يا قوم

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يا قوم لا تغلظوا لي بالقول فما أنا بمغلظٍ لكم ولا في أي كلمة أكتبها أو أقولها لكم,ولأن اعتديتم عليّ فما أنا بمعتدٍ عليكم..يا قوم لا تتكبروا...يا قوم لا تتهكموا...يا قوم لا تعتدوا ومن يعتدي منكم فإن ربي سيكفينه ...يا قوم لا تتعجلوا ولا تتسرعوا,يا قوم كونوا طبيعيين ولا تتعصبوا ولا تتشنجوا فكريا وعاطفيا...يا قوم لا تتضاحكوا...يا قوم لا تتعلموا الغدر ولا تستخفوا بعقلي..يا قوم إن ربي قد كان لي نصيرا..يا قوم ما أنتم إلا كمن استمع للحق ثم أعرض عنه تكبرا وتبجحاً...يا قوم تالله إني لناصح لكم أمين وإني أخاف عليكم أن ينزل بكم غضب من السماء أو يقلب بكم الربُ الأرضَ ويأتي على آخركم قبل أولكم,من كثرة ما تتعرضون لي من سبٍ وشتمٍ وأذى وتحقيروأنا لا أطلب لكم من ربي إلا أن يمسكم الخير وأنتم عن الخير والإصلاح معرضون وإنكم لفاسدون.

يا قومُ ما لكم لا تحجلون ولا تستحون ولا تتخلقون بأخلاق المسيح ابن مريم الذي تقولون بأنكم به مؤمنون! وكيف تحبون الرب وتكرهون أبناءه أو لو كان لكم صديقاً من الإنس تحبونه, أتحبونه وتكرهون أبناءه؟يا قوم لا تحتاروا... يا قوم إن أنتم إلا على العمى تمشون وآذانكم كأن فيها الطين والإسمنت المسلح فلا تسمعون,يا قوم لا تتمادوا كثيرا ولا تعطلوا الإيمان ولا تتخذوني سخريا ومن يتخذني سخريا فإن عذاب الله قريب,ما كنتُ مهرجا وما كنتُ ممثلا وأكثركم لا تعقلون,يا قوم مالكم كقوم موسى وكقوم صالح وكعادٍ وثمود! يوم أتيتكم بالحجة وبالبرهان المقنع قلتم عني مجنونا بل ساء ما تحكمون وساء ما تقولون وشاهت الوجوه وجوهكم يوم الديان الأعظم, يا قوم حرام عليكم أن تقولوا عني ما لا تعرفون ولو أخرجت لكم من الأرض ذهبا لقلتم هذا كاذب أفاك ولو فجرتُ لكم من الأرض ينبوعا لقلتم عني هذا سحر ساحرٍ ولا يفلح الساحر حيث أتى, وما أنتم بمؤمنين بي حتى وإن فعلت أمام أعينكم المعجزات إن الرب عنده مفاتيح كل شيء وبيده باب الرحمة يوسعه على منْ يشاء من أحبابه.

يا قوم لا تتمختروا في مشيتكم ولا ترموني بما لا تعلمون.. يا قوم إني أخاف عليكم أن يتخطفكم الموت قبل أن تؤمنوا بي وما ينفعكم تهكمكم هل كان عمر بن الخطاب خرّيجا من معهد السوربون؟ وهل درس متى أو يوحنا أو بطرس في جامعة إكسفورد؟ إن كلامي عربيا وما كان لساني معوجا وما كانت أمي بغيا ولم يكن أبي جبارا في الأرض وما كان جدي طاغيا أو مفتريا فما لكم تحيدون عن الحق وأغلبكم للحق كارهون, يا قوماً تخرجون من هيكل الرب كما تخرج الأفاعي وتدخلون المساجد والجوامع وتخرجون منها كما يخرج اللصوص,وإن كلامي معونة للعاقل وتذكرة للجاهل وأنكم تعرفون بأنه الحق من ربكم ولكن أخذتكم العزة بالإثم, يا قوم لا تشتمونني ولا تتعرضوا لي بالأذى كتعرض بعضكم لبعض ...ويوم يقول لكم الرب ما لكم وما لهذا الرجل ستقولون يا ليتنا لم نتخذه سخريا ويا ليتنا كنا ترابا أو حجارة أو فلزات لا تقرأ ولا تسمع ولا تتكلم,والله إن ما أعدكم به قد آن أوانه وما كان ربكم نسيا,هذا كلامي ولتعلموا أني ما كنتُ شيطانا وما كنت عفريتا وما شهد عليّ منكم أحدٌ بأن رآني يوما سكيرا أو عربيدا بل بشرٌ يبشركم وهل كلمة البشر ومعناها إلا البشرى التي تجدونها عندكم مكتوبة في الأناجيل الصحيحة التي تزعمون أنها مزيفة بل عقولكم مزورة ومغسولة ولكن أكثركم لا يعلمون شيئا و أكثركم تمارون وتماطلون ولا تريدون هداية من الله ولا تريدون في الأرض إلا فسادا وتغذية الفسق والكذب, ويا ويح بطون أمهاتكم وما أنجبنه لقد قلتم عني كلاما ليس صحيحا, بأس ما وصفتموني به بل هذه صفاتكم وليست صفاتي وهذه قلوبكم التي لا تعرف لا الحب ولا الرحمة ولا الإنسانية..يا قوم لا تحسدوني على ما آتاني الربُ من عنده إن الرب يعطي لبعضكم المال ولبعضكم الصحة والعافية ولقد أعطاني لساناً فصيحا فلا تكفروا بنعمة الرب التي أنعمها عليّ وعلى آبائي من قبلي ولا تتخذوني بعد هذا اليوم رمزا للطغيان وللسخرية وأنتم تعلمون من هي أمي ومن هو أبتي ولا تتسلقوا على أكتافي ولا تكيدوا لي كيدا إن ربكم أعلم بمن اهتدى وسيجزي الصابرين وسيعاقب المعاندين منكم في الدنيا وفي الآخرة, يا رب لا تجعل منهم على الأرض من أحدٍ وأرسل لهم من لدنك عقابا ليعرفوا أنني الحق وليعرفوا أنني على حقٍ على عدد شعر رأسي وعلى عدد ما بنيته يا ربُ في جسمي من خلايا.

وإن صبري ليس له حدود وإن عقلي ليس له سقفٌ وسيرسل الرب عليكم عذابا من لدنه وستندمون ندما شديدا وستأكلون أصابعكم أكلا وستصابون بالسُكري وبالسكتات القلبية وبالجلطات الدماغية من شدة غيظكم فهونا عليكم إني والله عليكم مشفقٌ جدا ولا يفلح من منع عني عطاء ربي إن عطاءه لي كان مستحقا,أنا العقل وأنا المنطق كله وأنا الصدق كله وأنا الحب كله وأنا منكم وأنتم مني فلا تبتعدوا عني كثيرا ولا تزدادوا لي كرها فتصيبني منكم عدوى بغير علم وإني إنشاء الله لمن المفكرين, وهذا أنتم فهل بعد هذا لكم من حجةٍ وهل بعد هذا لكم من نصير؟ إن الرب يعلم من هم عباده ومن هم أبناءه ومن هم أحباب قلبه.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات