أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - الاحزاب المغربية والمشاركة السياسية















المزيد.....

الاحزاب المغربية والمشاركة السياسية


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطرح ككل مرة يكون فيها المغرب مقبل على الانتخابات التشريعية العديد من التساؤلات المرتبطة بالديمقراطية والمشاركة السياسية والممارسة الانتخابية وطبيعة التشكيلة السياسية التي ستشخص المسرح السياسي داخل قبة البرلمان المقبل .وهذه التساؤلات مرتبطة كذلك بالسلوك الانتخابي للنخبة السياسية المغربية وعلاقته بالقوانين والمراسيم والقرارات المتحكمة في العملية الانتخابية من قوانين تنظيمية لمجلس النواب, والتقطيع الانتخابي وشروط إشراك الشباب والنساء وغيرها.و لكن يبقى التساؤل الإشكالي الحقيقي المطروح على النظام السياسي هو المرتبط بقياس درجة الحراك الاجتماعي والسياسي المؤدي للخروج من مأزق الدولة التقليدانية القائمة على تكريس إعادة إنتاج نفس الوجوه ونفس النخبة البرلمانية لفائدة انفتاح حقيقي على كل مكونات المجتمع المغربي .
إن جمود البنيات التنظيمية الحزبية المغربية القائمة على الانقسامية من جهة والزبونية من جهة أخرى آدت إلى خلاصة مفادها أن الحزب السياسي المغربي لايسمح للفرد المواطن بتحقيق طموح سياسي داخله دلك أن مرتبة الأعضاء الحزبية تتحدد وقت الانخراط, حيث ينخرط العضو في الحزب إما كقيادي أوكمنا ضل قاعدي دون أن يستطيع من يوجد في القواعد السفلى للحزب التسلق يوما إلى الأجهزة القيادية, ولعل ما يدعم هذا الجمود الحزبي ومقاومته للتغيير هو قيامه على علاقات شخصية مبنية على القرابة أو المصالح وقد ذهب احد القياديين الحزبيين إلى القول انه من الصعب تجديد النخب في الوقت الراهن لان الظرفية تقتضي التكتل وخوض غمار المنافسة الإنتخابية بما يلزم من الانسجام والقوة ,على أن يرجى النقاش حول تجديد النخب إلى ما بعد الانتخابات أي إلى أن يتم توزيع المناصب السياسية المقبلة.
إن مايهم القيادات الحزبية هو التوافق على توزيع المقاعد البرلمانية والحكومية والمناصب العامة وهو ما يجعل من الأحزاب المغربية وبامتياز جماعات مصالح , ذلك أن المصلحة بمعناها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي هي التي تحدد طبيعة المرشحين في الانتخابات من طرف الأحزاب ,وفي هذا الإطار فان رصد الخريطة الانتخابية يمكن أن يظهر و بشكل جلي المصالح السوسيو-اقتصادية التي تتمحور حولها المواقف الحزبية في اختيارها للمرشحين, وفي هذا الإطار كان الباحث الأمريكي جون واثر بوري قد أشار في مؤلفه الشهير إلى أن تبني القيادات الحزبية المغربية للمقولات الإيديولوجية تبقى مجرد شعارات , دلك أن السلوك السياسي للنخبة الحزبية غالبا ما لايثاثر بهذا الاعتقاد إذ أن الحزب الزبوني - المصلحي بقي احد ثوابت الحياة السياسية المغربية ومثل هذا الحزب لايقوم على أساس إيديولوجي أو فكري بل يقوم بالأساس على مصالح مشتركة والتزامات متبادلة , وهذا ما يوضح أن الأحزاب البرلمانية المغربية وعلى اختلاف شعاراتها و لحد الآن على الأقل لاتعدو أن تكون أدوات لضمان وبشكل ضيق تعددية سياسية شكلية .
لدلك فان التساؤل المطروح مع الدستور الجديد والقوانين المنبثقة عنه هو هل ستؤدي بالفعل هذه النصوص في النهاية إلى الهدف الاسمي المنشود والمتمثل في ضمان حق كل فرد- مواطن أو جماعة اجتماعية مغربية في المشاركة في تدبير الشؤون العامة للبلاد؟. وهو الحق المنصوص عليه في المادة 21من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والنصوص المقابلة له في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
إن التمثيل السياسي يعتبر إحدى الخطوات الأساسية والحاسمة في تأميم السلطة السياسية وقد شكلت الانتخابات القناة الرئيسية التي يمكن من خلالها توسيع قاعدة الحكم وجعل هذا الأخير ملكا مشاعا بين اكبر عدد ممكن من المواطنين وبالتالي فان مناط وجود الأحزاب السياسية كان ولازال رهين بالمشاركة الفعلية للمواطنين في عملية تداول السلطة السياسية, بحيث إن الأحزاب السياسية لايمكن أن توجد إذا لم يكن الأفراد المواطنين مشتركين في تسيير الشيء العام .
والانتخابات أداة توضح أن السلطة السياسية لم تعد مقتصرة على بعض الأفراد أو بعض الجماعات, و هي أداة توضح من جهة أخرى أن كل فرد يمتلك نظريا على الأقل جزءا من هذه السلطة التي تمارس الحكم والعزوف عن المشاركة في الانتخابات معناه أن السلطة السياسية لن تمارس كاملة, ومقدار العزوف يحدد وجودا وعدما مقدار شرعية السلطة من جهة, ومشروعية قراراتها من جهة أخرى .
لذلك فإن ضمان المشاركة في الانتخابات المقبلة لن يتم إلى بتكريس روح المواطنة والديمقراطية داخل التنظيمات الحزبية بحيث تعتبر الديمقراطية, والمسؤولية الأساس الذي ينبغي أن تبنى عليه قوة الحزب وفعاليته, و هذه المسؤولية على حد قول المرحوم الأستاذ عبد الله إبراهيم إذا مارستها القاعدة الحزبية بروح الشغب سقطت جماهير الحزب في الفوضى ,وإذا مارستها القيادة بغش وزبونية سقط الحزب في الاستبداد والمبادرات الفردية والفئوية المضرة بسير النضال الديمقراطي , وتقتضي الديمقراطية, والمسؤولية أن تمارس القاعدة رقابتها بشكل نظامي على القمة وان تستوحي القمة قراراتها, وإرشاداتها, واختياراتها, وتحديد مرشحها في الانتخابات من القاعدة عن طريق بنيات منظمة تلعب دور المحرك الناقل بين الجانبين , وهذا ما سيؤدي إلى القضاء على البنيات التقليدية وبنيات جماعات المصالح داخل الأحزاب المغربية التي آدت إلى خلق جماعات اجتماعية مضادة ساخطة على الوضع السياسي- لانعدام شروط الحراك السياسي داخل التنظيمات السياسية الحزبية, وانعدام شروط إنشاء أحزاب ممثلة للجماعات الساخطة على الوضع- الشيء الذي أدى إلى بروز الأزمة السياسية الحالية.
إن الإيمان الحقيقي بالتعددية السياسية التي تعتبر مرآة للتعددية المجتمعية سيؤدي إلى القضاء على احتكار السلطة من طرف جماعة اجتماعية بعينها واشراك المواطن الفرد المنتمي آو الغير المنتمي في اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيره عن طريق فتح باب المشاركة السياسية الحقيقية و عكس ذلك سيؤدي لامحالة إلى تكريس استمرار انفراد جماعة معينة - أيا كان توجهها الاجتماعي آو السياسي وأي كان سند شرعيتها - باحتكار السلطة السياسية والانفراد بإتخاد القرارات الشيء الذي سيؤدي إلى استمرار إصابة حركة الفعل السياسي المغربي بالتحجر والجمود والعجز عن المواجهة الحقيقية لتغيرات الواقع الاجتماعي الديناميكية وتساؤلاته الحقيقية ذلك أن المجتمع تطور لدرجة أصبح معها مجتمعا افتراضيا فيما الحياة السياسية لم تعرف تطورا كبيرا بل ظلت تتشبت بهياكل وممارسات عتيقة ترسخت كبنيات ذهنية وتمثلات لبناء العلاقات السياسية والاجتماعية بالمعنى السلطوي أو الزبوني السلبي .
الداراليضاء في 29/08/2011



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون التنظيمي للغة الامازيغية
- الاطفال ضحايا الشعودة
- الجريمة والاعلام
- المحكمة الدستورية في مشروع الدستور ومراقبة القوانين
- التحجير
- الامازيغية في مذكرات الاحزاب المغربية
- الحصانة البرلمانية
- اشتراط الفائدة
- المجلس الدستوري المغربي ودستورية القوانين
- إضاءات حول المساطير المتعلقة باصلاح او تغيير الاسم العائلي ا ...
- الامازيغية بين اللغة الوطنية واللغة الرسمية
- اللغة الأمازيغية والمسألة الثقافية بالمغرب
- الرهان بالمغرب
- الائتمان بين الواقع والقانون
- الإسم الشخصي و البعد الهوياتي و التساؤل القانوني
- تعدد الزوجات بين الواقع و القانون
- التعريب بين اللغة الوطنية وتكريس نخبوية التعليم:
- سندات الاقامة بالمغرب وشروط الحصول عليها
- الاطار القانوني لدخول الاجانب الى المملكة المغربية
- الحدود القانونية للتعامل مع الاقامة الغير المشروعة بالمغرب


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - الاحزاب المغربية والمشاركة السياسية