أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كامل الدلفي - اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار















المزيد.....

اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:38
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قرأته في عرس بغل وازددت ثانية في عرس بغل وثالثة فيها ، ولم اجد طريقا لايدلني عليها ، رواية للاشهار العلني المقصود عن فيوضات المجد المخبأة في غرس البقاء ،حين تجازوت خطاي عتبة التمهيد وجدتني وسط ماخور بمساحة الرواية ، التقيت فيه الوهرانية والعنابية وغيرهما من بائعات اللذة ، خيل لي بدءا ان التمس لوحات العري ومناظر الجنس لكن ذلك لم يحدث لانه يقول (لم أكن في حاجة لذلك لان اللغة والبلاغة كافيتان كي اوصل للناس ما اريد ان اقوله دون الدخول في تفاصيل يستطيع أي شخص ان يتصورها) فكان ان تدفقت اللغة بوظائفها في منطق الحاج كيان (بطل الرواية) لتغتال الفواصل بين الداخل والخارج بين الهنا والهناك بين ماخور حقيقي صغير وماخور افتراضي كبير هو البلاد الاسلامية جمعاء التي ابتدات ماخوريتها بعد مقتل الامام علي بن ابي طالب (ع). رواية ربما لايقراها احد المعاصرين بذات العين التي قرأتها بها تحت وابل الرصاص في حميمية الخنادق (مهد المواطنة الاخير ) ، سواتر التراب وخيالات الخدر الصوفي بين مؤثرات البلغة (القصعة ) وروائح الباورد ، ماذا لو ان رصاصة من الاف او شظية من عشرات الالوف ممن وقعن قربي سلكت مسارا قصديا مركزا نحو رأسي ، لكنت شهيدا بحسابات المرحلة وثقافتها وقتذاك ، او ان منظمة البعث في (الاورفلي) او( الاتحاد الوطني لطلبة وشباب العراق في ثانوية قتيبة) ظفروا بي في عامي 1978-1979 وقادوني الى الامن العام ، مؤكدا سيكون هناك قول فصل لكن المشكلة باني لمن اجد احدا سيعترف بشهادتي ربما فقط ستذكر في احد الفصول من كتاب لعزيز سباهي ، ولكن الشهداء لايعودون في بغداد هذا الاسبوع كما هم في الجزائر فحين يتمنى سيدي الطاهر وطار لو انه استشهد في الخمسينيات مثل الذين استشهدوا ، يفارقني كثيرا عنه ويبعدني ذلك الشعور الحاد باغتيال الشهادة عندنا ، فجميع الذين غفوا على جراحهم في حرب الثمانية اعوام قد حجبت عنهم شهاداتهم مؤخرا لاختلال في التوازن الاقليمي .
لقد تعرضت الشهادة للعرض والطلب .. حتى ان زمن الديمقراطية لايعترف ايضا بشهادة من كنت يوما ما مرشحا للشهادة في صفوفهم وقد حدث ذلك مرارا على لسان السلطة .
ولوعدت كما يعود الشهداء سينطبق علي ما يصفه الطاهروطار (اعتقد ان الشهداء لو عادوا في أي بلد سيتحسرون شهورا وربما اسابيع ثم يشرعون في البزنسة ) لاننا سنجد الرفاق في راس الثورة والتغيير قد توسعوا في صناعة التحريف عن المبادئ (هذا شأن من شؤون البشر انهم يطوون صفحات مبادئهم وتغويهم الحياة التي ربما يخافون من فقدها ) وهذا ما حدث مع الثورة الفرنسية والروسية والصينية الامر الذي جعل ماوتسي تونغ يبدأ ثورته الثقافية وكذلك ثورة الاصابع البنفسجية الديمقراطية بين ظهرانينا التي ابتكرت ارقى وسائل الهضم السريع للثروة .
شعور قاسي ذلك الذي يدفعه الى امنية الموت ( الشهادة ) وهناك محاولة انتحار فاشلة لديه ، احساس بدوي بأمومة المكان وبعطاء الوطن المانح وسلبية شعور (المواطن ) الممنوح هواء وعشبا وتلك ديون المواطنة التي ينبغي ان تسترد دما ( المواطنة البدوية ) فنجد ما يصف به نفسه ( بدويا ريفيا ناقص حضارة وتربية اجتماعية وجد نفسه بين مدنيين ) ويزيد في امانيه ( تمنيت لو انني استشهدت في الخمسينيات ربما بسبب ثقل السنوات تمنيت لوان الانسان قد استشهد واعطى لوطنه كل ما يستحقه مرة واحدة ، بدلا من ان تظل كل مرة وانت تشعر انك مدين للوطن ) تتقابل عنده ثنائية الوطن / الانسان بثنائية معيارية الدائن / المدين وفق مناخ محموم بثقل المقادير لابتكار البينونة والفاصلة المقدسة ، (الثقل =الشهادة) اذ يستوفي المكان حقوقه باذابة البنية وتحقيق الوفاء واسترداد المنحة، ولكن من اين لي ان اجد توازني في البحث عن قيمة المقادير في طرفي المعادلة اذ لاطريق للوصول الى احدهما ، (لا أنا انا ولاهو هو) . وما يراه لست اراه ، (اراه ) عنونة مذكرات منعتها اليقظة فاولجتها الغيبوبة للنشر ، عنوان مريب ، تقريبي يدخل الاخر في قلق وانفعال ، انه مرمى بصر لسبعين عاما خلت من عمره ، ويرى الاشياء قريبة كما لو انها تحدث للتو امام عينية ، تصاعد في رهان الاستحضار المستمر للوقيعة ( اعتقد انني كنت موفقا في العنوان الى حد كبير لان له ابعادا صوفية وروحانية ، كنت اقصد به ان ذلك الزمن القديم لم ينطفيء من ذكراتي ماثلا امامي ، كروائي استعيد دائما ما مر بي من شخصيات وقضايا ، انني مازلت ارى اشياء حدثت ولم يكن عمري قد تجاوز العامين ) قد نتلمس ثنائية الثقافي - السياسي في جوهر صناعة مذكرات الطاهر وطار فأنه قد سمع ما ثلم نزاهة المثقف في علاقته بالسياسي وهل تعرف الديار العربية سوى ذلك ؟ الم يكن المثقف العربي خاضعا وتابعا على طول المسار الذي اختطته الدولة الحديثة لمراكز القوى السياسية ، فطاهر اليساري صاحب (اللاز) حتى لا يرتكب الشيوعيون نفس الاخطاء التي ارتكبوها من قبل ، مدموغ بالغيبة وتتجاذبه النميمة بانه تخلى عن يساريته او هو صنيعة لبومدين وللشمولية وللحزب الواحد كما تتقاذفه الالسن يقول ( هذا هو تاريخ مالم يذكره التاريخ في الجزائر ، تاريخ ينبغي الا يموت وينبغي ان يكون هناك من لديه القدرة والجراة على كشفه وتوصيله للناس ، جبهة التحرير الوطنية كانت تبدو للناس في الخارج جبهة تقدمية طلائعية تنجز اصلاحا ولكن الحقيقة مثلا، ان قادتها يمارسون مكارثية في ابشع صورها ) .
اعاد الطاهر وطار توازنه اليساري في هذه المذكرات ، او لنقل بتعبير ادق قد خلق انتصار اليسار في الذاكرة ، لم يحد عن دربه في التربية السياسية اليسارية التي ادبتنا على مبادئ النقد الذاتي ، فلم يتوان عن انتقاد مواقفه على عكس المثقفين البرجوازيين الذين يكتبون مذكراتهم والتي تطالعنا بادوارهم الاسطورية المختلقة ، فمن اجمل المواقف الانتقادية اعترف الطاهر وطار بارتكابه حماقات حضارية في حياته ناتجة عن تخلفه وقتذاك ، وحماقات ثقافية (في الكتابة ) ناتجة عن ضعف التربية السياسية لديه ، مثلا وقت مهاجمته للرئيس التونسي الحبيب بورقيبة . في جريدة الاحرار اذ كان مديرا لتحريرها ، على الرغم من حاجة الجزائر الماسة الى الدعم السياسي ، ويندلق الحس الانساني تجاه العالم والمدن ، فهو يعشق القسطنطينة والبصرة وروما ، وعن التزامه المطلق بالخط اليساري يجيب ، عن خياراته في الكتب التي يود ان يحتفظ بها في حياته يقول ( الام لغوركي حتى لاتبرد العاطفة مع الفقراء وضد الاغنياء ، والعقب الحديدية لجاك لندن حتى لاتضيع معاني القيمة الفائضة ، واللاز روايته هو حتى لايرتكب الشيوعيون نفس الاخطاء التي ارتكبوها ، والمقدمةلابن خلدون ، وتاريخ البربر لابن حزم الاندلسي .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي
- جدل الحرية في ماوراء العقلانية الأمريكية
- نظرة في اسلوب النضال المعاصر- الايكلوجي والديمقراطي
- الكونفدرالية الديمقراطية البديل الحقيقي لستراتيجية الرأسمالي ...
- الى الراحلين محمد رضا القصاب وعبد الحسين خليفة الموت خارج ال ...
- ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي
- فوتوغراف الموت خارج اللعبة(ح1)
- الموت خارج اللعبة - الاعدام والاخرون- ح 2
- الافاقة من تاثيرات الحادي عشر من سبتمبر في قرارات الناخب الا ...
- حكمة العراق : سيناريو مقابل وإمكان وحيد
- دور الأعلام في ترسيخ مفهوم المواطنة
- الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي
- المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقرا ...
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء
- هل يستثمر اليسار العراقي الفرصة السياسية القائمة ؟
- أيام الدراسة أول نص تاريخي عن التملق : ودرس في الفساد الأدار ...
- جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا
- الاعلام والدور الوطني في تفعيل مشروع المصالحة
- ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي
- الديمقراطية ومزايا العصر الحديث


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كامل الدلفي - اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار