أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل الدلفي - الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي















المزيد.....

الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


في عملية تتبع مسارات الراي العام تاريخيا ، نكاد نجزم بان لامرحلة او حقبة زمنية مرت بالبشرية دون ان يكون فيها تمظهرا شكلانيا للمفهوم ، وقد يصل بنا التاريخ الى حقبات ماضوية بعيدة شهدت ولادات حقيقية وبدرجات متفاوتة .
وعليه فأن ليس بميسور احد من الباحثين ان يغمط حق مجموعة بشرية ما بانها قد انتجت رأيها العام بهذا الشأن او سواه وعلى اصعدة شتى .
ومن درجة العمومية تلك ظهر ذلك الاهتمام منقطع النظير من لدن شتى العلوم بموضوعة الرأي العام ، وان دائرة الاهتمام لم ينبر الى تمثيلها علم محدد بعينه بل انها دائرة مشتركات ساهمت فيها علوم مختلفة كالاجتماع والاقتصاد والانثربولوجيا والنفس والسياسة والفلسفة .. الخ . وقد نستدل على الاهمية التي يتمتع بها هذا المفهوم بالكم الواسع من التعريفات التي ظهرت له(وليس للراي العام تعريف واحد يتفق عليه الباحثون والدارسون ، فالجهود التي بذلت لتعريف الرأي العام على وجه الدقة قد أدت الى اكثر من خمسين تعريفا على اعتبار ان الراي العام ليس اسما لشيء واحد بل هو تصنيف لعديد من الاشياء) (1) .
وقد تاثر الباحثون في صياغة تعريفاتهم للراي العام بهذه الدرجة او تلك من مستوى ايمانهم بالعوامل التي تساهم في تشكيل الراي العام فمنهم من ردها الى عوامل واحدة دون غيرها ضمن منهج العامل الواحد ، كأن تكون اقتصادية فحسب كما لدى( كارل ماركس) او دوافع جنسية كما لدى( سيجموند فرويد )، كما ان اخرين اخذوا بمنهج العوامل المتعددة ، ومما لاريب فيه ان لكلا الفريقين أدلة وبراهين وحجج في ذلك .
ولسنا بصدد تقديم أرخنة للمفهوم بقدر ما هي محاولة لتاشير بعض ملامح مستحدثة في المفهوم عراقيا بعد 9 /نيسان/ 2003 ، وذكر بعض من الخصائص ذات العلاقة ، وقبيل الدخول الى ذلك لابد من ايراد تعريفات الاختصاصيين التي وردت في المراجع المهتمة في الموضوع وحسب اهميتها من رؤيتنا ، فقد ذكر فلويد اولبورت تعريفه للاصطلاح وكما يلي: (يعني اصطلاح الراي العام تعبير جميع كبير من الافراد عن ارائهم في موقف معين ، اما من تلقاء انفسهم او بناء على دعوة توجه اليهم ، تعبيرا مؤيدا او معارضا لمسالة معينة او شخص معين او اقتراح ذي اهمية واسعة .. بحيث تكون نسبة المؤيدين او المعارضين في العدد ودرجة اقتناعهم وثباتهم واستمرارهم كافية لاحتمال ممارسة التاثير على اتخاذ اجراء معين بطريق مباشر او غير مباشر تجاه الموضوع الذين هم بصدده ) (2).
ونورد تعريفا اخرا للدكتور مصطفى عبد الله خشيم يذكر فيه مستويين للمعنى وكما يلي(الراي العام عبارة عن وجهات نظر واتجاهات يكونها الافراد تجاه احداث وقضايا محلية ودولية .-الراي العام عبارة عن مشاعر عامة يكونها الافراد والجماعات تجاه احداث وشخصيات سياسية على المستوى المحلي والخارجي) (3) .
وقد اظهرت الدراسات والبحوث اشكال المؤثرات وعوامل التاثير في مساحات الراي العام وخاصة فيما يتعلق في خاصية الثبات والتحول ، وترى تلك البحوث في الظروف البيئية المحيطة محليا ودوليا كمستو اول من عوامل التاثير ، وترى كذلك في نوعة الانظمة السياسية ومالها من درجة في رسم السمة العامة.
فنظرة مقارنة سريعة الى واقع الرأي العام في ظل النظام الدكتاتوري البائد والى واقعه في التجربة الجديدة ، تزودنا تلك النظرة بالكثير من الفروقات والاختلافات في النمط والطابع والمحددات .
دونما شك تحرص طبيعة الدكتاتورية على تمظهر الراي العام بصفة موحدة ، مستخدمة تجاهه شتى اساليب الصناعة التي تجيدها عبر خطابها الشمولي العام ، الذي يتجاوز الواقع التعددي ، وترتكن تلك الانظمة على اعلام جماهيري صارخ يعبر عن نهج قومي وعريض ، وعن سياسة قمعية للراي الاخر ووضع رقابة صارمة لاحتمال بروز اعلام يعبر عنه ، فهنا يمكن الإشارة الى ان ما بعد النظام الدكتاتوري في العراق نستطيع ان نؤشر الى اكثر من راي عام ظهر الى الساحة بسبب السماح بالتعددية وانتهاج الاسلوب الديمقراطي ، الا ان ضعف التدريب الجمعي على السلوك الديمقراطي طبع خصائص المكونات العامة ورأيها العام بطابع واضح وسمات بارزة .
فالانقسام الفئوي وإفراز الهويات الفرعية لايمكن اغفال تاثيراتهما مطلقا في عملية تكوين الاراء العامة التي تسيدت المشهد العراقي ، وقد تم استخدام اقصى الوسائل المتاحة في عملية التكون والنشوء ، سيما وسائل الاعلام كالصحافة والقنوات الفضائية ، الا اننا حين نمعن النظر في الواقع الجديد وضمن وسائل القياس المتبعة للراي العام سنجد بصمات المؤثرات الفئوية بشكل جلي ولايتطلب ذلك عناءا واسعا ، فالانتخابات كواحدة من وسائل القياس العلمية منحتنا امكانية تلمس محاصصة الراي العام لدينا ، وقد تتيح لنا التجربة الجديدة لان نتلمس كافة وسائل القياس العملية فلم يحدث عمليا ان طرحت قضية راي عام كبرى في المشهد العراقي ولم يطرح اي موضوع الى الان على مستوى الاستفتاء العام ، على الرغم من الحديث عن ذلك الامر بخصوص الفيدرالية والاقاليم وقضية كركوك ، وان استفتاء عاما سيحصل بشانها ولانستطيع ان نتجاهل الاستفتاء العام بخصوص الدستور الذي تم اقراره على انها قضية استفتاء ولكنها غير كافية لرسم محددات الراي العام ، وبهذا نعتبر ان الاستفتاء وسيلة قياس مؤجلة على الاقل الى الان في التجربة الراهنة ولربما ستكون هناك عدة تجارب في هذا الصدد .
ولم نلاحظ كثافة لنشاطات جماعات الضغط فضلا عن عدم استكمال تمأسسها او وضوح هوياتها الى درجة اعتمادها في وسائل القياس ، ناهيك عن خلو الشارع العراقي من التظاهرات العامة ، ان ذلك مرهون بطبيعة الحال الى الحداثة النسبية في التجربة السياسية وعمر انفتاح المكونات على فضاء الحرية والتي انبثقت تجاربها في ظروف ما بعد سقوط الدكتاتورية ، هنا لابد من التنويه عن مراحل التنشآة التي يمر بها الراي العام حتى يستقيم الى درجة النضج والوضوح وامكانية التاثير ( ويمر الراي العام الجماهيري بثلاث مراحل لكي يكون مؤثرا وفعالا في عملية تشكيل وتنفيذ السياسة العامة في النظم الديمقراطية ، وهذه المراحل الثلاث هي مرحلة التكوين ، مرحلة التعبير ، ومرحلة التاثير المباشر في السياسة العامة ، لاسيما فيما يتعلق بقضايا الشؤون الداخلية ) (4).
ومن الطبيعي ان نحيل الراي العام المعاصر في العراق الى مرحلة التكوين والنشوء والتمأسس ، وقد تصل بعض مستوياته الى انماط من مرحلة التعبير ولكن ليس في مقدورنا القول بانه داخل في طور التاثير المباشر على المقررات السياسية والاقتصادية والحبانية .
ومن الانسب سرد مايتوفرلنا من امثله في تعضيد الراي ، ومنها تجربة الدكتور ابراهيم الجعفري، اذ لم يستطع الراي العام المؤيد له ان يكون قوة مؤثرة في حسم النزاع الى صالحه ، على الرغم من توافرها ، ويبدو ان الجعفري كان ابان تمسكه بمنصب رئاسة الوزراء في حالة انتظار ومراهنة على الموقف العام لاظهار قوة الحجة التي بين يديه وهي الاستحقاق الانتخابي ، الا ان ذلك لم يفلح في جعل الجعفري يحتفظ بالمنصب ، ان الراي المقابل كان مكشوفا في عدم القبول في تحديد رئاسة الجعفري ، فلم يتنح الجعفري الا موخراً ، ان تفسيري ينحصر بمراهنة الجعفري على دور الراي العام في حسم الامور لصالحه ولكن لم يتم ذلك على الرغم من ظهور بوادره في عدة تظاهرات مؤيدة له في الكاظمية والبصرة وكركوك الا انها لم تكن بالقدرة التي تؤهلها لحسم الموقف .
وهناك امثلة متعددة تتعلق بصحة راينا في ان الراي العام العراقي في مرحلة التكوين ولم يصل الى مرحلة التاثير المباشر ، فينما كان قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية يشكل تطورا خطيرا ضد مصلحة المواطن الا ان ردود الفعل لم تكن بالقدر الكافي الذي يناسب حجم القرار ، وكذلك مواقف الراي العام من قضايا متعددة مثل الكهرباء والخدمات والتعليم والكثير من المواضيع الحساسة وذات الاهمية .
ان النمو التدريجي لمكونات الراي العام سيطرح اشكالا تعبيرية ناضجة ستمهد لنشاطات مختلفة تدعم بالنتيجة معالم التكون وصولا الى مرحلة التاثير المباشر وذلك مرهون بمقدار ارتفاع معدلات الوعي السياسي وانتشار الثقافة المعاصرة وتقبل انساق الفكر الديمقراطي وتعزيز التجارب النضالية والاستفادة من خبرة وتجارب الشعوب والانفتاح على العالم .
مراجع البحث
1 ، 2 : الدكتور احمد بدر (صوت الشعب : دور الراي العام في السياسة العامة ) ص49 ، 60 .
3، 4 : الدكتور مصطفى عبد الله خشيم (موسوعة علم السياسة ) ص193 ، ص195 .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقرا ...
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء
- هل يستثمر اليسار العراقي الفرصة السياسية القائمة ؟
- أيام الدراسة أول نص تاريخي عن التملق : ودرس في الفساد الأدار ...
- جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا
- الاعلام والدور الوطني في تفعيل مشروع المصالحة
- ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي
- الديمقراطية ومزايا العصر الحديث
- الولادة القيصرية للد يمقراطيةفي العراق و البديل الليبرالي ال ...
- الثقافة والعنف جدلية الخفاء المتبادل
- الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء
- دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة ...
- عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل الدلفي - الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي