البدون-قصة قصيرة جدا

كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 22:16
المحور: الادب والفن
    

سمع اسماعيل فهد اسماعيل الحرب تسير في طرقات الكويت فجر الثاني من آب /1990
رفع عصاه وعباءته ... لكنها لم تنصاع له فدنا يحدثها عن منافع التعايش والابجدية واللؤلؤ والرسوم والاقفاص المشتركة ومقاصد الاخرين ...لم تأبه .. فقبض على شيبته وراح يلصق العتمة على نوافذ البيت ويخفف من حدة بطبقات من العازل....ثم رزم مسودات الاعمال الادبية التي لم النور ما استطاع الى ذلك سبيلا..
سد باب القبو بقفل اسود كبير بعد ان انهى مهاما ضرورية في داخل القبو. فقد اطمأن على المؤونة وغلف اكياسها وصناديقها تطبع بعد وخاصة مسودة المذكرات ... زفر مرتين او ثلاثا قبل ان يودع الاوراق الثبوتية وبيانات الهجرة واحكم قفل الخزانة الحديدية الخضراء ... هز القفل الكبير الاسود و دلف مع الاخرين الى تفاصيل الوقيعة ..التي انتهت وفق نهايتها المعروفة .. تراجعت اصوات الصفارات واحكام الطوارئ... و همدت انفاس الحرب... و قام ببادرة اطمئنان وجودي فرمي القفل الكبير الاسود في الخليج .. اذ رأى بعد نهاية الحرب لا توجد مبررات لان يغلق القبو ثانية.. لكنه لم يزل يسمع عند مفارق الطرقات احدا يناديه: بدون ..بدوون.. بدووووووووون.
يلتفت فلم يجد احدا..

#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل