أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - تشومسكي: تأملات في الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية 3















المزيد.....

تشومسكي: تأملات في الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية 3


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشومسكي : تأملات في الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية ـ3
3ـ أميركا توافق على ضم الأرض وحشر الفلسطينيين في معازل

في محيطنا ، نحن الذين انشغلنا بمناهضة حرب فيتنام لم نعبأ بالاحتلال ؛ لم نر في الاحتلال واقعا مستداما . ولو أتيح الدخول إلى محاضر جلسات مجلس وزراء إسرائيل في ذلك الحين لبدا الأمر وكأنهم ينوون الانسحاب. وحتى عام 1971 كان موقف الخارجية الأميركية أن على إسرائيل الانسحاب من المناطق المحتلة مع إدخال "تعديلات بسيطة وطبيعية" على خطوط وقف النار. في بداية السبعينات فتحت الطريق للخيار الفيدرالي. كان ثمة طريق أخر ، الضغط على إسرائيل من اجل إقامة فيدرالية بفلسطين؛ لكن تغيرا نوعيا حدث بعد ذلكز
علاقة أميركا بإسرائيل حققت قفزة بعد انتصار إسرائيل العسكري عام1967، والذي اعتبرته النخبة الأميركية على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة. انتصار إسرائيل في حرب حزيران مس عصبا حساسا لدى المثقفين اللبراليين في الولايات المتحدة فرحبوا به كثيرا ؛ نزل هبة من الرب، لأنه في نهاية المطاف جاء مَن أبلغ العالم كيف ينبغي التعامل مع محدثي النعمة في العالم الثالث... فجأة تولد حب غامر لدى المثقفين تجاه إسرائيل ، وبات أشخاص محايدون إزاء الصهيونية من قبل، أمثال اللبراليين نورمان بودهوريتز وإيرفينغ هاو صهاينة متعصبين بعد 1967. ويعود هذا جزئيا إلى كون التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي قد ازداد متانة ، بحيث غدا ممكنا أن تدعم الحكومة الأميركية وتبدو في موقف إنساني في نفس الوقت. بمقدورك دعم العنف والإرهاب وتظل نبيلا وإنسانيا تدافع عن اليهود ضد اللاسامية وإبادة الجنس.
لتجنب الانسحاب استحضرت إسرائيل، بعد عام 1967، حدثا هام جدا: برزت من جديد حكاية المحرقة ، وباتت قضية تشغل الرأي العام . بعد 1967 ، وخاصة بعد 1973 أقيم متحف للمحرقة في كل مدينة ؛ وأدخلت المحرقة في برامج الدراسة . بالطبع عرف الناس بأمرها من قبل ؛ لكنها لم تكن قضية عامة . تجنبها اليهود في أمريكا وودوا الاندماج بالمجتمع الأميركي وتحسين العلاقات مع ألمانيا. لم تعد إسرائيل تهمنا كثيرا ، ولننس كل هذه الأمور.
المحررون من معسكرات الاعتقال بقوا داخل معسكرات لا تختلف عن سابقاتها ضمن ظروف مزرية، ماعدا غياب غرف الغاز. عهد إلى مبعوثي الحركة الصهيونية مهمة الإشراف على نزلاء معسكرات الاعتقال، ونعرف الآن ما لم يعرف في حينه ، وهو أن المبعوثين نظموا إرسال المقتدرين إلى فلسطين؛ ويعني ذلك أن يكونوا طعاما للمدافع.
فجأة غدا إحياء ذكرى المحرقة موضوع النظام الثقافي بأجمعه ( التعليمي بالطبع)، الأمر الذي يعني أنه من الآن فصاعدا كل ما نقوم به ينطلق من ضرورة تجنب الإبادة النازية. وبصورة آلية يخرس هذا كل تساؤل جاد لما تقوم به إسرائيل. وحوالي العام 1970 كتب أبا إيبان في مجلة الكونغرس اليهودي الأميركي ( كونغرس ويكلي ) يقول أن المهمة الملقاة على عاتق اليهود في الولايات المتحدة هي البرهنة على أن العداء للصهيونية ـ وهو ما يعني حقا معارضة سياسات الحكومة الإسرائيلية ـ إما أن يدخل في إطار اللاسامية أو كراهية الذات بالنسبة لليهود. وقدمني مثالا لما يقول.
هكذا اتخذ الموقف الأميركي من إسرائيل قناعا ملائكيا ، إنقاذ ضحايا النازية من الدمار على أيدي العرب! ولهذا انطوى إحياء المحرقة على قدر عظيم من الأهمية؛ إذ قدم السياق الذي يتوجب على الأميركيين التفكير بين ضفتيه حيال ما يدور بين العرب وإسرائيل.
ومنذ زمن جد طويل ظل من الصعب المناقشة أو المحاضرة في هذه القضية ، لأنه يخلق الهياج الشديد أحيانا والعنف في بعض الأحايين.
أما في الوقت الراهن فقد تغير الأمر لعدة أسباب . الشباب الفلسطيني الدارس في الجامعات الأميركية شرع حقا في تنظيم فعالياته بطريقة مغايرة لما استنته م. ت. ف . وعلى قاعدة المبادئ الليبرالية عرضوا قضايا مثل الاضطهاد والاحتلال والعدوان ، وبدأوا يحصدون نجاحات في حملاتهم . حدث تغير درامي بعد العدوان على غزة ؛ أقصد أن غزو غزة أثار غضب عدد كبير من الناس. فما أقدمت عليه إسرائيل خلال العقد الأخير يناقض قيم الليبرالية ويصعب على الشباب تحملها .
إسرائيل تواصل تعطيل التسوية السياسية . لنواصل تشييد المستوطنات ، لكن بهدوء . وكما يقولون بالعبرية :" لا نود أن نقول للغوييم شيئا؛ فنحن ننفذ مخططاتنا". وكما قال بن غوريون فالمهم " هو ما يفعله اليهود وليس ما يفكر به الغوييم".
وذلك ما يجري حاليا أمام أنظارنا . إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة تواصل بالضبط عمل ما يحلو لها في مجال الاستيطان . إنهم لا يحافظون على الأمر الواقع ، بل ويوسعونه . ولا أرى أنه يتغير ، ما لم تتغير السياسة الأميركية . وفي مثال جنوب إفريقيا تغيرت السياسة الأميركية اولا ؛ في عام 1988 أطلقت إدارة ريغان على المؤتمر الوطني الإفريقي صفة " إحدى أبشع المجموعات الإرهابية في العالم". ولم يخرج مانديلا إلا قبل سنوات قليلة من قائمة الإرهابيين العالميين، ولم يستطع زيارة الولايات المتحدة إلا في عام 2008. ولم تمض سوى فترة زمنية قصيرة على تغير السياسات الأميركية حتى بدأ نظام الأبارتهايد ينهار . وخرج ما نديلا من سجنه بجزيرة روبنهود. لا نملك الوثائق ، لكن يبدو أن دوائر البيزنيس في الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا أقرت أن أمورها ستتحسن لو تم التخلص من نظام الأبارتهايد ، مع الإبقاء على النسيج الاقتصادي الاجتماعي بتغييرات طفيفة ، وهو ما حصل في جنوب إفريقيا.
النقطة المركزية أن لا بديل للنموذج الجنوب إفريقي، لا يمكن أن يتحقق تغيير في نهاية الأمر بغير أسلوب الضغط العام ـ المنظم والمستمر والصادق. كمية من العمل المضني.
القضية المحورية أن إسرائيل تواجه خيارين : إما تسوية الدولتين أو نظام الأبارتهايد. الإسرائيليون يريدون الأرض بدون مشكلة ديمغرافية . يريدون بناء إسرائيل الكبرى ولا يعنيهم مصير الشعب الفلسطيني ، والولايات المتحدة تدعمهم في ذلك. إسرائيل تمسك بحوالي الأربعين بالمائة من مساحة الضفة . هي ماضية صوب ضم كل الأراضي خلف جدار الضم والتوسع، ثم الغور الأوسط وتواصل بناء المستوطنات وإقامة نقاط التفتيش هنا وهناك بحيث تبقي كانتونات معزولة للفلسطينيين . بعد ذلك يحصرون الجماهير الفلسطينية في بانتوستانات كي يتعفنوا ،بينما الإسرائيليون وأصدقاؤهم يتجولون عبر الطرق السريعة جاهلين تماما ان العرب موجودون في الجوار، باستثناء ربما راع مع غنماته فوق تلة ، المشهد المميز للعصور التوراتية القديمة. غير أن إسرائيل لا تحمل أدنى مسئولية إزاءهم ، وهذا ما يبدو واضحا منذ عام 1967.
الأمر مختلف كثيرا عما كان في نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا.
هناك كان العمل ينهض على أكتاف قوة العمل السوداء. وبدونها يندثر ، وكان السود يشكلون أغلبية ضخمة بين السكان . في الحقيقة لم تحاول جنوب إفريقيا تدمير البانتوستانات ، حتى أنها حاولت جعلها قابلة للحياة لأنهم بحاجة إلى الناس ومضطرون لحكمهم. لكن إسرائيل لا تريد الشعب الفلسطيني.
من جديد أقول لا أرى مخرجا من المأزق ما لم تتغير سياسة الولايات المتحدة . وأخذا بالاعتبار الإجماع الدولي على حل الدولتين وفقدان الدعم المعقول لأي خطوة تتخطى الواقع الراهن ، فلن يكون التغير الأميركي إلا في هذا الاتجاه إذا كان هناك احتمال لأي تحول.
لست معارضا لمن يدعو لدولة ثنائية القومية ؛ وأنا أعارض من يدعو لهذا البديل ولا ينادي به. والتمييز بارز بين التوجهين: إذ بمقدورك الدعوة لأي شيء تريده ، أن نعيش بسلام ونحب بعضنا البعض . كل ذلك جميل ؛ لكنه لا يعني شيئا ملموسا ما لم تقدم خطة للانتقال مما نحن فيه إلى ذلك الهدف. والمناداة بعمل ما يعني بالملموس"هاهي الطريق التي نسلكها نحو الهدف ". ولا أعرف غير شكل واحد فقد من المناداة في الوقت الراهن ، أن نصل عبر مراحل .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشومسكي: تأملات في الحركة الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية 2
- نوعام تشومسكي: تأملات في الصهيونية وعلاقاتها بالسياسات الأمي ...
- إسرائيل تعيش عصرها الذهبي
- حرب قذرة إعلامية استيطانية تشارك بها فرق الموت الأميركية
- اغتيال عرفات وكوابيس القضية الفلسطينية
- الشعب الفلسطيني ينزف آخر قطرات الصبر
- الأبارتهايد الإسرائيلي موقد تحت مرجل المنطقة
- أبعد من تقاسم أراض بالضفة وأخطر من اختلال توازن ديمغرافي بال ...
- بصراحة عن اليسار في فلسطين
- إجراء وقائي للأقصى عبر المحكمة الدولية
- شغيلة فلسطين وكادحوها تحت ضربات الليبرالية الجديدة
- نطلق مبادرات التحدي بدل مقترحات التفاوض
- ليس للفلسطينيين قيمة استراتيجية في نظر الولايات المتحدة
- يوم الأرض الفلسطيني
- جرائم الأبارتهايد تحت الأضواء الكاشفة
- وضعية المرأة مرهونة بالتدافع الاجتماعي (يوم المرأة العالمي)
- مغالطات ام جهل .. يا أبراهامي ؟!
- مشروع نصر حامد أبوزيد
- السلفية والعولمة
- سلفية العصر الحديث


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - تشومسكي: تأملات في الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية 3