أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كامل الدلفي - جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا















المزيد.....

جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 05:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اذا ارتأينا دخولاً جدلياً الى سياق الظاهرة العراقية، نجد ان اوليات مايجب ان نشخصه هو منظومة العلاقات الاجتماعية وعمليات ونظم سيرها بالتقدم والتراجع بالثبات والتحول، بالممانعة والانقياد بالرفض والقبول والى آخر الثنائيات الضدية التي تتشابك في مكونات البنية، ولاشك ان هذا المدخل اراني بحاجة اليه للفرز غير الاعتيادي الذي طال القوى السياسية المحركة للمرئية العراقية منذ التغيير الى نتائج انتخابات 15/ ك1/ 2005 ومابعدها وقد يستمر اكثر زمناً من ذلك وكما يبدو للعيان، ان محكمات النتاج العلائقي الاجتماعي ألقت بظلها الثقيل على البرامجية السياسية نهجاً وخطابا وسلوكا، وبذلك يدفعني الامر الى تشخيص هذا الخط البنيوي في المكون السياسي، إذ تحول من فاعل الى مفعول به، الامر الذي احال الوضع السياسي الى مشهد يمتاز بالتعقيد الشديد والتشابك الصعب، والطروحات الماضوية، يقول فرانسيس فوكوياما في التصدع العظيم ص14: (ان فكرة تلاشي المفاهيم والقيم العامة وغير الرسمية، وحلول قوانين ونظم رسمية وعقلانية محلها مع الوقت هي الدعامة الاساسية للنظريات الاجتماعية الحديثة، ان الرابطة التي كانت تربط الناس في مجتمعات ماقبل الحداثة هي رابطة (الوضع الشرعي) فالأب مثلاً مسؤول عن عائلته، والمالك مسؤول عن خدمه...الخ، في علاقة شخصية تتألف من مجموعة متشعبة وغامضة في كثير من الاحيان من الالتزامات المتبادلة ولايستطيع اي شخص ان يدير ظهره لتلك العلاقة بذريعة انها لم ترق له).
لذلك نستطيع ان نشخص مكونات المشهد السياسي العراقي تعيش نمطاً علائقياً كلاسيكياً مستنبطاً او بدرجة ما مستنسخاً عن السلوك الاجتماعي بكافة استطالته الما قبل حداثوية، أي ان الروابط الهرمية والبطريركية على الاخص منها تأخذ بعدها الشرعي بسيادة مطلقة، فالعرش او دائرة مصدر القرار دائماً نجد ترشيحات اشغاله من ذات الانماط المنوه عنها الأب- القائد- المركز- السكرتير- الامين العام وجميع اطياف الكاريزما التي تباشر هيمنتها ومسؤوليتها عن الآخر (الآخر بتمثلاته القاعدية الجماهير- الناس- الاشياع- المريدين وكل مايقع في خانة التبعية اي موقع المادون في التسلسل الهرمي).
في تراتب متكلس، ادى وظيفة تاريخية تجلت في اثقال كاهل المادون بروابط الالتزام المطلق وعدم منحه الفرصة في محاولة ادارة الظهر الى الاوامر والتوجيه او الحيلولة دون تنفيذ مقتضيات تلك العلاقة، ان ذلك الرابط الشديد لايسمح بأية حال من الاحوال للعضو المادون بحرية التصرف او السلوك الانفرادي او امكانية ظهور التغاير في التفكير والخطاب والممارسة، وقد نحتاج الى امثلة للدلالة فأنا استحضر نموذجين مختلفين اولهما السيد مثال الآلوسي والثاني الشيخ جواد الخالصي اللذين شقا عصا الطاعة على اوامر النمط والبنية التي افرزتهما انهما اعطيا تمرداً واضحاً ضد الجذر المنتج لهما وبذا تم تقييمهما في دائرة الانتاج الاولية في مستوى المارقين، ان اي استحداث في هذا المستوى يدخل في خانة الخيانة وقد افرزت تجارب الاحزاب القومية واليسارية في العراق كثيراً من التقييمات المشابهة حول بعض الكوادر التي تغايرت معها في التطلع.
ان السلوكيات الجمعية المتراكمة تتقدم كثيراً على غيرها في رسم محددات الخطاب السياسي لمنظومة العراق السياسية، الى الحد الذي جعل لدينا كما غير مألوف من احزاب وكيانات سياسية يتجاوز عدده اي رقم منافس في المنطقة، ولو ان الحديث يكثر في العديد من المرافق والمفاصل ومن بينها الوسط الاعلامي بان هناك خطة اختزالية لكمية الاحزاب والتيارات والكيانات السياسية، ويلوح المتحدثون بهذا عن دور بارز للولايات المتحدة الامريكية في رسم خطة عمل وبرنامج يعالجان التضخم الحزبي تماشياً مع تجارب الدول الليبرالية الحديثة وربما تخرج المعالجة بحصيلة من 4-10 احزاب على المدى الزمني المتوسط. ان المنطق العام في ضرورة المعالجة يكاد ان يكون صحياً ومطابقاً لمتطلبات التطور الاجتماعي والسياسي، اي صحة التوجه نحو الاختزال الكمي، اما ان يكون الامريكان هم من سوف يسهم جدياً (جزئياً او كلياً) في تنفيذ المهمة فأن هذا يدعوني الى الاستهجان بالمرة من خطل هذه الفكرة غير السديدة، لا لأني انطلق من حسن المواطنة وامانع من التدخل المباشر للأمريكان في الشأن الوطني ان هذا شيء له منزلته في تفكيري ولكن المعطى المنطقي اهم كثيراً في دفاعي وتخطيئي للفكرة، فليس الامريكان سحرة خرافيين يقولوا للشيء كن فيكون، وليس كل ما يشتهوه يتيسر لهم، وقد افصحت الكثير من التجارب الامريكية في العراق عن اخطاء جسيمة وعدم دقة في التقدير وفي مستويات متعددة ومختلفة، بل ان نتائج التطبيق السياسي جاءت في مواقع متعددة مباينة للمزاج الامريكي وتوجهه البرنامجي وفي احايين عديدة متضادة معه مئة بالمئة.
لذلك انا اعول على مجريات التغيير الاجتماعي في العراق، وتحقيق عملية التحديث واحلال عمليات الانتاج الجديدة محل القديمة في ان تكون الكفيلة بأنتاج الانساق الملائمة لبناء التجربة الجديدة التي نروم من ورائها مجتمع حداثوي، لابد اذن من تمزق النسيج الاجتماعي السائد بفعل التقدم التكنولوجي، الذي سيصل العراق مع متطلبات التغيير، ان النهضة التكنيكية إذا قدر لها ان تأخذ مداها لدينا ستفرزنظمها العلائقية بين المكونات، وفي عودة ثانية الى فوكوياما في ذات الكتاب حيث يشير الى ان التصدع الاجتماعي وان حدث فليس مؤشراً خطراً يعني في ضمن مايعنيه انحلال ودمار البنية بل (النظام الاجتماعي الذي يتعرض الى التصدع يعود الى التشكل مرة اخرى، وهناك سبب بسيط يجعلنا نتوقع حدوث ذلك، هو ان الانسان بطبيعته مخلوق اجتماعي تقوده غريزته ودوافعه الاساسية الى خلق وايجاد قواعد اخلاقية تجمع الناس مع بعضهم البعض في مجموعات اجتماعية) ص10 التصدع العظيم- فوكوياما.
ان التصدع لامحال عند حدوث الحداثة التكنيكية وسيؤدي الى تشاكل اجتماعي حداثوي تختفي فيه الانماط السلوكية القديمة، التي افرزت الى السطح مطبات التكتل والتشاكل العرقي والطائفي السائدين في 24 ساعة من اليوم وكذلك اعود الى تعزيز فكرتي عن عدم مقدرة الامريكان في احداث التطور اللازم لبناء عراق حداثوي متمدن ديمقراطي، وقد تطول معي قائمة الاسباب التي اعتمد عليها في تقديري هذا، لكنني اشدد على ظاهرة صعود التأريخ بأجماله الىمستوى السطح، فقد اندفع مرة واحدة وبكل قوته.
لقد شقق كل القشور المانعة (الكبت التاريخي) ليتمكن من الهيمنة على مساحة الحاضر، دافعاً باشكالويته في متناول أيدينا، ان التاريخ المنوم يستيقظ في لازمنيته، ارى هاشماً وأمية، علياً ومعاوية، واضداداً كثيرين حتى سعد بن عبادة يشهد بحقيقة وجلية مقتله ليبرأ الجن الذين اتهموا باطلاً بمصرعه المجهول، لأن التاريخ اعتمد تصريح جنيّ سفيه اعلن مسؤوليته شعراً عن مقتل زعيم الانصار.
من اين لجورج بوش او رامسفيلد او كونداليزا رايس وحتى فوكوياما امكانية الاحاطة الجذرية بهذه المتناقضات المتكلسة؟ ومن ثم الخروج بقراءة متوافقة تنتج حلاً عقلانياً.
التاريخ يتصاعد فينا وبيننا ومن حولنا، والحدث الأم والاصعب في تاريخنا المفتوح على الاختلاف يتسيد المشهد المرئي واللامرئي، السقيفة التي يجهل حقيقة تأثيرها مجمل العقل الاوربي، التي يرى فيها مجرد كونفرانس طارىء وبذا فقد العقل الاوربي امكانية تلمس ادراك المعنى، السقيفة لغويا تقترب او تحايث معنى السقف وعلى علاقة وثقى به والذي يعطي فيما يعطيه من معنى: الغطاء، الستر، الامان واحياناً الملاذ، أنني ارى فيما يجهله العقل الاوربي ان السقيفة تمثل الآن هدوء الهويات وملاذها الآمن، وحجر التشاكل التأريخي لهذه الهويات، وهي مرجعية الانتاج الاولي لها، لااحد يملك القدرة على تقييم السقيفة دون ان يمس احد، تلك شمولية النسق السقيفي التي لو قدر الآن للسقيفة ان تخرج من تاريخنا فأن ذلك سيترك فراغاً هائلاً يصعب ملأه بإرادة فردية او فئوية محضة، او حسب تخطيط جهوي مسبق.
انا على يقين بأن دوائر القرار الاوروامريكي ملزمة بالانكباب على اعادة قراءة تاريخنا، وان عبأ جديد اضيف على كاهلها في مقتضيات الاعادة، في التفسير والادراك والفهم، وقد اكون غير مبالغ اذا قلت او اعلنت عن تأكدي من ان الساحة المعرفية هناك (لديهم) منشغلة تماماً بالتراجم الجديدة للطبري وابن الاثير والمسعودي وجميع منتجاتنا التاريخية، املاً في ايجاد فهم ينتج امكانية مواجهة، ان الغزو العسكرتاري الكبير لدى الولايات المتحدة واوربا لايسمح بأعلان مثل هذه الحقيقة او التقرب منها، وقد تطوي ذلك سرية عالية لاتسمح بالتسريب حتى انجاز المهمة، إلا ان الحقائق تشير ان النتائج والخلاصات ستنعكس على النسق الفكري الاوروامريكي، وقد يظهر قريباً جديد لامألوف في ساحة الغرب الفكرية يتضمن انقسامات وتباعدات في الطرح، قد يسمح لي تقديري للموقف بظهور طائفة مفكرين امريكيين شيعة وآخرين سنة وقد يكون ذلك في مديات ليست بعيدةعن الآن، هذه لعنة العراق الجديدة التي ستمكن من ادخال فايروس التناقض في البنية الفكرية الغربية وليس مستبعداً ان تكون بداية للتفكك الغربي المشار اليه في احاسيس الشرق.
ان الحضور التاريخي لأنساقنا نجح كثيراً في اختراق المنظومة الامريكية للصعوبات الهائلة التي طرحها في طريقها، فضلاً عن منعنا بشدة من التأمرك، بل دفع الامريكان الى التعرقن.
على الرغم من انني لست متأكداً من الاسباب الحقيقية التي جعلت من روجيه غارودي مفكراً اسلامياً مع كل ماذكر منها وحتى على لسانه شخصياً، إلا اني استطيع ان افسر لماذا تمتلك اللحظة الراهنة اسبابها في انقسام العقل الامريكي وامكانية تحول بعضه الى انساقنا الفكرية مستقبلاً.
ان مغامرة احتلالنا رغم امتلاك الولايات المتحدة المقومات المادية والادارية إلا انها لاتمتلك المقومات الذهنية والروحية واقصد عدم حيازتها ممانعة او مقاومة سحر الشرق الازلي.
تلكم هي القراءة المحجوبة عن ذهنية الغرب وان اهرق ما اهرق في الوصول الينا منذ قرون في حملات مختلفة مسلحة وثقافية حتى اعيته الوسيلة.
ان نزهة الوعي في تجربة الاحتلال او نقل التجربة الليبرالية وشرقتنها او عرقنتها قاد العملية الى وعي جبري معاكس، ، وقد تتعاقب المزيد من التجارب في هذا المضمار.
ان حدسي ينصب بأتجاه تشخيص اختلافات غير مرئية تدور في الحيز الامريكي عن الولاية، والنص والتنصيب فيها وجواز اقامة المفضول بوجود الافضل ومرئية الغدير بأجمال وتفصيل ووو وقد تصل الى اختلافات في الوضوء والجمع في الصلوات.
ان جدلية التأثر والتأثير تمتلك غير يسير من الفاعلية والبقاء والديمومة فليس من باب العجب اشارتنا الى ماسوف يحدث في عالم المنهج والفكر الاوروامريكي ذلك دون شك مرده الى امتلاكنا الى الاطروحة الفكرية المتكاملة المخبأة في روح الشرق وثناياه، وعمق الحضارة التي تدفع بأتجاه التاريخ وليس نهايته كما يزعم العقل الليبرالي الاوربي.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام والدور الوطني في تفعيل مشروع المصالحة
- ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي
- الديمقراطية ومزايا العصر الحديث
- الولادة القيصرية للد يمقراطيةفي العراق و البديل الليبرالي ال ...
- الثقافة والعنف جدلية الخفاء المتبادل
- الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء
- دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة ...
- عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كامل الدلفي - جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا