أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - نوعام تشومسكي: تأملات في الصهيونية وعلاقاتها بالسياسات الأميركية















المزيد.....

نوعام تشومسكي: تأملات في الصهيونية وعلاقاتها بالسياسات الأميركية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



1ـ تجذر ثقافة الصهيونية داخل مجتمع البيض في أميركا.

أجرى معين رباني ، الباحث في مؤسسة الأبحاث الفلسطينية ، والمحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط مقابلتين مع نوعام تشومسكي: أولاهما في 12 أيار 2009 والثانية في 21 نوفمبر / تشرين ثاني 2010. تباعد المقابلتين وتكرار بعض الأسئلة لم يفقد نظرات تشومسكي تماسكها المنطقي مع نظرته الإنسانية كمثقف شمولي النظرة . في مقدمة نص الحوار يقدم معين رباني محاوره أبرز شخصية ثقافية لا تزال على قيد الحياة. التزم طوال حياته بعمق بقضايا حقوق الإنسان وبالكرامة الإنسانية . برز أولا كمناهض لحرب فييتنام وكان قد التصق قبل ذلك بالصهيونية فكرة ثقافية مقطوعة الصلة بإنشاء الدولة . أعاد ارتباطه من موقف معارض بعد انتصار إسرائيل في حرب حزيران . حينذاك اتصل بإدوارد سعيد ونشأت بينهما علاقة تعاون حميمة، وذكر ه باسم التحبب "إد". في المرحلة اللاحقة اندمجت في رؤيته العريضة مسيرة الاحتلال بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط والعالم،؛ فباتت إسرائيل رهينة القرار الأميركي بصدد الشرق الأوسط.
نظرا للفجوة الزمنية بين المقابلتين جاءت الأفكار كما عرضها المحاور رباني متناثرة بين الثنايا. قمت بإعادة تنظيم أفكار الموضوع الواحد في هذا العرض المترجم عن الإنجليزية.
وأبدا بالموضوع الأول كيف تجلت الصهيونية في بداياتها .
* * *
قدم تشومسكي نفسه فقال كان "والدي أحد أتباع أحد هعام الذي نادى بصهيونية ثقافية تقصر مشروعها على إقامة مركز ثقافي يهودي بفلسطين، وتعارض إقامة الدولة اليهودية . كانت والدتي كذلك وكل الأصدقاء المحيطين . وفي عام 1947 حين صدر قرار التقسيم اعتبر القرار في أوساطنا تراجيديا محزنة".
في فترة شبابه عمل تشومسكي منظما لمجموعات الشباب الصهيوني ، والتي لا تعتبر صهيونية وفق معايير الزمن الراهن لأنها عارضت إقامة الدولة اليهودية . يقول تشومسكي، منذ الشباب المبكر التزمت بدولة اشتراكية ثنائية القومية.
حتى أوائل عقد الأربعينات لم تحظ فكرة الدولة اليهودية بالتأييد الشعبي . ولم تبرز القضية جاذبة للأتباع إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية . صحيفة نيويورك تايمز مثلا كانت مملوكة ليهود، لكنها لم تكن صهيونية ...وكان إيرفينغ هاو محرر مجلة ديسينت الليبرالية يزدري الحركة الصهيونية ، معتبرا إياها حركة قومية دينية أخرى. لم ير التقدميون ما يربطهم بالصهيونية ؛ فكانت مجرد قضية . ونشر محرر مجلة كومينتاري، نورمان بودهوريست، كتابا عن تاريخ حياته في أوائل عام 967 ، ونادرا ما ورد فيه ذكر إسرائيل.
من الناحية العملية لم تكن قضية الحب أمرا طارئا ؛ فقد وجدت في المجتمع الأميركي من قبل. ولو رجعنا إلى عشرينات وثلاثينات القرن الماضي نرى صورة مماثلة. لم اعلم بهذا في حينه ؛ غير أن أميركا غرقت في الصهينة؛ إذ تجسد فيها مفهوم الوعود التوراتية بكامله. الرئيس وودرو ويلسون يقرأ الكتاب المقدس كل يوم ، وكذلك الرئيس هاري ترومان. ووصف هارولد لاك ، أحد المستشارين الرئيسيين للرئيس روزفيلت عودة اليهود إلى فلسطين "أبرز حدث تاريخي عبر التاريخ". أعني انه تيار عميق في الفكر الأميركي والبريطاني . ومن الخطأ تجاهل ذلك.
يتوجب أن لا ننسى قيام علاقة طويلة الأمد بين المجتمع الأميركي ولاهوت المسيحية الأصولية سبقت ظهور الصهيونية. هناك مقارنة الهنود الحمر بسكان فلسطين الكنعانيين ، البرابرة ذوي الجلود الحمراء الذين حاولوا منع تقدم الحضارة واعتدوا على البيض الأبرياء. إنها علاقة إسرائيل بالفلسطينيين. في الحقيقة برزت المقارنة في إعلان الاستقلال الذي كتبه توماس جيفرسون، أعظم اللبراليين بين الآباء المؤسسين. وجاء في الإعلان ضد الملك الإنجليزي جورج الثالث أنه دشن بلا رحمة ضدنا هجمات المتوحشين الهنود ، ممن لا يفهمون في الحروب غير التعذيب والقتل وأضرابهما. وهذا ينطلق مباشرة من دعاية الصهيونية . إنه لقيد ممتد في عمق التاريخ على الثقافة والتاريخ الأميركيين. وفوق ذلك كله فالبلاد اكتشفها متطرفون دينيون كانوا يلوحون بالكتاب المقدس ويصفون أنفسهم أبناء إسرائيل يعودون إلى الأرض الموعودة . وبذا فالصهاينة عثروا على البيئة الطبيعية لحركتهم في هذه البلاد.
يرى أميركيون كثر أن اليهود يكررون إحياء تاريخهم، علاوة على أنهم يقرون تصرف الصليبيين وهم ينجحون في إلقاء "الكفار" خارج الأرض المقدسة .. هنا يكمن التماثل مع الأميركيين وهم يحتلون الأرض الجديدة . والصهاينة يستثمرون التماثل بشكل جيد ، وبصورة إيجابية . نحن جلبنا التحضر إلى البرابرة ، وهذا يشكل محور إيديولولجيا الامبريالية بكامله. وهو متجذر في عمق الحياة الاجتماعية.
وهناك عنصر الحرب الصليبية . فقد قورن الجنرال اللنبي بريتشارد قلب الأسد . ولدى تأبينه بعد عشرين عاما تكررت المقارنة. بالنسبة للغرب اعتبر 1300 عاما حقبة إهانة للغرب، عندما احتل "الكفار" الأرض المقدسة . والآن تعود بأيدي العالم المتحضر ، واليهود يعودون. كانت تلك هي القاعدة الثقافية العامة. اليهود بالقدس والمسيح سوف ينزل وستحل ألف عام من السلام. ثلث الأميركيين يصدقون كل كلمة في التوراة .
أما في أوساط المثقفين فقبل عام 1967 فشل اللوبي الإسرائيلي في حمل مجلات أميركية رئيسة مثل كومنتاري أو صحف التيار الرئيس مثل نيويورك تايمز على تبني خط السياسات الصهيونية. ..
التحق تشومسكي عام 1953 بأحد الكيبوتسات. لاحظ كومة من حجارة وسأل صديقا له عن سرها فهز الصديق كتفيه ولم يجب ؛ لكن في المطعم بعد تناول الغداء أنفرد به الصديق، وقال أن قرية عربية كانت في الموقع هدمت أثناء حرب 1948 وشرد سكانها . آنذاك أولى تشومسكي نظرة طبيعية للأمر، باعتبار العنف والتدمير هما المناخ المواكب لإنشاء الدول؛ فكل الدول مقيتة ورهيبة، تشكلت جميعها بالعنف ـ الولايات المتحدة تترامى على نصف أراضي المكسيك ، والحدود الأوروبية تعززت بواسطة القوة المسلحة بعد قرون من الوحشية ، ونفس الأمر حدث في كل الأصقاع.
ارتبط تشومسكي مع إدوارد سعيد بالقضية الفلسطينية بعد عدوان 1967. لم تعد القضية تخص إسرائيل وحقوقها ، إنما برزت قضية الأراضي المحتلة. يقول : منذ ذلك الحين شرعت الكتابة حول القضية . وأجرى المقابلة الأولى معي الصديق عساف كفوري، الذي تخرج من جامعة ( أم آي تي) عام 1969، ودار الحوار حول السلام في الشرق الأوسط. على إثرها زارني في البيت مجموعة من الأساتذة الإسرائيليين لمناقشتي في ما صدر عني من هرطقة . كانوا من الصهاينة الحمائم، من النوع الذي تحول إلى حركة السلام الآن أو معسكر السلام( غوش شالوم).
كانت الرسالة الأساس لتشومسكي ان من الممكن إقامة ترتيبات فيدرالية بين المناطق اليهودية والفلسطينية. لكن الأمور تطورت بحيث غدا من الضروري أولا التوصل إلى حل الدولتين ؛ فذلك هو الطريق المعقول لإقامة دولة واحدة. لا أعرف طريقة معقولة أخرى للتحرك نحو دولة واحدة ثنائية القومية . .. استعرضت احتمالات إقامة دولة ثنائية القومية في فلسطين قبل عام 1967. لم تكن ممكنة ما بين 1948 و1967، لكن مع احتلال إسرائيل للأراضي العربية اعتقدت حينئذ( وحتى الوقت الراهن أومن بذلك)أن بالإمكان إقامة نوع ما من الترتيبات الفيدرالية بين المناطق اليهودية والفلسطينية . بعيد الاحتلال جوبهت فكرة الفيدرالية بمقاومة ضارية من قبل المسئولين في إسرائيل ؛ ذلك لأنها حظيت بالتأييد الواسع. والآن خفتت المعارضة نظرا لتراجع تأييد الفكرة.
يكرر تشومسكي أن ليس صحيحا أنه يعارض فكرة "الدولة الواحدة ". "فما أعارضه هو الفشل في وضع مخطط أولي لطريق معقولة ننطلق عبرها من الوضع القائم حتى ذلك الهدف. والممر الوحيد المعقول يبدأ بحل الدولتين. وهناك إجماع دولي يكاد يكون شاملا على حل الدولتين طبقا للحدود المعترف بها دوليا.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تعيش عصرها الذهبي
- حرب قذرة إعلامية استيطانية تشارك بها فرق الموت الأميركية
- اغتيال عرفات وكوابيس القضية الفلسطينية
- الشعب الفلسطيني ينزف آخر قطرات الصبر
- الأبارتهايد الإسرائيلي موقد تحت مرجل المنطقة
- أبعد من تقاسم أراض بالضفة وأخطر من اختلال توازن ديمغرافي بال ...
- بصراحة عن اليسار في فلسطين
- إجراء وقائي للأقصى عبر المحكمة الدولية
- شغيلة فلسطين وكادحوها تحت ضربات الليبرالية الجديدة
- نطلق مبادرات التحدي بدل مقترحات التفاوض
- ليس للفلسطينيين قيمة استراتيجية في نظر الولايات المتحدة
- يوم الأرض الفلسطيني
- جرائم الأبارتهايد تحت الأضواء الكاشفة
- وضعية المرأة مرهونة بالتدافع الاجتماعي (يوم المرأة العالمي)
- مغالطات ام جهل .. يا أبراهامي ؟!
- مشروع نصر حامد أبوزيد
- السلفية والعولمة
- سلفية العصر الحديث
- التكفير يقتحم المشهد الثقافي
- اليسار وقضايا الفكر والثقافة التراث 2


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - نوعام تشومسكي: تأملات في الصهيونية وعلاقاتها بالسياسات الأميركية