أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول حكومية)














المزيد.....

قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول حكومية)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 22:23
المحور: الادب والفن
    


رياح التكنولوجيا

رياح الحداثة عصفت بعالمنا البسيط.. اقتلعت أوصاله من الجذور كنبتة صغيرة اشتهتها الريح..
مع امتداد العاصفة بدعم تكنولوجي اجتاح بيوتنا كلها، هرب المألوف من نفسه خوفاً من تحول غير مدروس، وهو الامر الذي غير موازين الاشياء كلها، وحطم صخور الحضارة على رؤوس المؤمنين بها، مما تسبب في تحويل ذاكرتنا العميقة الى ذاكرة ضبابية تتبخر كل خمس ثوان.. ذاكرة لا تختلف كثيراً عن ذاكرة الاسماك حتى لا تعود بنا الى قيم وعادات رجعية.
وبعد هذا الضجيج المدمر.. انجلت العاصفة، بعد ان جمدت دماءنا في عروقنا وحولت قلوبنا الى مدافن لاسماء عشاق كنا قد زرعناها في الصميم..

نور هناك.. موت هنا

غاب النور، بعد ان خاصم القمر سماء المدينة.. وإحساس الخوف لا يقاطعه اي احساس، وصافرات الانذار تنشر فوبيا الموت على مسامعنا، والعتمة مخلوق ضعيف.. يهاجم العزل الخائفين بسرعة تفوق الضوء..
وانا أرصد صمتاً كونياً عبر نافذتي المطلة على الشارع..
لمحت بصيص نور يغازل السماء، يظهر خافتاً تارة ويتوهج تارة أخرى.. يقترب، ويشتعل، وينطفئ على هواه..
بقيت متأملاً، مراقباً ولم اشعر بوجوده إلا وهو يمزق الحي وسكانه بالكامل.

حلول حكومية

احتشد الناس في بقعة واحدة كما لو انهم في يوم الحشر واللقاء الموعود مع الرب..
تجمعوا بانتظار وفد رفيع المستوى كان قد وعد سكان الحي بزيارة لحل مشكلاتهم.
كل من كان بالانتظار، كان يبتلع اطنانا ً من الهموم الثقيلة..
وفور وصول الوفد المنتظر.. انهالت عليهم الشكاوى والتوسلات، وتوزعت الطلبات مابين القضاء على الجوع والعطش والبطالة وامكانية صناعة الامل في هذا الحي المنهمك بالمآسي وظلت الطلبات تتلاحق إلى ان أشار مسؤول الوفد بيده مطالباً بالصمت الجماعي.. قائلا:
- تمر بلادنا العزيزة في وضع استثنائي انتقالي، تتطلب منكم الصبر بعض الوقت..
من كان منكم جائعاً؛ عليه ان يأكل من حذائه، ومن احس بالعطش عليه ان يشرب من دموعه.. أما من بحث عن البسمة فلينظر الى نفسه ملياً.. ليجد نفسه في هيستريا الضحك اللامنتهي.
لا تتعاملوا مع اسيادكم بالجشع، ولا تطالبوا بغير الابقاء على انفاسكم، واحذروا من ان ترفعوا ايديكم إلى السماء لانها قد تمطر عليكم مشانق ومن دون ان تبصروا وباءً.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)
- قصص قصيرة جداً ( أمي عانس! لكنهم! رموز البكاء)
- أيام القيامة.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (سرقة، احتشام العرايا، تحريض الموتى )
- قصتان قصيرتان (ربيع مُظلم، الحقيبة)
- قصص قصيرة جداً (سجين الحياة ، صراع (ج) (س) ، مقبرة الصمت )
- قصص قصيرة جداً (احتضان قلب ، بيضاء حبيبي.. وانا أحمر، رشوة ا ...
- قصص قصيرة جداً (شيخوشة الموت، استقالة ابليس، زاد الحرب)
- قصص في ثوانٍ
- عيد الحب.. في قصص قصيرة جداً (خارطة المستقبل ، حلم انتِ، أحض ...
- قصص قصيرة جداً (تحولات، البصيرة والطاعة العمياء، العرس والمُ ...
- قصص قصيرة جداً (ذائقة الموت، الصحف ليست للقراءة، رَدْ الجميل ...
- قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،ف ...
- (أعياد العبيد، جنون الضحكة ، حليب الديمقراطية) قصص قصيرة جدا ...
- سوء حظ عاطفي.. وقصص اخرى
- أوجاع قصصية قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (أوتار ذابلة، أوراق وأقلام، عرس في المقبرة)
- ماذا بعد مقتل هادي المهدي؟
- قصص قصيرة جداً (هي في مكان آخر ، معزوفة ، صدأ الورد)
- الكمامات.. قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول حكومية)