أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - فرصة تاريخية مؤاتية














المزيد.....

فرصة تاريخية مؤاتية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنشأ الآن فرصة مؤاتية في العالم العربي لتصحيح العلاقة بين الحكومات والشعوب، قد تكون الفرصة الأخيرة لتفادي انفجارات قادمة، على الطريقتين التونسية والمصرية، إذا ما أحسن الماسكون بالقرار التصرف، ولم يتعاطوا مع الموضوع على الطريقة التقليدية التي ألفناها، وهي احناء الرأس أمام العاصفة حتى تمر، ومن ثم العودة إلى النهج إياه، وربما بغطرسة أشد.
جيد أن تجري بعض الاستجابات للاحتياجات المعيشية للمواطنين، وجيد أن تُقال حكومة هنا أو هناك، وتشكل حكومات جديدة، من أجل امتصاص نقمة الشعوب على وجوه اقترنت بالفساد، ولكن إذا ظلَّ الأمر في حدود المسكنات، التي تعطى على طريقة حقن التهدئة أو حبات البندول، أو في إطار استبدال وجوه بأخرى، دون المساس بـ « السيستم»، الموُلد للفساد والبيروقراطية والقمع، فان الأمر لن يعدو كونه ترحيلاً للأزمات، لا حلها، ولسنا واثقين أن هناك متسعاً لمزيد من الوقت لمثل هذا الترحيل.
نعم هناك وجوه لم تعد تحظى بقبول الناس منذ أمد طويل، لذا يجري استقبال استبدالها بأخرى جديدة بترحيب، ولكن المشكلة ليست في الوجوه وحدها، على أهمية ذلك، وإنما في منظومة شاملة من التشريعات والبنى الدستورية وفي السياسات الاقتصادية وفي شكل آليات الرقابة الشعبية والبرلمانية على أداء الحكومات، لا بل وفي طبيعة النظرة للشعوب: أهم مواطنون لهم كامل الحق في اقتسام الثروة والسلطة، أم أنهم مجرد رعايا، عليهم القبول بما يمنح لهم.
هذه المنظومات المتكاملة، بالطريقة القائمة بها، حاضنة جيدة لإعادة إنتاج الفساد والوجوه الفاسدة، فالمسألة تكمن في بناء مشروع الدولة الحديثة التي تؤمن آليات الرقابة الفعالة على طريقة إدارة المال العام، وضمان حقوق الناس، وهذا لن يتأمن إلا من خلال شراكة سياسية فعلية، تراعي ما في المجتمعات العربية من تنوع وتعدد اجتماعي وسياسي، فليس المطلوب استبدال هيمنة معينة بهيمنة جديدة، وإنما تفعيل الآليات التي تتيح للناس أن تجدد خياراتها في من يمثلها، وبما يحافظ على بنية الدول واستقرارها، باعتبارها منجزاً وطنياً، عصرياً، لا يصح التفريط به، ودفع المجتمعات نحو الفوضى أو الخراب.
يجب ألا تمر هذه المرحلة التاريخية السانحة دون استثمارها من أجل اصلاح أحوال المجتمعات اصلاحاً جدياً، وإزالة بواعث الاحتقانات الاجتماعية والسياسية، عبر بلوغ تسويات تاريخية، تعيد صوغ العلاقة بين الحكام والشعوب، وهذه ليست مهمة مستحيلة، ولكنها تتطلب شجاعة القدرة على تقديم تنازلات مهمة من قبل الحكومات، بالتخلي عن امتيازات تشكلت خارج القانون، ولا يمكن للقانون أن يحميها أصلاً.
لم تعد المسألة اليوم مسألة داخلية خاصة بهذا المجتمع أو ذاك، بهذه الدولة أو تلك، فأعين العالم، بعد الزلازل الاجتماعية الكبرى في تونس ومصر وربما في سواهما من البلدان، مصوبة نحو عالمنا العربي، وعلينا أن نقرأ بجدية تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية الأخيرة التي حذرت فيها الحكومات العربية من أن لا تعتبر نفسها بمنجاة من موجة التغيير التي تجتاح المنطقة.
لم يفت الوقت بعد للقيام بذلك، والشجاعة اليوم ليست مطلوبة من الشعوب، فهذه أثبتت انه لا تنقصها الشجاعة، وإنما المطلوب من الحكومات أن تظهر هذه الشجاعة في ألا تتأخر في الإقدام على المطلوب منها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعبئة ال «فيسبوك» وما في حُكمه
- بين مانديلا والرؤساء العرب
- انتصر الشعب ولم يسقط النظام
- نبوءة أبي القاسم الشابي
- تفريغ العالم العربي من مسيحييه
- طفولة للموت
- السودان بدون جنوب
- نشرات الجمعيات السياسية
- مديح القرن العشرين
- لا يصح الإصلاح بدون حداثة
- الغبار وقد انجلى
- سلبيات نظامنا الانتخابي
- ابدأ حكايتك من «ثانياً»
- النظر إلى دماغنا مُفَككاً
- انشطارات الطبقة الوسطى
- فاطمة سلمان في «التقدمي»
- المراجعة المطلوبة
- من المحرق أتى التغيير
- الانتخابات وتداعياتها – 4
- الانتخابات وتداعياتها - 3


المزيد.....




- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-
- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - فرصة تاريخية مؤاتية