أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهوية الضائعة














المزيد.....

الهوية الضائعة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 12:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أسمع عن محاولة يهودي أو مسيحي إحياء قوانين التراث وتشريعاته فهل مثلا سمعتم بيهودي يطالب بإعادة الجلد أو قطع الرأس أو قطع اليد أو مطالبا بإحياء شريعة العين بالعين والسن بالسن؟ وهل هنالك من يطالب بإحياء التراث غير المسلمين الذين يطالبون بإعادة شرب بول البعير دون إعادة تكريره وإرضاع الكبير قبل الصغير!! إن الإسلام مصيبة كبرى قد طبت علينا وأغلب المسلمين يتجهون إلى صناعة الكذب والدجل بكل فنونه ليكسبوا به رزقهم ولتتخم بطونهم على حساب الدين والدجل والنصب والاحتيال وكل ذلك بسبب غياب الإبداع في المنهج الإسلامي فالإسلام في حد ذاته يمنع المسلم من ممارسة حريته ومن ممارسة الفنون الديمقراطية بكل ألوانها وأشكالها,ولأن المسلم محروم من الإبداع فإنه ينتقم من تلقاء نفسه من كل مبدع وحتى تكتمل عناصر الجريمة بالكامل يتم توظيف هؤلاء المؤمنين الكارهين لكل شيء حتى أنفسهم في كافة مرافق الدولة فينغصون على المبدعين عيشتهم ويجعلونها مثل طين الشتاء الأسود حتى في نهاية الأمر تصبح الجريمة كاملة متقنة بفعلٍ من غير فاعل, لذلك المسلم لا يجد نفسه إلا بصناعة السحر والشعوذة وترديد ما يقوله السلف وتعطيل العقل والفكر والإبداع العام والخاص والجماعي رغم أن أعماله لا هي بسحر ولا هي بشعوذة ولا هي بدين سماوي فكل الإسلام جملة وتفصيلا أو كل ما يفعله المسلم بنفسه وبالناس من فنون لا تستطيع أن تحرز أي تقدم على كافة المستويات والصعد العالمية وكل ما يفعله المسلم لا يغني ولا يُسمن من جوع.

والمسلم يريد ممارسة حقوق المرأة فيمنعه الإسلام من ذلك والمسلم يريد إثبات وجوده المعاصر فيمنعه الإسلام من ذلك لأن في داخله صوت يقول له:ارجع إلى دينك وانظر في حياة الصحابة وسنة الرسول واقتدي بها,حتى أن الرسول نفسه لم يكن ملتزما بشريعته فقد سن للمسلمين أربع زوجات ولنفسه إلى مالا نهاية ولو عاش أكثر من العمر الذي عاشه لتزوج أكثر ولتعددت نساءه أكثر, ولم يسمح لعلي بن أبي طالب بأن يتزوج على ابنته فاطمة وهو على قيد الحياة ولم يأخذ علي بن أبي طالب حريته إلا بعد أن مات محمداً, والمسلم يلتزم بشريعة لم يلتزم فيها مشرعها ويحرم على نفسه كل ما يحله لنفسه الإنسان المعاصر,والإسلام يقف في وجه التغيير والإبداع وكذلك الإسلام جمّد الشخصية المسلمة وجعلها فاقدة لهويتها المعاصرة فلا يكاد أحد من الغرب يعرف للمسلم هوية عربية معاصرة, فمثلا تجد المسلم السلفي الذي يحرم ويكفر حتى السنن المستحبة على مبدأ الحديث النبوي القائل: من سن لنفسه سنة محببة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة...إلخ وتجد المسلم أو بعض المسلمين الذين يدينون بدين الغرب ليس لهم هوية معاصرة وهؤلاء هويتهم ليست هوية عربية مستمدة من روح الحياة العصرية بل أنهم يلبسون ثوبا غير ثوبهم فهم مثلا إما قادمون من التراث وإما بعض الأفراد المتأثرون بالهوية الغربية وحين نبحث أنا وأنتم عن هوية عربية إسلامية معاصرة أو عربية معاصرة نفاجأ بأننا لا نجد مسلما معاصرا يؤثر في الأمم الأخرى, فأروني يا معشر المسلمين كاتبا أو فلسفة أو حزبا أو مذهبا جديدا أثر في المذاهب الغربية أيما تأثير وأروني فيلسوفا واحدا معاصرا لهو هوية حديثة غير الهوية القديمة أو المستوردة من الغرب وحين ننظر لأنفسنا نجد أننا عالة على الأمم الأخرى ولا يستطيع أي شاعر أو مثقف أن يمارس ثقافته إلا إذا ألبسها ثوبا غير ثوبها وغير عصريٍ, حتى على مستوى فنون العمارة لا نجد بناية أو عمارة واحدة تدل على أن مصممها استوحاها من روح الشرق الحاضرة فينا هذا اليوم, فأين الروح المعاصرة التي تسكن أجسادنا الحية؟ إننا لا نجد لنا لا لونا ولا طعما ولا رائحة,فأين العربي المسلم وأين إبداعه الذاتي؟ولماذا لا نتذوق حلاوة الفن والإبداع في كل المجالات من فن ومسرح وتمثيل وشعر وثقافة بكل أشكالها وألوانها ومعظم المفكرين ومعظم المثقفين يعيشون في الأسر والإسلام هو من يأسر روح أولئك المبدعين لكي لا تنتشر عدوى الثقافة منهم إلى الناس كافة لذلك الإسلام والمسلمون كلهم في أزمة إنتاج لا يستطيعون إنتاج شيء فيهرب أكثرهم إلى ممارسة الجهل والجهالة لكي يقوم بتفريغ ما عنده من طاقات ولهذا السبب نجد أكثر المسلمين يتاجرون بثقافة طرد الشياطين وحرقهم رغم أن كل ما يفعلونه لا يمكن أن نجده على أرض الواقع حقيقة دامغة نفتن فيها عيون الغرب.

فالمواطن المسلم يريد مثلا ممارسة الاشتراكية فيمنعه دينه من ذلك,ويريد ممارسة الشيوعية فيمنعه دونه من ذلك ويريد ممارسة الحرية والليبرالية فيمنعه دينه من ذلك ويريد تعلم الفلسفة وتعليمها أو إنتاجها فيمنعه دينه من ذلك لأن كل ما ذكرناه محرم على المسلم وهذا يشكل عائقا أمام المسلم لكي يبدع ويجعل الأرض تزهرُ بما عنده من فنون فيمنعه دينه من ذلك لذلك ليس له مهربا من دينه إلا بممارسة طقوس الشعوذة والعلاج بالقرآن والقراءة على المرضى فهذا هو الفن الوحيد المسموح ممارسته في الإسلام.

لذلك هذا الإسلام لا يمكن أن يخيف الغرب والقوى العالمية بل أصلا هم من يشجع عليه لتبقى الأمة غارقة في الجهل وفي العمى.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاج بالقرآن2
- الشعور بالذنب بين المسيحي والمسلم
- الافكار البسيطة تنتشر بسرعة
- الإسلام ينتهز الديمقراطية
- يا قوم
- الزكاة قانون وشريعة رومانية وثنية
- التشابه بين الشعائر السماوية والوثنية
- للأفكار أجنحة
- اقتراح جديد بشأن اليهود
- اليهود في المنام
- ماذا سيبقى مني!
- رؤيا خرافية
- المثقف في المجتمع المريض
- حب الرب
- في هذا الزمن
- لا تحرمني من هذه العادة
- عبادة الشمس
- كيد المرأة عظيم وكيد الشيطان ضعيف
- لماذا أنا غير إرهابي؟
- فاتورة الكهرباء والمواد التموينية


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهوية الضائعة