أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - السبي البابلي المعاكس















المزيد.....

السبي البابلي المعاكس


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


السبي البابلي المعاكس
مقتربات في نهب الحضارة العراقية والمتحف الوطني العراقي
الفنتازيا وحدها قادرة على ان تؤرخ العراقيين لاشي سوى الفنتازيا
من هم لصوص و حارقو حضارة العراق ساسة ، اميون ، مثقفون ، رعاع ، لصوص ، سلاجقة ، رومان ، عرب ، مسلمون ، نصارى ، يهود ، كلما أظن انهم ليسوا بشراً

الحلقة الاولى
نقطة الشروع
منذ ما يزيد على قرن من الزمان بدأت المؤامرة على الارث الحضاري العراقي الخالد فهناك العديد من القطع الاثارية المهمة تعرض في المتاحف البريطانية والالمانية والفرنسية والتركية والاميركية قامت بتهريبها العصابات والبعثات الدبلوماسية التي طالما مسكت في نقاط الحدود والمطارات وهي متلبسة بذلك الجرم . نرى من المحزن جدا ان ما لدينا من قطع هامة مثل الواح شريعة حمورابي منسوخا وما يعرض في صالات المتاحف الاوربية هو النسخة الاصلية ، ناهيك ان بريطانيا في اوان احتلالها للعراق استطاعت ان تنقل المزيد من ذلك السفر الحضاري فخذ على سبيل المثال انها سرقت محتويات مكتبة اشور بانبيال في نينوى بالكامل . وحين تربع جلاوزة النظام الصدامي على مقاليد ادارة البلاد لم يتركوا نفيسة الاوتاجروا بها لحسابهم الخاص وساهموا في تهريب الاثار بشكل غير اعتيادي يظل في الذاكرة طعم الحزن والمرارة على النسر البابلي الذي باعه ارشد ياسين ( ذلك القمامة الشوهاء ) ، ثم زمجروا بالتطبيل والتبويق الاعلامي لمهرجانات بابل السنوية سيئة الصيت التي تزامنت مع اوامر رئاسة الديوان الغاشمة باعادة بناء بابل ، فطال بناءهم الجزء الرئيس في المدينة ممثلا بالقصور وبالذات القصر الجنوبي لنبوخذ نصر البالغة مساحته 52 الف م2 وبنوا فوقه مشيدات غبية بتصرفات خرقاء وباسلوب غيرعلمي اذ استخدموا الخرسانات والسمنت المعاصر جعل اليونسكو تشطب مدينة بابل من سجلاتها قام به ازلامهم فخذ علي حسن المجيد مثلا حين ازال موقع تل الورد الاثاري في كركوك وبنى عليه قصراً له رغم ان ذلك الموقع النفيس يعود الى الالف الثاني قبل الميلاد في العصر الاشوري ، او قيام (عدي ) ببيع 2000 صحن فخاري ارامي جلبها من منطقة ابو غرق في قضاء الهندية يبيعها في اسواق لندن
توطئة
الفنتازيا وحدها قادرة على ان تؤرخنا نحن العراقيون،الاشيء سوى الفنتازيا فليس في مقدور منهج بحث علمي ان يلم بشتاتنا العريض الطويل ، وليس الحبر في مقاربة التدوين ما يستخدم في الدلالة على شيئيتنا ، الدم فحسب ما يصلح للمهمة الدم يصعد في الطين وفي الخبز وفي تدوين سلالاتنا .
لم نكن طارئين ولسنا كذلك فمن كان يصعب عليه التهميش يجل تدوينه …الله ياخلق .. الجنة والنار … الاحتلال وذلك الاحتلال هو مفردة تذكرني بالطلاق ، طلاق مع الحرية ومع الذات طلاق في التأريخ او معه.
ماذا تبقى من اهلنا المرصوفين في المتحف؟ (تلك السلالات المنحدرة المتداخلة فوق ارضنا الثرية المعذبة ) الذين وقفوا تماثيلا حجرية في المعبد الوطني العراقي اهلنا كانوا يعيشون حياتهم الاسطورية في قضاء المتحف ، غير مكتثرين بأحد نعم توقفوا عن النطق لكنهم استمروا في الحياة في البوح الحضاري الثر .
9 نيسان 2003 هناك من اراد في هذا التأريخ ان ينفذ قتل سلالاتنا مع سبق الاصرار ، جريمة منظمة ، ادلة ، شهود ، مجرمون ، دماء ، جريمة لكن دون قضاة اودار عدالة لان ليس هناك دار عدالة تتسع لمثل هذه القضية والارض بما رحبت تضيق بالحقيقة خوفا من كشف الغطاء عن وجه ابطال لعبة الانسان الحديثة التي أطلق عليها مجازا مسمى السياسة انين الحجر .. قبل الاحداث يقدر عدد القطع التي كانت محفوظة في المخازن فقط في المتحف الوطني العراقي بمائة وسبعين الف قطعة ، ناهيك عن احد عشر متحفا اخرا تعرضت للنهب واختفت محتوياتها ، وكذلك دار الفنون التي تحتوي على التراث الفني العراقي الحديث باجمعه ، ودار المخطوطات في وزارة الاوقاف والمكتبة الوطنية في بغداد ونظيراتها في المحافظات اذ احتوت على مانجا من يد المغول وهولاكو وقتها لكنها وقعت في الفخ ثانية .
لقد تعرضت اثار العراق الى دمار جم لا احد يتصور حجمه او مقداره ، فالنهب طال كل شيء ولكن الذي دمر بسبب القصف لا احد يعرف التفاصيل حوله ، السلابون ، اللصوص ، النهابون ، حارقوا المكاتب من هم ؟ ماهي دوافعهم ؟ من سوغ لهم عمل ما عملوه ؟ هل هم مثقفون ، ساسة اميون ، رعاع ، انتهازيون ، لصوص ، سلاجقة ، رومان ، فرس عرب ، مسلمون نصارى ، يهود كلما اظن انهم ليسوا بشراً .
خذ هذه اللقطتين في وقتها عرضت احدى الفضائيات جنديين من المارينز يركبان على اسد بابل وهما يلهوان فوقه ويلتقطان صورا للذكرى ، والاخرى عراقي يبيع انفس التماثيل بـ20 الف دينار عراقي مايعادل 10 دولارات ما تفسير هذين النموذجين دون شك انهما يمثلان الصف الامي والجاهل لكن غيرهم من ؟ ذلك الذي كان يركض في فضاء الفوضى التي بلغت حد السطو المسلح والاباحي على ذلك الارث الحضاري العظيم ، من مد يده الى قطع جذور سومر وبابل وأكد والحضارة العربية الاسلامية الذهبية التي حضنتها ارضنا ونامت على ذراع بغداد ابنة الرافدين زمنا في المتحف الوطني العراقي ، النهار كان مظلما فلم تكن تلك نهارات ابداً فاللصوص ينشطون ليلا وما جرى في وضح النهار والشمس طالعة ، اذن لم يكن نهارا ولم تكن تلك التي اشرقت شمسا بل قرصا من بقايا الظلام كان نبعث سوادا تختبئ في حلكته وجوه اللصوص . كانت فوضى بحق وليس كما يصفها السيد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي على انها تشبه الشغب الذي يحدث في مباريات كرة القدم ، او انها كما يصورها رامسفيلد نفسه ضرورة لا محال منها كثمن للحرية .
الطريق الى الحقيقة
ونحن نحاور ضمائرنا في قصة مأساوية مثل هذه لابد من معرفة الدافع وراء ماجرى ، بالتاكيد لم يكن يخرج عن دائرة التخطيط المسبق لاغتيال تراث ميزوبوتاميا بلاد ما بين النهرين واطفاء شعلة الحضارة وبعثرة اوراق الماضي المجيد بغية هدم الاسس في بناء مستقبل ابناء العراق وقتل محاولات نهوضهم ذلك مفصل اول في الموضوع ، اما غيره فالمساهمة الدولية في انشاط وترويج تجارة الكنوز الاثرية لمنطقة وادي الرافدين عالميا وبدون استثناء دفع عصابات الجريمة المنظمة الى عمليات السلب والنهب التي حدثت لاثارنا .
مقاربة تفسيرية
الامريكيون والاوربيون من خلال البعثات الاثارية يعرفون الثروة الاثارية الضخمة التي حرمت عليهم بموجب قانون التنقيب الذي يسمح لهم فقط بالدراسة والبحث والتصوير والرسم اما الاثار فهي ملك العراق ، وان النفس العراقي في المحافظة الدائمة على الاثار والاعتزاز بها اجج الحقد لدى هؤلاء على العراقيين فليس من قبيل الصدفة اذن ان تشجع الاكاديميات الغربية لصوص الاثار على تهريب ما يستطيعون الى خارج العراق ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فلو اتيح لاي انسان الاطلاع على محتويات المتحف قبل السطو والنهب دائرة الاثار العراقية بكل محتوياتها ومكتباتها وتنقيباتها فلم يجد اي اثرا بالاطلاق له علاقة باليهود او ذكرهم واقصى ما يجد مخطوطات التوراة كتبت على جلد غزال عمرها لايزيد على مائتي عام وهذا امر حديث نسبي لذلك نتزود بتفسير للهجوم على المتحف العراقي لان الغرب والامريكان واليهود ليس لهم حضور حضاري في اروقة المتحف العراقي فكان التدمير نوعا من الكراهية والاسقاطات على الانسانية والحضارة التي تجاوزتهم واشعرتهم بالنقص والدونية واحتتقار الذات .
بانوراما
يضم المتحف الوطني العراقي سيرة الانسان قبل التاريخ فالحياة وتطورها ربما بدأت على ضفاف الرافدين ومنذ مئات الالوف من السنوات وذلك ما تعرفه بالتسلسل الزمني في قاعات المتحف ،فبقايا الاجسام او الادوات الحجرية المستخدمة والاسلحة كل ذلك يعطينا رسما لتلك الحياة ، ان زائر المتحف العراقي بعد تجاوز الردهات والازقة الخاصة بانسان ما قبل التاريخ ينتهي به المطاف الى القاعة السومرية الغنية بالكتابات واللقى الفخارية والتماثيل ثم يتدرج من عصر الى عصر ، الاكدي ، البابلي القديم ، الاشوري ، البابلي الحديث ، الارامي ، الاسلامي ، العثماني مرورا ببعض الاحداث التاريخية والاحتلالات الفارسية واليونانية والعثمانية وفيه عشرات الالوف من المخطوطات المنقوشة على الحجارة والطابوق التي تلقي الاضواء على تفاعل الحضارات ومسارها الذي هدر على هذه الارض ، ثم يجد مكتبة دائرة الاثار والتراث تلك المكتبة العريقة التي تضم اكثر من ربع مليون عنوان ومراجعها قديمة جدا تعود الى بداية الطباعة يقول احد الباحثين الفرنسيين انني بحثت في كل الارض عن كتاب اثاري باللغة الفرنسية فلم اجده الا في هذه المكتبة ثم المكتبة المسمارية التي تحتوي على كل ماكتب او ترجم عن الكتابة المسمارية ذلك الاكتشاف الانساني الخالد الذي بدأ حينها الانسان يضع معنى الاشياء في التدوين والرمز والدلالة ، ان عدد قاعات المتحف الضخم تصل الى 28 قاعة ، احتوت على أجل الكنوز الحضارية التي رقدت في ثنايا هذه القاعات حتى ان بعضها يعود الى اكثر من سبعة الاف سنة ، وان ما سرق منها الان يعادل 70% من محتوياتها.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالت ...
- حرية التعبيرعن الرأي... قراءة في ادراك المعنى والسلوك
- اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار
- هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي
- جدل الحرية في ماوراء العقلانية الأمريكية
- نظرة في اسلوب النضال المعاصر- الايكلوجي والديمقراطي
- الكونفدرالية الديمقراطية البديل الحقيقي لستراتيجية الرأسمالي ...
- الى الراحلين محمد رضا القصاب وعبد الحسين خليفة الموت خارج ال ...
- ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي
- فوتوغراف الموت خارج اللعبة(ح1)
- الموت خارج اللعبة - الاعدام والاخرون- ح 2
- الافاقة من تاثيرات الحادي عشر من سبتمبر في قرارات الناخب الا ...
- حكمة العراق : سيناريو مقابل وإمكان وحيد
- دور الأعلام في ترسيخ مفهوم المواطنة
- الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي
- المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقرا ...
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء
- هل يستثمر اليسار العراقي الفرصة السياسية القائمة ؟
- أيام الدراسة أول نص تاريخي عن التملق : ودرس في الفساد الأدار ...
- جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - السبي البابلي المعاكس