أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - بين المرأة والبيئة















المزيد.....

بين المرأة والبيئة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 04:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ وجد الإنسان نفسه على هذه الأرض في وسط الطبيعة المظلمة في الليل مثل الكهف الغارق في لجة الظلام والمضيئةُ في النهار من ضوء الشمس وهو يحاول السيطرة على هذه الطبيعة ووضع حدٍ لتسلط الطبيعة على الإنسان من حيث الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين وأهمها فيضان الأنهار غير المنظم وتغير المناخ المفاجئ في بعض القارات فعرف الإنسان بذلك إله النور وإله الظلام وأصر على المعركة بينهما فثمة واحد يشعل فتيل الظلام وآخر يشعل فتيل النور ومن هذا وذاك انتشرت ثقافة الخير وثقافة الشر والحرب بينهما وتم تحديد اللون الأسود الذي يرمزُ إلى الأيام السود واللون الأبيض الذي يرمز إلى المستقبل الذي ننتظره حين يسيطر إله النور على إله الظلام,أي أننا ما زلنا تحت سيطرة الإله الذي ينشر السواد والأمراض والكوارث والشر بكل محتوياته, ودائما ما تمثل المرأة الطبيعة بكل ما فيها من عنفوان فالمرأة لا تختلف عن الطبيعة شكلا ومضمونا,والرجل لا يختلف عن الثقافة في استبد بالطبيعة وانفرادها بها لكي تأخذ منها حقها وحصتها بالكامل, ودائما ما يمثل الرجل العلم والمعرفة والتفكيرالمنطقي في كيفية إحكام قبضة الرجل على المرأة تماما كتحكيم قبضة العلم على الطبيعة, لقد كانت الثقافة وانتشار العلم والمعرفة فألاً ليس طيبا على المرأة وقد كانت اكتشافات الإنسان وفتوحاته العلمية باب نحسٍ على المرأة, والمرأة تتشابه مع الطبيعة من حيث وظائف المرأة البيولوجية مثل الولادة والمحافظة على النوع البشري كما أن الأرض تنتج (إكسير الحياة) فهذه تعطينا النبات والخضروات والماء العذب والمرأة تُمثل مصنعا لإنتاج الإنسان بشقيه الذكري والأنثوي,وبما أن المرأة تنجب وتلد الأطفال فإن الإنسان اعتبرها خالقة وآلهة طبيعية فعبد المرأة وبالذات عضوها التناسلي, والمرأة تتشابه مع الطبيعة من حيث دورتها الشهرية التي تكتمل كدورة القمر من وهو هلال صغير إلى أن يصبح بدرا مضيئاً في منتصف الشهر القمري لذلك عرف الإنسان أول ما عرف نظام العد القمري قبل أن يعرف نظام العد الشمسي,والأرض تسقى بالماء وتحرث والمرأة تسقى وتُشبع تربتها بماء الرجل الذي يوفر للمرأة الهدوء العصبي, والمرأة حين تأتيها دورتها الشهرية تكون في حالة عصبية يرثى لها وتجتاحها الآلام من كل النواحٍ وتصبح غير قادرة على القيام بواجباتها المنزلية وتبدو ضعيفة التركيز وأغلب النساء أثناء الدورة الشهرية يتوقفن عن العمل بموجب قانون طبيعي يكفل للمرأة الراحة بعد العناء, لذلك منحت الطبيعة المرأة ضعفها ومنحت الرجل قوتها فالرجل وطبيعة الرجال امتازوا بمواصفات تتناسب مع طبيعة العلم والمعرفة والثقافة فتشكلت فرق الصيادين من الرجال وجلسن النساء في البيوت يطبخن الطعام ويشعلن النار ويبحثن عن الأعشاب النافعة والضارة لذلك فُتح باب الطب على أيد النساء وفتح باب الحرب وشن الغارات على أيد الرجال لأنهم صيادون بطبعهم, ومنعت الطبيعة المرأة من ممارسة الصيد نظرا لأن فتحة حوض المرأة 60ْ وفتحت حوض الرجل30ْ فكان الرجل في الهرولة للصيد أسرع من المرأة لأن خطواته تقدمية أما فتحت حوض المرأة فقد جعل هذا الأمر من خطواتها خطوات تباعدية نظراً لتباعد الفخذين,وكان الإنسان القديم ينظر للمرأة كما ينظر للقمر من حيث اكتمال دورتهما الشهرية لذلك الإنسان البدائي توقف عن العمل بعد أن يكتمل نمو القمر وأطلق على هذا اليوم أسم (إسباثو) أي الراحة والنوم العميق تشبها بالمرأة التي تتوقف عن العمل أيام الطمث.

والقصة المسلية والمحزنة في الموضوع هو أن الإنسان بسيطرته على الطبيعة التي تشبه المرأة سيطر أيضا على المرأة والإنسان بعد أن كان يخاف من المرأة أصبح لا يهابها فكلما تقدم الإنسان علميا في السيطرة على الطبيعة كلما تقدم وتطور في فنون السيطرة على المرأة حتى غمرت العلوم والثقافة والمعرفة كافة أرجاء الأرض وبنفس الوقت غمرت السيطرة على المرأة كل بقاع الأرض.

ففي المجتمعات المتخلفة تحكم المرأة الأسرة وفي المجتمعات المتقدمة علميا وثقافيا يحكم الرجل المرأة فالمسألة عكسية جدا وجدلية جدا والذي يشهد على ذلك تقدم العلوم والمعرفة ولولا العصر الصناعي الذي قلب الموازين وجعلها متساوية مع الرجل لأن العمل اليوم كله خلف الآلات والمصانع وليس خلف العضلات وتقارب الفخذين,وفعلا لولا العصر الصناعي لذهبت المرأة في شربة ماء وفي خبر كانا وأخواتها وانتهى مصيرها للأبد ولكن المجتمع الصناعي أصبح بحاجة ماسة للمرأة فجعلها مساوية للرجل لأن عصر الصيد قد انتهى ودخلنا عصرا جديدا فيه مؤسسات تطالب بحقوق المرأة وبحماية الطبيعة وبين كل هذا ما زالت المعركة مستمرة بين العلم والمعرفة وبين البيئة والطبيعة من جهة أخرى وثمة موضوع يلفت انتباهنا جميعنا وهو:أن الإنسان بسيطرته على الطبيعة والبيئة ألحق أضرارا جسيمة في الطبيعة وساهم العلم كما ساهمت المعرفة في تلوث البيئة من حولنا وكانت الطبيعة مرعبة للإنسان ومصدر خوف دائم منها وبما أن الطبيعة تتشابه مع المرأة فقد كانت المرأة في العصور الحجرية مرعبة للرجل وفي نفس الوقت عبد الرجل المرأة والطبيعة معاً وحين تخلص الإنسان من خوفه تجاه الطبيعة أدى هذا إلى تحرره من المرأة التي كانت تخيفه إلى أن أصبحت المرأة هي التي تطالب بالتحرر من الرجل وكأننا في لعبة القط والفأر, لذلك عبد الإنسان الأول الطبيعة والمرأة معا وهذا يفسر لنا سبب انتشار المعبودات الأنثوية السابقة على الذكرية, وبعد أن سيطر الإنسان على الطبيعة وتحرر منها رافق هذا الانتصار انتصارٌ آخر على المرأة, واليوم هنالك مؤسسات تطالب الإنسان بالحد من سطوته على الطبيعة وبالحد من سيطرة الذكور على الإناث, وربما يأت يوم على الطبيعة لتثأر به من الإنسان الجاحد للنعمة فقد قلع الإنسان الأشجار وصنع من شجرة واحدة مليون عود ثقاب وجرف الأرض بالتركتورات وبالآلة الزراعية وتلاشى الوهم القائم بين وجود الإنسان والطبيعة ويخيل اليوم للإنسان بأن المعركة مع الطبيعة قد انتهت وانتهى أجلها,ولكن من الذي يدفع ثمن الإضرار بالبيئة: المستهلك أم المنتج أم المصانع العملاقة, هنالك دعوات ليست سرية لحماية الطبيعة من التلوث البيئي وباختصار شديد السياسة والتطور والتقدم لم يمنعا الإنسان من قهر الطبيعة والمرأة في آنٍ واحد.

وهنالك مخاوف من ارتفاع درجة الحرارة في القطب المتجمد درجة أو أربع درجات حين تسترد الطبيعة عافيتها لتنتقم من العلم ومن الثقافة التي أذلتها سنين طويلة ولسوف تواجه المدن الساحلية مصيرها النهائي حين تغرق بعد ارتفاع منسوب المياه جراء ارتفاع درجة الحرارة,والعلم والمعرفة يهددان الطبيعة بشن حربٍ عليها لا هوادة بها والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان تهدد الرجل بالفناء إذا استمر اضطهاده للمرأة, والمعركة المستمرة بين الإنسان والطبيعة والبيئة هي نفس المعركة المستمرة بين الرجل وبين المرأة فستسترد المرأة عافيتها وستسترد الطبيعة عافيتها وستنقلب موازين القوى وستتغير خارطة الكرة الأرضية بكاملها,ومهما ارتقى الإنسان بعلمه وجبروته وتسلط على الطبيعة فلن يستطيع قهرها بالكامل لأن الطبيعة أقوى من العلم نفسه وارتفاع درجة الحرارة في القطب المتجمد أربع درجات يساوي انفجار أربع قنابل نووية مثل التي انفجرت في هورشيما ونغازاكي, وسيعود للإنسان إلى الخوف من الطبيعة مرة ثانية وسيعود الإنسان للخوف من المرأة مرة أخرى.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة المنزلية
- الهوية الضائعة
- العلاج بالقرآن2
- الشعور بالذنب بين المسيحي والمسلم
- الافكار البسيطة تنتشر بسرعة
- الإسلام ينتهز الديمقراطية
- يا قوم
- الزكاة قانون وشريعة رومانية وثنية
- التشابه بين الشعائر السماوية والوثنية
- للأفكار أجنحة
- اقتراح جديد بشأن اليهود
- اليهود في المنام
- ماذا سيبقى مني!
- رؤيا خرافية
- المثقف في المجتمع المريض
- حب الرب
- في هذا الزمن
- لا تحرمني من هذه العادة
- عبادة الشمس
- كيد المرأة عظيم وكيد الشيطان ضعيف


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - بين المرأة والبيئة