أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كامل الدلفي - لائحة الارهاب العراقية- وسائل تعرية الملثمين















المزيد.....

لائحة الارهاب العراقية- وسائل تعرية الملثمين


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 07:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"لائحة الارهاب العراقية" وسائل تعرية الملثمين .
نحو استراتيجية عراقية لمكافحة الارهاب

ينطوي العقل السياسي على قناعة مفادها ان احداث الحادي عشرمن سبتمبرالعام 2001 ذات الاثر الاكبر في اطلاق يد الولايات المتحدة الاميركية في السيطرة على مقاليد العالم وابتداء انفرادها به، انما هي عبارة عن فعل قصدي ( بيتبيضاوي) في درجةعالية من التدبير.
نلاحظ عبره نزوعا مفرطا في ارتداء ثياب الضحية وتمثل دورها باتقان، بغية افرازعلاجات برامجية وقائية وانقاذية من بين فكي ازمة تجلت مظاهرها في عزلة الولايات المتحدة اوروبيا، ومن ثم عالميا، عقيب انتهاء الحرب الباردة ، اذ شهدت الاحداث وقتئذ نزوعا اوروبيا نحو فك الارتباط بالفلك الاميركي، وسد فراغ السوفيت المتلاشي في القطبية الثنائية، الامر الذي دفع العقل السياسي الاميركي الى الاقدام على فعل نوعي خالص، دون اعارة انتباه للمستوى الاخلاقي، لأنه بالنتيجة يؤدي الى استقامة المسار لصالحها، وذلك ماحدث فعلا، وليس من الصعب الاستدلال على صدق المقولة والانتقال بها من الظن الى اليقين، فقد اشرذلك وقتها كثيرون، وبينوا بعض المعالم الخفية التي رافقت انتاج الحدث الاخطر في منهاتن.
وطالما يحدث ذلك في مضمار السياسة، اذ لايعدم العقل السياسي وسيلة في قلب موازين الضيق والحصار والسلبية الخانقة الى فضاء ايجابي رحب، ومن المفيد الاشارة الى التجربة المصرية التي اقدمت الى التخلص من الرئيس انور السادات في العام 1981، الذي استقدم منهجه في السلام مع اسرائيل (زيارته الى تل ابيب العام 1977)عزلة خانقة لمصر إثر اعلان العوالم العربية والاسلامية والاشتراكية (ماعدا رومانيا) مقاطعة قاسية لاربعة اعوام يبس في غضونها ضرع الاقتصاد المصري، وهلك الحرث والنسل، وما ان تضرج الرئيس السادات بدمه، في اجراء داخلي مفبرك، حتى عادت مصر بعده الى دائرة احلامها في دولة ام عربيا واقليميا.
تبدو الطقوس النذرية في عالم السياسة محافظة على منزلتها عبر التاريخ سيما في الضرورات القصوى دون مراعاة للتعاليم الاخلاقية والمناهج الدستورية الكلاسيكية، فلحظات التحدي الهوياتي تبيح استخدام غير المألوف (الضرورات تبيح المحضورات).
افرز الواقع ان الولايات المتحدة تتقدم دون التفات الى وراء، في مخالفة ارادة الكون كافة، بفضل ذرائعيتها الفلسفية ، وامتلاك مصادر القوة والتفوق عسكريا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا، فليس صعبا عندها عدم التوقيع على معاهدات دولية تقدمها المنظمة الدولية بحسب الواقع العالمي، او الانسحاب من معاهدات موقعة من قبلها سابقا، ففي غضون تلك الاحداث عجلت الولايات المتحدة الاميركية الانسحاب من معاهدة حظر الصواريخ البالستية لعام 1972، وانسحبت من معاهدة كويوتو البيئية ، ورفضت المصادقة على معاهدات حظر الحرب الكمياوية والبايلوجية، ورفضت الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية، لحماية افرادها المتورطين او الذين سيتورطون باقتراف جرائم حرب ضد الانسانية.
يلاحظ ان تلك الترتيبات الاميركية مثلت استكمالا لما ابتدأته في سبتمبر، لتمهد لاعلان بدء السيطرة على العالم باسم الحرب على الارهاب التي طبعتها بملامح مجردةغير واضحة المعالم، ولم تنمط ذلك الارهاب بتعريف محدد، الامر الذي ترك الجميع في مستوى التخوف من العد على قائمة الجبهة المضادة، ودفع دولا الى الالتحاق بالمعركة في صف الولايات المتحدة الاميركية حتى وان كان مخالفا لارادتها الطبيعية.
عمدت الولايات المتحدة الاميركية بذكاء الى تحميل العالم قسطا واسعا من تكاليف الحرب على الارهاب، فخلقت شركاء حقيقيين بدلامن ان تتحمل الاوزار بمفردها، ناهيك عن التلويح بنقل الحرب الى اي مكان تريده مقابل التشدد في تحصين حدودها، وقد افضى ذلك الى استسلام العالم لارادتها والقبول بمنهجها في الاشارة بالحرب على من تريد.
اعلن الرئيس الاميركي في خطاب له العام 2006 بان العراق ساحة اولى للحرب على الارهاب، وليس من احد بغافل عما لحق بالعراق من امارات الخراب والهلاك، واستنتاجا من ذلك، لايمكن للعقل السياسي العراقي التعويل على العامل الخارجي في مكافحة الارهاب والقضاء على مصادره. ان قراءة متروية للدروس السياسية تدعو الى تمثل الفائدة بانتاج فعل نوعي ذاتي بمستوى التخطيط الاستراتيجي وترك الاجراء الطارىء والمنفعل والوقتي.
فاحداث19/اب الدامية في بغداد تركت انطباعا واضحا عن مستوى الشرخ الخطير في البنية الامنية القائمة ، وحاجتها الماسة الى آليات ستراتيجية في المعالجة وضرورة الاستناد الى منهج علمي دقيق.
عهدت الولايات المتحدة الاميركية في تجربتها بعد احداث سبتمبرالعام 2001، الى تفعيل صيغة "لائحة الارهاب الاميركية" المتبناة من قبلها بصيغ اخف قبل الحدث، وتبعها الاتحاد الاوروبي في الاجراء ذاته، فوضعت على اللائحة اسماء منظمات واحزاب وحركات وشخصيات، لاتنتمي الى منظومة الصداقة معها، ولا توافق مزاجها، على الرغم من ان بعض من درج يمثل حركات تحررية ذات اهداف مشروعة في بلدانها، وبغض النظر عن التفاصيل والشروحات، فان الاجراء عاد في غضون السنوات اللاحقة بالفائدة والنتيجة الطيبة لاميركا، وبنتائج معاكسة وسلبية على الحركات المندرجة في اللائحة، سواء من ناحية تضييق حركتها، وتحجيم علاقاتها، وصعوبة تمويلها، والحظر على اعلامها.
فأرى اهمية الدعوة الى تأسيس "لائحة ارهاب عراقية" كجزء من منظومة مكافحة الارهاب في العراق، يصار الى درج اسماء منتجي الارهاب في العراق عليها، اشخاص، ومنظمات، واحزاب، وحركات، ووسائل اعلام ، ودول، ورسم سياسة رصينة للتعامل مع الاسماءالمندرجة، على المستوى الامني والقضائي والاقتصادي والسياسي والاعلامي وسواه، واعتماد آلية علمية قياسية في ترشيح الاسماء الى هذه اللائحة، وفق المعطيات المتوفرة لدى دوائر الامن العراقية.
ان العمل الستراتيجي لا ريب يعتمد القواعد العلمية الموزونة التي لا تولي للاهواء بالا ، ويقتضي معالجة الاخطاء الشائعة في الميدان المتخصص ، ومن الاخطاء الشائعة في الخطاب السياسي والامني في العراق، اعتماد العموميات دون التخصيص في وصف قوى الارهاب، مثل عبارات "بقايا البعثيين "و"الصداميين" و"فلول القاعدة" او "التكفيريين" وسواها، دون ذكر احداثيات دقيقة فالعبارات العمومية تحمل قدرة ايهام ومناورة تصب في فائدة الجاني الذي يفلت من دائرة التشخيص، مما حرم الجهد المكافح للارهاب من التزود بالمعلومات الدقيقة التي تهيء قابلية التوقع والمراقبة والتدقيق والتعيين والاحتمال والكثير من ادوات العمل.
فالاستمرار باسلوب كتمان التسميات، وعدم الكشف عن الجهود الدولية الداعمة للارهاب، يسدي خدمة لقوى الارهاب ذاتها،ويضاعف من صعوبة المعالجة، فلابد من تفكيك طلاسم العبارات المبهمة وتحويلها الى اسماء واقعية سهلة التناول، وعناوين مكشوفة، وارقام وحسابات مصرفية، ودول ضالعة في التمويل، ووسائل اعلام خضبها السوء حتى هامتها.
فعدم اعتماد لائحة عراقية مكشوفة للارهاب يساعد في استمرارغموض الملفات، وابتعاد المجرمين عن متناول العدالة والقضاء، بينما ادامة مفردات اللائحة، تسهل المعرفة بالوجوه المتلفعة بالاقنعة وتسهم في تحريك الضمير الدولي بتحمل المسؤولية الاخلاقية تجاه مايحدث في العراق من مجازر ابادة قصوى.ان كثير من دول العالم لا تتوانى عن دعم الارهاب في العراق بدوافع مختلفة، لانها تشعر بامان تام من عدم المسائلة لعدم توفر اليات عمل فاعلة، فهذه الدولة تأوي حركات واحزاب وشخصيات، واخرى تعد مجندين ، وثالثة تدعمهم بالفتوى واخرى تستضيف مؤتمراتهم ، وهكذا....
ناهيك عن ان الجميع يعامل الارهابيين على انهم مقاومة وطنية، حان الوقت لاسقاط "مصطلح المقاومة الوطنية" من التعامل السياسي والاعلامي والايمان بالمعارضة البرلمانية كساحة اختلاف ديمقراطية وحيدة. وينبغي توسيع دائرة الرقابةعلى الاشخاص والاحزاب المحليين ممن يديمون الاتصال بقوى الارهاب المنتشرة في دول المحيط ، ومعرفةمصادر التمويل عبر مراقبة حركة الاموال من والى العراق.
ان العمل بهذه اللائحة يعطي يقينا بان زمنا جديدا سيبدأ في مسار مكافحة الارهاب.







#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديخوخرافيا
- المعجزة و مقامُ النوّرِ
- الثديال- قصة قصيرة
- عدم إرتقاء العقل العراقي الى التمثل الابستمولوجي لصناعة الحا ...
- اعادة انتاج وحدة الوجود العراقي عبر الربط بين طرفي الزمن– ال ...
- اعادة انتاج وحدة الوجود العراقي عبر الربط بين طرفي الزمن– ال ...
- التاريخ لايجلس القرفصاء..إختصارات موجعة في الذكرى السادسة لإ ...
- المتاهة المهذبة في الدوران حول النص المشرعن للسلطة الغائبة ( ...
- أوباما والحلم الامريكي المفقودهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟
- قتلتنا الردة ،دلالات في سوء القصد
- الهجنة المدينية في مثقف اليوم، السائد منه انموذجا!
- تمائم الكاهن الاخير.....(2) قصص قصيرة جدا
- تمائم الكاهن الاخير.....(1) قصص قصيرة جدا
- حيادية عالية &الخصاء المؤبد
- المفكر والناشط العراقي في حقوق الانسان الدكتور تيسير عبد الج ...
- احلام في زقاق منسي
- صناعة الاختلاف في غياب المنهج
- فاضل المياحي.... تأسيسات متأنية في الاغنية السياسية
- مقترحات للانتخابات القادمة
- التاريخ كما يكتبه العامة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كامل الدلفي - لائحة الارهاب العراقية- وسائل تعرية الملثمين