الاستغلال الجنسي للاطفال

امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية
(Amrhar Mohamed)

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 09:03
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

ما المقصود بالاستغلال الجنسي للطفل؟
ان الحديث عن الاستغلال الجنسي للاطفال يتطلب التعريف القانوني للطفل اولا، لذلك وبالرجوع الى الاطار القانوني المحدد لمفهوم الطفل نجد ان المشرع المغربي يتماشى مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان والتي تعرف الطفل في المادة1 من الاتفاقية الدولية لحماية الطفل علىانه كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشر مالم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.
والمشرع المغربي اعتبر بدوره ان الطفل هو الذي لم يبلغ سن الرشد أي ثمانية عشر سنة كاملة طبقا للفصل 209 من مدونة الاسرة التي تنص على ان سن الرشد القانوني هو18 سنة شمسية كاملة.
لذلك فالحديث عن الطفل هو حديث عن الانسان ذكرا كان او انثى الذي لم يتجاوز سن الرشد القانوني.
وتعد قضية الاستغلال الجنسي للاطفال واحدة من اهم القضايا التي طرحت على اجندة الفاعلين الحقوقيين وخاصة المهتمين بحقوق الطفل الشئ الذي ادى الى احداث العديد من المراكز والجمعيات المدنية بهدف التصدي والحد من الظاهرة.
كثر الحديث عن الاستغلال الجنسي للاطفال فماهي الاسباب التي ادت الى انتشار هذه الظاهرة؟
اظن ان الاستغلال الجنسي للاطفال لا يعتبر ظاهرة جديدة في المجتمعات الانسانية، غير ان الجديد في الظاهرة هو وعي المجتمع الانساني بخطورتها على الاطفال باعتبارهم مستقبل البشرية.
لذلك فان النقاش داخل المجتمع المدني الوطني والدولي بخصوص هذه الظاهرة هو الذي دفع الى طرح وسائل معالجة هذه الظاهرة من اجل القضاء عليها.
ومن اسباب الظاهرة نجد العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، كذلك من اهمها الفقر والتفكك الاسري والانحراف الجنسي المرضي وانعدام التربية والسياحة الجنسية.
مع العلم ان هناك شكلين من اشكال الاعتداءات الجنسية على الاطفال فهناك الاستغلال الجنسي الذي يقع خارج الاسرة ويكون المعتدي اجنبي عن الضحية، وهناك الاستغلال الجنسي الذي يقع على الطفل داخل الاسرة نفسها ويكون المستغل احد اقارب الطفل الضحية.
ما هو الإطار القانوني الدولي الذي يمنع استغلال الأطفال جنسيا؟
تعتبر اتفاقية حماية الطفل لسنة 1989الاطار القانوني الدولي الذي صاغ مجموعة من المبادئ والقواعد التي تحمي الاطفال وتمنع استغلالهم جنسيا، بحيث تنص المادة 34 من الاتفاقية على ان الدول الاطراف تتعهد بحماية الطفل من جميع اشكال الاستغلال الجنسي والانتهاك الجنسي،ولهذه الاغراض تتخذ الدول الاطراف بوجه خاص جميع التدابير الملائمة الوطنية والثنائية والمتعددة الاطراف لمنع،
أ ) حمل او اكراه الطفل على تعاطي أي نشاط جنسي غير مشروع.
ب) الاستخدام الاستغلالي للاطفال في الدعارة او غيرها من الممارسات الجنسية غير المشروعة.
ج) الاستخدام الاستغلالي للاطفال في العروض والمواد الداعرة
ما هي التدابير الزجرية المتخذة من طرف القانون الوطني لحماية الاطفال من الاستغلال الجنسي ؟
نص القانون الجنائي المغربي على مجموعة من العقوبات والتدابير بهدف حماية الاطفال من الاستغلال الجنسي والدعارة بصفة عامة.
وهكذا نصت المادة 484 من القانون الجنائي المغربي علىان من هتك بدون عنف او حاول هتك عرض قاصر سواء كان ذكرا او انثى فانه يعاقب بالحبس من سنتين الى خمس سنوات مع العلم ان من هتك اوحاول هتك عرض قاصر مع استعمال العنف فان الفعل يصبح جناية معاقب عنها بالسجن من عشر الى عشرين سنة.
و الاكثر من هذا فان المادة 497من القانون الجنائي تعاقب حتى على المساعدة والتحريض على الدعارة بالنسبة للاطفال حيث تنص المادة بالحرف على ان من حرض او شجع او سهل الدعارة او الفجور للقاصرين من الفتيات او الفتيان دون الثامنة عشر بصفة معتادة او بصفة عرضية بحيث يعاقب بالحبس من سنتين الى خمس سنوات وغرامة من مائتين الى خمسة آلاف درهم.
هل هناك اطارات قانونية اخرى تهدف الى الحد من ظاهرة الاستغلال الجنسي للاطفال؟
اظن ان الاطار الحقيقي المؤدي للحد من الاستغلال الجنسي للاطفال يتجلى في التنشئة الاسرية، ذلك ان الاطفال يعتبرون عنصرا اساسيا من العناصر المكونة للاسرة. وفي هذا الاطار اولتهم مدونة الاسرة عناية خاصة بأن أفردت لهم مادة خاصة هي المادة 54 التي تتحدث عن حقوقهم الواجب القيام بها من طرف ابويهما او الحاضنة والنائب الشرعي في حالة وفاة احد الزوجين هذه المادة التي استوحت مقتضياتها من النصوص الشرعية والقوانين والمواثيق الدولية ومنها اجتناب العنف بكافة اشكاله والمفضي الى الاضرار بالطفل.

#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل