أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي














المزيد.....

ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 06:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( قال لاقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين ، لئن بسطت الى يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لا قتلك اني اخاف الله رب العالمين ، اني اريد ان تبوء بأثمي واثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ، فطوعت له نفسه قتل أخيه فاصبح من الخاسرين )
- قرآن كريم - سورة المائدة

من الحكمة ان نسأل انفسنا اين سنجد الديمقراطية ؟ هل هي في متون برامج الاحزاب الحاكمة ام في البيانات القبلية والعرقية او عند ضمائر الافرازات الصاعدة والتي تمثل بقداسة دور الاخ الاكبر الذي لايتوانى ان يصبح اخا ذئبا ؟ فالاحرى لزوم الحيطة فأن انتاج المحتملات واقع في طائلة الممكن ان الجهاز المفاهيمي (المعرفي ) اكثر اجهزتنا عرضة للتلف تحت تأثير الطوارئ لذلك اجد دواعي الحاجة الماسة الى تكرار عمليات الفحص المستمر للمفاهيم المتداولة والمفردات الخطاب النظري ، اذ تواجهنا الصعوبة في الوصول الى تحديد العلة في استقراء المعلول . فالراهنية العراقية شائكة ومعقدة وليس من اليسير الاحاطة بالتفاصيل كافة التي تتعلق بهذا المشهد او ذاك ، الا ان المحور الذي اضفى طابعه على الاحداث دون غيره انما هو (ازمة الحاكمية ) ،فلا حيلة دون الاقتراب الجاد الى معبد الدولة الاسطوري ، الذي سرعان ماينغمس العاملون في السياسة في مياهها اللذيذة ، وعندها تجري عمليات الايض التاريخية والتحول النوعي الباهر .صناعة الحكام فهي الصناعة الوحيدة لدينا التي لم تدمر بنيتها التحتية ولم تخضع لبرنامج الحواسم الفاضح هذه هي صناعة الحاكمين في العراق التي تعني صناعة التحول من الحمل الى الذئب .
ففي تقديري ان ازمة الدولة العراقية القائمة لاتعاني من مشكلة تفكيك بنى السلطة وابتلاع ادواتها وانهيار بناءاتها كما يخيل للنقد السياسي السائد بل ان المشكلة تكمن في الجنون الغريزي الذي تبديه الدولة ضد محاولة دمقرطتها ، فما يجري هو عبارة عن رفض مطلق تمارسه هرمية الدولة ضد فكرة الديمقراطية والتحول الى نظام مؤسسات .
فالتاريخ الطويل للدولة في العراق مازال يمنحنا الصفات المورثة كافة كدولة قائمة منذ 5000 عام ، فهي تسلطية وجبارة وابتلاعية وكاذبة ومخادعة واداة بطش وقهر من دون ان تفقد شيئا من مواصفاتها ، فان مزاجها يتمتع بفعالية الاداء في رفض او قبول أي نسق بحسب تبادله في التأثير معها نفعا او ضرا . الدولة تنظر الى معجزتها في البقاء بنظرة تصاحبها هالة من القداسة والخيلاء وتكاد ان ترى ظواهرها كمسلمات-ثابتة مثل اية ظاهرة طبيعية كدوران الارض وطلوع الشمس صباحا ، ان أي شك في المسلمات البدهية للدولة يجعل لاشعورها الكوني يكور تركيزه الحاد في نقاط الشك وصولا الى ابتلاع مصدر الشك وتدميره .
السؤال الذي يتبادر في جنبات السرد هل ان الدولة تخجل حين تكذب ؟ اعتقد ان الدولة تقتل وتكذب وتسرق وتفعل الموبقات من دون خجل فتلكم خصائصها التاريخية ولاتملك الفكاك عنها فالدولة عبر التاريخ حافظت على ذهنية واحدة ومسار واحد ولايختلف الأمر الا بالشكل والمكان فهي مجتمع فوقي واداة تسلط وعنف مارست عملية زراعة مفاهيم مطلقة اهمها هو ان الانسان دائما بحاجة اليها وخلاصتها هي تنظيم مشترك بين المهيمنين على اداة السلطة ،فاي اعتراض على مهامها التاريخية المشار اليها في اية نقطة ومن أي مصدر يعني الغاء ذلكم المصدر ، وهذا بالضبط التفسير الحقيقي لمشكلة حزب الحل الديمقراطي الكردستاني وقضية اعتقال رئيسه الدكتور فائق محمد كولبي الذي اودع التوقيف بتهمة القتل . ان تلك الممارسة الدولتية مرض قديم ولاباس ان نشير الى الشاعر محمود درويش الذي شخص في احد قصائده وهو يصف معاناة البطل الفلسطيني امام تخرصات دولة الاحتلال ( وضعوه في غرفة الموتى وقالوا انت قاتل ) ويظل الحس الثوري لدى درويش متيقضا اذ يضع الامل الكبير بالحل (لاغرفة التوقيف باقية ولازرد السلاسل ) . اكاد ان اقدر مدى التراجع الكبير للثورة الكردية حين تودع طبيبها ومداوي علاتها في التوقيف بتهمة القتل .
في لقاءات جمعتني بالدكتور فائق كولبي وحوارات فكرية متعددة دارت بيننا احتفظ بها الى الآن ، تمنحني التحديد المنطقي لتفسير مسببات اعتقاله والتي سردت نظريا جوهرها ضمن تناقض خصائص الدولة الا انني اشير الى العامل الاخلاقي الذي لابد من المباشرة في اعادة ترميم ما اعتوره من هدم فالدكتور كولبي هو طبيب الثورة الكردية في صراعها مع الانظمة الدكتاتورية السابقة ردحا من الزمن ، وهو ابن حلبجة التي قال لي عنها (حلبجة احد المآسي الكبيرة التي جرت على شعبنا الكردي فاستشهد فيها اكثر (5000) كوردي ومن ضمنها افراد عائلتي والدتي واخي وزوجته وابن اخي ، وفي نضالات الثورة الكردية مع نظام صدام استشهد والدي واعدم عمي وفي الاقتتال الداخلي بين الفصائل الكردية (اليكتي والبارتي ) استشهد اخي ، فأنا امثل الآم الشعب الكردي لقد كان اخي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وكنت انا في الاتحاد الوطني الكردستاني ، وهو الديمقراطي الذي يشيع ويؤمن باختلاف الرأي في عائلته يقول (في عائلتي هناك حرية ووجود ديمقراطي فزوجتي لديها افكار اخرى وهي تعمل في حزب الاتحاد الوطني وعضو في الجمعية الوطنية وهو السياسي الذي حضر في مؤتمر اربيل للمعارضة العراقية واستطاع ان يطوق الحساسية المفرطة بين العرب والاكراد وقتذاك (ان الشعب العربي لم يقتل شعبنا الكردي انما السلطة والتعصب القومي بين الكرد والعرب فالسلطة كانت تقتل الكردي وتقتل الشيعي والسني وكل عراقي من المختلفين معها ) .بأدب جم علينا ان نتحرك الى منح الامكنة خصائصها الحقيقية ، فليس فائق كولبي من يودع في غرفة المتهمين مع 108 من صنوف المعتقلين ، انه احد النماذج العليا والذوات التي يتطلب وجودها حاجة المجتمع الحضاري والديمقراطي .
حذار ان يفوت الوقت .. واعتذاري الى الدكتور ان لم أكن قد أفه حقه في مقالي هذا .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ومزايا العصر الحديث
- الولادة القيصرية للد يمقراطيةفي العراق و البديل الليبرالي ال ...
- الثقافة والعنف جدلية الخفاء المتبادل
- الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء
- دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة ...
- عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي