أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 02:53
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


رأينا في المقالات السابقة كيف أن المسيحيّين رفضوا فريضة الختان كما جاءت عند اليهود رغم أن بعضهم ما زال يمارسها. ولكن هذا الموقف لم يكن ناتجاً عن منطق إنساني (إحترام سلامة الجسد وحرّية الآخرين) بل عن منطق لاهوتي وسياسي (إستبدال عهد الختان بعهد المعموديّة، وجذب الوثنيّين لدخول الدين الجديد). وعدم الأخذ بالإعتبار إحترام الجسد وحرّية الآخرين أدّى إلى تناقض غريب. فمن جهة رفض المسيحيّون الختان، بينما قَبلوا ما هو أبشع منه، وهو نظام الخصي. وقد تعرضنا في مقال سابق الى ظاهرة طائفة الخصيان في روسيا وسوف نتكلم هنا عن الخصيان في ترانيم الكنسيّة.

إستعمال الخصيان في ترانيم الكنيسة ظاهرة غريبة أخرى ناتجة عن عدم الأخذ بمبدأ سلامة الجسد. وقد ترعرعت هذه الظاهرة على أساسين: الأوّل هو النتيجة الفيزيولوجيّة للخصي والثاني النظرة السلبيّة للمرأة.

فمن المعروف أن الصبي إذا خصي إحتفظ بصوته الرقيق عندما يكبر. فالخصي يمنع حصول إفرازات الذكورة التي تحوّل صوت الصبي إلى صوت رجل. واحتفاظ الرجل بصوت الصبي يسمح له أن يؤدّي أصعب الأصوات السبرانو. كما أن الخصي يعطي للرجل ملامح نسائيّة ناعمة، ويؤدّي إلى بروز في الصدر، كما يمنع نبات الشعر في وجهه وتساقط شعر الرأس وبزوغ ما يسمّى بتفّاحة آدم في حنجرته. ومع تقدّم العمر، يؤدّي الخصي إلى تضخّم في الفخذين والورك تماماً كما عند المرأة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المغنّين والممثّلين الرومان كانوا يلجأون إلى عمليّة «شبك الغلفة» للمحافظة على المني ظنّاً منهم أن ذلك مفيداً لصوتهم.

من جهة أخرى، إعتبرت الكنيسة المرأة سبيلاً للفاحشة، تماماً كما كان بعض فقهاء اليهود والمسلمين ينظرون إليها. فمنعت الكنيسة النساء من المشاركة في الترانيم الروحيّة كما يمنع المسلمون للمرأة أن تؤذّن للصلاة. وقد إعتمدت الكنيسة في ذلك على قول بولس: «ولتصمت النساء في الجماعات، شأنها في جميع كنائس القدّيسين، فإنه لا يؤذن لهن بالتكلّم» (رسالة القديس بولس الأولى الى اهل قورنتس 34:14). واستبدلت النساء بالخصيان. فنجد مرنّمين خصيان في الكنيسة البيزنطيّة منذ القرن الثاني عشر وفي كنائس إسبانيا منذ القرن السادس عشر. وكانت الكنيسة البابويّة في روما تستعمل الخصيان الإسبان في الترانيم الدينيّة.

وإضافة إلى منع النساء من المشاركة بالترانيم الدينيّة، منعت الكنيسة المرأة من التمثيل على المسرح بقرار من البابا «سيكتوس الخامس» (توفّى عام 1590). وقد تكرّر هذا المنع في عصر عدد من الباباوات. وفي بداية القرن الثامن عشر قام البابا «كليمنتوس الحادي عشر» بتحريم الغناء على المرأة لأن ذلك يمنعها من القيام بواجباتها المنزليّة. وحرّم أيضاً دخول أي معلّم موسيقى عند إمرأة. وتمشّياً مع الأوامر الدينيّة أو للإلتفاف حولها، تم في إيطاليا إستعمال الخصيان وإلباسهم بزي النساء ليقوموا بدور النساء.

وقد ترعرع سوق الغناء والتمثيل في إيطاليا في القرن السابع عشر والثامن عشر وتهافت الناس على سماع المغنّين والمرنّمين. وكان على الأهل، خاصّة من الطبقات الفقيرة، الذين يريدون أن يتبع أطفالهم مهنة الغناء والترنيم أن يعرّضوا أطفالهم للخصي لإلحاقهم بمدارس خاصّة منذ صغرهم لتعلّم الغناء والآلات الموسيقيّة. وكان يطلق على الطالب في تلك المدارس لقب «الخصي» eunuco دون أن يعني ذلك شيئاً مشيناً. وعندما يتطوّر الشخص يطلق عليه لقب «الموسيقي» musico أو «البارع» virtuoso. أمّا خارج إيطاليا، فقد أحتفظ لهم بلقب «الخصي» مع مزيج من الإحترام لفنّهم والإحتقار لحالهم. وكانت القصور الملكيّة والأميريّة في إيطاليا وخارجها تتفاخر بدعوتهم للغناء، كما أن الخصيان كانوا يؤمّنون الترانيم في جميع كنائس إيطاليا، وخاصّة في كنيسة الفاتيكان. ويصعب اليوم إعادة ترنيم وغناء القطع الموسيقيّة التي كتبت خصّيصاً لهم بعد أن إنتهى عهدهم. وقد ولعت النساء بهم لملامحهم الناعمة أو لعدم خطورة العلاقة الجنسيّة معهم. فالخصي، إذا لم يقطع له القضيب، يستطيع أن يمارس العلاقة الجنسيّة ولكن السائل المنوي لم يكن يسبّب الحمل. ومنهم من دخلوا الرهبانيّات والكهنوت وأصبحوا من رجال الدين واستمر بعضهم في مُهمّة الترتيل الديني.

ولكن هؤلاء الخصيان لم يكونوا بحد ذاتهم راضين عمّا أصابهم دون موافقتهم. وبعضهم أهمل أهلهم بغضاً لهم. وكانت عمليّة الخصي تجرى من قِبَل حلاّق أو جرّاح دون تخدير على أطفال بين عمر 7 و12 سنة، بسحب الخصيتين تماماً. وتقدّر نسبة الوفاة ما بين 10% و80% حسب أسلوب العمليّة. ولم يكن الأهل والذين يجرون العمليّة يعتبرون عملهم منافياً للأخلاق، تماماً كما هو الأمر للذين يختنون الأولاد أو البنات في القاهرة. فالأهل والحلاّقون كانوا يعتبرون أنهم يقومون بعمل خير للولد بفتح باب المكسب والشهرة. ولكن لتفادي تحريم الخصي من الكنيسة والحرج الإجتماعي الناتج عن الخصي وعقدة الذنب وتوبيخ الأولاد عندما يكبرون، أو الحُكم عليهم بالجشع المادّي، كانوا يرجعون الخصي لأسباب مختلفة مثل التشويه الخلقي أو السقوط عن الحصان أو عضة حيوان أو ضربة بالرجل من أحد الرفاق، أو أنهم كانوا يتذرّعون بأسباب وقائيّة أو علاجيّة. وكثيراً ما جهل الخصيان السبب الحقيقي الذي من أجله فقدوا خصيتيهم. وبعد الشفاء من الخصي يقوم الأهل بالبحث عن مدرسة لتعلّم الترنيم والموسيقى. ولكن لم يكن الحظ يصيب الجميع. فمنهم من بقي في جوقات الكنائس الصغيرة، والبعض الآخر الأكثر حظّاً كانوا يسلّمون إلى وكلاء متخصّصين في جمع الخصيان من القرى لحساب الأمراء داخل وخارج إيطاليا لكي يقوموا بالترنيم في جوقاتهم الكنسيّة أو على مسارحهم. وكان هناك أيضاً مدارس الأيتام التي تقوم بتربية الخصيان لهذا الغرض، يلتحق بها أيضاً أولاد الفقراء. وكانت هذه المدارس تؤجر الخصيان للكنائس والمسارح. وكان على الخصيان البقاء في خدمة تلك المدارس لمدّة معيّنة مقابل تعليمهم.

وتم رسميّاً قبول أوّل مرتّلين إيطاليين خصيان في الجوقة البابويّة عام 1599 وقد تحوّل كاملاً قسم السبرانو في الجوقة البابويّة إلى جوقة خصيان عام 1625. وقد سمح البابا «كليمنتوس الثامن» بالخصي فقط لـ«مجد الله»، معتمداً في ذلك على قول بولس في رسالته الأولى لأهل قورنتس السابق الذكر رغم أن بولس لم يعني بذلك ضرورة وجود الخصيان في جوقات الكنيسة. وهكذا لعبت الكنيسة دوراً متناقضاً في موضوع الخصيان. فهي كانت تحرّم الخصي من جهة وتحمي الخصيان وتستعملهم إلى درجة أنها كانت آخر من إستغنى عنهم في جوقاتها الكنسيّة. ولم يعر رجال الدين إهتماماً كبيراً بالخصي. فالراهب الدومينيكاني «سيروس» الذي (توفّى عام 1602) كتب يقول: «إن الصوت أكثر أهمّية من الرجولة لأن الإنسان يتميّز عن الحيوان بصوته وعقله. فإذا كان ضروريّاً لتحسين الصوت أن نحذف الرجولة، يمكن القيام بذلك دون الإخلال بالتقوى. وفي الحقيقة أن الأصوات السبرانو هي ضروريّة جدّاً لتمجيد الله لا يمكن الإستغناء عنها مهما غلا الثمن» وقد كتب الأب اليسوعي «تمبوريني» (توفّى عام 1675) أن الخصي أمر يتّفق والقانون «على شرط أن لا ينتج عنه خطر الموت وأن يوافق عليه الصبي. والسبب في ذلك هو أن الخصيان يخدمون المصلحة العامّة بترانيمهم الدينيّة داخل الكنيسة. والحفاظ على أصواتهم بالخصي هو خير لا يمكن إهماله عندما يمكن تحسين أوضاعهم المعيشيّة ويتمتّعون بتأييد ومساعدة النبلاء على المستوى المالي».

وقد أخذ البابا «بنديكتوس الرابع عشر» (توفّى عام 1758) موقفاً معادياً للخصي معتبراً «أن قطع أي جزء من جسم الإنسان لا يمكن أن يعتبر قانونيّاً إلاّ إذا كان خلاص كل الجسم متعلّق بقطع ذاك الجزء». ولكن بسبب النجاح الذي لاقاه الخصيان في الترنيم والمسارح لم يستطع أن يحرّمه. وقد خطى البابا «كليمنتوس الرابع عشر» (توفّى عام 1775) خطورة أخرى بالسماح للنساء بالترنيم في الكنائس والقيام بصوت السوبرانو كما سمح لهن أن يمثّلن على خشبة المسرح. وقد رافق هذا الموقف نقد متصاعد ضد الخصي وبدأ دور مدارس الخصيان يتلاشى. ولكن لم ينتهي دور الخصيان في الجوقة البابويّة إلاّ عام 1902 حيث منع البابا «لاون الثالث عشر» إلحاق الخصيان بها. وما تبقّى منهم فيها تركوها تدريجيّاً، كان آخرهم دومينيكو مصطفى الذي ترك الجوقة البابويّة عام 1913.

وقد شن الفلاسفة الفرنسيون حملة ضد الخصي، خاصّة «فولتير» و«روسو»، اللذين إعتبرا الخصي إهانة للإنسانيّة. وقد جاء في المادّة السادسة من «وثيقة حقوق الإنسان» لعام 1793 «لا تعمل لغيرك ما لا ترغب أن يعمله الغير لك». وقد لعب العداء بين فرنسا وإيطاليا دوراً في الحملة ضد الخصي، كما أن الفرنسيين قليلاً ما كان يتذوّقون أغاني وترانيم الخصيان وكانوا يستهزئون منهم بشدّة. وقد شذ عن ذلك الإمبراطور «نابليون» الذي كان مولعاً بصوتهم وكان يدعوهم إلى مسارحه ويستضيفهم ويكرمهم. ولكن «نابليون» منع الخصي في كل الدول الأوروبيّة التي سيطرت عليها جيوشه. وقد منع قبول الصبيان المخصيّين في مدارس الموسيقى في إيطاليا عام 1806، ثم منع الخصيان من الصعود على خشبة المسرح عام 1814. وهكذا تم إستبدال الخصيان الذين كانوا يلعبون دور النساء بنساء ومغنّيات. ودار التاريخ وبدأ المفكّرون في إيطاليا ينتقدون الخصي الذي أصبحوا يعتبرونه من الأمور الشائنة والهمجيّة التي أصابت بلدهم خلال القرنين السابقين بعدما كان مفخرة بلدهم.

----------------------
سوف اتكلم في مقالي القادم عن الختان عند المسلمين
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (23) : الكنيسة بين الختان والخصيان
- مسلسل جريمة الختان (22) : تكريم ختان المسيح وغلفته
- مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضي ...
- مسلسل جريمة الختان (20) : موقف المسيحيين الامريكيين المؤيدين
- هوس الاعجاز الحسابي والعلمي والغيبي عند المسلمين
- مسلسل جريمة الختان (19) : ختان الاناث عند مسيحي مصر
- نبوءة القديس شربل: انتهاء الاسلام عام 2047
- مسلسل جريمة الختان (18) : ختان الذكور عند مسيحي مصر
- لماذا يا سامي تكره محمد والاسلام؟
- علموا فكر احمد القبانجي
- مسلسل جريمة الختان (17) : رأي مارتن لوثر
- مسلسل جريمة الختان (16) : رأي توما الأكويني
- أحمد القبانجي – فهم جديد للقرآن: القرآن ليس من الله
- مسلسل جريمة الختان (15) : رأي اوريجين وكيريلوس المصريين
- مسلسل جريمة الختان (14) : رأي يوستينوس الفلسطيني
- مسلسل جريمة الختان (13) : موقف المسيح ورسله من الختان
- مسلسل جريمة الختان (12) : الختان في الكتب المقدسة المسيحية
- مسلسل جريمة الختان (11) : اليهود وختان الاناث
- مسلسل جريمة الختان (10) : الختان الدموي والختان الرمزي عند ا ...
- عصمة الانبياء مصيبة المصائب


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة