أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - تشومسكي: تأملات في الحركة الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية 2















المزيد.....

تشومسكي: تأملات في الحركة الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية 2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشومسكي: تأملات في الحركة الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية
2ـ قصور السياسة الفلسطينية.. إغفال النشاط الجماهيري
في عام 1967 سددت إسرائيل ضربة أليمة لناصر ، وانطوت على أهمية حاسمة بالنسبة للسيطرة على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط . آنذاك كانت مصر مشتبكة في حرب فعلية مع العربية السعودية، هي حرب بالنيابة . كانت السعودية والأصولية الإسلامية يحظيان بمحبة الولايات المتحدة الأميركية ، واستمرت العلاقة الحميمة حتى الوقت الراهن.
كان موقف جمال عبد الناصر صحيحا في تبني حركة عدم الانحياز. والحياد مرادف للشيوعية في نظر السياسة الأميركية. تم التخلص من أعمدة الحركة ، سوكارنو في أندونيسيا إثر انقلاب سوهارتو عام 1965، حيث أبيد حوالي مليون شخص متهمون بالشيوعية، وفتح أندونيسيا للنهب الاستعماري.
عمليا لم أكن آنذاك على دراية بهذا الأمر ؛ لكن الجهود الأميركية للسيطرة على المنطقة ظلت الموضوع الرئيس في سياسة أميركا الدولية منذ الحرب العالمية الثانية . وفي أواخر عقد الأربعينات قال أ.أ بيرل، أحد المستشارين الرئيسيين للرئيس روزفيلت إذا استطعنا السيطرة على الشرق الأوسط نستطيع السيطرة على العالم . واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية الشرق الأوسط "المصدر الضخم للقوة الاستراتيجية " و "أعظم جائزة مادية عرفها التاريخ". وكانت تلك المفاهيم الشائعة لدى المخططين الاستراتيجيين في أواخر الأربعينات.
هل صحيح، كما تقول الدعاية الفلسطينية والعربية عموما، أن السياسة الأميركية مناقضة لمصالح الولايات المتحدة ؟ يجيب تشومسكي بالقول، " كل ما عليك عمله التوجه إلى دوائر الشركات الكبرى: جنرال إليكتريك، مورغان تشيز، غرفة التجارة الأميركية ، وول ستريت جورنال و تشرح لها بأدب أن السياسة الأميركية المناصرة لإسرائيل تلحق الضرر بمصالح أميركا . وليس سرا أن للرأسمال الخاص المتمركز تأثير كبير على سياسات الحكومة بشتى الطرق. وبذا فإن كان اللوبي يجبر الولايات المتحدة على سياسات تناقض مصالح هؤلاء الذين يديرون البلاد فسوف نستطيع إقناعهم . ولسوف يخرجون اللوبي الإسرائيلي من الحلبة خلال خمس ثوان. صناعة الحرب الأميركية لوحدها تتفوق بأشواط واسعة وتحتفظ بتأثير أضخم من اللوبي الإسرائيلي على السياسات الأميركية. فلماذا لم يجرب أحد هذه المحاولة ؟ ذلك أنها ليست سوى نكتة ولا تستحق التداول.
أعتقد أن قطاعات الاقتصاد الكبرى بالولايات المتحدة تجد في السياسات الأميركية تجاه إسرائيل أمرا مقبولا. وأسباب ذلك أن إسرائيل مجتمع غني ومتقدم ، لديه قطاع تكنولوجي قوي ومتطور مندمج بالاقتصاد الأميركي ذي التكنولوجيا المتطورة . هو قوي للغاية في الصناعة العسكرية ، له ارتباط وثيق بالصناعة العسكرية الأميركية وبالسياسة الحربية في حقيقة الأمر. وعندما يقول الرئيس أوباما" سأعطي إسرائيل طائرات إف 35، فهو بذلك يقدم دعما قويا لاحتكار لوكهيد مارتن ، دعم مزدوج؛ إذ عندما يدفع دافع الضرائب لاحتكار لوكهيد ستقدم لإسرائيل طائرات متطورة والعربية السعودية لا تعارض في أن تتسلم معدات من الدرجة الثانية.
يحدث الآن أن صفقة تسلح ضخمة عقدت مع العربية السعودية قيمتها ستون مليار دولار . وهذا ملائم لإسرائيل لأن المعدات من الدرجة الثانية ولا تلحق بها أي ضرر . علاوة على ذلك نشأت منذ سنوات علاقة وثيقة بين العسكرية والمخابرات الأميركية وبين إسرائيل ، وقامت الشركات الأميركية بتشييد مرافق داخل إسرائيل (أنتيل ، أضخم مؤسسة لصناعة الرقائق )، ويتوجه خبراؤنا العسكريون إلى إسرائيل لدراسة تقنيات الحرب ضد المدنيين.
علينا الإقرار بأن تغيير سياسات حكومة الولايات المتحدة ، إن كان لها أن تتغير ، يتطلب الضغط من حركة شعبية جماهيرية تملك من التأثير ما يحولها إلى عنصر بارز في التخطيط السياسي ، مثل حركة مناهضة الحرب في عقد الستينات.
انطلاقا من القناعات المتشكلة في خضم كفاحه ضد حرب فيتنام رصد المثقف الأميركي البارز قصورا لدى القيادة الفلسطينية. إذ مقابل التخطيط اليهودي المبرمج ومخاطبة الجمهور، مع حشد وتعبئة المؤثرات الثقافية فقد اكتفت القيادة الفلسطينية بالحديث عن الثورة العالمية .
لاأعتقد أنهم كانوا مقنعين في خطابهم؛ غير أنهم تسببوا في مشاكل عدة، ولا اود ان أسبب لهم مزيدا من الإزعاج. في نهاية عقد السبعينات كان ( إد) ينقل لهم الرسائل عندما يفدون إلى نيويورك. وتكزت فكرة إد أن يحملهم على الإصغاء إلى جمهور متعاطف مع الشعب الفلسطيني ، لكنه ينتقد سياسات القيادة. كنت حاضرا وكان معنا أليكس إيرليخ ،المناهض للصهيونية والبوندي النزيه، مدرس التاريخ الروسي بجامعة كولمبيا. كان اللقاء عديم الفائدة . بمقدورنا الصعود إلى الجناح الخاص بالوفد الفلسطيني في فندق بلازا بنيويورك ونجلس في هذا المكان الفخم ونصغي إليهم يتحدثون عن كيفية قيادة الحركة الثورية العالمية وأضراب هذا الكلام...
دعني أقدم مثالا . دوف ييرميا احد مؤسسي الهاغاناة، واعتبر بطلا وطنيا بسبب سجله العسكري المتميز . أرسل إلى لبنان عام 1982 للتعامل مع الأٍسرى، وكتب مذكراته التي فضحت يوميات حرب الأرض المحروقة. اعتقدت أن من الملائم نشرها باللغة الإنجليزية ، وطلبت من (ساوث إند بريس) ترجمتها ونشرها . لم تكن دار النشر تملك الأموال الكافية ، ولن تتناولها الصحافة بالعرض، ولن يطلع عليها أحد. طلبت من إدوارد سعيد ، وكان على صلة وثيقة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، أن يقنع القيادة بتمويل ترجمتها ونشرها . عاد إلي مستاءا، وقال إنهم سوف يمولونها إذا حملت الصفحة الأولى إشعارا بأنها نشرت تحت إشراف منظمة التحرير الفلسطينية .
هكذا اعتراني الذهول إزاء عجز القيادة الفلسطينية عن إدراك ما فهمَته كل حركة قومية ثورية ، أن عليك عمل شيء ما تستدر من خلاله عطف الشعب الأميركي. هناك سوء فهم جذري لكيفية عمل المجتمع الديمقراطي. الولايات المتحدة بعيدة عن الديمقراطية الباهرة ، لكنها ديمقراطية بهذا القدر او ذاك، والرأي العام ذو تأثير . والحركة المناهضة للحرب أحدثت فروقا وحركات التضامن مع شعوب أميركا اللاتينية أوجدت فروقا، إذ قيدت بصورة حادة التدخل العسكري الأميركي . والقيادة الفلسطينية فشلت في إدراك هذا التأثير . ولو امتلكوا قدرا من الأمانة وقالوا " انظروا ، نحن قوميون من حيث الجوهر ، ونريد إدارة شئوننا بأنفسنا ، وانتخاب مجالسنا البلدية ، وإزاحة الاحتلال عن ظهورنا" لكان من السهل تنظيم دعم عام ولحصلوا على قدر كبير من الدعم. ولكن إذا جئت للولايات المتحدة حاملا الكلاشينكوف لتقول أنك تنظم حركة ثورية عالمية ، فذلك ليس الطريقة التي بها تستحوذ على دعم الجمهور هنا ، وبالطبع جرى استغلال هذا القصور وتضخيمه.
تشكلت أحداث عيانية يمكن حيالها القيام بأشياء من شانها المساعدة على تنظيم الدعم للشعب الفلسطيني ؛ وبدلا من ذلك تقوضت جهود الدعم بسبب تصرفات وأساليب متبعة . كل ما أرادته القيادة بوضوح توجيه دعوة إليها لزيارة البيت الأبيض . إنه تصور مغاير للعمل السياسي، تصور غير ديمقراطي ، لا يصدر عن الإقرار بأن صفقة تعقد داخل غرفة خلفية مليئة بالدخان ليست ممارسة سياسية. وإذا ما قدر إحداث تغيير في السياسات الأميركية فلن يحدث ذلك بدون ضغط شعبي ، وهذا لن يتحقق بدون كسب عواطف الجمهور.
وفي الحقيقة يجب أن نتذكر بأن مقاربة الرد الرسمي الإسرائيلي على بيان إعلان الدولة الفلسطينية انطلقت من مبدأين اثنين: الأول نص على أن الحكومة الائتلافية المشكلة من شمعون بيريز ويتسحق شامير في أيار 1989 لن تقبل قيام دولة فلسطينية ثانية بين إسرائيل ونهر الأردن ( يعني أن شرقي الأردن بإملاء إسرائيلي هي دولة فلسطينية ، ولن تقام دولة أخرى ). أما المبدأ الثاني فيقرر مصير الأراضي المحتلة طبقا للخطوط العريضة التي ترشد سياسات إسرائيل . وفي الحال صادق وزير الخارجية الأميركية جورج شولتز على مضمون البيان.
وكتب ناحوم بيرنباع المعلق الإسرائيلي المعروف مقالة ذكر فيها كيف أن رابين التقى بأعضاء حركة السلام الآن وأكد لهم أن عليهم أن لا ينشغلوا بالمفاوضات الجارية، فهي ببساطة خدعة من جانب أصدقائنا الأميركان تتيح لنا فرصة عام آخر لضمان سحق الفلسطينيين عن طريق القوة . ولسوف يسحقون ، قالها رابين . وهذه مجرد فرصة أخرى تتاح لنا كي نمضي قدما بينما العالم يعتقد أن مفاوضات السلام تمضي قدما.
انا لا أحب أبا إيبان، غير أنه قال كلاما دقيقا لسوء الحظ: "القيادة الفلسطينية لم تفوت أبدا فرصة تضييع الفرص " . كانوا يقومون بالأفعال الصحيحة ، لكنهم ينفذونها بطريقة مكنت أعداءهم ، إسرائيل والولايات المتحدة ،من تحطيمهم في كل منعطف. وهذه إحدى أسباب انسحاب إدوارد سعيد من المنظمة وتحوله إلى ناقد مرير لمنظمة التحرير الفلسطينية . وعلي أن أقول أن إقبال أحمد ( مثقف أميركي من أصل باكستاني) عمل الشيء نفسه.
غير أن القيادة الفلسطينية عملت الكثير من الأمور الجيدة . فقد نجحت بالفعل في الإبقاء على حيوية القومية الفلسطينية تحت ظروف جد قاسية ، وهذا بحد ذاته إنجاز.... ينبغي الإشارة إلى المفاوضات التي جرت بعد حرب الخليج الثانية وترأس حيدر عبد الشافي الوفد الفلسطيني المفاوض. كان حازما وأصر على عدم التوصل إلى اتفاق ما لم يتوقف الاستيطان. بدلا من ذلك توصلت أطراف أخرى في تونس إلى اتفاق أوسلو الذي اعتقدت فيه القيادة الفلسطينية أملا عظيما في المستقبل . إدوارد سعيد وأنا معه، رفضنا بقوة ما بدا أنه الشعور الرئيس لدى الشعب الفلسطيني آنذاك. كلانا، إد وأنا، توصلنا في الحال إلى الاعتقاد بأنه كارثي من شأنه أن يقوض الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوعام تشومسكي: تأملات في الصهيونية وعلاقاتها بالسياسات الأمي ...
- إسرائيل تعيش عصرها الذهبي
- حرب قذرة إعلامية استيطانية تشارك بها فرق الموت الأميركية
- اغتيال عرفات وكوابيس القضية الفلسطينية
- الشعب الفلسطيني ينزف آخر قطرات الصبر
- الأبارتهايد الإسرائيلي موقد تحت مرجل المنطقة
- أبعد من تقاسم أراض بالضفة وأخطر من اختلال توازن ديمغرافي بال ...
- بصراحة عن اليسار في فلسطين
- إجراء وقائي للأقصى عبر المحكمة الدولية
- شغيلة فلسطين وكادحوها تحت ضربات الليبرالية الجديدة
- نطلق مبادرات التحدي بدل مقترحات التفاوض
- ليس للفلسطينيين قيمة استراتيجية في نظر الولايات المتحدة
- يوم الأرض الفلسطيني
- جرائم الأبارتهايد تحت الأضواء الكاشفة
- وضعية المرأة مرهونة بالتدافع الاجتماعي (يوم المرأة العالمي)
- مغالطات ام جهل .. يا أبراهامي ؟!
- مشروع نصر حامد أبوزيد
- السلفية والعولمة
- سلفية العصر الحديث
- التكفير يقتحم المشهد الثقافي


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - تشومسكي: تأملات في الحركة الصهيونية وتشابكاتها الامبريالية 2