أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*














المزيد.....

شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


تشكلت الفكرة في مخيلتي وكأنها جنين في رحم امه.. كانت تتغذى من فكري، وبدأت بالنمو حتى صارت تأخذ حيزاً كبيراً من حياتي اليومية، إلا انني اردت منها ان تُكتب على نحو بعيد عن التقليدية فعملت من خلالها على مزاوجة الواقع بالخيال وتناولت (ذبابة) سجينة في مركز الابحاث بالولايات المتحدة الامريكية تمني نفسها بحرية الطيران وتفتش عنها حتى في قفصها الزجاجي.. الى أن جاءتها لحظة الحظ التي منحتها فرصة الهروب الى سماء الحرية ومن ثم الوصول الى بغداد مصادفة عن طريق طائرة الاباتشي اثناء الحرب العراقية الامريكية 2003 لتكون شاهداً على حجم الدمار الذي حل بمدينة السلام، ولترصد الحرية التي حصد ثمارها اهل العراق عن طريق المحتل.
درست كل شخصية من شخصيات روايتي على نحو مستقل، وعمدت على اختيار شخصيات عراقية بسيطة يألفها القارئ مهما كان مستواه الثقافي والفكري.. ولكن اكثر ما ارهقني هو دراسة فيزياء الذبابة وطبيعة حياتها وهو الامر الذي تطلب مني قراءة كتب ودراسات متخصصة بحياة الذباب لأكون فكرة متكاملة بعيدة عن التناقض.. وبعد الانتهاء من تلك القراءات بدأت أرصد تحركات الذباب على نحو عملي.. وصار همي على مدى أسابيع متتالية متابعة تحركات تلك الحشرة اكثر من اي شيء آخر.
والامر الاكثر صعوبة وخطورة في هذه التجربة الروائية هو دراسة او معايشة الجانب النفسي والسلوك اليومي لجنود الجيش الامريكي في العراق، ولانني لا اكتفي بالقراءة.. استثمرت عضويتي في المركز الصحفي الاعلامي المشترك (C.I.P.I.S) التي تبيح لي الدخول الى المنطقة الخضراء، فضلاً عن علاقتي الطيبة والحميمة بالمستشارة الثقافية في معسكر الازدهار الامريكي في بغداد، والتي ساعدتني كثيراً بالدخول الى قلب المعسكر ومعاينة ومتابعة الجنود عن قرب..
كل هذا وانا لم ابدأ بكتابة الرواية، ولكني كنت منهمكاً بتدوين الافكار.. إضافة او تعديل معلومة كانت تكتب على نحو عشوائي... وخصوصاً تحركات جنود الاحتلال..
كنت اخرج من المنطقة الخضراء ملبداً بالخوف والقلق المزمن الذي يلازمني حتى وانا اعبر جسر الجمهورية سيراً على الاقدام، لا اجيد وصف ذلك الاحساس المركب، شعور بالفرح باكتساب معلومة جديدة تخدم الرواية واحساس بالموت العاجل، أذكر ان رموش عيناني واطرافي ترتجف خوفاً من ان ترصد الجماعات المسلحة دخولي وخروجي من والى المنطقة الخضراء او المعسكر..
كنت اسارع الخطى كلما ازدادت شحنات الخوف بداخلي، واحاول تركيز نظراتي الى نهر دجلة او التأمل في السماء حتى أعبر الى الجانب الاخر الذي كان يمثل لي نصف احساس بالنجاة من الموت ..
أصل الى موقف سيارات الاجرة في مرآب الباب الشرقي وامتطي سيارة (الكوستر) المتوجهة الى مدينة الشعب.. وفور جلوسي على مقعد السيارة وسط فوضى الركاب، اجد اجمل اللحظات حينما كنت ادون الملاحظات التي اكتسبتها من زيارة المعسكر على علبة السجائر..
لا يكتمل الشعور بالنصف المفقود من انسانيتي إلا بعد دخولي الى غرفتي التي كانت تغص بقصصات الورق المبعثرة وعلب السجائر الفارغة من التبغ والمحملة بافكار كنت انظر إليها وكإنها تساوي أيام شبابي كلها.
وبعد اكثر من ستة اشهر من معايشة الجيش الامريكي وبمعدل زيارة اسبوعية تستغرق اكثر ثمان ساعات.. وجدت نفسي محاطاً بفكرة متكاملة تتطلب مني البدء بالكتابة، ولأني شاب ينتمي لاجيال التكنولوجيا، كنت ومازلت افضل الكتابة على الحاسوب.. وذات مساء فتحت صفحة بيضاء وبدأت بالكبس على أزرار لوحة المفاتيح، وهي لحظة ولادة روايتي (ذبابة من بلد الكتروني) والتي عملت من خلالها على انسنة تلك الحشرة.. وجعلها كائن يطالب بالحرية ويكشف عن معاناة شعب مزقته الحروب.
ربما أكون قد جازفت بحياتي لأقدم تجربة متواضعة بسيطة ولكني اردت من خلالها تحليل او تعرية مفهوم الحرية في زمن الاحتلال.. اردت ان اقدم تجربة لها تماس مباشر بأبناء وطني الذين دكتهم المصائب.
ـــــــــ
* ذبابة من بلد الكتروني ـ رواية صدرت عن دار الينابيع السورية 2012.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً (اعتذارات ، الدفاع عن الرب ، سؤال مجهول الاجا ...
- قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول ...
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)
- قصص قصيرة جداً ( أمي عانس! لكنهم! رموز البكاء)
- أيام القيامة.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (سرقة، احتشام العرايا، تحريض الموتى )
- قصتان قصيرتان (ربيع مُظلم، الحقيبة)
- قصص قصيرة جداً (سجين الحياة ، صراع (ج) (س) ، مقبرة الصمت )
- قصص قصيرة جداً (احتضان قلب ، بيضاء حبيبي.. وانا أحمر، رشوة ا ...
- قصص قصيرة جداً (شيخوشة الموت، استقالة ابليس، زاد الحرب)
- قصص في ثوانٍ
- عيد الحب.. في قصص قصيرة جداً (خارطة المستقبل ، حلم انتِ، أحض ...
- قصص قصيرة جداً (تحولات، البصيرة والطاعة العمياء، العرس والمُ ...
- قصص قصيرة جداً (ذائقة الموت، الصحف ليست للقراءة، رَدْ الجميل ...
- قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،ف ...
- (أعياد العبيد، جنون الضحكة ، حليب الديمقراطية) قصص قصيرة جدا ...
- سوء حظ عاطفي.. وقصص اخرى
- أوجاع قصصية قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (أوتار ذابلة، أوراق وأقلام، عرس في المقبرة)
- ماذا بعد مقتل هادي المهدي؟


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*