أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - بين مانديلا والرؤساء العرب














المزيد.....

بين مانديلا والرؤساء العرب


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أنجُ بنفسي وأنا أقرأ ما نُشر عن الوضع الصحي للزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا من حُرقة المقارنة بين سلوك هذا الزعيم الاستثنائي وبين سلوك رؤساء الجمهوريات في عالمنا العربي .
على طول سنوات السجن المؤبد التي قضاها مانديلا، فإن مدة حكم بعض رؤساء الجمهوريات عندنا قد فاقتها عددا، وحين خرج من الأسر لينجز الفصل الأخير من مسيرة تحرير بلاده من عار العنصرية، انتخب رئيسا للجمهورية بإجماع شعبي قلّ نظيره .
ولكن عند انتهاء الأمد الدستوري لولايته أصر على ألا يترشح ثانية، مع أنه كان يملك من التفويض الشعبي ما يجعل منه رئيسا لبلاده مدى الحياة، فهو بالنسبة لشعب جنوب افريقيا ليس مجرد زعيم، إنما هو رمز لملحمة النضال العنيد من أجل الحرية، التي كان هو على رأسها دافعا، في سبيل ذلك، الضريبة الباهظة من حريته وسعادته.
لكنه في مسألة العلاقة مع السلطة أعطى القدوة الرائعة ذاتها التي أعطاها بسنوات سجنه الطويلة، حين غادر منصبه بإرادته الحرة، ليظل ضميرا ليس لشعبه فقط، إنما لكل المناضلين من أجل الحرية والتواقين إليها في العالم كله .
لنقارن سلوك مانديلا بسلوك رؤساء الجمهوريات في عالمنا العربي، الذين يُعدّلون الدساتير مرة ومثنى وثلاث ورباع حتى يضمنوا بقاءهم في مناصبهم، لا أطول مدة ممكنة فحسب، وإنما مدى الحياة، مهيئين لورثتهم الطريق بعدهم ليصبحوا الرؤساء القادمين .
ويضع هؤلاء شعوبهم أمام محك ما بعده محك، ولسان الحال يقول: أتحسبون حكم البلدان مزحة، فلو تركنا الحكم ستخرب البلدان ويضيع مستقبلها، كأن الأمهات في دنيا العرب كففن عن إنجاب الأذكياء ممن يمتلكون الاستعداد لأن يكونوا قادة لأوطانهم ومجتمعاتهم .
وينخرط في ترويج هذا التحدي ثلة من المنتفعين والمبخرين والمخبرين أيضا، الذين لا يردهم رادع أخلاقي عن تزييف الوعي وبث الأوهام في الأذهان لترويض الناس على قبول ما لا تقبله الفطرة السوية .
لماذا لا يكتفي رؤساء جمهورياتنا العتيدة بما هو معمول به في بلدان العالم المتحضر، فلا يمكث الواحد منهم في الحكم أكثر من دورة انتخابية أو دورتين إذا قدر له الفوز في الثانية، ليغادر قصر الرئاسة مُعززا مُكرما، ينصرف بعدها لكتابة مذكراته وإلقاء المحاضرات وتقديم الاستشارات وقضاء أوقات لطيفة مع أحفاده على نحو ما يفعل ساسة العالم؟
كم من الدماء والآلام والخراب والخيبات كانوا سيوفرونها لو فعلوا ذلك؟



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصر الشعب ولم يسقط النظام
- نبوءة أبي القاسم الشابي
- تفريغ العالم العربي من مسيحييه
- طفولة للموت
- السودان بدون جنوب
- نشرات الجمعيات السياسية
- مديح القرن العشرين
- لا يصح الإصلاح بدون حداثة
- الغبار وقد انجلى
- سلبيات نظامنا الانتخابي
- ابدأ حكايتك من «ثانياً»
- النظر إلى دماغنا مُفَككاً
- انشطارات الطبقة الوسطى
- فاطمة سلمان في «التقدمي»
- المراجعة المطلوبة
- من المحرق أتى التغيير
- الانتخابات وتداعياتها – 4
- الانتخابات وتداعياتها - 3
- الانتخابات وتداعياتها – 2 & 1
- حبل الكذب قصير


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - بين مانديلا والرؤساء العرب