أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - خادم السيدين















المزيد.....

خادم السيدين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 19:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تخيل عزيزي القارئ بأنك تخدم سيدين في نفس الوقت, لا أقول لك بأنهما يعيشان في مدنٍ بعيدة أو حتى في قاراتٍ بعيدة أو أنهم مثلا يتحدثون لغاتٍ مختلفةٍ فهذه النقطة في هذا الموضوع ليست مهمةً في شيء والمهم هو صفاء القلب وصفاء النيةوأريد أن أُلفت انتباهك إلى ناحية أخرى أكثر عظمة من المكان والزمان وهي الطباع واختلاف الاثنين في العادات والتقاليد والتربية, واحد شرير والآخر طيب المذاق..واحد طماع والآخر زاهد في الحياة ويعطي قلبه وحبه للآخرين , واحد على نياته والثاني خبيث جدا ,واحد كل تفكيره في جمع المال والآخر كل تفكيره في خدمة الرب الذي يصلي له ويخلص له ,واحد أبيض القلب والآخر أسود القلب,واحد محبوب بين الناس والآخر مكروه تكرهه كل الناس ...وتخيل بأن كل واحد منهما مختلفٌ جدا عن الآخر في كل شيء وأهم شيء في الأخلاق وفي المرونة أثناء التعامل مع الناس لأننا علمنا قبل قليل بأن الأول شرير والآخر طيب مثل رواية أو مسرحية شكسبير: الطيب والبشع والشرير..وتصور نفسك تطيع الاثنين معا,فما هي النتيجة؟ على حسب قول المسيح: لن تستطيع خدمة المال وخدمة الله , ولن تستطيع أن تخدم سيدين مختلفين جدا في أنماط التفكير وفي المزاج, من المؤكد أن تكون النتيجة سلبية في كل الأحوال, فأنت لن تستطيع خدمة الاثنين بنفس الإخلاص,لا بد بأنك ستنحاز إلى واحدٍ منهما دون الآخر وهنا تكمن المشكلة وهي أنك تقف على حافة الهاوية وعليك أن تختار بسرعة بين الاثنين قبل أن تزل قدماك وتقع في الحفرة التي حفرتها أنت بنفسك, وهذا هو المثل الأعلى الذي ضربه يسوع في الإنجيل عن خادم السيدين.

مهما حاول الإنسان أن يخدم الرب وأن يوازن بين خدمة الرب وخدمة المال فإنه سيعيش فاشلا طوال حياته أو مخلصا للمال نفسه دون أن يخلص للرب لأن المال هو سيده وخالقه ورأيتُ في حياتي كثيرا من الناس المدعين بأنهم يحبون الرب أو الله ولكنهم حين يصلون إلى مسألة المال فإنهم يختارون المال ليقعوا في شر أعمالهم لأن أغلب الذين يحبون المال شريرون ومرابون وانتهازيون للفرص,وهنا علينا أن نبحث عن الله في قلوبنا وعن الرب في طريقنا فيجب أن يكون طريقنا هو نفسه طريق الرب وأن لا نقع ضحية لشهواتنا الأبدية, لم يكن قبل هذا اليوم قلبي ممتلئا بالإيمان بخدمة الرب مثل هذا اليوم ولم تكن نفسي طيعة للرب مثل هذا اليوم, اليوم أشعر بنوره وهو يلامس شغاف قلبي وحبي له يعلو على حبي لكل شيء حتى نفسي وهذا هو الإيمان الحقيقي حين نطرد الشيطان من قلوبنا وحين لا نصغي لجباة الأموال وحين ننزه أنفسنا عن ارتكاب المعاصي والذنوب وحين نجعل طريق الرب طريقنا الذي نريد أن نسلكه,فإما أن نكون جميعا خدما للرب وإما أن نكون جميعنا خدما للمال وهو الشيطان,أو تعالوا لنتفق على سياسة معينة أو صيغةً معينة وأن نجعل بعضنا يجمعون المال بهوادة دون تسرعٍ والبعض الآخر يعملون بالإنجيل ليعيشوا من الإنجيل نفسه, إن الإنسان كما يقول يسوع لا يستطيع أن يكون خادما لسيدين في نفس الوقت فإما أن يبغض الأول ويحب الثاني وإما أن يحب الأول ويكره الثاني,وإما أن يخلص لأحدهما دون الآخر وإما أن يخون أحدهما, فالذي يخدم المال يخون الرب والذي يخون المال سوف يخدم الرب وستستفيد منه الإنسانية كلها,ولا أريد هنا عقد مقارنات بين الأديان الأخرى وإنما أن نكتفي جميعنا بهذه الموعظة الحسنة..وخدمة الرب معناها خدمة للإنسانية جمعاء للفقراء وللمساكين وللذين يطرقون الأبواب وللذين يسألون وستعيش هذه الخدمة على طول الزمان وعرضه أما خدمة المال لوحده ستجعل من صاحبها مكروها ومنبوذا بين الناس الذين يخدمون الرب أو على الأغلب ستكرهه الإنسانية جمعاء بما فيها الكبير والصغير والأمير والوزير, إن الإنسانية اليوم تتطلب منا جميعاً أن نلتفت إلى الرب سيدنا وأن نكون خداما له هذا العام أو على الأقل نطالب خدام المال أن يخدموا الرب في حياتهم سنة واحدة ليعم الخير على الجميع, ثانيا خادم المال لا يستطيع أن يوفر لنفسه وقتا كافيا لخدمة الرب لأنه يعيش طوال حياته وهو يفكر بالمال وحده ومشغولٌ به وحده وكل تفكيره في كيفية جمع المال والحرص عليه وسيتحول خادم المال إلى عبد وإلى حيوان خالٍ من الإنسانية حتى لا نكاد أن نحس بأن به ذرة من الإنسانية والعطف على الغلابة والمساكين, وكذلك خادم الجنس والشهوات فإنه يعيش طوال حياته وهو يبحث عن الشهوات والملذات والنساء وكذلك المرأة التي لا تفكر إلا في الجنس فإنها على الأغلب تعيش طوال حياتها وهي تفكر بالملذات ما هب منها ودب على وجه الأرض والجنس والمال صديقان لبعضهما ويكاد أن يغري أحدهما بالآخر أيما إغراء أو أن يكون أحدهما أباً وأُما للآخر, وخادم السيدين يعيش طوال حياته فاسدا وعلى الأغلب يخون الرب ويخلص للشهوات وللمال, أما أن يبقى طوال حياته خادما للاثنين فهذا مستحيل جدا, تعالوا معي لنتصور هذه الحكمة العظيمة التي جاء بها يسوع وهو إنقاصنا من أن نكون مجرد جباة للضرائب وجامعي أموال كما يفعل بعض الناس الذين يعبدون المال والمصاري والدولارات واليورو والجنيه الإسترليني والذين ينفقون زهرة شبابهم في جمع المال يضطرون أيضا للعمل ساعات إضافية أكثر من أي وقتٍ مضى ليجمعوا أموالا لا حصر لها وليتركونها خلفهم دون أن ينفقوها في خدمة الرب فهؤلاء جميعا لا يمكن أن يكونوا مخلصين للرب لأنهم سيضطرون لقتل إخوانهم والغدر بهم وتجويعهم من أجل أن يُتخموا بطونهم وكروشهم وخزائنهم بالأموال, إن الإنسان إذا عبد المال فإنه من المستحيل عليه أن يكون خادما للرب ذلك أن خدمة المال تتطلب الكراهية واللامبالاة والعدوان على الآخرين وسيصرف الخادم للمال عمره كله وهو يجمع الأموال وسيجعل من نفسه عبدا للذي يملك المال في سبيل الحصول عليه ولسوف تزداد مطامعه يوما بعد يوم من أجل الحصول على المال, وسيجعل من ظهره مطية يمتطيها المستلقون والطحالب التي تتسلق على أكتاف الغلابة والمساكين وسيعيشُ خادمُ المال عبدا للأموال ولسوف يدوس بقدميه على إنسانيته ولسوف يجرد نفسه من الإخوة ومن الصداقة وسينفي في وقت الشدة بأنه صديق لأصحاب الشدة, وعُباد وخُدام الأموال كثيرون جدا وهم لا حصر لهم على الإطلاق ولكن خدام الرب قليلون جدا الذين يعيشون طوال حياتهم وهم يخدمون الرب ولا يطردون الضيوف القادمين من أماكن بعيدة على مائدة الرب.

إن خدمة سيدين مع بعضهما البعض من المستحيل أن تستمر في طريق الرب الذي نسلكه فنحن حتى الآن نعمل على الاختيار بين الاثنين ولا نقبل الاثنين معا وأنا شخصيا واحد من الناس الذين قرروا منذ زمنٍ بعيد أن يتركوا عبادة المال رغم أنني بحاجةٍ إليه وقررت منذ زمنٍ بعيد أن أعيش خادما للرب على أن لا أكون خادما مطيعا للمال, ثم إن خُدّام الأموال سيئون السمعة يأكلون الربا ويفعلون الفواحش ويرتكبون الجرائم وتسبهم وتشتمهم الناس في السر أكثر من العلن وحين يريدون خلق توازن بين خدمة المال وخدمة الرب يضعون أنفسهم في عنق الزجاجة ويفشلون في عملية الدمج بين السيدين وهنالك قلة من الناس الذين اختاروا أن يكونوا خداما للرب..وخادم الإنجيل هو الشخص الوحيد الذي يعيش من الإنجيل نفسه هذا إذا بقي مصرا على خدمة الإنجيل لوحده دون خدمة المال



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام نظرة من الأفق
- عائلة آل برونتي الشهيرة في الأدب
- لماذا لم يقاتل عمر بن الخطاب في معارك الرسول؟
- بين المرأة والبيئة
- الثقافة المنزلية
- الهوية الضائعة
- العلاج بالقرآن2
- الشعور بالذنب بين المسيحي والمسلم
- الافكار البسيطة تنتشر بسرعة
- الإسلام ينتهز الديمقراطية
- يا قوم
- الزكاة قانون وشريعة رومانية وثنية
- التشابه بين الشعائر السماوية والوثنية
- للأفكار أجنحة
- اقتراح جديد بشأن اليهود
- اليهود في المنام
- ماذا سيبقى مني!
- رؤيا خرافية
- المثقف في المجتمع المريض
- حب الرب


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - خادم السيدين