المرأة قطع ما ينطلق عليه الإسم من الجلدة التي كعرف الديك فوق مخرج البول [...]. ويستحب أن يقتصر في المرأة على شيء يسير ولا يبالغ في القطع واستدلوا فيه بحديث أم عطيّة».
ويقول إبن حجر نقلاً عن الماوردي: «ختانها قطع جلدة تكون في أعلى فرجها مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك. والواجب قطع الجلدة المستعلية منه دون إستئصاله».

ويقول البهوتي: «وخفض الجارية أخذ جلدة أنثى فوق محل الإيلاج تشبه عرف الديك ويستحب أن لا تؤخذ كلّها من إمرأة نصّاً للخبر ولأنه يضعف شهوتها».

وهناك رأي لطبيب مصري يقول فيه أن ختان البنات يكمن في قطع الشفرين الصغيرين وقطع جزء من البظر. ويقول الدكتور يحيى عبد السلام وفا، أستاذ مساعد النساء والتوليد بطب الأزهر: «من الناحية النظريّة ترك الجزء البارز بالشفرين الصغيرين للأنثى يؤدّي إلى زيادة الغريزة. ولكن لا بد أن يكون القطع - إذا حدث - لجزء صغير. أي يمكن قطع الثلث وترك الثلثين من الشفرين الصغيرين، وهذا لا يمثّل جوراً وانتهاكاً».

وفي احدى فتاويه، يقول الشيخ جاد الحق أن «الواجب الإتّباع» هو «قطع الجلدة أو النواة فوق رأس البظر»، «ولا يُستأصل البظر نهائيّاً».

وفي تعليقها على كلام الشيخ جاد الحق ترفض الدكتورة نور السيّد المس بالبظر لأنه «عضو الحس الجنسي للأنثى وله أهمّية كبيرة في الجماع والمعاشرة الزوجيّة وإزالته أو إزالة جزء منه يؤدّي إلى البرود الجنسي». وتضيف: «إزالة الشفرين الكبيرين (الشفتين بالنسبة للفرج) أو تركهما لا يؤثّر على العمليّة الجنسيّة، وتركهما ليس منه أي ضرر صحّي. ولذا أفضِّل تركهما، لأن لهما دور هام في حماية الجهاز التناسلي للأنثى، ولأن إستئصالهما فيه تشويه لهذه المنطقة من الأنثى». ثم تنتهي إلى نتيجة أن الختان يتم على غلفة البظر أي «الجلدة التي كعرف الديك فوق البظر» وهو ما عناه، في رأيها، النبي بقوله لأم حبيبة: «أشمّي ولا تُنهِكي فإنه أبهى للوجه، وأحظى لها عند الزوج» للحفاظ على البظر من قطع جزء منه أو قطعه نهائيّاً «وذلك لأن طريقة القطع آنذاك كانت تتم بشد الغشاء الذي يغلّف البظر ثم قطعه رأسيّاً باستعمال شفرة أو ما يعادلها من آلة القطع. أمّا الآن فيمكن إزالة هذا الغشاء، واستئصاله نهائيّاً دون إلحاق أي ضرر بالبظر وذلك بقصّه دائريّاً حول البظر عند طبيب متخصّص. وهذا أكثر فائدة من الناحيتين الجنسيّة والطبّية. ولذلك أرى أن هذا هو الختان المقصود في السُنّة الشريفة».

هناك إذاً إختلاف في موقف المسلمين في مدى القطع الذي يمكن إجراؤه في ختان الإناث:
- قطع الشفرين الصغيرين وقطع جزء من البظر
- قطع الثلث وترك الثلثين من الشفرين الصغيرين (مع البظر أو غلافه؟)
- قطع الجلدة أو النواة فوق رأس البظر
- إزالة غلاف البظر واستئصاله نهائيّاً دون إلحاق أي ضرر بالبظر وذلك بقصّه دائرياً.

وقد رأينا في مقال سابق أن أكثر حالات الختان تمس بغلاف البظر والبظر والشفرين الصغيرين وأن هناك قرابة 15% إلى 20% من ختان الإناث يتم بالطريقة الفرعونيّة أو السودانيّة، حيث يتم قطع غلاف البظر والبظر والشفرين الصغيرين ثم خياطة فرج الفتاة مع الابقاء على فتحة صغيرة للبول ودم الحيض. وأكثر حالات الختان في السودان والصومال وجيبوتي تتم حسب الختان الفرعوني.

وهناك إعتقاد في مصر أن من تختن صغيرة قد يكبر بظرها فيتوجّب إعادة ختانها من جديد. وهناك من تختن مرّتين أو ثلاث مرّات. وفيما يخص الختان الفرعوني فإنه قد يتم عدّة مرّات. فعند الزواج تفتح الفتاة بالموسى أو المشرط حتّى يمكن لعضو الزوج أن يدخل في المهبل. وأمّا المرأة السودانيّة المطلّقة فإنهم يغلقونها مرّة أخرى حتّى لا يمكنها ممارسة الجنس. فإذا تزوّجت مرّة ثانية عادوا وفتحوها بالموسى أو المشرط. وعندما تضع طفلاً يعاد إغلاقها لتضييق فتحة الفرج بقصد زيادة لذّة الرجل.

مصير الغلفة في الحياة وبعد الموت
--------------------------------
يروي القرطبي حديثاً للنبي يقول فيه: «أدفنوا قلاماتكم». ويضيف: «إن جسد المؤمن ذو حرمة. فما سقط منه وزال عنه فحفظه من الحرمة قائم، فيحق عليه أن يدفنه، كما أنه لو مات دفن، فإذا مات بعضه فكذلك أيضاً تقام حرمته بدفنه، كي لا يتفرّق ولا يقع في النار أو في مزابل قذرة». كما يروي حديثاً عن عائشة تقول فيه: «كان رسول الله (ص) يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم، والحيضة، والسن، والغلفة، والبشيمة».

ويقول النووي فيما يؤخذ من الميّت:
«في الشعور المأخوذة من شاربه وإبطه وعانته وأظفاره وما إنتتف من تسريح رأسه ولحيته وجلدة الختان إذا قلنا يختن وجهان: (أحدهما) يستحب أن يصر كل ذلك معه في كفنه ويدفن [...] (والثاني) يستحب أن لا يدفن معه بل يوارى في الأرض غير القبر [...]. والإختيار عندنا أنها لا تدفن معه لأنه لم يرد فيه خبر ولا أثر».
ويقول إبن جزي: «الغرلة وهي ما يقطع في الختان نجسة لأنها قطعت من حي فلا يجوز أن يحملها المصلّي ولا أن تدخل المسجد ولا أن تدفن فيه وقد يفعله بعض الناس جهلاً منهم».
ويقول أحمد أمين أنه «قد جرت الطبقة الكبيرة والوسطى على أن تلف القطعة التي فصلت من الولد في منديل وتضع عليها ملحاً حتّى لا تتعفّن ويربط المنديل في عنق الولد على شكل عقد حتّى إذا شفي من هذه العمليّة رماها في النيل أو في الخليج».

وتقول الدكتورة سهام عبد السلام أنه في مصر يتم ربط القطعة التي تقطع من الأنثى حول ذراعها أو في عنقها. وبعد شفائها ترمى أمام دكّان جواهري أو في النيل حتّى لا يسير عليها شخص غير طاهر قد يؤدّي إلى عقم البنت. وتقول نعمت أبو السعود كان الإعتقاد سائداً بأن تتم عمليّة ختان الإناث في موسم فيضان النيل وكان الجزء المستأصل من البنت يوضع في قطعة قماش تعلّق في عنق الطفلة ثم تلقى في ماء النيل الجاري. وكانوا يعتقدون أن إرتفاع ماء النيل في موسم الفيضان يساعد على تحسن صحّة الطفلة وامتلاء جسمها. وقد سألت الأهل على سبب تعليق الجزء المستأصل حول الرقبة، فكانت الإجابة إن هذا يمنع من إصابتها بالعقم (المشاهرة).

ورغم أن الغرلة تعتبر نجسة في الحياة، إلاّ أن المسلمين يعتقدون أن الله يعيدها للإنسان في الحياة الأخرى. وهم يعتمدون في ذلك على القرآن الذي يقول: «يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أوّل خلق نعيده وعداً علينا إنا كنّا فاعلين» (الأنبياء 104:21) وفي مكان آخر: «كما بدأكم تعودون» (الأعراف 29:7).

وهناك عدّة أحاديث نبويّة في هذا الموضوع. ففي صحيح البخاري: «إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً». وفي مسند إبن حنبل «إنكم ملاقو الله حفاة عراة مشاة غرلاً». ولكن في حديث آخر في صحيح مسلم سقطت كلمة «غرلاً».

ويقول النووي في تفسير صحيح مسلم: «المقصود أنهم يحشرون كما خلقوا لا شيء معهم ولا يفقد منهم شيء، حتّى الغرلة تكون معهم». ويقول إبن قيّم الجوزيّة «لمّا وعد الله سبحانه - وهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده - أنه يعيد الخلق كما بدأهم أوّل مرّة، كان من صدق وعده أن يعيده على الحالة التي بدأ عليها من تمام أعضائه وكمالها» ويضيف: «إن الختان إنّما شرّع في الدنيا لتكميل الطهارة والتنزّه من البول، وأهل الجنّة لا يبولون ولا يتغوّطون فليس هناك نجاسة تصيب الغرلة، فيحتاج إلى التحرّز منها، والغلفة لا تمنع لذّة الجماع ولا تعوقه». وهذا الكلام يعيده علينا مؤلّف حديث.

صلاة الختان
-----------
لا نجد في الكتب الإسلاميّة أيّة إشارة إلى مراسيم دينيّة خاصّة بالختان كما هو الأمر عند اليهود. إلاّ أننا نجد في كتب الشيعة دعاءاً دينيّاً يتلى بمناسبة الختان. فقد نقل عن الصادق أنه إذا ختن الصبي يقول: «اللهم هذه سُنّتك وسُنّة نبيّك صلواتك عليه وآله واتّباع لمثالك وكتبك ولنبيّك بمشيئتك وإرادتك وقضائك، لأمر أردته وقضاء حتّمته وأمر أنفذته، فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته لأمر أعرف به منّا. اللهم فطهّره من الذنوب وزده في عمره وادفع الآفات عن بدنه والأوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر فإنك تعلم ولا نعلم». وقال: «أي رجل لم يقلها على ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم، فإن قالها كفي حر الحديد من قتل أو غيره».

ويذكر العبّودي من الإمارات أنه عندما يجهّز الخاتن الموسى للقطع يعلو صوت الرجال الوقوف حولهم بالصلاة على محمّد وآل محمّد (ص) وببعض مقاطع الشعر مثل «طالع فوق يا مختون» بشكل متتال قَبل لحظات قطع الجلد. والهدف من هذه المباركة هو إشغال تركيز الصبي وتشتيت ذهنه عن حرقة الموسى والنظر إلى فوق.

وبخصوص ختان الأنثى، يرى السكّري في عصرنا «أن يبدأ الخاتن أو الخافضة بالبسملة وحمد الله تعالى، والصلاة والسلام على رسول الله (ص) صاحب هذه المَكرُمَة العظيمة».


----------------------
سوف ابدأ في مقالي القادم سلسلة من المقالات حول الجدل الطبي فيما يخص ختان الذكور والاناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (40) : القائمون بالختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (39): من يُختن في الاسلام؟
- مسلسل جريمة الختان (38) : عواقب عدم الختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (37) : الفقهاء القدامى والختان
- مسلسل جريمة الختان (36): الختان في سنة السلف
- مسلسل جريمة الختان (35) : المشككون والرافضون للأحاديث
- مسلسل جريمة الختان (34) : احاديث متفرقة تحث على الختان
- مسلسل جريمة الختان (33) : المسلمون يتحججون بانجيل برنابا
- مبادرة الحق في سلامة الجسد
- مسلسل جريمة الختان (32) : ختان هاجر لتبرير ختان الاناث
- مسلسل جريمة الختان (31) : حديث خاتنة الجواري
- مسلسل جريمة الختان (30) : الختان وسنن الفطرة
- دعوة لزيارة مدونتي وموقعي
- مسلسل جريمة الختان (29) : الختان في السنة
- مسلسل جريمة الختان (28) : ختان الذكور والاناث مخالف للقرآن
- مسلسل جريمة الختان (27) : المسلمون يتحججون بأن الختان صبغة ا ...
- مسلسل جريمة الختان (26) : المسلمون يتحججون بختان ابراهيم
- مسلسل جريمة الختان (25) : الختان في القرآن
- صوم وصلِّي رزقك يُوَلِّي
- مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (41) : عملية الختان ومصير الغلفة والصلاة