أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - كامل الدلفي - احلام في زقاق منسي














المزيد.....

احلام في زقاق منسي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 10:51
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


لم يكن ذلك الذي دخلت اليه زقاقا بالمعنى المالوف للازقة البغدادية، انه كوم حجر يحط بثقله على انفاس ادمية ، انفاس تتصاعد بآلية معتادة تسرع وتبطء ، بين احلام راعشات مثل عصافير ، شيوخ لايأبهون للقادم من الايام وصبية يمرحون دون اكتراث بابسط ماتجود به الحياة الجديدة في العراق، لاشي ء يصل من نعمة المدنية والاعمار والتغيير فهناك جهاز لتقطير الخير نصب في الطريق اليهم ، الحياة هنا مثل ماوجدت في اشكالها الاولى قرب الكهوف والتجمعات الانسانية الاولى، الا ان الكائن اللصيق في بيوت هذا الزقاق يمتلك بعض ادوات الانفتاح مثل الستلايت والموبايل، لكن ليس من صعوبة في الامر ان تجد بعض الادوات القديمة وهي صامدة في الاستخدام مثل تنور الطين والوقود بالحطب والسعف والكوز والسجادة اليدوية( المدة) والبارية ،وهلم جرا.....
لم اكن قد دخلت الى زقاق بل اقرب الى دهليز يمثل قطيعة تامة عن المدينية ولم يكن جزءا من قرية فهو لاينطوي على لحمة اوسدى من ذلك فليس فيه من تفاصيل القرى ما يذكر، انه زقاق برقم مسجل في السجل المديني في خرائط العاصمة وينتمي الى محلة ذات رقم.
يفترض ان لايكون على الهيئة التي هو فيها في احداثيات الزمن الكوني المعاصر،قد يتواجد اشباهه في الانقطاعات الشاذة في الجغرافيا مثل البدائيات عند الحواف القصية من غابات افريقيا والامازون ، لكنه يتنفس الهواء من رئة بغداد منذ تسعينيات القرن الماضي، هوجزء من عرصة شغلت مساحتها السطحية على مساحة لعقد زراعي نفذت صلاحيته بين المتعاقدين : وزارة الزراعة وقتذاك كطرف اول ومغارس منتفع كطرف ثاني ، قام الطرف الثاني في البيع الى الوافدين المثقلين بهموم الهزيمة في مدنهم الاصلية ، الهزيمة التاريخية لاوكار المواطنة في الذات التي عاقرت الحرب والحصارات حتى عادت كالعرجون القديم،هروبا من بؤس الحضارة تتوالد التعرصنات القميئة الماء الخليط بالامونيا كدورة غير مكتشفة للبول في الطبيعة، تراكم الحجر الذي يلبي حاجة المأوى ويلغي في النفس الف حاجة، يلغي الكبرياء والطموح والاعتداد بالنفس والزهو والفخر والبهاء والطمأنينة والحلم والخيال والراحة ومباديء الثورة الفرنسية ( الحرية والعدالة والمساواة )،وينشط سيلا من مركبات النقص ، والضعف ، والاستحياء،والتصاغر امام الجيران سكنة الاحياء المتعافية شكلا وروحا ، الذين ما فتأوا إلا أن يمارسوا فوقيتهم اللعينة مع المرأة والطفل والشيخ والصبي مثل كائنات آتية من اللاانتماء المشترك ، كائنات احتلت الطمأنية المباحة والفضاء المباح بصراخها ولطفها وحركة اناسها الى التسوق والعمل ، يكرهون اشكالهم وسحناتهم وطريقة المشي والبراز والقيء والبكاء وطريقة الولادة والزواج والموت ، يحسون باختلاف شديد معهم في كل شيء ، بالاستمناء والبراز وقوة الحلم والسير على اثنين، كره طبقي مصطنع، لا افراح مشتركة رغم مرور خمسة عشر عاما في جغرافيا ضيقة مشتركة، توجسات دائمة تتناسل جينيا، صغار متعافون يضعون برائتهم التقليدية في حقائبهم المدرسية حين يشاجروا تلميذا ينتمي الى المكان عند العودة المشتركة الى البيوت يلبسون اللعنات البذيئة اقنعة تاريخية تنم عن ضغينة سوداء او حمراء مشتعلة تستشيط مثل سربروس حمما على اموات امواتهم.
لكن اليوم الاخير في العام الدراسي /2008 كان يوما بالف ، فقد صفع الفقراء باناملهم الرقيقة خد الكبرياء وهامة التمايز الطبقي واحابيل ومؤمرات الحضارة على احلامهم، رجع التلاميذ من مدارسهم يحملون شهاداتهم ، يسابقون المسافة نحو الامومة الناطرة ، ماذا فعلوا ؟ عشرة منهم في ذلك الزقاق حصدوا الاول على الصف ،ضحكت الفوضى الحجرية العجوز المرتبكة مدت يدا عجفاء الى صرتها الازلية لتشترى شوباش لانتصارات المكان( فرحنه واليودنه يفرح ويانه/وهذا اول فرح شفناه بدنيانه).
قساوة المكان هي التي حضرت الى قاعة الامتحان لتمنح فتية يدرءون التسول والتشرد بوسائل عفوية للدفاع هكذا تولد خطوط الدفاع الاولية في الجسد الغض ، وتتلفع براءته بالقوة لصناعة الفرح والزهو والرقص ان شاء.
احلام مابعد النجاح كانت سهلة لاترهق الدخل القومي للبلاد (كرة من البلاستك وفانيلة هوار او نشأت او زيزو.........)، هم لايعرفون زيادة السعر في برميل النفط، ولايعرفوا ان يربطوا احلامهم مع الثروة النفطية ، لانهم يخشون ان تحترق احلامهم. فالاحلام مرتبطة ابدا بعودة الاب سالما من العمل .
وحين فتشت عن مكامن الحلم وجدت اربعة شبان لم اتخيل انهم طلبة جامعيين، لكنهم كذلك فعلا،يقول (أ.ف) في كلية الادارة والاقتصاد ( لا كلام واقعي عن الحلم ان احلامنا مشدودة باربطة سرية الى الارض على العكس من احلام الاخرين التي نتصورها شفافة ورقيقة وقابلة للطيران ، ربما احلامنا تحتاج الى سرفات كي تسير في اوحال حياتنا واطيان المستنقعات التي حفرت في حياة الاهل ، وربما لاتسير ابدا....)
اما زميله(م.ق) /علوم حاسبات فيقول(نحن لاندل على مكان السكن فذلك يجعلنا محط السخرية من الاخرين في الجامعة ، انا ارهق ميزانية الاهل بشراء الملابس من اجل ان اخلق توازنا نفسيا اعاني منه مع زملائي في الدراسة ، ان ذلك يكلف عائلتي كثيرا فنحن تسعة في راتب الاب .... فهو مصدر اعالتنا الوحيد).طال شرح الحلم بيننا وتوقفنا في محطات مهمة منه لكنه بقى حلما مشدودا الى الارض. احلام للتخلص من ملابس البالة واخرى لان تجعله يمتلكون كارت بعشرة دولار في الشهر .اما تجربة الحب في الجامعة فقد ارتأووا قلب صفحة الموضوع فليس معقولا كما يقول(ع.ه) ان تنتقل امرأةالى عالمنل لمجرد الحب......
اي احلام قتيلة في شغاف القلب لسكان احيائنا الفقيرة؟
هل من ذي قوة يساهم في هندسة الحلم العراقي ؟ هل من دعوة لصناعة فضاءات نقية صالحة لطيران الاحلام ولاقتلاع جسدها من تحت مداس الزمن الثقيل في ضجة الاعلان عن الاعمار والمدنية ومشاريع السكن العمودي والافقي،او في زحمة الحملات الانتخابية التي نتمنى لها ان تنزل الشعار وترفع الحلم.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الاختلاف في غياب المنهج
- فاضل المياحي.... تأسيسات متأنية في الاغنية السياسية
- مقترحات للانتخابات القادمة
- التاريخ كما يكتبه العامة
- استلاب الذات عند منزلات الخوف في العاصمة
- نقد المنهج السياسي والوسائل المحتملة في التجديد
- تحديات الديمقراطية في العراق
- قراءة في الازمة التركية العراقية
- اسلاك شائكة
- مقاربة حول دور المراة في المصالحة الوطنية
- هل ينبغي ان نرسم المواطنة بريشة الاحتلال?
- ثقوب عراقية - الثقب الثاني لوحات مقلوبة
- ثقوب عراقية الثقب الثالث ثلوج محترقة
- ثقوب عراقية قصص قصيرة جدا
- مركز الان للثقافة الديمقراطية في مؤتمر لمناقشة قانون الصحافة ...
- الامن وبرودةالموقف الاجتماعي في بناء وطن خال من الارهاب
- نحن وحوار الحضارات كشف في حسابات المفهوم
- لماذا يعتقد المثقف العربي بقداسة السياسي العربي ؟
- الحلقة الثانية السبي البابلي المعاكس
- السبي البابلي المعاكس


المزيد.....




- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...
- الأقليات والسياسة في بريطانيا.. تقدم محفوف بمخاوف
- الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات إلى غزة
- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - كامل الدلفي - احلام في زقاق منسي