أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صباح قدوري - ماهي الاستراتيجية التي تربط كردستان العراق بحكومة اوردوغان؟!















المزيد.....

ماهي الاستراتيجية التي تربط كردستان العراق بحكومة اوردوغان؟!


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 21:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لاتزال القضية الكردية،هي من احدى المسائل المعلقة في الشرق الاوسط ، وغير مطروحة في المحافل الدولية كقضية سياسية يجب حلها في المستقبل المنظور، وتاتي بعد القضية الفلسطينية الغير محلولة ايضا . كما وان التعامل مع هذه القضية حتى الان، يتميز بطابع انساني اكثر من سياسي. تتحرك هذه القضية باستمرار بين العاملين الداخلي والخارجي، والبارز فيها دائما هو ان العامل الاخير اكثر تاثيرا وفعالا من العامل الاول في عملية اتخاذ القرارات. ومن المفروض الربط بينهما ، مع ايجاد نوع من التوازن في الممارسات واتخاذ القرارات المصيرية، الذي يعطي زخما في تطورهذه القضية باتجاه سليم ويبعدها عن المخاطر والاخفاقات ، مع التاكيد على ان العامل الذاتي يجب ان يلعب الدورالرئيسي وفعال في هذه القضية.

ان الطابع القومي لكردستان العراق والاعتراف للشعب الكردي بحقه في تقرير مصيره، وبث الوعي لدى الجماهير الكردية لتاخذ قضيتها بيدها ، وعلى اثر الانتفاضة المجيدة في اذار/1991 ،التي مهدت الطريق امام هذا الشعب الى تطوير هذه القضية والتعبير عنها بصيغة النظام الفيدرالي ،كتعبير عملي عن حق في تقرير المصير ضمن هذه المرحلة . ويمكن ان تاخذ اشكالا اخرى متطورة عبر سيرورة تطبيقها وممارستها بشكل صحيح على اسس الديمقراطية الحقيقية ، ورفع المستوى الثقافي والوعي لدى الجماهير الكردية صاحبة القرار النهائي في هذه العملية.

منذ بداية اقرار الدستور العراقي في 2005 ، ظهرت اشكاليات في تفسير وتطبيق بنود هذا الدستور، وتحولت فيما بعد الى مشاكل بين اقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية ،حول النفط ، وتطبيق الدستور لمفهوم الفيدرالية، وخاصة المادة 140منه، وتقاسم السلطة والموارد المالية (حصة الاقليم من الميزانية) ، ومسالة البشمركة،واخيرا عدم تنفيذ اتفاق اربيل.على اثر ذلك نشبت ازمة الثقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية، وتفاقمت الازمة منذ اشهر عندما وجه رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، انتقادات شديدة الى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، واتهامه بالدكتاتور، قبل الاقدام الى سحب الثقة عنه، بالتعاون مع القائمة العراقية والتيار الصدري، الذي تراجع فيما بعد، ومجموعة من النواب المستقلين. مع استمرار اصرار حكومة الاقليم والقائمة العراقية لحد الان على سحب الثقة من المالكي .

ان خارطة الطريق المرسومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها في الاتحاد الاوربي، وبالتعاون مع بعض الدول الاقليمية في المنطقة ( السعودية وقطر وبلدان الخليجية الاخرى وتركيا)، هي لاعادة ترتيب الشرق الاوسط الجديد، بحيث يضمن لامريكا وحلفاءها مصالحهم الاقتصادية النفطية والاستثمارية بدرجة اساسية ، وضمان صيانة سلام وامن واستقرار اسرائيل في المنطقة، و ايضا في انتفاع تركيا اقتصاديا وابراز دورها في القرارالسياسي للمنطقة.

ما يحدث اليوم من الاوضاع السياسية المعقدة في المنطقة، وخاصة في البلدان العربية ، نتيجة تنفيذ سياسات خارطة الطريق الامريكية ، وعلى اثرها نشبت الحروب والفوضى وزعزعة استقرار المنطقة ، ناهيك عن الضحايا البشرية فيها ، والتي قد تصل لحد الان الى ما يقارب من مليون، منذ غزو العراق واحتلاله في 2003 . وقد تسببت هذه الحالة الى مزيد من التخلف والخراب وتفاقم عدد الضحايا في هذه المنطقة مستقبلا، مع تكبدها خسائرمادية وبشرية كبيرة، وانعكاساتها الكارثية على الجيل الحالي والاجيال القادمة، وتفريغ فحوى ثورات ( الربيع العربي) تدريجيا من محتوها الديمقراطي الحقيقي، وفي تحقيق مطاليب اوسع الجماهير وخاصة الفقيرة منها ، وتامين الاستقرار والتقدم والازدهارالاقتصادي والسلم الاجتماعي والاهلي، وتحقيق مبدا العدالة الاجتماعية، وضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة لشعوبها.

لقد جاء الوقت لدفع الاكراد ، وخاصة اكراد العراق ليلعبوا دورهم في هذه الخارطة ، وابراز الجانب السياسي في قضيتهم على اساس تطوير الصيغة الفيدرالية الحالية ضمن العراق الموحد، الى صيغة الاستقلال او/كونفيدرالية مع تركيا.وبالتاكيد ترحب تركيا بذلك، طمعا بنفط وغاز كردستان العراق ، وخاصة في كركوك ، وعلى حساب قمع الشعب الكردي فيها، وممارسة السياسة الشوفينية تجاه. والتي هي من الدول الاقليمية،التي تعتبر القضية الكردية فيها ملتهبة اكثر من غيرها، وتتنكر اصلا لوجود شعب كردي فيها وقوامه اكثر من 20 مليون نسمة، يناضل من اجل حق تقرير المصير واختيار العلاقة والارادة الحرة والرغبة في العيش مع شعوب تلك الدول، مع استمرار القصف التركي للقرى الكردية داخل الاراضي العراقية، بذريعة محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، واعتبارها منظمة ارهابية لا تمثل مصالح حقوق الشعب الكردي في نضالها العادل.

ان دخول تركيا لتنفيذ السياسات المرسومة لهذه الخارطة في المنطقة واضحة للعيان وخاصة في الوضع السوري الراهن، وبالتعاون مع المملكة العربية السعودية وقطر. ودخولها مع اكراد العراق، وخاصة بعد الغزو الامريكي في 2003 من بوابة العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاقليم في مجالات البناء والخدمات في البداية ، ومن ثم الى تنامي وتقوية هذه العلاقة ، واصبحت متينة من خلال شركات النفط المتعددة العاملة في الاقليم ، ومشاركة تركيا في راسمال بعض منها عن طريق امتلاكها للاسهم فيها ، بالاضافة الى مشاركتها في الانتاج.ومحاولة تسويق نفط وغاز كردستان العراق عبر خط (نابوكو- روسيا)، تريده تركيا ان يمرعبرها من (اذربينجان وليس ايران) ، وكذلك خط الغاز العربي ، ومن هذين الخطين الى النمسا ،المركز التجميعي لطاقة النفط والغاز، ومنها توزيعه الى بلدان الوحدة الاوربية، بدل ان يمر خط ( نابوكو) من ايران عبر العراق الى سوريا مباشرة ، ولكن خارج حدود جغرافية اقليم كردستان العراق، ومنها الى دول الاتحاد الاوربي. هذا ما تنوي تحقيقه حكومة المالكي نيابة عن ايران.

ان الزيارة المكوكية لوزيرخارجية تركيا احمد داود اغلو الاخيرة الى اقليم كردستان ومنه الى مدينة كركوك، ما هي الى التاكيد والاطمئنان على تنفيذ السياسات الامريكية والبلدان الخليجية ، وخاصة السعودية وقطر، بالدقة وفق خارطة الطريق المرسومة للشرق الاوسط الجديد، وبالتنسيق مع حكومة اقليم كردستان العراق بهذا الخصوص،مع تباين واضح في موقف الاحزاب السياسية الكردستانية، وخاصة الاتحاد الوطني الكردستاني في الرؤية وايجاد الحلول لمعالجة الاوضاع الداخلية في الاقليم والعلاقة مع الحكومة الاتحادية، والازمة السياسية العراقية،مما قد يتسبب في تعميق الخلافات داخل الاقليم، ومن المحتمل ايضا ان ينفرط التحالف الاستراتيجي مع حليفه الحزب الديمقراطي الكردستاني،ووصول هذه الخلافات الى قواعد الحزبين الحاكمين.

ان تباين موقف الاطراف المناديه لسحب الثقة من المالكي، وكذلك من الموقف تجاه سوريا ، ومسألة تسويق النفط عبر خط (نابوكو)، وخط الغاز العربي الى دول الاتحاد الاوربي، وعقود تراخيص النفط للشركات المستثمرة في الحكومة الاتحادية واقليم كردستان العراق ، وفي مقدمتها اكسون موبيل وشيل وتوتال ودانا غاز وغيرها، لقد ادت الى ظهور استقطابات في هذه المواقف للاطراف السياسية المشاركة في الحكومة الاتحادية ، وتحويلها الى ازمة سياسية حقيقية معقدة ، لايمكن الخروج منها بسهولة ،الا عن طريق توسيع الحوارات، ووضع مصلحة العراق قبل كل اعتبارات ، و ضمان محافظة وتطويرالمكتسبات المتحققة للشعب الكردي في الاقليم ، وكذلك القوميات الاخرى واطياف الشعب العراقي عامة .

التوجه نحو الحل الديمقراطي والدستوري في معالجة الاشكاليات، وتخفيف حدة التوترات والتهديدات بين الاطراف المشاركة في العملية السياسية. تقديم الانتخابات التشريعية، واجراء الانتخابات المحلية في موعدها، بعد تعديل بعض بنود الدستور، واقرار قانون ديمقراطي للاحزاب،وتعديل قانون الانتخابات، واعادة تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، انجاز عملية الاحصاء السكاني على عموم العراق، وهي مهمات البرلماني الحالي، يجب انجازها قبل المغادرة.

الحد من التدخلات الاقليمية السافرة والمباشرة،ومنها ايضا ايران في شؤون سياسية العراق الداخلية والاقليم. والاستفادة العقلانية من العامل الخارجي/ الموضوعي في بناء عراق جديد بمعنى الكلمة. ولتحقيق ذلك لابد للشعب بان يقول كلمته، ويجد حلول جذرية للازمة الراهنة ، ووضع البلاد على المسارالصحيح، يتحقق فيه الامن والاستقرار والتقدم والبناء والازدهار والعيش السعيد.

وختاما اتمنى من القيادة الكردية في كردستان العراق ، ان تاخذ الحيطة والحذر من تدخلات الاقليمية الدائرة حاليا في المنطقة ، وتلعب كل من ايران على صراع مع جبهة تركيا والسعودية وقطر في هذه المسالة ، وكل طرف من هذه الاطراف يحاول تقديم بعض اغراءات سياسية واقتصادية للقيادة الكردية ، وجرها الى اتوان هذا الصراع. على القيادة ايضا ان تستفاد من التجارب السابقة ، التي لم تجلب للشعب الكردي غير الدمار والويلات. وتتبادر فورا الى توحيد الخطاب السياسي ، ولم شمل البيت الكردي، وتقوية العامل الداخلي، والاستفادة العقلانية من العامل الخارجي، والتفهم لمسالة حق تقرير المصير لهذا الشعب، وايجاد الصيغة العملية الملائمة وفي الوقت المناسب للتعبيرعنه.



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة ابن رشد، بين البناء والتطوير
- صدور العدد الخامس من الدورية العلمية المحكَّمة لجامعة ابن رش ...
- هل دخلت العملية السياسية العراقية في نفق مسدود؟
- تحديات ومهمات الحكومة السابعة لفيدرالية كردستان العراق
- صدور العد الرابع من الدورية العلمية المحكمة لجامعة ابن رشد/ ...
- مسؤولية احداث العنف الاخيرة في فيدرالية كردستان العراق
- بمناسبة الذكرى العاشرة لتاسيس الحوار المتمدن
- صدور العدد الثالث من الدورية العلمية المحكمة لجامعة ابن رشد
- استقلال إقليم كردستان العراق بين الفرضية والواقع
- ضرورة واهمية تطبيق معايير المحاسبة الدولية في الاقتصاد العرا ...
- ملاحظات حول مسودة برنامج الحزب المعدة للمؤتمر التاسع للحزب ا ...
- لا خلاص لمحنة الشعب العراقي الا بتغير النظام
- على هامش الانتخابات البرلمانية في الدانمارك 2011
- ليتوسع ويتعززالحوار،حول التيار الديمقراطي العراقي
- المناضلة هناء أدور... كما عرفتها
- مائة يوم... وماذا بعد؟!
- حقوق الشعب الكوردي... وفيدرالية كردستان العراق
- لنجعل من نوروز يوما للحوار الصادق... والعطاء للشعب الكوردي
- الى أين تتجه حكومة المالكي؟!
- نحن على موعد مع التظاهرة الشعبية في العراق


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صباح قدوري - ماهي الاستراتيجية التي تربط كردستان العراق بحكومة اوردوغان؟!