أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - قراءة في الازمة التركية العراقية















المزيد.....

قراءة في الازمة التركية العراقية


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان التشابك والارتباط في قضايا المنطقة يترك تأثيراته المباشرة على مجمل دول المنطقة دون استثناء الأمر الذي يوكد الوحدة العضوية للمنطقة وتوافر النواحي المشتركة لشعوب المنطقة، التي تعيش للأسف الشديد اختناقات هائلة وانسدادات مستمرة في محاولات إنتاج الحلول الجذرية لمشكلاتها.
فالمنطقة تعيش اسوا حالات الجمود الفكري والعجز الحضاري فهي لاتستطيع ان تبني مشروعها النهضوي والحداثوي ، وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها في هذا الصدد الا انها مازالت تراوح في نفس المكان قياسا لما احرزته غيرها من مناطق وان مرد ذلك:
اولا- عدم قدرة المنطقة من استغلال نقاط القوة الداخلية الكامنة بشكل امثل وذلك ياتي من عدم معرفتها بنفسها بشكل صحيح ومن عدم معرفة ماهي نقاط القوة الداخلية التي اراها تنحصر فيما يلي:
1- تنوعها الاثني:والذي يشكل مصدرا غنيا للتعددية وبناء الديمقراطية
2- تنوعها الديني يمثل قوة مشابهة في امكانية تحقيق مجتمع ديمقراطي
3- الماضي العريق للمنطقة فلقد كانت قد احتلت موقع الريادة الحضارية منذ سبعة الاف عاما
4- الوحدة الاسلامية للمنطقة تغني وحدة الهوية المشتركة للمنطقة.
ثانيا- عدم ربط هذه الجوانب القوية مع القيم الانسانية المعاصرة
ثالثا- غلق باب الاجتهاد الفكري ادى الى قفل ميادين الوعي وخضوعه الى الديماغوجية بشكل مؤسف.
فدخلت المنطقة قطيعة تامة مع منطق الحضارة وتحولت الى ساحة غزو ( وفي كل مرة يتم رسم مصيرها وقدرها من قبل القوى الخارجية) سيما في القرنين الماضيين اذ عاشت اسوا حالاتها.
فبما ان المنطقةاصبحت مرتعا للاحتلالات فقد ادخلت هذه الاخيرة سمومها وادرانها الى جسد المنطقة وكان اخطر هذه الانتقالات المعدية هو القوموية الذي فكك المنطقة وعرض نسيجها المتماسك ونظام علاقاتها المستقر الى دائرة الصراع والخصام وانهاءالاخر،ان التضاد والتصادم بين المشاريع القوميةهو الذي اجهض قدرة المنطقة على التحول والنهوض ودخلت المنطقة خلافا لثقافتها الاصيلة المتعاونة وخلافالجوهرالاثنيات والاديان قي خط مواجهة فيما بينها واستمر الى الآن بسبب من تسيد المنطق القومي واستمرار سيطرة القوى الخارجية في رسم مصير المنطقة على اسس مصالحها.
فالمشروع الاجنبي سايكس بيكو الذي رسم الحدود الجغرافية للمنطقة اخرج الكرد من دائرة الامتيازات التي منحها لشعوب المنطقة ووزع السكان الاكراد على اربعة اقسام في اربعة دول والعرب لم يكونوا اسعد حظا فقد اصبحوا دولا متعددة ليسهل قيادهم والسيطرة عليهم والحق هذا الاجراء الدولي بتطبيقات عملية لوعد بلفور وانشاء وطن قومي لليهود على حساب فلسطين وكتب على السلام والاستقرار في المنطقة التهديد الدائم للصراع الدامي الذي خاضته شعوب المنطقة على اساس من هذه الاجراءات الدولية الخارجية.
وان يكون رهينا في اطار هذين القضيتين اللتان تواجهان حلولا عسيرة بسبب من التعصب القومي والشوفينية. فاسرائيل ترفض الحوار الديمقراطي مع الفلسطينيين ولا تفك عن سياسة الاستيطان الشيطانية وفي انكار وامحاء حقوق السعب الفلسطيني المشروعة اما الاكراد ظلوا في مواجهة مركبة في الاقسام الاربعة مع النزعات القوموية للترك والفرس والعرب.
فما هو جوهر الازمة القائمة في حدودنا الشمالية؟
ببساطة وجود شعب محروم من حقوقه الاساسية رغم انه يعيش على ارضه منذ الاف السنين)
واليوم تعمل القوى الخارجية باعادة تقسيم المنطقة مرة ثانية والامريكان كقوة محتلة للمنطقة تخطأ يوميا وعلى المنطقة ان تدفع ثمن اخطائها دماءا وثروات وفرصا للاستقرار والوئام.
قد يكون الهدف البعيد لامريكا تحقيق الديمقراطية في المنطقة لكنها تتبع تكتيكات متبدلة يوميا مااربك المنطقة وقواها .
حتى ان هذه الازمةلاتقف القوى الخارجية بعيدة عن اثارتها فامريكا سبب اساس في دفع تركيا الى تصعيد فعاليتها العسكرية الى هذا المستوى اذ حشدت مايقارب المائتي الف مسلحا على الحدود العراقية بحجة القضاء على مقاتلي pkk ، فقد اقدمت اميركا في الفترة الاخيرة على اتخاذ اجرائين يحركان المارد القوموي التركي من قمقمه فالقرار الاول يمس ثوابت الايدلوجيا التركية بادانة الابادة الجماعية للارمن التي قامت بها الدولة العثمانية مطلع القرن الماضي ، ولم يكن ذلك الا من خلال برنامج استمالة ارمينيا ضد روسياوخلق جبهة صراع روسي – ارمني تخدم اميركا في صراعها مع روسيا
اما الثاني فيتعلق بالمنظومة الامنية لتركيا اذ ان قرار الكونغرس الامريكي بالمصادقة على مشروع جوزيف بايدن المتضمن تقسيم العراق الى ثلاث مناطق فيدرالية تشابه الدول المستقلة اعتبرت تركيا هذا الامر تهديدا مباشرا لامنها ووحدتها القومية.
وعقيب ذلك نشا عندها احساس احباطي في امكانية الانضمام الى الاسرة الاوربية لذلك عادت الى هويتها الشرقية بكامل العقد القوموية والضبابية والاستمرار على ايقاع وانغام دول الجوار العراقي تسمح لنفسها في التدخل في العراق كمنطقة رخوة تسمح بالتدخل ووضع الاشتراطات، فلم تكن قضية حزب العمال الكردستاني وليدة اللحظة الراهنة فالمواجهات العسكرية تمتد بينهما الى عام 1984 ، ان الحلف المقدس بين دول الجوار العراقي يسمح وبدون واعز اخلاقي الى صناعة برامج تفكيك واحباط تجربة العراق واثارة الانقسامات في التجربةالعراقية فتركيا تدرك جيدا حين تلجا الى الخيار العسكري او مجرد التلويح به فهي قد استطاعت ان تمرر اسفينا جديدا في النسيج العراقي فبعد الانقسام الطائفي السني الشيعي يضاف الانقسام العرقي عربي – كردي و تركماني – كردي فالموقف العراقي انقسم تجاه هذه القضية اذ نرى مايلي:
اولا- الموقف الشعبي والرسمي الكردي يختلف عنه في الوسط العربي ما يعرض قائمة المشتركات الى التضاؤل ويعرض العملية السياسية الى اهتزازات وان لم تبدو واضحة الآن فانها ستظهر لاحقا فالعقل السياسي العربي في العراق اصبحت له مقولة( ان الاكراد لم يعرفوا عراقيتهم الا وقت الشدة وفي الظروف الصعبة)
ثانيا يبدو ان هناك ارتياحا عربيا باطنيا للتهديد التركي للعراق املا في ان يكبح جماح الاكراد الذين يراهم العرب بانهم ياخذون اكثر من استحقاقاتهم القانونية في البلد بسبب من تحالفاتهم مع الامريكان وظهور اتهامات للاكراد بانهم يخططون لدولتهم الانفصالية.
ثالثا- الاختلاف على جوهر القضية فالحكومة العراقية تردد صدى الخطابات التركية والامريكيةتجاه حزب العمال الكردستاني على انه حزب ارهابي في حين ان الوسط الكردي يرفض اعتبار كذلك وقد ورد ذلك في اعلى المستويات الكردية مثلما صرح به السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان، ومن ناحية اخرى فقد اختلف الموقف الرسمي فبينما صرح الرئيس جلال الطالباني والرئيس البارزاني باستحالة الوصول الى مقاتلي حزب العمال في المناطق الوعرة و اعجز القوات التركية سابقاعن الوصول اليها فكيف تقوم بذلك قوات البيشمركه الكردية وقد حلل القادة الكرد بان الهدف هو خلق صراع كردي – كردي بينما نجد الحكومة العراقية تصرح في مؤتمر دول الجوار في تركيا وعلى لسان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بانهم سيتعقبون مقاتلي العمال الكردستاني وتسليمهم الى تركيا.
اما الانقسام الاخر فيكمن في الخلاف الكردي التركماني وهما جزئان مهمان من النسيج العراقي فقد رافقت طبول الحرب احتقانات مكثفة بين الجانبين وتبادلا اتهامات محورية ومركزية من مثل ان الاكراد جاءوا متاخرين الى المنطقة واطلاق الكثير مما يتعلق بتجربة كركوك هذا من ناحية التركمان اما من ناحية لائحة الاتهام الكردية فقد تضمنت اتهام التركمان بانهم يمثلون رتلا خامسا لتركيا.
الانقسام الثالث هو كردي- كردي اذ ان الازمة دفعت الكثير من التحليلات الكردية على اعتبار ان اكراد تركيا يسببون حرجا كبيرا لاكراد العراق وان تواجدهم يخلق مبررات لتركيا وغيرها للانقضاض على تجربة الاقليم.
واننانرى ان الاسباب الكامنة وراء تطور الاحداث بهذا الشكل:
1- رغبة تركيا افشال تجربة كردستان العراق بشكل خاص والتجربة العراقية بشكل عام
2- ان تركيا تحتفظ بنوايا مبيتة واطماع قديمة في الموصل وكركوك
3- المسالة تعبر عن ازمة داخلية تركية في الصراع بين المؤسسة العسكرية العلمانية وحزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الاسلامية والذي اراد التملق للعسكر في هذه المرحلة.
4- ان الامر يتعلق بنهج تركيا في رسم برنامج للسيطرة على المنطقة تحت هاجس العثمانية الجديدة
5- العداء الشوفيني للاكراد والقوميات الاخرى في تركيا ومنعها من التمتع بحقوقها الاساسية
الاان التعقل والحكمة تقتضيان اذعان تركيا للمنطق الانساني والدولي والتخلي عن الحلول العسكرية للقضية الكرية في تركيا والاعتراف بالحقوق القومية والثقافية للاكراد
وانتهاج اسلوب ديمقراطي عادل ازاء مطاليبه ونبذ سياسة التمييز العرقي والجلوس الى المائدة الدولية مع حزب العمال الكردستاني واعلان حسن النية تجاهه من اجل استقرار السلا م في المنطقة واعلان العفو التام عن المقاتلين الاكراد.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلاك شائكة
- مقاربة حول دور المراة في المصالحة الوطنية
- هل ينبغي ان نرسم المواطنة بريشة الاحتلال?
- ثقوب عراقية - الثقب الثاني لوحات مقلوبة
- ثقوب عراقية الثقب الثالث ثلوج محترقة
- ثقوب عراقية قصص قصيرة جدا
- مركز الان للثقافة الديمقراطية في مؤتمر لمناقشة قانون الصحافة ...
- الامن وبرودةالموقف الاجتماعي في بناء وطن خال من الارهاب
- نحن وحوار الحضارات كشف في حسابات المفهوم
- لماذا يعتقد المثقف العربي بقداسة السياسي العربي ؟
- الحلقة الثانية السبي البابلي المعاكس
- السبي البابلي المعاكس
- مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالت ...
- حرية التعبيرعن الرأي... قراءة في ادراك المعنى والسلوك
- اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار
- هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي
- جدل الحرية في ماوراء العقلانية الأمريكية
- نظرة في اسلوب النضال المعاصر- الايكلوجي والديمقراطي
- الكونفدرالية الديمقراطية البديل الحقيقي لستراتيجية الرأسمالي ...
- الى الراحلين محمد رضا القصاب وعبد الحسين خليفة الموت خارج ال ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - قراءة في الازمة التركية العراقية