أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل الدلفي - مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالتابعية














المزيد.....

مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالتابعية


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:05
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع المدني ضرورة من ضرورات الديمقراطية ورافعة اولى من مقوماتها ويفوق في اهميته شروط اخرى لازمة للتطبيق الديمقراطي ويعتبر طرفا مكملا للدولةليس مناقضا او عدوا او معارضا على طول الخط كما يساء فهمه دائما ويتخوف رجالات السلطة من استكمال مهماته وتنشيطه فان الدور المناط له يمتلك حيويته بسبب من الخاصية المزدوجة التي يمثلها في حمايته للفرد وتامين استقلاليته من ناحية ، وضبط سلوكه من ناحية اخرى .
وفي باب التعريفات التي وردت للمجتمع المدني فانه يمثل الروابط والعلاقات والمؤسسات التي ينتجها الافراد بتطوعيتهم خارج اطار وسيطرة وهيمنة الدولة والمحافظة على استقلالية هذه البنى ، والدولة مجبرة على احترام حدود هذه البني والاعتراف بهوية المجتمع المدني كلازمة مردافة لها والا تنتهي معالم هويتها كدولة وتصبح سلطة وحكومة (حاكم ) فحسب, وغالبا ما نرى ارتباك اسس العلاقة بين الدولة والمجتمع في العراق وعدم وضوح دوائر المسؤولية ووجود خلط ولبس في تحديد الادوار ما ادى ذلك في نهاية المشهد الى هزيمة المجتمع امام قرينته الدولة وعدم تمكنه من الدفاع عن ذاته وهويته وحقوقه ,وصولا الى مؤشر العجز النهائي في عدم القدرة على استبدال مركب الاستبداد (النظام الديكتاتوري ) والاضطرار الى الاستعانة بالعامل الخارجي كعامل حاسم في تغيير نيسان /2003 ,ان هذه المقدمة لاخيار عنها في الدخول الى مناقشة الجانب المالي في عمليتي النشوء والارتقاء الخاصتين بمؤسسات المجتمع المدني والذي اطلق عليه عنوان التمويل ليعبر عن مصدر الثروة التي تستند عليها المؤسسة المدنية في ادارة نشاطها ، وفعالياتها وتحقيق هويتها .لذلك .
لعب التمويل دورا حاسما في توجيه المؤسسات المدينة وتحديد معالم برامجها وفي رسم الانطباعات الشعورية تجاهها وفق صياغات السيطرة والتدخل في شوؤنها وبالتالي وضع سلامة استقلالها على المحك ,وقد تبينت في التجربة القائمة لمؤسساتنا المدينة عدة مصادر تمويلية منها :
1- الجهات الاجنبية : نشطت في الفترة التي اعقبت سقوط النظام على الساحة العراقية منظمات عالمية عديدة تمتلك قدرة دعم البرامج المحلية لمؤسسات المجتمع المدني العراقية وتنوعت اختصاصاتها وبرامجها ، وقدمت في الواقع العياني الكثير من المنح الملموسة وفي مجالات مختلفة ..
لكن الملاحظ في هذا الجانب هو عدم وجود ضوابط لعمل هذه المنظمات في الداخل من ناحية وعدم وضوح طبيعة عمل اغلبها ، ولا حتى مصادر ثروتها ،وهنا يعود الامر الى ضعف مراقبة الدولة العراقية وعدم وضعها شروط صيانة احترازية تجاه منظمات تحوم عليها الشبهات والشكوك خاصة في جوانب غسيل الاموال الاتي من تجارة المخدرات والسلاح ، الخطر الثاني الذي افرز معطياته في العلاقة بين هذه الجهات والناشطين المدنيين العراقيين على الجانب السايكلوجي اذ تحول الناشط المحلي الى فرد ممنوح أي مفعول به نسى خاصية الفاعل وظل يدور على ابواب هذه المنظمات من اجل الحصول على معونة او منحة ، وترك عمله الحقيقي وانتهى به المطاف الى تاجر او سمسار يعرض مصائب شعبه امام ممثلي هذه المنظمات يستدر عطفهم بمنحة ما ، اضافة ان قراءة بالارقام الكبيرة التي منحت لدعم مؤسسات المجتمع المدني في العراق والتي تنشر في دوريات ونشريات المنظمات الدولية تجعل المرء مذهولا عن مقدار الفساد الذي وصلت له الية عمل المنح الدولية في العراق اذ ان الواقع العياني يشير الى عكس ذلك تماما ، وان الامر بحاجة الى اعادة تقييم وتناول قانوني وقضائي اذ اثرى البعض بشكل فاحش ومخيف على حساب قيم ومبادئ المجتمع المدني .
2- الجهات المانحة المحلية
لقد لعبت احزاب المعارضة السابقة والتي ارتقت الى سلم السلطة في الانتخابات دورا في قبض زمام الدولة بين يديها ، ولعبت باتقان تبادل الدور مع الدولة ، فاخذت تؤسس لمؤسسات مجتمع مدني وفق مقاسات ورؤى تراها متناغمة معها ، واغرقت دون وجه قانوني( من خزانة الدولة ) الكثير من الاموال الى مثال تلك المنظمات والتي لاتعدو كونها جناحا تنظيميا لهذا الحزب او ذاك .
ان التمويل يدخل كعامل حاسم في رسم محددات الهوية للمؤسسة المدنية ويعبر عن مدى الاستقلالية او الاختراق او التابعية بحسب قوة التاثير المالي ولابد من ذكر الاسباب التي كان لها دور في جعل الاحتكام على العاملين المذكورين انفا في التمويل من قبل مؤسسات المجتمع المدني ومنها :
1- ضيق مساحة الحركة بسبب ارتفاع مستويات العنف والارهاب وما رافقها من تداعيات وترتيبات تفرض انكماشات في حركة مؤسسات المجتمع المدني في القيام بنشاطات تحقق جدوى اقتصادية مثل حملات جمع التبرع والمهرجانات الخيرية وانشطة مختلفة .
2- تفكيك البنية التحتية للاقتصاد العراقي ومارافقها من نتائج في انتهاء التصنيع الذي اسهم في ضعف نشاط النقابات وانعدام رافد اساسي في دعمها المادي وذلك يصح في تردي التعليم والدراسة ما اضعف نشاطات اتحادات الطلبة وفي الجانب الزراعي ، اتحادات وجمعيات الفلاحين والمزارعين .
3- تعطيل برنامج اعمار العراق وتفشي نسبة البطالة .
4- عدم وجود خطة لتوزيع الثروة النفطية في العراق تؤهل المجتمع المدني لادارة قسم من الثروة العامة ان هذه الاسباب اخذت الكثير من خاصية التطوعية لدى الناشط المدني وجعلته يلتجأ مثلما اسلفنا الى المصادر المذكورة ولايحتكم الى السياق الطبيعي للمؤسسة المدنية والذي يكفل استقلاليتها وانسجامها مع طبيعة التكون والهوية .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبيرعن الرأي... قراءة في ادراك المعنى والسلوك
- اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار
- هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي
- جدل الحرية في ماوراء العقلانية الأمريكية
- نظرة في اسلوب النضال المعاصر- الايكلوجي والديمقراطي
- الكونفدرالية الديمقراطية البديل الحقيقي لستراتيجية الرأسمالي ...
- الى الراحلين محمد رضا القصاب وعبد الحسين خليفة الموت خارج ال ...
- ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي
- فوتوغراف الموت خارج اللعبة(ح1)
- الموت خارج اللعبة - الاعدام والاخرون- ح 2
- الافاقة من تاثيرات الحادي عشر من سبتمبر في قرارات الناخب الا ...
- حكمة العراق : سيناريو مقابل وإمكان وحيد
- دور الأعلام في ترسيخ مفهوم المواطنة
- الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي
- المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقرا ...
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء
- هل يستثمر اليسار العراقي الفرصة السياسية القائمة ؟
- أيام الدراسة أول نص تاريخي عن التملق : ودرس في الفساد الأدار ...
- جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا
- الاعلام والدور الوطني في تفعيل مشروع المصالحة


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل الدلفي - مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالتابعية