أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - على المحك الديمقراطي














المزيد.....

على المحك الديمقراطي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استمعت لوزير الخارجية التونسي وهو يرد، بحدة وعصبية، على مذيعة الأخبار في قناة “فرانس 24”، واصفاً الاحتجاجات الجارية ضد الحكومة الحالية في بلاده بأنها عبارة عن تحركات فوضوية لجماعات يسارية صغيرة وبقايا النظام البائد، لإعاقة الحكومة الشرعية عن أداء مهامها، وازدادت حدة الوزير حين سألته المذيعة عن الفرق بين ما يقوله، وبين ماكان رجال نظام بن علي المخلوع يقولونه عن الاحتجاجات التي كانت تجري ضدهم في الشارع، فهم أيضاً وصفوها بأنها من صنع أقلية يسارية فوضوية .

يتزامن هذا مع حملة احتجاجات واسعة في الوسط الإعلامي في مصر، احتجاجاً على “محاولات الإخوان المسلمين السيطرة على الصحافة ومؤسسات الإعلام المملوكة للشعب”، غداة إعلان مجلس الشورى تعيين رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تحرير جدد لهذه الصحف، فظهرت مساحات بيضاء للتعبير عن احتجاج في عدد من الصحف وكتابها على مساعي حزب الحرية والعدالة الذي يتحدر منه رئيس الجمهورية . الهيمنة على الصحف ووسائل الإعلام، رغم اعتراض نقابة الصحفيين على استمرار العمل بنفس الآليات التي كانت متبعة في عهد حسني مبارك لإدارة الصحف الحكومية، وتطالب قيادات في القنوات التلفزيونية الخاصة والصحف المستقلة والقومية بحماية وسائل الإعلام المملوكة للشعب من الهيمنة، وبضرورة أن تستعيد هذه الوسائل بعد الثورة حريتها واستقلالها التام عن أية سلطة أو جماعة من خلال إنهاء النظام الفاسد الذي فُرض عليها وحولها إلى ملكية خاصة تُستخدم “كأبواق تهليل ودعاية للحزب الحاكم”، خاصة أن “القدر النسبي المتاح من حرية الصحافة والإعلام تم انتزاعه عبر نضال طويل بدأ قبل الثورة، ورسخته شجاعة الصحفيين والإعلاميين خلالها وبعدها” .

علينا هنا تذكر أن صحافيي تونس بدورهم سبق أن احتجوا على قيام رئيس وزراء تونس الجديد بتعيين رؤساء تحرير في التلفزيون الرسمي، معتبرين ذلك خطوة غير ديمقراطية في بلد بالكاد تخلص من نظام حكم استبدادي، ويُشرع في عملية التحول نحو الديمقراطية، أو هكذا يُفترض، وطالبوا الحكومة برفع يدها عن الإعلام، وتماماً كما يُقال في مصر الآن جرى، في تونس، التذكير بعهد الرئيس السابق ابن علي الذي كان يمسك الإعلام بقبضة من حديد، والتحذير من أنه في حال ظل الإعلام صوتاً للحكومة، فإن تونس لن تخرج من المنظومة التي سادت فيها سابقاً .

هناك خشية مبررة من إعادة إنتاج ذات الممارسات غير الديمقراطية للأنظمة التي أسقطتها الانتفاضات الشعبية، وليس الاستحواذ على وسائل الإعلام إلا أحد هذه الممارسات الفاقعة، فأن تقوم حكومة تمثل خطاً أيديولوجياً معيناً بتعيين مسؤولين ومحررين من هذا الخط على رأس الإعلام يعني الاستمرار في “أدلجة” الإعلام وتأميمه، وهو سلوك لا يختلف عن نهج الأنظمة السابقة في الإمساك بمفاصل الدولة ووسائل تكوين الرأي العام، فيما المفروض أن الإعلام العمومي صوت للجميع، ويتيح المجال لكل التيارات، لا أن يكون صوتاً للحكومة فقط . مُنَظر الثورة الجزائرية والمشارك النشط فيها فرانز فانون حذر في حينه: “لن نقوم بهذه الثورة ضد الفرنسيين حتى نستبدل برجال الشرطة الفرنسيين رجالَ الشرطة الجزائريين”، وحري بمن أوصلتهم الثورات العربية إلى السلطة أن يتذكروا بأن شعوبهم لم تقم بهذه الثورات كي تستبدل بأنظمة القمع السابقة أنظمةَ قمع جديدة .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفول السيادة أم تجديدها؟
- للعمال الأجانب حقوق
- رحمة بالعمال الآسيويين
- كلمة د.حسن مدن الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر ...
- يا عقلاء البحرين اتحدوا
- أمريكا والمنطقة العربية
- مجلسنا النيابي والفساد
- هل نستبدل الإستبداد بآخر؟
- الحل في أفق المصالحة الوطنية
- التيار الديمقراطي مدعو لإجراء مراجعة نقدية.. وألاّ يدير ظهره ...
- يوم أُستشهد هاشم
- السِنة أيضاً يريدون الإصلاح
- سقوط الجمهوريات الوراثية
- سايكولوجيا السلطة
- ارفع رأسك يا أخي
- نحن أيضاً نتغير
- الظاهرة القذافية
- المخرج الوطني
- البحرين وطن بجناحين
- فرصة تاريخية مؤاتية


المزيد.....




- إنه أسلوب تنقل شائع في أوروبا وآسيا.. لكن هل يحظى السفر بالق ...
- فوق الإعصار -إيرين-.. صائدو أعاصير يصورون مشاهد مهيبة
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة -بنى تحتية للطاقة- في اليمن
- -نايت أولوايز كامز-: كيف تحصل على 25 ألف دولار قبل بزوغ الشم ...
- قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا ينظمون مؤتمرا لمناقشة خطة ترام ...
- ترامب يسلم بوتين رسالة من زوجته ميلانيا خلال قمة ألاسكا
- 3 ولايات يقودها جمهوريون تستعد لنشر قوات حرس وطني بالعاصمة و ...
- تقدم للجيش الأوكراني على جبهة سومي
- هل يعود الجيش الأميركي لاحتلال بنما؟ إجابات من داخل قواعده ا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - على المحك الديمقراطي