أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي














المزيد.....

ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 09:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان شواهد الواقع لاتترك لنا فرصة الحكم على النوايا ، بل تدفعنا باتجاه اهمال تاثيرها ، فاميركا تخطأ في كل دقيقة في العراق وهناك ثمن مدفوع لهذه الاخطاء من ارواح الابرياء ، فكيف نأتي باليقين على النوايا او توفير القناعات بصحة ادعاء البرامج الخيالية في الشرق الاوسط (ديمقراطية الشرق الاوسط الجديد ) الهدف الاميركي الذي شغل حجما غير حجمه ، فالوسائل المتبعة أضلت الصواب في العراق فانعدمت لديها وسائل التقرب المسؤول عند الضرورة وتلاشت ادوات الخلاص وانبثاق فكرة الانفتاح على الحلول ، وبالعكس انها مارست دور المنتج اليومي للتشنجات والاحتقانات التي تؤذي سلامة الوصول الى الانفراج ، وذلك مرده الى حجم الازمات التي تواجهها اثر هجوماتها المستمرة على الاخرين والذي اجبرها في نهاية المطاف على التغيير البرامجي والتراجع امام الاخر والاعتراف به مرغمة ، وقد يتخيل احدنا هشاشة منظومة الستراتيج التي يعتمد عليها العقل السياسي الحاكم في اميركا الذي دائما ما يهتدي ببوصلته الاستخبارية في تقدير صلاحية او عدم صلاحية هذا النمط من الفعل السياسي او العسكري وقد كشفت احداث كثيرة ضلالة البوصلية الاستخبارية الامريكية في كشف الحقيقة النهائية الخالصة بل لعبت منظومة الاستخبارات دور المورط ومشعل الحرائق وتحديدا ماجرى في العراق بعد سيل من معلومات مظللة ، ان الطرف الامريكي وفي نهاية المطاف في العراق بات منفعلا يخضع لسير الاحداث وليس محركاً ديناميكيا كما يصف ذاته ، فقراءة الموقف الاميركي بهذا المنظار يعمل على مساعدة العراقيين للوصول الى درجة ثقة عالية بالنفس ويهيء فضاءا ارحب للتنفس واعادة هيبة الموقف العراقي . ان العقل السياسي العراقي مطالب بأخذ كل التغيرات في نظر الاعتبار ومنها النتائج الاخيرة لحيرة الطرف الامريكي وتحولاته في البحث عن الخروج من المأزق ، وذلك يمنح العراقيين فرصة التخلص من كليانية الاخر باعتباره مالكا للحل السحري ، ان الجرأة والتحدي ستساعد في انتاج الحلول معطوفة على ممكنات ايجابية ومؤشرات سليمة تظهر هنا وهناك منها مشروع المصالحة وتشخيص خريطة الطريق ، فالعجز في التعبير عن المشتركات خطر يجب معالجته في منظومة السياسة العراقية وكل تأخير في المعالجة يدفع باتجاه ابتعاد نقطة التلاقي فهذه النقطة تمنح العقل السياسي العراقي فرصة الظهور الى السطح دون تخوف من الاخر الذي يعاني أزمة حقيقية تجعله غير كفوء في اعطاء المفيد .
ان العنف اليومي في العراق ليس بعيدا عن مناخات البرامج الدولية وقد يصلح لان يكون أحد المستحضرات والمركبات الفعالة نحو سرعة الوصول الى تطبيق تلك البرامج مثلا ان مركز الابحاث الاستراتيجية الامريكي (ASAM) يطرح بتأييد بعض الاوساط التركية فكرة تهجير اكراد تركيا الى شمال العراق وهذا الامر بحد ذاته يرتبط اجرائيا وعلى المدى البعيد بفكرة تقسيم العراق ويشجع عليها كما ان دولة المعاش التقليدية (ظاهرة استلام الراتب الشهري لحل المشكلات المعيشية ) اضحت إنموذجا سيئا لايلبي حاجات وضرورات الجماهير وكذلك مايتعلق بها من افكار الاحسان القروسطية ، واخر صرعاتها تجلت في اقتراحات مسؤولة في مجلس النواب العراقي عن استثمار الاستقطاعات المقررة من رواتب النواب المتغيبين عن اجتماعات المجلس وتصويرها بانها احدى وسائل معالجة الفقر واحوال الناس ، من الطبيعي ان تظهر تلك الاقتراحات في اجواء لايشغلها عقل سياسي منفتح على برامج التخطيط العلمي والاستراتيجي وطرق التنمية الحقيقية ، فالتفكير بهكذا اسلوب يعد مشينا في دولة نفطية مثل العراق ،ولابد من معرفة قيمة التحولات الحضارية التي يشهدها كوكبنا والتي جعلت من الدولة لاتمتلك الحل النهائي لمشكلات المجتمع ، بل ان المجتمع اكثر ترشيحا لانتاج الحلول ازاء المشكلات التي تواجهه وان عملية تزويق الدولة ودمقرطتها يبقى قاصرا دون دمقرطة المجتمع ذاته ، لذلك ان مقولة تحقيق التحول في المجتمع عبر الاستيلاء على الدولة لاتعكس الحقيقة ابداً .
ان صراعنا اليومي الذي يوصف بالحاد والدموي والجاري بين القوى السائدة انما هو باتجاه السيطرة على مقدرات الدولة العراقية وقد امتاز بخصاص قوموية متشنجة ويحق لنا اعتباره خسارة انسانية كبرى وخيانة بحق وجودنا وحياتنا ويمثل فضيحة اخلاقية امام اعداد الضحايا الذين يسقطون على مذبح المعركة ، اذا ما تلمسنا حقيقة اكيدة اثبتت البراهين صحتها وهي ان دولة الامة اصبحت عاجزة عن ابسط مظاهر التطبيق في المنظور السياسي المعاصر .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوتوغراف الموت خارج اللعبة(ح1)
- الموت خارج اللعبة - الاعدام والاخرون- ح 2
- الافاقة من تاثيرات الحادي عشر من سبتمبر في قرارات الناخب الا ...
- حكمة العراق : سيناريو مقابل وإمكان وحيد
- دور الأعلام في ترسيخ مفهوم المواطنة
- الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي
- المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقرا ...
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء
- هل يستثمر اليسار العراقي الفرصة السياسية القائمة ؟
- أيام الدراسة أول نص تاريخي عن التملق : ودرس في الفساد الأدار ...
- جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا
- الاعلام والدور الوطني في تفعيل مشروع المصالحة
- ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي
- الديمقراطية ومزايا العصر الحديث
- الولادة القيصرية للد يمقراطيةفي العراق و البديل الليبرالي ال ...
- الثقافة والعنف جدلية الخفاء المتبادل
- الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء
- دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة ...
- عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي